عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 08-24-2015, 12:51 AM
 
Talking



الفصل السادس

[ أملي تجسد بهيئة شخص ]

كان يامي واقفا بعيداً عن البقية واضعا طرف السكين الحاد على عنقه و يده ترتجف , الخوف واضح عليه فدموعه لم تتوقف عن الانهمار و هو لا يستطيع طعن نفسه .

يوزان : سيد يامي أرجو...

قاطعه يامي : لا تكمل , قلت لك لو رحلت فسيكون هذا أفضل للجميع .

يوغي : يامي أرجوك توقف , مهما كانت المشكلة كبيرة فهي لا تحل بهذه الطريقة .

التفت للوكاس و قال : أنت قل شيئا , ألست والده ؟!

لوكاس ببرود : في السجلات فقط , أنا لا أعترف به ابناً لي حتى .

يوغي اتسعت عيناه بصدمة : ماذا !!

لوكاس : منذ لحظة ولادته و أنا اعرف أنه ليس ابني , لهذا لم أعامله يوما كابن لي , و بسبب وجوده بيننا قتلت والدته .

آتيم بغضب : أنت ما الذي تتفوه به أمامه ! ألا تملك قلبا ً ؟

لوكاس : والدته هي السبب , خيانتها لي كانت سبب موتها , بالتالي هو كان سبب موت والدته أيضا هو يستحق كل ما يحدث له الآن .

التفت يوغي ليامي فوجده مصدوما أيضا من الكلام الذي يسمعه , عيناه توسعتا و أصبحت حدقته بحجم الخرز .

ضغط على سكينه و جرح بها عنقه فركض يوغي ليوقفه , أمسك يوغي بيد يامي التي بها السكين قائلا : توقف عن هذا , يامي أرجوك توقف لا تؤذي نفسك أكثر .

يامي يصرخ : ابتعد عني , اتركني أمت لا فائدة من حياتي .

يوغي : هذا لي صحيحاً لا تستمع لما يقوله .

يامي و قد انهار على الأرض باكيا : والدتي ماتت بسببي , يوزان كاد أن يفقد حياته بسببي , و أنت ستكون التالي , لا أريد أن أعيش بعد الآن هذا يكفي .

يوغي : أرجوك يامي , كل مشكلة ولها حل .

يامي : لا أريد أن أسبب ألماً لأحد , لما لا يمكنني أن أعيش حياتي كفتى طبيعي ! لما يتحتم علي أن أكون سببا لمعاناة الآخرين !!

استغل يوغي فرصة انهيار يامي و أخذ السكين من يده و رماها بعيدا ثم وضع يده على عنق يامي حيث الجرح , ضغط بأصابعه على الجرح حتى لا ينزف أكثر فاقترب منه ريو و جلس بجانبه .

يوغي : لم يقطع وريده , يمكننا علاجه الجرح سطحي .

يامي : اتركوني أمت , لا تعالجوا شيئا .

لم يستمع ريو لكلامه فقيد يوغي حركة يامي بينما أخرج ريو منديلا من جيبه و مسح الدم عن عنق يامي و قال : يوغي , امسك به هكذا حتى أعود .

يوغي : حسنا .

وضع يوغي يده على الجرح ليوقف النزيف حتى مجيء ريو.

دخل ريو المستشفى ليحضر بعض الضمادات لتضميد الجرح فقال يامي : لما أنتم حريصون على حياتي هكذا ؟

يوغي : لأنه لديك الحق بأن تحيا مثلك مثل جميع البشر , لوجودك في هذه الحياة سبب و لا يمكنك الموت هكذا ببساطة .

يامي : أي حق هذا ؟ وجودي لا يسبب سوى الأذى للجميع .

يوغي : هذا لا يعني أن الجميع يكرهك , مع أني لا أعرف قصة حياتك ولا أعرف شيئا عن معاناتك لكن على الأقل يوزان سيفديك بحياته .

نظر يامي إلى يوزان فوجده قد أمسك لوكاس من ياقته و يتحدث معه و الغضب واضح عليه , لكنه لم يستطع سماع ما يقولونه بسبب أصوات سقوط الصخور بالجبل الذي كان بجانبهم , اهتزت الأرض بقوة فقال آتيم : هل هذا وقته الآن !!

(( اليابان معروفة بكثرة زلازلها و أول اشارة على أن الزلزال قادم هي الاهتزازات الأرضية ))

أمسك بيد لوتس و قال : هيا يجب عليك الخروج , ابتعدي من هنا .

لوتس : ماذا ؟

آتيم : سنلحق بك بعد أن نأتي بيوزان و يامي , تعرفين مكان سيارة أمي صحيح ؟

لوتس : أجل لكن ماذا عنكم ؟

آتيم : سنلحق بك هيا اذهبي .

لوتس : حسنا , انتبهوا على أنفسكم جيدا .

ركضت لوتس إلى المكان الذي أوقفوا فيه سيارة عمتها جين و في تلك اللحظة خرج ريو قائلا : هيا بسرعة لنبتعد من هنا , سيحدث زلزال في هذه المنطقة .

آتيم كان يحاول ففك الجدال بين يوزان المصاب و لوكاس الذي لم يكن يهمه ما يجري , اقترب ريو قائلا : هذا يكفي , ليس وقتاً مناسبا للجدال الآن .

يوزان بغضب يصر على أسنانه : سأقتص منك , صدقني لن أتركك بحالك .

لم يغير لوكاس ملامحه الجامدة و قال : اسمع كلام صديقك , هذا ليس الوقت المناسب للجدال .

