عرض مشاركة واحدة
  #436  
قديم 08-29-2015, 11:03 PM
 
أخذتُ أتهادى في سيريٍ ناظرًا للشمس تزحف ببطئٌ لما خلف المحيط الشاسع من المَاء, سالكةً
طريقَها المعتاد آخذةً أشعتهَا الذهبية المتمايلة بصمتٍ حولهَا, أخذتُ فيِ التأملُ بصمت وإجلال مفكرًا
لعظمة خلقِ مَا يرتئيِ أمام مقلتي, إلى الضَوء الدافئ اللامع, كَم أن الشمسَ نورُ, ودفئ, إنهَا الطمأنينة
والحبوُر, كل المشاعِر العبقةً تحملهَا , ترسلهَا لنا عبر ضيائهَا الغامر للكونِ كله ! إنها لمجرد نجمٍ
صغير, كنت أعلم أنها لا تكاد ترَى بجانب تلكَ النجوم هائلةِ الحجم التي تزين سماءَ الليل المخملي
الحَار الذيِ نعيش تحتَ ظله, لكنهَا وببساطَة أهمُ ما لدينَا ! كَم وددت أن أكونَ كالشمس كلمَا
وضعت كفيِ ملتمسًا جبهتي لأغطي عيني من ضوئهَا الوهاج, إنهَا لصغيرة لدى باقيِ النجوم, لكنهَا
نجمنا الأوحَد في السماءْ , لا نريِد إلاها كي تضيئنَا, خدمتنا عدة مليارات قليلة من السنين لكنَها كانَت
ضوء البشرية الأول, معشوقتنَا الأولى التي تزين سمائنَا, حينمَا ولجت إلى عقلي تلك الأفكار تباعًا ,
أحسست بجزء من قلبي صغيرْ, أخذ بالتفطر قليلًا, ريثمَا أراهَا تندس تحتَ وطئة الظلاَم الآخذ في
التفشي شيئًا فشيئًا !
أخذت السمَاء القرمزية بالإزرقاق , وعرفتَ بديهيًا أن الأزرق يليه الأسود الحالك,
كَم هي جميلة معشوقتنا اللامعة تلكَ ! حتى في الظلاَم فهي لم تتخلَى عن قاطني هذا الكوكبِ الصخري
الأزرق, ترسل أشعتهَا إلينا تنسلخ عبر نور القمر لتنيرَ سبيلنا , إنها تضيئ سمائنَا حتى في غيابهَا, وكَم
وددت في تلك اللحظات أنَ أكون كالشمس, منيرًا ناشرًا للدفئ والأمل .
__________________
-



يارب، فردوسك لأمّي وأبي وأحبتي أجمعين.
𝐖𝐡𝐚𝐭 𝐰𝐞 𝐝𝐨 𝐧𝐨𝐰 𝐞𝐜𝐡𝐨𝐞𝐬 𝐢𝐧 𝐞𝐭𝐞𝐫𝐧𝐢𝐭𝐲.