قلم ذهبي | والدي ، أهده حقا ابنتك .. ؟!
قصة رائعه جداً
Zizi *** مرتمية هناك في ذاك المكان المعزول ، على ارضه القاسية
تغطيني بقايات ملابسي المضرجة بدماء جروحي المؤلمةة
دموع الألم تنهمر بقوة ـ قطرات لوثت نقاوتها بلون احمر عكر
لم اتوقف عن ذرفها منذ سقوطي هناآ في العتمةةة الخانقةة
لا استطيع التحرك حتى اني اتنفس بصعوبة بالغةةة ،
هذا الألم الشديد احاط بي من كل جهة مع ذاك الاحساس الفضيع
بجسد تتمزق كل عضلة فيه و تتتحول الى جحيم مطلق ...
لا ارى نورا يعطيني املا بنجاتي انا فقط امضي آخر ايام حياتي
المليئة بالأسى في مكان اتعس من ذلك بكثير ، كل ما اسمعه
هو صدى ساخر يقلد تاوهاتي التي لا نهاية لهااا و صار كل جزء
مني بقايا شيء مهترء ، احاول تذكر تلك الاحداث التي جعلتني
افرح بشكل مفرط ، احاول ان اقول شكرا لكل تلك الذكريات
حتى لو كانت مجرد لحظات قليلة ، احاول ان اتذكر وجهه
الذي يبتسم لي رغم كل شيء فقد كان دافعي لأستمر
و الان ها قد غادرني ، و صرت وحيدة في هذا العالم اتخذ
قرارات متسرعة ارسم بها نهاية بشعة لي و اخيب ضنه بي !
كل ما يمكنني ان افعله الان هو الانتظار فقط ..
حتى تغادر روحي هذا الجسد البالي ، كل ما يمكنني فعله
هو انتظار نهايتي فقد باتت قريبة نهاية لم اتوقعها ابدااا ...
----
اسمي سينثياا روزالين و هو اسم اعطته لي والدتي قبل ان ترحل
كنت وقتها في الثالثة من العمر، لست اتذكر ملامجها سوى
من الصور ، ابلغ الثامنة عشرة من العمر و ادرس السنة النهائيةة
من المرحلة الثانوية ، استطيع ان اقول اني فتاة
هادئة جدا احاول الابتعاد عن المشاكل باي طريقة ، لكن .. !!
بطريقة ما اجدها تلاحقني دوما ، في هذه الثانوية التي ادرس
فيها اعاني فعلا من احدى زميلاتي في الصف ، تحاول مشاجرتي
او التنمر علي في كل يوم و دون توقف بكني احاول كتمان الامر
---
اسندت راسي للطاولة بكثير من التشاؤم ، و قلت بصوت عال :
- " ابي انا حقا لا اود ان اذهب للدراسة اليوم .. ! "
كان ابي يجلس قبالتي يرتشف بعض القهوة ، ثم اضفت :
- " ارجوك ... اعفني اليوم اود البقاء بالمنزل .. ارجوك "
كانت ردت فعله المعتاادة حيث انه امسك بيدي بكفيه و ضغط عليها
بحنان شديد ، رسم ابتسامة خفيفة و رد علي :
- " عليك الذهاب سينثيا ... انها بضعة ايام فقط ثم ستتمكنين
من الدخول الى الجامعة و دراسة الادب الذي تعشقينه "
دائما ما اردت ان اجعل والدي يفتخر بي ، كان دائما يريد
لابنته الوحيدة ان تدخل الى جامعة مرموقة و تدرس
التخصص الذي تريده ، انا فقط استسلم عندما يخبرني بهذاا
اود ان اساعده و ان ارد له كل ما بذله من اجلي حتى اليوم .
لملمت اغراضي و ارتديت ملابسي تمنيت له يوما سعيدا في العمل
و توجهت الى الثانوية ، لمحت جوزيفين من بعيد تقترب مني
شعرت بشعور غريب .. انه الخوف و الحقد معااا حالوت
تن اتجاهلها لكنها وجهت لي لكمة قوية اسقطتني ارضاا
و اخذت مني غداء اليوم ثم ابتعدت ـ شعرت بغضب كبير لوهلة
اردت ان الحق بها و ارد لها اللكمة لكن سرعان ما كتمت
هذا الغيض لاجله ، فوالدي رجل كبير في السن بالأضافة رعايتي
هو يقوم بالكثير من الاعمال التي تتعبه و ترهقهه ، ان مشاجرة
جوزيفين ستبب المشاكل له و انا لا اريد له ان يتعب اكثر ...!