أغلق باب السيارة من دون أن يدخل فتحرك السائق مبتعدا , بينما ظهرت إحدى المروحيات من العدم و هبطت خلف لوكاس .

صعد لوكاس على تلك المروحية لكنه لم يغلق الباب بل تشبث بها ولا يزال واقفا , ابتسم بخبث ثم أخرج من جيب سترته جوهرة مصقولة بحجم قبضة يده , كان لها لون بنفسجي مشوب ببعض الحمرة و بداخلها كان هناك شيء كالدخان الأسود .

ما إن رآها يوزان حتى أمسك بعينه اليسرى التي بدأت تؤلمه .

أسند ريو يوزان قائلا : ماذا يحدث لك ؟ , يوزان تكلم !!

لم يستطع يوزان فعل شيء , يبدو أن لتلك الجوهرة تأثيرا سيئا عليه , أما آتيم فكان واقفا فقط يحدق بلمعان الجوهرة و قد نسي كل شيء من حوله , لم يعد يرى سوى تلك الجوهرة .

لاحظ يامي ما يجري فنهض من مكانه راكضا نحو لوكاس .

يوغي : يامي لحظة , عد إلى هنا جرحك!!!

مروحية لوكاس بدأت بالارتفاع عن الأرض إلا أن يامي لم يسمح له لأنه قفز عليه و تعلق بثيابه ليأخذ تلك الجوهرة من يده .

لوكاس بصدمة من تصرف يامي : ماذا تفعل أيها الأحمق !!

يامي : استخدمتني بما يكفي , سلمت نفسي لك ومع ذلك لا تريد ترك يوزان بحاله .

لوكاس : أنت تراجعت وكدت أن تقتل نفسك , هذا يعني أن اتفاقنا قد ألغي .

يامي و قد نجح بأخذ الجوهرة من يد لوكاس : ولايعني هذا أن سأتركك تؤذيه كما تريد , جوهرتك الغالية هذه ستراها قطعاً صغيرة .

لوكاس بغضب: أيها ال........ , أعدها .

كانت المروحية قد ارتفعت ثلاثة أمتارعن الأرض فقال يامي : في أحلامك .

أفلت يامي قميص والده و دفع نفسه ليسقط من المروحية , أراد لوكاس أن يمسك بيد يامي لكن بآخر لحظة أبعد يامي يده ليسقط بعد أن ابتسم بنصر ليغيظ ذلك اللوكاس .

وصل يوغي تحت يامي ليلتقطه قبل أن يسقط متناسيا حجم جسده الصغير فسقط يامي فوق يوغي .

يامي بخوف : يوغي ! كان عليك أن تبتعد .

نهض و ساعد يوغي على النهوض فقال يوغي : أهم شيء أنك بخير .

يامي ابتسم : شكرا لك .

نظر للجوهرة بيده فقطب حاجبيه متذكرا وجه والده و قال : هذه يجب أن تنتهي .

رفعها ليرميها بالأرض و تتحطم لكن قبضة قوية أمسكت يد يامي من الخلف .

التفت يامي خلفه فرأى آتيم و خصلاته الشقراء تغطي وجهه .

يامي بغضب : ماذا تريد ؟! اترك ذراعي .

رفع آتيم رأسه فظهرت عيناه لكنهما لم يكونا بلونهما الطبيعي , بل كانتا بلون خرنوبي و بؤبؤ عينه كان صغيرا جدا بحجم الخرز , و ملامح وجهه لم تكن طبيعية , وكأن آتيم ليس بوعيه .

ضغط على ذراع يامي أكثر قائلا بصوت مرعب : أعطني اياها .

يوغي بخوف من شكل آتيم : آتيم !! , هذا ليس أنت !

تألم يامي و حاول الافلات من قبضة آتيم لكن هيهات , قبضة آتيم أقوى بكثير من يامي .

يامي : هذا يؤلم , أفلتني حالا .

آتيم بصوته المرعب : أعطني أياها .

يامي : ماذا تريد منها ؟

أمسك يوغي بذراع آتيم و أبعدها عن يامي , ثم وقف بينهما مقابلا لآتيم .

يوغي بجدية : آتيم , توقف حالا عن ما تفعل !

مع نهاية جملته بدأت الأرض تحتهم تهتز بشدة .

ريو بخوف : يوغي , يامي آتيم كفاكم عبثاً تعالوا حـ....

سكت حينما رأى تلك الهالة القرمزية تحوم حول آتيم , شعره بدأ بالتطاير و بدأ يفقد لونه تدريجاً ليصبح فضي اللون .

تراجع يوغي و يامي خائفين مما يحدث لآتيم الذي لم يبدو أبدا أنه طبيعي أبدا.

يامي : ماذا يجري له ؟!

يوغي : لا أعرف بصراحة .

انشقت الأرض بين آتيم و بين يوغي و يامي و بسبب الاهتزاز الشديد سقط يامي ويوغي على الأرض .

يوزان صرخ رغم ألم عينه اليسرى : سيد يامي !!

كان سيذهب إليه لكن ريو منعه قائلا : حالك لا تسمح لك بالتحرك , اهدأ .

يوزان بانفعال : كيف تريد مني أن أهدأ و سيد يامي على وشك الموت !!

ريو صرخ وهو يحاول الامسكا بيوزان كي لا يتهور : يوغي , عد سريعاً إلى هنا .

سمعه يوغي و نهض مع يامي ليعودا أدراجهما لكن عامود مصباح الشارع سقط أمامهما مما قطع عليهما الحركة .

