البارت الثاني حدث حوار قصير بين المدير و أمايا ثم خرجت متجهة إاى صفها الذي علمت عن مكانه من المدير. طرقت الباب بخفة مرتين ثم سمعت إذنا بالدخول. ما إن فتحت الباب و مشت داخل الصف لاحظت أن الكل ينظر إليها،اعتادت أمايا على هذا الشيء قبل أن امتنعت عن الخروج لسنتين كاملتين. كانت خطى أمايا خفيفة و سريعة بعض الشيء ما جعل شعرها الأسود يتطاير خلفها ثم توقف عند وقوفها بجانب الأستاذ''عرفي نفسك''قال الأستاذ الذي بدى في العشرينات من عمره،شعره أشقر مسرح للخلف و ذي عينين خضراوتين''أنا أمايا ساكوبي،سررت بلقائكم''قالت أمايا هذه الجملة بكل.برود و لم تكن هنالك أية ملامح تدل على بعض المشاعر في وجهها. كانت كالتمثال الخالي من ملامح الحياة تماما.''ش-شكرا لكي على هذا التعريف. الآن اختاري مقعدا''ما إن سمعته أمايا حتى ذهبت إلى المقعد في الصف بجانب النافذة.بعد جلوسها نظرت مباشرة نحو الحديقة التي تطل عليها النافذة.مضت حصتان بسرعة البرق بالنسبة لأمايا ثم خرج كل الطلاب و ذهبوا إلى الكفتيريا. لاحظت أمايا نظرات كره و انزعاج موجهة نحوها من قبل معظم الطلاب و قد علمت أمايا سبب ذلك فقد كان والدها ذو سمعة سيئة جدا لدى الأغلبية لذا على أمايا دفع ثمن ذلك بعد سفره و زوجته و ابنه الأكبر إلى باريس. اشترت أمايا غداءها ثم ذهبت نحو أبعد الطاولات عن مجموعة الطلاب ثم جلست بهدوء. لقد كانت تخطط لتناول غداءها بسرعة ثم العودة للصف لكن مخططها لم يسر على حسب إرادتها فقد جاءت طالبتان كانتا يضمران الشر لأمايا. أولهم أخذت الطعام منها و قالت''طعام الطبقات العادية لا يناسب جلالتك''كانت نبرتها تدل على السخرة ثم أخذت الطالبة الثانية كوب العصير و سكبته على رأس أمايا التي لم تحرك ساكنة من مكانها،في أغلب الأحيان يتلقى الطلاب معاملات تليق بالملوك لكن هذه لم تكن حالة أمايا.انضمت للطالبتان طالبة أخرى سحبت كرسي أمايا و دفعتها فوقعت أرضا. بدأ الكل بالضحك مستمتعين بما كان يحصل إلى أن قالت طالبة ذات شعر أبيض قصير و عينان خضراوتان فاتحتا اللون''كفى!''ثم مشت بسرعة نحو أمايا و ساعدتها على الوقوف''هل أنتي بخير؟''نظرت أمايا نحوها و التي كانت متفاجئة لمساعدتها لها''نعم''هذا كل ما قالته قبل الخروج من الكافيتيريا بل و من الثانوية. لم ترغب أمايا بإزعاج السائق فعادت للمنزل مشيا. ما إن دخلت حتى أسرعت ميكا إليها"أمايا ما الذي حدث؟!" لم تجبها أمايا بل ذهبت مباشرة إلى غرفتها. تحديدا إلى الحمام(أكرمكم الله) و فتحت حنفية الماء البارد حتى تملأ حوض الإستحمام.''أمايا أرجوكي أجيبيني''تنهدت أمايا ثم ابتسمت ابتسامة من الواضح أنها مصطنعة''لقد كان مجرد حادث. عندما كنت جالسة سكبت أحد الطالبات العصير علي من غير قصد''أدخلت ميكا يدها في حوض الاستحمام فكان الماء شديد البرودة''لم يكن حادثا يا أمايا. أخبريني بما حصل''لم تجبها أمايا بل غيرت الموضوع"الماء جاهز. لذا هلا خرجتي " تنهدت ميكا ثم خرجت و أقفلت الباب خلفها. بعد دقائق معدودة كانت أمايا في حوض الإستحمام. لطالما ساعدها الماء البارد على التخفيف من حزنها. لا تعرف لماذا لكنه فعل.تنهدت أمايا بعد أن ارتاحت بعض الشيء.''لم....لم كل الأشياء الفظيعة تحصل لي؟.....''