عرض مشاركة واحدة
  #472  
قديم 08-29-2015, 11:28 PM
 
هبت نسمات ربيعية تحمل برفقتها عبق الزهور لتنعش الحاضرين بتلك الحديقة الأثرية
هناك حيث ما إن تتجاوز البوابة الحديدية ستجد نفسك بأنك عدت للماضي
ألاف الأعوام, فهواء هذه الحديقة وهو أول ما يواجهك منعش ومحمل برائحة الزهور
وقطرات المياه الباردة المتناثرة , كما ستشاهد على جانبك الأيمن بُنى أثري مُحاط
بالأشجار الكثيفة ويتوسط ذلك المكان مقاعد مختلفة مصنوعة من الحجارة وطاولة بمنتصفها وكأنها
مُعدة لمن كانت هذه الحديقة ملكاً له بذلك الوقت من الزمن , وأمامك مُباشرة ستشاهد ذاك الدرج القديم
المتصدع ذو اللون النُحاسي وبالرغم من ذلك فما إن تقع عيناكِ عليه ستشعر بالهيبة بلا ريب بتلك التماثيل
المنحوتة حوله ولاسيما في مقدمته بحيث إحتوى على تمثالين من كلا الجانبين لأسدين بدا عليهما النُبل والقوة
إلا أنهما مع ذلك كانا يحنيان رأسهما للأسفل وربما يدفعك ذلك للتفكير بمدى ثقة من أمر ببنائهما بنفسه !
ولكن سيجبرك المنظر التالي بعد أن تصل لنهاية الدرج بأن تنسى أمر الحديقة بالأعلى وتستمر بالتحديق
بما أمامك فالآن ستكتشف سر تلك المياه المتناثرة عند مشاهدتك لنافورة عملاقة تحتل وسط المكان وتتربع فيه
على عرش الجمال, فالبرغم من قدمها إلا أنها بدت للوهلة الأولى أكثر من حية , بحيث صممت على شكل سيدة
جميلة للغاية ذات عينان زرقاوتين وشعر أشقر ترتدي ثوب بدى أنه مُخملي باللون الأحمر الداكن وإن كانت
الألوان باهتة بعد مرور كل هذه الأعوام وقد كانت المياه تخرج من جرة تحملها بيدها , وحول تلك النافورة
ستجد العديد من الزهور والورود المنوعة والملونة بالأبيض والزهري ووالأحمر وكل ذلك بصفوف مرتبة
بينما تلعب العصافير بالأرجاء وهي تطلق العنان لصوتها الخلاب والذي انسجم بطريقة ما مع إيقاع الماء
من النافورة لتدخلك في عالم خاص من الهدوء والسكينة
__________________