الأرض زادت من اهتزازها و ارتفعت المنطقة التي يقف عليها ريو ويوزان بطريقة مائلة مما سبب انزلاقهما للأسفل فسقطا بقرب آتيم الذي جلس على الأرض ليتفادى السقوط .

نهض ريو و أمسك آتيم من كتفيه و هزه ليستفيق قائلا : آتيم , عد لطبيعتك هيا !!

ازدادت الهالة القرمزية حول آتيم مما سبب حروقاً بسيطة بيدي ريو فابتعد عن آتيم .

صرخ يوغي : ريو !! , لا تقترب منه ابتعد بسرعة .

يامي : هل تعتقد أن تحوله هذا بسبب الجوهرة ؟

يوغي : ربما , لا أعلم هذه أول مرة أراه فيها هكذا .

رأى يامي السكين التي جرح بها نفسه و قد كانت على وشك السقوط داخل الشق لكن يامي أمسك بها قبل أن تسقط بثانية .

يوغي : ماذا تفعل ؟

يامي : سأحطمها .

قلب السكين ليمسك بنصلها الحاد و يبدأ بضرب الجوهرة بغمد السكين .

يوغي : هذا خطر .

ضرب يامي الجوهرة الضربة الأولى و لكن لأنه كان ممسكا بنصل السكين فقد جرح يده و سال دمه ليغطي الشقوق التي أصابت الجوهرة , فعادت الجوهرة كما كانت و كأنه لم يصبها خدش واحد .

اتسعت عينا يامي قائلا : ما هذا !!

كانت الجوهرة تضيء مكان الشق الذي حدث فيها بلون خرنوبي حتى التئم الشق تماما و عادت جديدة .

يوغي بصدمة : دمك يصلحها !

لم تدم صدمة يوغي طويلا فالأرض اهتزت من جديد و هذه المرة بشكل أقوى من ذي قبل فبناء المستشفى قد بدأ يتشقق , و انشقت الأرض مجددا لكن بين يوغي و يامي لتنخفض الأرض التي عليها يامي و ترتفع أرض يوغي للأعلى قليلا .

ركض يوغي ليتفقد يامي , نظر للأسفل فوجد يامي على الأرض ممسكاً بمرفقه الأيمن و الواضح أنه تأذى .

يوغي : يامي , أنت بخير ؟

يامي نهض : أعتقد ذلك , لكن ذراعي تؤلمني قليلا .

مد يوغي يده قائلا : امسك بي هيا , تعال لنخرج من هنا .

يامي : يجب أن أدمر هذه أولا .

يوغي : لا يهم هيا تعال .

في هذه الأثناء كان ريو ويوزان قد ابتعدا عن آتيم و اقتربا من يوغي الذي يحاول جاهداً أن يقنع يامي بالصعود لكن يامي مصر على رأيه بتحطيم تلك الجوهرة , ومن جديد بدأ يضربها بغمد السكين لكن لا فائدة , كلما ضربها يسيل دمه على الجوهرة فتعود من جديد .

من بعيد كان آتيم يراقب ما يجري و لم يعد لحاله الطبيعي بعد , التصدعات التي كانت تحدث للجوهرة كانت متزامنة مع أضواء البرق الصغيرة التي كانت تنبعث من هالته القرمزية .

صرخ يوزان : سيد يامي هيا تعال , لا يمكنك البقاء هناك أكثر هذا خطر .

تلفت يامي حوله و بالفعل كان كلام يوزان صحيحا فالأرض التي عليها يامي قد بدأت تتهاوى هي الأخرى .

نهض من مكانه حتى لا يسقط وراء تلك الصخور و تراجع للخلف باتجاه يوزان و يوغي و ريو .

مد يوزان ذراعه قائلا : سيد يامي !!

التفت له يامي وبآخر لحظة رفع يده ليمسك بيد يوزان و تحطمت الأرض تحت يامي مما جعله معلقا , إن أفلت يد يوزان سيسقط داخل الشق العملاق .

وزن يامي لم يكن سهلا على ذراع يوزان اليسرى المصابة , فبسبب الثقل المفاجئ تفتقت الغرز التي كانت بكتف يوزان مما جعل جرحه ينزف من جديد فتلطخت ملابسه بالدم و سالت دمائه لتصل لكفه و تسيل على كف يامي و يتقطر بعض منها على وجه يامي .

يامي بخوف : يوزان , كتفك !!

يوزان ابتسم رغم ألمه : لا يهم , ما يهمني أنك بخير .

يامي هز رأسه بالنفي و الدموع تتجمع بعينيه : لا يمكنني تركك تتعذب .

يوزان : قلت لك , حياتي من دونك لا شيء ان اضطرني الأمر فسأموت معك .

يامي و قد بدأ بالبكاء : لأنك غبي , اتركني أمت أنت لا شأن لك .

يوزان بعناد : أبداً .

أمسك يوغي بذراع يوزان ليخفف الضغط على كتفه قليلا و كذلك فعل ريو .

يوغي : أيها الأحمق , أتظن أنك خلقت على وجه الأرض هكذا بدون سبب !!

اتسعت عينا يامي قائلا : ماذا !!

يوغي : بالتأكيد لوجودك سبب , لم تخلق عبثا , كل نفس تتنفسه و كل نبضة ينبضها قلبك , كل يوم تعيشه له سبب , ولا يمكنك الموت هكذا .

انزلقت يد يامي بسبب دماء يوزان التي سالت حتى وصلت كفه , حاول يوغي الامساك بيد يامي التي انزلقت لكنه لم يستطع فسقط يامي .