همست أمايا بهذه الكلمات لنفسها ثم أغلقت عينيها. بعد فترة من الزمن أخرجت أمايا رأسها من الماء كمن استيقظ من كابوس محاولة التقاط أنفاسها''لا بد و أني غفوت...''قالت هذا ثم خرجت من حوض الإستحمام ثم أخذت المنشفة و لفتها حول جسدها قبل النظر إلى نفسها على المرآة. كان وجهها شاحب اللون و هالات سوداء مرسومة أسفل عينيها الذابلتين. ضحكت ضحكة استخفاف''لا أصدق أن مساحيق التجميل تخفي كل هذا...''بعدها خرجت و ذهبت إلى خزانتها التي أخرجت منها ثوبا أسود قصير يصل إلى أعلى ركبتها بحزام رقيق أحمر اللون مشدود في منطقة الخصر و بدون أكتاف. ارتدت أمايا الثوب و خرجت من الغرفة.كا إن خطت أمايا خطوة خارج الغرفة حتى شعرت بالدوار و فقدت الوعي. ماإن رأتها ميكا حتى ركضت نحوها''أمايا!''كان العرق يتصبب من جبينها ووجهها محمر بعض الشيء''يا إلاهي! حرارتها مرتفعة جدا!''أخذت ميكا أمايا إلى السرير ووضعتها عليه ثم طلبت من أحد الخادمات الإتصال بالطبيب بينما أمرت الأخرى بإحضار بعض الأغراض حتى يحاولوا التخفيف من حرارتها. بعد ما يقارب الساعة جاء الطبيب و فحص أمايا التي لم تستيقظ بعد''صحتها تتدهور فيبدوا أنها لا تتناول ما يكفي من الطعام أو أنها لم تتناول شيئا كما أن سبب الحمى قد يكون سببه عدم الحذر،ما أقصده أنها لا تنتبه لصحتها على الإطلاق. سأصف لها بعض الأدوية يجب أن تأخذها بانتظام و سآتي مرتين بالأسبوع حتى أتأكد من هذا بنفسي''كانت هذه آخر كلمات الطبيب قبل خروجه. تنهدت ميكا و نظرت نحو أمايا بحزن''لم يا أمايا؟ لم تفعلين هذا بنفسك؟.. ....''
كانت ميكا مشغولة في المطبخ عندما أفاقت أمايا التي كانت غارقة في التفكير بإدوارد الذي التقته في الثانوية مع ابتسامة مرسومة على وجهها.''يا إلاهي!''قفزت أمايا من مكانها عن سماع صراخ ميكا و نظرت نحو الباب''متى ستتوقفين عن الصراخ كالمجنونة يا مجنونة؟'' ضحكت ميكا التي كانت واقفة عند الباب''لن أتوقف. المهم هل حقا كنتي تبتسمين؟! لقد مضت سنتان على آخر مرة ابتسمتي فيها هكذا. ما الحكاية؟''توردت وجنتا أمايا و قالت بتوتر''التقيت اليوم شاب و....''قبل أن تنهي كلامها قالت ميكا''ماذا؟! لا أصدق و أخيرا قررتي نسيان ويليام و المضي قدما !'' ضحكت أمايا قليلا و هزت رأسها بالإيجاب.''دعيني أخبرك عنه''ابتسمت ميكا بخبث''لا تفعلي لعلي إن أعجبت به قمت بقتلك و أخذ مكانك'' ضحكت أمايا ثم قالت''سيكتشف الفرق لا محالة فأنتي مجنونة و أنا لا''بعدها ضحكت الفتاتان لكن هنالك ما أفسد لحظتهم السعيدة و هو كلمات الخادمة التي دخلت توا للغرفة''السيد الصغير و السيد جايمس قد وصلوا''شعرت أمايا و كأن أحدا ما سكب الماء البارد عليها و تمنت لو تنشق الأرض و تبتلعها قبل أن تواجه ذلك الوحش عديم الرحمة و الذي هو والدها....قبل أن تقوم أي من الفتاتين بشيء ما حتى رأت ذلك الرجل طويل القامة مفتول العضلات صاحب الشعر الأسود و العينين الزرقاوتين مثل أمايا و الذي كان يرتدي بذلة تليق برجال الأعمال و إلى جانبه شاب كان أقصر طولا منه لكنه رغم ذلك أطول من أمايا.ارتسمت ابتسامة خبيثة عند رؤية جايمس لأمايا''ابنتي العزيزة! لقد مضت مدة طويلة منذ آخر لقاء لنا. ألن تأتي و تعانقي والدك الذي اشتاق لكي كثيرا؟'' نظرت أمايا نحوه ببرود''متى سافرت؟ و ما سبب الزيارة؟''