وأخرجَ : ابنُ أبي شيبة ، وابنُ ماجه ، والبيهقيُ في الشعبِ ، عَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ رضيَ اللهُ عنهُ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: {{ إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ ، وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللهِ ، وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ : مِنْ يَوْمِ الأَضْحَى ، وَيَوْمِ الْفِطْرِ ، فِيهِ خَمْسُ خِلاَلٍ : خَلَقَ اللهُ فِيهِ آدَمَ ، وَأَهْبَطَ اللهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الأَرْضِ ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللهُ آدَمَ ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ ، مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ ، وَلاَ سَمَاءٍ ، وَلاَ أَرْضٍ ، وَلاَ رِيَاحٍ ، وَلاَ جِبَالٍ ، وَلاَ بَحْرٍ ، إِلاَّ وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ }}60*.
وأخرجَ : سعيد بن منصور ، في سننه ، عنْ مجاهدٍ رضيَ اللهُ عنهُ ، قالَ : {{ إذا كان يوم الجمعة ، فزع البر ، والبحر ، وما خلقَ اللهُ مِنْ شيءٍ إلا الإنسان }} .
وأخرجَ : عبد الله بن أحمد ، في زوائدِ الزهدِ ، عنْ أبي عمران الجوني ، قالَ : {{ بلغنا أنهُ لم تأت ليلة الجمعة قط ، إلا أحدثتْ لأهلِّ السَّماء فزعة }} .
فائدةٌ : في بعضِ كتبِ الحنابلةِ : اختلفَ أصحابنا ، هلْ ليلة الجمعة أفضل؟؟ أو ليلة القدر؟؟ ، فاختارَ : ابنُ بطة ، وجماعةٌ : أنَّ ليلةَ الجمعة ـ أفضل ، وقالَ بهِ : أبو الحسن التميمي : فيما عدا الليلة ، التي أنزل فيها القرآن ، وأكثرُ العلماء : على أنَّ ليلةَ القدرِ ـ أفضل ، واستدلَ الأولونَ : بحديثِ الليلة الفراءِ ، والفرة : منْ الشيءِ خياره ، وبأنهُ ، جاءَ في فضلِ يومها ، ما لم يجيء ليوم ليلة القدر ، وأجابوا : عنْ قولهِ تعالى: (لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) ، فإنَّ التقدير : خيرٌ مِنْ ألفِ شهرٍ ليسَ فيها ليلة الجمعةِ ، كما أنَّ تقديرها ، عندَ الأكثرينَ : خيرٌ مِنْ ألفِ شهرٍ ، ليسَ فيها ليلة القدرِ ، وأيضاً ، فإنَّ ليلةَ الجمعةِ ، باقية في الجنةِ ، لأنَّ في يومها : تقع الزيارة إلى اللهِ تعالى ، وهي معلومة ، في الدنيا بعينها على القطع ، وليلة القدر : مظنونٌ عينها ، انتهى ملخصاً.
ـــــــــــ
60*[ قال الشيخ الألباني : ( حسن ) ].
الحادية والخمسون :أنهُ يومُ المزيدِ.