آتيم كان يراقب المشهد من بعيد و حينما رأى يامي يسقط للهاوية لمعت عيناه بلونهما الطبيعي و تحرك بسرعة الضوء ليصل ليامي قبل أن يسقط و يمسك به , استخدم أحد الأعمدة التي كانت أسفل الهاوية ليدفع نفسه للأعلى و يخرج من الشق حاملا يامي معه .

بسبب خوف يامي فقد تمسك بآتيم بشدة فسقطت الجوهرة من يده لأسفل الهاوية .

يوغي و ريو ويوزان لم يروا شيئا سوى ضوء قرمزي مر من أمامهم و اختفى يامي معه .تلفتوا حولهم حتى وقع بصر ريو على آتيم الذي هبط على أرض سليمة و يامي بين يديه .

قال بصدمة : انظروا هناك !!

التفت كل من يوغي و يوزان فرأوا آتيم على تلك الأرض السليمة و قد اختفت هالته القرمزية و لون شعره عاد طبيعياً و وضع يامي الذي كان بين يديه أرضاً .

لمعت عينا يوزان بالدموع و نهض من مكانه متجها إلى يامي الذي كان جالسا على الأرض مصدوما مما حدث قبل ثواني , جلس يوزان أمامه و أحاط وجه يامي بيديه قائلا : سيد يامي , أنت بخير ؟

يامي لا يزال مصدوما : أعتقد ذلك .

لم يتمالك يوزان نفسه فاحتضن يامي بقوة وبدأ بالبكاء بينما قال ريو : هذا ليس وقت البكاء يوزان , هيا لنذهب من هنا قبل أن نموت .

مسح يوزان دموعه : حسناً .

آتيم كان قد رفع رأسه للتو و قد عادت عيناه لطبيعتها , قال باستغراب : ما الذي جرى ؟!

أمسكه يوغي من كتفه و قال : لا وقت لهذا , هيا انهض .

نهضوا جميعا و ركضوا مبتعدين عن المكان الذي تدمر , تابعوا طريقهم حتى وصلوا إلى المنطقة الآمنة حيث كانت لوتس تنتظرهم بجانب سيارة عمتها .

لحسن الحظ الزلزال لم يكن بتلك القوة ليحطم المنطقة كلها , فلقد توقف بعد دقائق بسيطة .

لمح آتيم لوتس التي كانت جالسة على الأرض بجانب السيارة دافنة رأسها بين ركبتيها , ملابسها كانت بحالة يرثى لها , فقال بصوت مرتفع لتسمعه لوتس : لــــــــــوتـــــــــــــــــس .

ما إن سمعت لوتس صوت آتيم حتى رفعت رأسها و التفتت ناحيته فرأت آتيم يلوح لها وعلى وجهه تلك الابتسامة الدافئة.

اتسعت ابتسامتها و انتثرت دموعها كاللآلئ ثم ركضت ناحيتهم , توقفت أمامهم قائلة : حمدا لله أنكم بخير جميعاً .

ربت آتيم على رأسها و قال : نحن بخير , ماذا عنك ؟

لوتس : بخير تماما لم أصب بأذى .

آتيم : سعيد لسماع ذلك .

ريو : على كل حال هيا لنذهب لأقرب ملجأ , حال يوزان لا يمكن السكوت عنها .

يامي : منزلي قريب من هنا , يمكننا الذهاب إليه .

يوغي : متأكد أن والدك لن يراقب المكان ؟

يامي : لا تقلق , هو لا يعرف مكانه حتى .

ريو فتح باب السيارة فصعد الجميع , ريو كان يقود بينما لوتس في المقعد الذي بجانب السائق , الثلاثي المتشابه و يوزان كانوا بالخلف .

لحسن الحظ وجدوا علبة اسعافات أولية في سيارة جين فبدأ يوغي بمعالجة جروح يوزان و ربطها بالضماد من دون خياطة فهو حتى الآن لم يتعلم طريقتها .

يامي : هل سيكون بخير ؟

يوغي : لقد أوقفت النزيف حاليا لكن ريو عليك أن تخيط الجرح لأنه بأقل حركة سينفتح من جديد.

يامي : في المنزل لدينا ادوات تفي بالغرض صحيح ؟

يوزان : أجل أعتقد ذلك .

ريو : اذا لا بأس سأخيطه حينما نصل .

التفت يوغي ليامي وقال : ماذا عن جروحك يامي ؟

نظر يامي ليده و قال : إنها مجرد جروح بسيطة .

يوغي : و جرح عنقك ؟

نظر آتيم لجرح عنق يامي و قال : إنه خدش عميق قليلا لكن النزيف توقف .

يامي : بالحقيقة لم استطع طعن نفسي أكثر لقد كان مؤلما .

يوزان : و لا تحاول ذلك ثانية , هذا بالضبط ما يريدك والدك أن تفعله , يريد أن يتخلص منك فقط لذا لا تعطه ما يريد .

يامي : يوزان , هل فعلا أمي قامت بخيانة أبي ؟ هل فعلا أنا السبب في موتها ؟

يوزان : للأسف لا أعلم شيئا عن هذا , لكني متأكد أن والدتك ليست من ذلك النوع , والدتك كانت انسانة رائعة و مسالمة و مخلصة , كانت تحبك كثيراً لكني حقا لا أعلم لما يكرهها والدك .

يوغي : لو كانت والدتك بهذه الصفات التي ذكرها يوزان فوالدك كان يكذب , لذا لا تصدقه .

يامي : لكن ..... , بعيدا عن موضوع والدتي بقائكم معي .....