تغيرت ملامح جايمس إلى الجدية''لقد أخبرني المدير عنما حصل في الثانوية و قد سمعت عن الإهانة التي حصلت و كيف لطختي اسمي...''قبل أن ينهي كلامه و عندما سمعت أمايا جملته الأخيرة بدأت بالضحك باستخفاف''أنا لطخت ايمك؟ عذرا لكن اسمك ملطخ منذ قبل ولادتي أيها اللص المخادع''أثارت كلمات أمايا غضب جايمس ما دفعه لصفها صفعة أوقعتها أرضا من شدة قوتها. نظر جامس نحو الشاب صاحب العينين الخضراوتين و الشعر الأسود''أحضر لي السوط من درج مكتبي يا دارك''عندا قوله هذا خرج دارك لينفذ ما أمر به والده أما عن أمايا فقد دلت ملامحها على البرود على عكس ميكا التي حاولت تهدئة جايمس''سيدي أرجوك لن تفعلها مرة أخرى لقد كانت مجرد زلة لسان لا أكثر''لكن أمايا قالت''لا لم تكن،لقد قصدت ما قلته و سأقوله مرة أخرى. لا تقلقي يا ميكا كل ما يريده هو بعض 'الإحترام' الذي لا يملك مقدار ذرة منه و لا يستحقه''كانت أمايا تزيد الطين بلّة و تشعل نيران غضب جايمس التي لم تخمد حتى صب جام غضبه على أمايا بواسطة السوط الذي أحضره له دارك. بعد بضعة ساعات كان دارك ووالده قد غادرا. في هذه الأثناء كانت ميكا تضمد جروح أمايا التي لازالت تنزف بعض الشيء''كان بإمكانك الإعتذار أو السكوت ببساطة....''تنهدت أمايا ثم قالت''هذا ما كان سيفعله منذ البداية لذا التزام السكوت لم يكن لحدث فرقا يذكر.....'' نظرت ميكا نحوها بحزن،ثم مر ما تبقى من اليوم بسلام. في اليوم التالي ذهبت أمايا إلى الثانوية و كأن شيئا لم يحصل و قد تأكدت ميكا من تناول أمايا الفطور كاملا و أخذها الدواء في الوقت المحدد. حان وقت الغداء لكن أمايا لم تذهب للكفتيريا حتى لا يتكرر ما حصل يوم أمس.و لأن ميكا توقعت من أمايا فعل هذا جعلتها تأخذ علبة غداء معها و قد كانت محضرة بالطريقة اليابانية. كانت أمايا تتناول غداءها بهدوء حتى شعرت بضربة على ظهرها. لم تكن الضربة قوية لكن بسبب الجروح شعرت أمايا بألم كبير ما جعلها تصرخ.''هل أنتي بخير؟! لم أقصد أن أؤلمك!''نظرت أمايا خلفها و هي ترتعش بعض الشيء بسبب الألم المفاجيء فإذا بها ترى الشاب صاحب الشعر الأزرق''ما الذي تريده؟''سألت أمايا بغضب محاولة إخفاء الألم''لا شيء...أردت فقط إلقاء التحية''قال ذلك الشاب و قد شعر بالذنب''آسف لم أقصد إيذاءك فقد حاولت مفاجأتك فحسب...'' لاحظت أمايا أن الإبتسامة التي كانت مرسومة على وجهه اختفت و أخذ مكانها وجه عابس. تنهدت أمايا ثم قالت"ما سبب هذا العبوس؟ لقد وقعت على ظهري صباح اليوم و لازال يؤلمني...." نظر الشاب نحوها ثم ابتسم''حقا؟! حسنا! على كل أنا مايك و أنتي أمايا صحيح؟.سررت بلقائك''نظرت أمايا نحوه باستغراب''هل تعرف من هو والدي؟''هز المدعو مايك رأسه بالإيجاب''لكن هذا لا يعني أنك مثله''و مجددا ابتسمت أمايا،هذه أول مرة شخص يقول فيها شخص ما مثل هذا الكلام لها و قبل أن يقول أي منهما شيئا آخر دخل المدعو إدوارد و ما جعل قلب أمايا ينبض بسرعّ و خديها يتوردان''أمايا هل بإمكاننا التحدث على انفراد؟''سأل إدوارد بنبرة مليئة بالحنان و الذي كان مزيفا لكن أمايا لم تنتبه على عكس مايك.''أ-أكيد''قالت أمايا مع ابتسامة عذبة ثم تبعت إدوارد خارج غرفة الصف.
التعديل الأخير تم بواسطة Reiko Kiryu ; 08-26-2015 الساعة 01:59 PM |