أخرجَ : الشافعيُ في الأمِ ، عنْ أنسٍ رضيَ اللهُ عنهُ ، قالَ :{{ أتى جبريلُ بمرآةٍ بيضاء ، فيها نكتة ، إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ما هذهِ ؟ قالَ : هذهِ الجمعة !! فُضّلتَ بها أنتَ ، وأُمّتكَ ، فإنَّ الناسَ لكم فيها تبعٌ ، اليهود ، والنصارى ، ولكم فيها خيرٌ ، وفيها ساعة لا يوافقها مؤمنٌ يدعو اللهَ بخيرٍ ، إلا استُجيبَ لهُ ، وهو عندنا يوم المزيدِ ، قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : يا جبريل ، وما يوم المزيد ؟ قالَ : إنَّ ربكَ ، اتخذَ في الفردوسِ وادياً أفيَح ، فيهِ كتب مسك ، فإذا كانَ يومُ الجمعةِ ، أنزلَ اللهُ فيهِ ناساً منْ الملائكةِ ، وحولهُ منابر منْ نورٍ ، عليها مقاعد النبيينَ ، وحُفتْ تلكَ المنابر ، بكراسي منْ ذهبٍ ، مُكللة بالياقوتِ ، والزبرجد ، عليها الشهداء ، والصديقون ، ثمَّ جاءَ أهلُّ الجنةِ ، فجلسوا منْ ورائهم ، على تلكَ الكتب ، فيقولُ اللهُ : أنا ربكم ، قد صدقتكم وعدي ، فسلوني أُعطكم ، فيقولونَ : ربنا نسألكَ رضوانكَ ، فيقولُ : قد رضيتُ عنكم ، ولكم عليَّ ما تمنيتم ، ولديَ مزيد ، فهم يحبون يوم الجمعةِ ، لما يعطيهم فيهِ ربهم من الخيرِ }}ولهُ طرقٌ : عن أنسٍ ، وفي بعضها :{{إنهم يمكثونَ في جلوسهم هذا ، إلى مقدارِ ، منصرف الناس منْ الجمعةِ ، ثمَّ يرجعونَ إلى غرفهم }}61* أخرجه الآجُريّ ، في كتابِ الرؤيةِ.
ـــــــــــــ
61*[ جاء في مسند الشافعي ترتيب السندي : ( أخبرنا ) : إبراهيم بن محمد حدثني موسى بن عُبَبْدة حدثني : أبو الأزهر معاويةُ بن اسحاق بن طَلحَةَ عن عُبَيد اللَّه بن عُمَير : و ( إبراهيم بن محمد وشيخه : متكلمٌ فيهما : للحافظ ابن عساكر ، جزء سماه " القول في جملة الأسانيد الواردة في حديث يوم المزيد " بين فيه وجوه : الوهى فيها ، وقال : إن لهذا الحديث : عن أنس عدة طرق : في جميعها مقال )].
وأخرجَ : الآجري ، في كتابِ الرؤيةِ ، عنْ أبي هريرة رضيَ اللهُ عنهُ ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قالَ : {{ إنَّ أهلَّ الجنةِ إذا دخلوها ، نزلوا بفضل أعمالهم ، فيؤذن لهم في مقدارِ يومِ الجمعةِ ، منْ أيام الدنيا ، فيزورونَ ، فيبرز الله لهم عرشه ، ويبتدئ لهم في روضةٍ منْ رياضِ الجنةِ ، وتوضع لهم منابر منْ نورٍ ، ومنابر منْ لؤلؤٍ ، ومنابر منْ ياقوتٍ ، ومنابر منْ ذهبٍ ، ومنابر منْ فضةٍ ، ويجلس أدناهم ، وما فيهم أدنى ، على كثبانِ المسكِ ، والكافورِ ، وما يرونَ أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلساً ........ }}62* ، الحديث ، وفيه : الرؤية ، وسماع الكلام ، وذكر سوق الجنة.
وأخرجَ : أيضاً : عنْ أبنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قالَ : {{ إنَّ أهلَّ الجنةِ ، يزورونَ ربهم عزَّ وجلَّ ، في كلِّ يومِ جمعةٍ ، في رمالِ الكافورِ ، وأقربهم منهُ مجلساً ، أسرعهم إليهِ يوم الجمعةِ ، وأبكرهم غدواً }}63* .
الثانية والخمسون :أنهُ مذكورٌ في القرآنِ ، دونَ سائرِ أيام الأسبوعِ 64* .
قالَ تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ...) 65*.
ــــــــــ
62*[ قال الشيخ الألباني : ضعيف ، كما جاء في سنن ابن ماجه // وصحيح وضعيف سنن الترمذي].
63*[ لم أجد له ما يؤيده في برنامج المكتبة الشاملة ، والله تعالى أعلم وأحكم ، الا الحديث الطويل الضعيف قبله ].
64*[ ذكر "" السبت "" ، في القرآن خمسة مرات ، في السور ( البقرة ـ النساء مرتين ـ الأعراف ـ النحل ) ].
65*[ سورة الجمعة ـ آية 9 ].