قاطعه يوغي : لا تقل المزيد , نحن سنكون بخير .

يامي : لكن ...

يوغي : في الواقع أنا لا أعرفك جيداً و لم أقابلك سوى مرتين فقط و لم يتسنى الوقت لنا للحديث مع بعضنا , لكني بطريقة ما شعرت ببعض معاناتك , و أعلم أن ما حدث معك كان قاسيا لكن يجب أن لا تستسلم , تحلى بالأمل قليلاً و سترى الطريق ينير أمامك , وما لا تتوقعه قد يحدث يوما ما .

آتيم : هذا صحيح .

تذكر آتيم شيئا فقال : هيه يوغي , تلك الكلمات الأخيرة أليست من مقولات مايكل ؟

يوغي : أجل , حفظتها عن ظهر قلب , لسبب ما شعرت أن كلامه يلمس شيئا ما بقلبي .

اتسعت عينا يامي حينما سمع حديث آتيم و يوغي الأخير و قال : مايكل ؟! تقصدان مايكل بطل رواية القمر المكتمل ؟!

يوغي و آتيم بحماس : تعرفها ؟!

يامي بارتباك : أ..أجل , قرأتها .

يوغي : أليست مذهلة ؟

آتيم : إنها أفضل رواية في كل العالم .

يوغي : تمت ترجمتها بالانجليزية و كانت تباع في أمريكا .

آتيم : أجل و لاقت أرباحاً كثيرة هناك .

يوغي : لكني سأموت حماساً لأعرف النهاية ولا أحد يعلم لما توقف الكاتب عن الكتابة في الجزء الأخير .

آتيم : إن وجدت ذلك الكاتب سأحلق شعر رأسه و أقتله بيدي هاتين .

تخيل يامي نفسه أصلع الرأس مقتولا في غرفته فانتفض خوفا و قال بارتباك : ربـ..ربما لديه أسبابه , صحيح ؟ لا يمكنك أن تعرف ما الذي جرى له , ربما هو بالمستشفى الآن بين الحياة و الموت , صحيح ؟

آتيم : اذا عليه أن يورث النص لأحد أقاربه ليكمل الرواية , لا أريده أن يموت ويتركنا هكذا من دون أن نعرف النهاية .

يامي همس ليوزان : هيه يوزان , كلمة سر حاسوبي هي اسمك و مسودة الفصل الأخيرة مكتوبة , إن حدث لي شيء ما فأكمل الرواية بدلا عني .

يوزان يهمس : ما الذي تقوله , هو بالتأكيد لن يقتلك لا يعرف أنك الكاتب أصلا .

يامي بنفس حاله : ماذا إن عرف ؟ أنا أقول لك ذلك للاحتياط فقط لا غير .

قال جملته الأخيرة و هو ينظر لآتيم الذي تابع في كتابة مخططاته لقتل الكاتب إن لم يكمل الرواية .

وصلوا لمنزل يامي بعد ربع ساعة تقريبا فدخل الجميع لأن يامي أجبرهم على ذلك فملابسهم كانت بحالة يرثى لها و ريو عليه أن يخيط جرح يوزان .

يامي : آتيم ويوغي سترتديان من ثيابي , ريو سيرتدي من ثياب يوزان .

التفت ليوزان و قال : يوزان , أين تضع ثياب أمي ؟

يوزان : إنها في الخزانة المغلقة في غرفتك , المفتاح في الدرج الأيمن بجانب سريرك .

يامي : حسنا تعالي معي لوتس .

لوتس : لكن مهلا .

أمسك يامي بيدها و سحبها للطابق العلوي قائلا : هيا تعالي , ثيابك متسخة جدا .

فتح باب غرفته و أضاء الأضواء فرأت لوتس الغرفة في قمة الفوضى و قالت : غرفتك تشبه غرفة آتيم كثيرا .

يامي : عذرا على الفوضى لكني خرجت على عجل تلك الليلة .

أخذ يامي المفتاح من الدرج و فتح الخزانة المغلقة و بدأ يبحث عن شيء يناسب مقاس لوتس , بالنهاية أخرج فستانا ذو أكمام قصيرة ياقته على شكل مربع , يصل لنصف ساقيها , لونه كان قريبا من لون عيني لوتس و فيه نقوش جميلة باللون الأخضر الغامق .

مده للوتس و قال : تفضلي , أعتقد أنه مناسب لك .

لوتس : لكن لما تحتفظ بملابس نسائية في خزانتك ؟!

يامي : هذه ثياب والدتي المتوفاة , يمكنك ارتداؤها .

لوتس رفعت يديها و قالت برفض تام : لا يمكنني ذلك , إنها ثياب والدتك .

يامي : لا عليك خذيه , لو كانت والدتي هنا لفعلت نفس الشيء , و أنا أعلم أنها ستكون سعيدة لفعلي هذا .

لوتس : لكن , مهما يكن ....

قاطعها يامي : مهما يكن , إنه أفضل من بقائك بملابس متسخة , استخدمي الحمام على راحتك يوجد بالداخل مناشف و يمكنك غسل شعرك إن أردتي .

أمسكت لوتس بالثياب بعد تردد ثم قالت : شكراً لك يامي , أنت حقا شخص لطيف .

يامي بابتسامة : العفو .

وصف يامي لها مكان الحمام فذهبت بينما أخذ هو بعض الملابس من خزانته ليعطيها ليامي و يوغي , نزل للأسفل فوجد ريو يخيط ليوزان جرح كتفه بحذر .