---
دخلت الى الصف و بدات استمع الى شرح استاذ التاريخ الممل
لكني كنت احاول ان اخذ ملاحظات و ادون افكار تساعدني فيما بعد
كان الهدوء يعم المكان و كل الطلاب في صمت مريح جدا ،
و فجاة صوت ما كسر هذه الجو المريح :
- " سينثيا روزالين ، من فضللك توجهي الى مكتب المدير "
جمعت اغراضي بينما الكل يترقبني في شك ، استغربت كثيرا !
مالذي فعلته و انا لا اتذكر ، انها المرة الاولى التي يستدعيني المدير
فيها الى مكتبه ، حاولت ان اتحكم في اعصابي فالتفكير الان
لا يعم ففي الاخير انا ساعرف السبب .مشيت في الرواق الطويل
و الذي كان في نهايته باب بني ـ،فتحته بكل ثقة في لحظة
دخولي احسست بارتطام قطرات المطر على الارض المبللة ،
تنهدت عميقا ثم قلت : - " انا سينثيااا "
استدار ذاك الرجل الاشيب ليرمقني بنظراته المخيفة ، كان رجالا
قاسي الملامح شديد القسماات و اشيب الشعر ، جلس بمكتبه
و اسند راسه على اصابعه المتشابكةة ، و رد علي :
- " عزيزتي سينثياا اعلم انا ما ساقوله صعب جدا .."
عندما قال هذه الكلمات احسست برعشة كبيرة تسري في جسدي
حاولت ان اركز اكثر فيما يقوله و اتناسى صوت المطر ...
- " في الواقع والدك قد فارق الحياة ، ان آسف جدا "
لم استوعهب الكلام الذي قاله لي , و اتسعت عيناي لهول ما سمعته ،
حركت راسي نافية و قلت شكل هستيري :
- " عفوا .. لم افهم ما قلته سيدي انت تمزح اليس كذلك "
اغمض عينيه و طاطا راسه الى الاسفل ثم رد علي :
- " لست امزح ن مات في حادث مرور قبل ساعة من الآن ،
سوف ياخذك الحارس الى مستشفى حيث هو والدك .. اسف "
---
انهمرت دموعي بقوة و اسقطت حقيبتي التي احملها ارضا
اعتقدت ان حياتي كابوس استطيع ان اسيقض منه يوما ما
لكن الان لم يعد هذا الامر ممكنا ، انها حقا صدمةةة كبيرةة
والدي كان اهم ما املكه ، انه الشخص الذي رباني و احبني
و كان الدفاع لي و المشجع لي و الناصح لي في الحياة
كان كل شيء بالنسبة لي ...و اغلى شخص على قلبي !
هل هذه هي الحقيقة ... ؟؟ لما هي قاسية جدااا ..!!
هنا فقط ادركت اني لن استطبع تقبل هذا الامر ابداا
- " علي اناهرب من هذه الواقع المر ، علي ان ابتعد عنه "
هذا ما قلته بقرارة نفسي قبل ان اخلع معطفي الدافئ و اركض بسرعة
و بعزيمة ثاابتةة حتى وصلت الى السطح ...مشيت بخطوات الى الحافة
الشاهقة ن انا لم اتردد ابدااافي لحظة ضعف رميت نفسي
من اعلى ذاك الارتفااعلما اعيش و انا التي خسرت كل ما املكه
و احبه في هذا العالمو قطرات المطر تنهطل بغزارة شديدة
لارتطم انا و هي بالرضـفتتناثر هي و تتناثر اجزائي هنا و هناك
و تتلوث الارض بالدمعندما ارتطمت بقوة احسست ان عظامي تهشمت
و ملابسي تمزقت لكن روحي لم تغادر هذا الجسد تذكرت كلماته الرقيقة
تذكرت حلمه ابي الجميل ت لقد تمنى انا اتم دراستي و ان احصل على عمل
و ان اعيش دوما سعيدة ، لقد ادركت اني حطمت هذا الحلم ،
لقد خسرت الان امنية ابي الوحيدة في لحظة شتآت
- " ابي ، أهذه هي ابنتك حقا ..؟! "
كل ما يمكنني ان افعله الان ان اطلب مسامحته لي و انتظر
الى ان تغادر هذه الروح ما تبقى من هذا الجسد .. ***
BrB |
التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 12-22-2015 الساعة 04:23 PM |