عرض مشاركة واحدة
  #172  
قديم 08-29-2015, 09:23 PM
 
تتصل علامات الترقيم بقضية الإملاء اتصالا مباشراً ؛ فكما رأينا أن رسم الحروف وبخاصة الهمزة يختلف إملائيا ، فكذلك المعنى يختلف إلى النقيض إذا أسيء استعمال علامات الترقيم ومثال ذلك أن تكتب :

ولكن عليا قال : أخي لا يكذب [ القائل علي ] .
ولكن عليا- قال أخي- لا يكذب [ القائل أخي ] .

لو دققنا في وضع علامة الترقيم في الجملتين لعلمنا أن السبب في اختلاف المعنى ناشئ من وضع علامة الترقيم ( وعلامة الترقيم (- -) ولولا ذلك لما وقفنا على المقصود .

مثال آخر :
فقالت حنان : ما أتى بك ههنا [ القائل حنان ] .
فقالت: حنان ما أتى بك ههنا [ القائل ضمير مستتر تقديره هي و " حنان " خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره حناني حنان ، والجملة [ حنان ما أتى بك ههنا ] في محل نصب مقول القول .

مثال ثالث : ( كانت هناك قصة مؤداها أن شخصًا ما لديه مشاكل جمة تجعله لا يعرف للنوم سبيلاً ، وإذا ما تماثل للنوم ظل قلقا بسبب كثرة همومه وأحزانه ...) ، وعرضت هذه القصة في شكل حلقات تليفزيونية اتخذت هذا الشكل [لا .. أنام] فصار المعنى مناقضا للمقصود فإن صورة هذه العبارة تعني أنه ينام بسبب الفاصل الموجود (..) ولو أصاب لحذف هاتين النقطتين وكتب (لا أنام) ولكنّ إساءة استعمال علامة الترقيم أوقعه في نقيض ما يقصد ، وهكذا .

* فمن فوائد استعمال علامات الترقيم تحقيق غرض اللغة من الاتصال الفكري بين الكاتب والقارئ ، وكأن الكاتب يصطحب القارئ شعورا وحسا فيعلمه أنه يستفهم هنا ، ويتعجب هناك ، ويستفهم متعجبا في هذه العبارة ويتابع حديثه على طوله ، ويفسر له هنا ما غُمِضَ ، وينقل له كلام غيره بنصه ، ويستغني عن بعض كلام غيره فيشير إلى ذلك ، ويعلل هنا إلى غير ذلك من مشاعر وأحاسيس لا تترجم بالألفاظ اللغوية فتقوم علامات الترقيم بهذه المهمة فتفصح عن غرض الكاتب ، وترشد القارئ وتعينه على الفهم والتـأثر بعواطف الكاتب وانفعالاته وتصطحبه في شعوره وأحاسيسه .
__________________