اقشعر بدن يامي من منظر الجرح فاقترب من آتيم و يامي اللذان كانا يجلسان على الأريكة الفاخرة .

يامي : تفضلا , يمكنكما الاستحمام بعد أن تنتهي لوتس , قد تكون بقياس آتيم لكنها ستبدو كبيرة عليك قليلا يوغي .

يوغي : لا بأس , شكرا لك يامي .

يامي : العفو , لم أفعل شيئا يذكر .

وكز يوغي آتيم بمرفقه حينما رآه صامتا فقال آتيم : ماذا هناك ؟

يوغي : لم تشكر يامي .

يامي : لا داعي لذلك , أنا من عليه أن يشكره لأنقاذي .

آتيم باستغراب : حقاً فعلت ذلك ؟!

يامي : أجل , لقد كنت على وشك الموت لكنك أنقذتني بآخر لحظة .

آتيم : لا أذكر ذلك .

يوغي : حقا لا تتذكر ؟ لقد كنت غريبا جدا , عيناك كانتا مشعتين و هالة قرمزية تكونت حول جسدك , ألا تتذكر شيئا من هذا ؟

آتيم : أبدا , ألم أفقد وعيي ؟ لا أتذكر سوى أن الزلزال قد بدأ و من ثم وجدت نفسي على الأرض ويامي أمامي .

يوغي همس : مجددا ؟! , أيعقل أنه لا يدرك ما يحدث له !

آتيم : بماذا تهمس ؟

يوغي : لا شيء .

آتيم : كنت تهمس قبل قليل , بالتأكيد تتحدث عني .

يوغي : ما أدراك أنت ؟ هل سمعت ما كنت أقوله ؟

آتيم : لم اسمعه لكن اعتقد أنك تتحدث عني .

يوغي : على كل حال اصمت الآن .

آتيم : لما تغير مزاجك فجأة ؟ ماذا بك يوغي ؟

يوغي : لا شيء أنا بخير , يامي تعال لأضمد جراح يديك , مرفقك تأذى أيضاً .

يامي : لكن ..

يوغي: لا تناقشني , هيا تعال .

يامي : آه حسنا .

اقتربا من يوزان وريو و قد انتهى ريو من خياطة جرح يوزان .

يوغي : كيف هو الجرح ريو ؟

ريو : عقمته و خطته لكن لا اعتقد أن يوزان بخير فحرارته مرتفعة و يواجه صعوبة في التنفس , وأيضا ً هنالك آثار جلد قوي على ظهرك , هل والد يامي هو المتسبب بهذا أيضاً ؟

يوزان و قد نهض من على الأريكة ليتفادى الحديث بالموضوع : أنا على ما يرام .

لم يكن يوزان متوازنا فكاد أن يسقط لولا أن ريو أسنده و قال : عليك الذهاب للمستشفى لا يمكنك البقاء على هذه الحال .

يوزان ابتسم و قال : لا عليك سأكون بخير في ثوان , عن اذنك الآن .

ذهب يوزان نحو غرفته و لا يزال مترنحا بمشيته فقال ريو : كيف له أن يكون بخير ؟ لو كان مكانه انسان عادي لفقد وعيه من الألم .

يامي همس : أرجو أن لا يستخدمه مجدداً ..

يوغي سمعه : يستخدم ماذا ؟

يامي انتبه لنفسه : لا لاشيء , هيا ألم تقل أنك ستضمد جراحي ؟!

يوغي : بلى .

يامي : هيا ابدأ , ماذا تنتظر ؟

مع أن يوغي قد شك للحظات بيامي إلا أنه أمسك بيد يامي المصابة و بدأ بتنظيف الجروح بلطف .

,,,,

عند يوزان الذي كان قد وصل لغرفته , أغلق الباب خلفه بالمفتاح و تقدم بخطوات متعبة نحو خزانة صغيرة كانت موجودة بجانب سريره , فتحها بإدخاله الرقم السري المكون من أربعة أحرف .

مد يده داخل الخزانة ليخرج قنينة زجاجية صغيرة مستطيلة الشكل , بداخلها سائل لونه ذهبي مائل للأخضر الفاتح , كان يلمع بطريقة غريبة وكأن بداخله نجوم .

فتح غطاء القنينة و قربها من شفتيه و ارتشف شيئا بسيطا جدا , ما يقارب قطرتين أو ثلاث قطرات فقط .

ما إن دخلت تلك القطرات البسيطة داخل جسده حتى بدأت عينه الذهبية تصدر شعاعاً قويا لدرجة أنه ظهر من تحت الضماد الأبيض الذي يغطيها , جرحه الذي خاطه ريو قبل قليل بدأ يتعافى تدريجيا , الخدوش البسيطة على جسده بدأت تختف , بشرته بدأت تستعيد لونها الطبيعي .

أغلق يوزان القنينة الصغيرة وأعادها لمكانها ثم نهض من مكانه بنشاط و كأنه لم يكن مصابا , يبدو أن لذلك السائل الذهبي تأثيراً ضد الإصابات .

بدل ثيابه ليرتدي قميصا أبيض بأزارير ذهبية و بنطالا أسود اللون و فك الضمادة التي كانت تربط عينه اليسرى و وضع بدلا عنها رقعة للعين , ثم أخذ بعض الثياب المريحة ليعطيها لريو .

خرج من الغرفة و اقترب من ريو قائلا بلطف : شكراً لك سيد ريو على اعتنائك بجرحي .

ريو : لم أفعل سوى واجبي كطبيب , لكن مهلاً لحظة , قبل قليل كنت ستموت من التعب تبدو نشيطاً .

يوزان : حقاً ؟ ربما تتخيل ذلك فحسب .

وضع ريو يده على عنق يوزان و قال : حرارتك طبيعية , و يبدو أن تنفسك أيضا عاد طبيعياً , هل أنت حقا يوزان الذي كان هنا قبل قليل ؟!

يوزان ضحك وقال : أنت فعلا مرح سيد ريو , لا عليك قلت لك أنا بخير تماماً .

مد الثياب لريو وقال : تفضل بدل ثيابك بهذه .

أخذ ريو الملابس من بين يديه و قال : آه شكراً .

اتجه يوزان نحو المطبخ وهو يرفع كم قميصه قائلا : سأعد لكم بعض الوجبات الخفيفة .

ريو همس لنفسه : " كيف لذلك أن يكون ممكناً لقد كاد يموت قبل قليل و نزيفه لم يكن بالشيء السهل و فوق كل هذا تحمل ألم خياطة الجرح بدون أي مخدر و من دون أن يظهر عليه أنه يتألم , هل هذا الرجل بشر حقا ؟!! "

قطع تفكيره العميق صوت لوتس قائلة : آآآه لقد كان حماما منعشاً .

التفت ريو للوتس فوجدها ترتدي ذلك الفستان الذي كان طويلا قليلا عليها و لكن كان جميلا فعلا و كانت ترفع شعرها على شكل كعكة فوق رأسها و الواضح أنها قد غسلته .

جلست بجانب يامي و قالت : شكرا لك يامي .

يامي : لا داعي لتشكريني هذا أقل ما يمكنني فعله لكم .

ريو : لوتس تبدين رائعة في هذا الفستان .

لوتس : شكرا لك على المجاملة ريو .

ريو : لم أكن أجاملك أنت حقا تبدين لطيفة فيه , أليس كذلك آتيم ؟

انتبه آتيم لنفسه للتو وأنه كان يحدق فيها منذ ظهورها فأشاح بنظره لهاتفه على الفور وقال : ل..لا أعلم شيئا , لم أكن أنظر .

ريو : على من تكذب , أنت تحدق بها منذ فترة .

آتيم بإنكار و وجنتاه بدأتا بالاحمرار : لم أفعل .

يوغي : بل كنت تفعل لقد رأيناك , أليس كذلك يامي ؟!

يامي : أجل , ثم لما تنكر ذلك ؟ أليست حبيبتك ؟!

احمر وجه لوتس بالكامل و قالت : لا , الأمر ليس كذلك هو فقط ابن عمتي .

صرخ آتيم بانفعال و وجنتاه محمرتان: ولما أحبها أصلاً , ليس لأننا نسكن بنفس المنزل تقول ذلك , نحن مجرد أقرباء لا أكثر و لا أقل !!

يامي : أعلم ذلك لكن قرابتكما لا تمنع من أن تحبا بعضكما .

لوتس بدأت تلعب بأصابعها قائلة : ق..قلت لك الأمر ليس كذلك , ثم إني لدي شخص أحبه فعلا .

يوغي و يامي بصدمة : حقاً ؟!

صدم آتيم أيضا من كلامها لكنه بقي صامتا ينتظر جوابها فقالت بإحراج : أجل , لدي شخص أحبه لكني لم أخبره بذلك بعد .

يوغي : من يكون ؟

لوتس : اسمه توموي شيراكين عمره عشرون عاما , ابن شريك أبي الجديد بالعمل .

ريو بصدمة : حقا !! , و ما الذي جعلك تحبينه ؟

لوتس بخجل و قد أنزلت رأسها و عادت لتلعب بأصابعها : إنه فتى لطيف و دائما ما يقابلني في حفلات عشاء العمل التي يقيمها أبي , خرجنا مرة لمدينة الملاهي مع بعضنا و في بعض الأحيان كان يزورني ليطمئن على دراستي فهو متفوق بدراسته و قال أنني لو بذلت جهداً أكبر فسيتم قبولي بالجامعة التي يدرس فيها .

بدأت عيناها تلمعان وهي تقول : إنه حقا يهتم لأمري , لهذا أحببته و قد قال لي مرات عديدة أنه لا يمتلك صديقة و أنا هي أول فتاة كانت قد تحدث معها بأريحية تامة .

يامي : يبدو أنك تحبينه كثيراً .

لوتس : ام , أريد أن أخبره أني أحبه لكني حتى الآن لا أزال خائفة من أن يرفضني .

يامي : إن كان فعلاً كما تقولين و أنه قد لمح لك كثيرا من قبل أنه لا يمتلك صديقة فأعتقد أنه ما زالت الفرصة أمامك و لا أعتقد أنه سيرفض .

لوتس : حقا ؟ يجب أن أخبره بأقرب فرصة .

تابع يامي ويوغي و ريو الحديث مع لوتس عن توموي بينما بقي آتيم بعيدا لم يشارك بكلمة , نظرة عينيه كانت مظلمة و كأنه على وشك قتل أحدهم , لم يستمتع بالحديث عن توموي قط وشعر أنه يمقته حتى قبل أن يراه , جلس بعيدا يعبث بهاتفه .

بعد عدة دقائق كان يوزان قد أنهى تحضير الطعام و الجميع قد استحم و بدل ثيابه بأخرى نظيفة , جلس الكل على طاولة الطعام و بدأوا بالأكل .

افتتح يوغي حديثا مع يامي قائلا : يامي , هل حقا أنت ستسكت عن هذا الوضع ؟

يامي : حسنا , أنا لا يمكنني فعل شيء .

يوغي : عليك أن تخبر الشرطة بما يجري , لقد قلت أنه كان يعذبك و كل تلك الندوب على جسدك كانت بسببه , كيف يمكنك أن تسكت على شيء كهذا ؟

يامي : لأني أعرف أبي و أعرف ما سيفعله لو أخبرت الشرطة .

يوغي : هل جربت ؟

هز يامي رأسه بالنفي فقال يوغي : لا تحكم قبل أن تجرب , صدقني لو علمت الشرطة بالأمر فستقبض عليه و سترتاح منه .

يامي : يوغي هل تعرف طريقة عمل المافيا ؟

يوغي : لما تسأل ؟

يامي : إن كنت لا تعرف فسأخبرك , دائما تجارتهم تكون بشكل سري و صفقاتهم تكون بمبالغ طائلة و أحيانا كثيرة الشرطة لا تكون قادرة على الامساك بهم .

يوغي : و ما دخل هذا بموضوعنا ؟

يامي : أبي لديه تجارة من هذا النوع , صحيح أنه مسؤول عن تمويل أكاديمية "ويلس " لكنه بطريقة خفية له بعض المعاملات مع المافيا , تتذكر السبب الذي من أجله كان أبي يقوم بتعذيبي ؟ , يعتقد أن هناك طاقة ما بداخلي و أنه لو أخذ هذه الطاقة و بطريقة ما احتجزها في ياقوتة حمراء فستكون بمثابة جالبة للحظ , ستضمن له الثروة و المال و الجاه .

يوغي : تلك مجرد كذبة , لا يمكن لشيء كهذا أن يجلبها و أنت بنفسك قلت أن لا طاقة بداخلك .

يامي : قلت لك و لكن من سيقنعه هو بذلك ؟ على كل حال لقد صارحني قبل عدة شهور و قال أنه إن لم يستطع اخراج الطاقة بداخلي فسيبيعني للمافيا ليخرج تلك الطاقة شخص آخر غيره و بالنهاية يقتله ليأخذ جالبة الحظ تلك لنفسه .

يوغي بصدمة : كيف له أن يقول شيئا كهذا لابنه ؟!

يامي ابتسم : لا عليك , ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة , بسبب مصارحته تلك لي تركت له المنزل وهربت لأسكن هنا مع يوزان , و ها هو الآن يبحث عني ليعيدني بالقوة و دائما ما يهددني أنه سيقتل كل الأشخاص حولي ليحصل علي .

يوغي : ولهذا لا تستطيع اخبار الشرطة ؟

يامي : ليس لأنهم سيعتبرونني هارباً فقط بل لأنه سيثير ضجة كبيرة و قد يستعمل فريق المافيا الخاص به و ستحدث أشياء كثيرة سيئة لا أريد تخيلها .

أنزل يوغي رأسه و سكت للحظات فقال يامي : آسف لجعلك تكتئب لكنك كنت مصراً على معرفة الحقيقة .

يوغي رفع رأسه و قال بابتسامة : لست مكتئباً إطلاقا .

يامي باستغراب : ماذا ؟!

يوغي : والدك قام بأشياء فظيعة و لا يستحق أن يكون أبا , لكن ليس كل شيء بحياتك سيء , أعني أنت لا تزال تملك يوزان الذي لن يتركك أبدا مهما حدث .

يامي بصدمة : يوغي !!

يوغي ابتسم ببراءة و عيناه البنفسجيتان تلمع أملاً : و لديك نحن , بعد أن تعارفنا و تدخلنا بالمشكلة أصبح حالنا واحد , من يدري والدك قد يسعى خلفنا الآن لكن بالتأكيد نحن لن نستسلم له , سنقاومه بكل قوتنا لأن الحق بصفنا , سنجد نقطة ضعف والدك و سننجح بهزيمته يوما ما .

أمسك بيده الدافئة كف يامي المصاب و قال : لأننا أصدقاء , صحيح ؟

يامي كان مصدوماً من كلام شبيهه يوغي , تلك الحكاية المؤلمة و المأساوية التي سمعها لم تؤثر به بل وجد فيها جوانب مضيئة , وجد فيها بصيص أمل , استطاع بكلماته البسيطة تلك رفع معنويات يامي عالياً .

يوغي : سنبقى معك و بصفك ونساندك للأبد .

شعر يامي بفراشات تحوم في معدته فالتمعت عيناه الحمراوان أملاً وقال بعد أن ابتسم : ام , بالتأكيد .

يوغي : سعيد لسماع ذلك منك .

همس يامي لنفسه وهو يشعر بدفء كف يوغي الناعم : " أمي , لقد وجدت شخصاً يشبهك , وجدت أملي , أمل تجسد على هيئة شخص , شخص لطيف اسمه يوغي " .

انتهى الفصل

رأيكم فيه ؟ ( مفعم بالأمل شوية صح ؟ )

تعليقاتكم على المواقف الحماسية ؟ ( حاولت بقدر ما استطيع إني أحسنهم ما كانوا كذا بالبداية )

بصراحة ما عندي أسألة أكثر من كذا فاكتبو تعليقاتكم على أي شي عجبكم , و إن كان لديكم أي انتقادات أو أسألة فاكتبوها أنا لن أنزعج مها أبدا .

وللعلم , لقد بدأت دراستي الجامعية لذا قد انتظم أكثر بتنزيل الفصول .

في أمان الله متابعيني الأعزاء .


__________________



التعديل الأخير تم بواسطة [nana-chan] ; 08-24-2015 الساعة 04:17 PM سبب آخر: تعديل الخلفيات