حسنًا, حينمَا استيقظت رغمًا عن أنفيِ كدتُ أسقط مغشيًا علي, كان الوسَن في عينيَ يغط كل مَاعداه, حيث أنيِ كنت على أهبة لمنحِ كنوز الدنيًا جميعًا لأقدرَ على كسب دقيقةٍ إضافية للنوم ! ولكن جراءَ النعاس الشديد الذي خالجنيِ كانَ بإمكاني التوجهُ فقط نحو أي بابٍ يقف أمامي, لَم أتوجه لمكان محددٍ حقيقةً , فقد كنتُ أصلاً نائمةً تقريباً حينمَا حملني أخي نحوَ منزلنَا الربيعيِ هذا .. حيث خططنا لقضاء عطلة الربيع. لذلك لَم أستطع تحديد المكان الذي كنتُ فيه, فلَم يوقظني إلا تهديدات شديدة ومنذرة بعقابِ كالنار من أمي بأن تقومَ بسحبِ الكاميراتِ التي حملتهَا معيِ للتصويرِ أثناء العطلة, وأظن أن العالمَ بأسره يعلم مسبقاً بأن كاميراتي الاثنتين أهمُ من كنوز العالم كلهَا! فتحتُ الباب الأخيرَ الذي أمامي ليصطدمَ ضوءُ الشمسِ بعيني شبه المغلقتين مباشرةً ليكون أول من ألقى تحية الصبَاح إليْ ! كدتُ أن ألتف وأدخل إلا أن الأجواء كانت مفعمَة بجَو غريب مفعم بالنشاَط يجعل أمعائي تتقلص كلمَا تخيلته, كانت ذكرياتي السعيدة غالبًا ما تحمل ليِ ألمًا بالبطن كضريبة لحماسيَ حينمَا أفكر بهَا ! خاطرتُ لأقوم بفتح ثلثيْ عينيْ ليلامس اللون الأخضر حدقتي عينيَ ويجعلنيِ أفتح ثغريَ إنبهارًا , فكَان أول مَا تبادر إلى ذهنيِ كونُ أخي لَم يكذب حينمَا قال بأننا قد قمنَا بشراء منزلٍ صيفيْ كجنة على الأرض لجمالِه وحسنه ! نظرتُ حولي باندهاشٍ لأرى حديقتنا الخلفية : نهرٌ بعيد واسع له مصبٌ في البحر, محاطٌ بأشجار قصيرة على جانبيه إلى أن يتفرع النهر إلى البحر وتختفي اليابسَة ! وأمام بابنَا جسرٌ يوصل للطرف الأيمن من اليابس, حيثُ قد ارتفعت أشجار صنوبرُ بعيدة أوضحت من طولهَا كونها قد بلغت من السِن الرهط, قريبًا عند منزلنَا رأيت الأفنية الخلفية للمنازل القريبة المطلة على شاطئ النَهر, وعند منزلنَا تحديدًا كانت الزهوُر المتوردة تحيط بأراضينَا كَ سياجْ ملونَ حسن الرائحة, رأيتُ زهر الناردين الأبيض, مجاورًا لأزهار الخزامى البنفسجية, توقفت للحظة لأتسائل عن غرابة وجود زهرة بريةٍ في مكان أزرق متجانس مع الأخضر, بينمَا كانت تلك الزهرة منبعهَا الصحراء الحارة, هبَ نسيم بارد أيقظنيِ خلال تلك الثانيَة, رأيت إخوتي مِن بعيد, كانَ ساميِ قد رفع يده مؤشرًا لي أن آتي إليهم وأهم بالسباحة, كانَ هذا آخر ما كنت أرغب به في تلك اللحظه ! فأول ما تبادر إلى ذهني : سأصور هذِه الجنة الأرضية, وإلا سأكون حثالة ! هممت بالجري ضاحكةً بمزاج سعيد لألتقط الكاميراَ التي أمامي وأهمَ بالركض حتى ساحة الزهورْ !
__________________
-
يارب، فردوسك لأمّي وأبي وأحبتي أجمعين.
𝐖𝐡𝐚𝐭 𝐰𝐞 𝐝𝐨 𝐧𝐨𝐰 𝐞𝐜𝐡𝐨𝐞𝐬 𝐢𝐧 𝐞𝐭𝐞𝐫𝐧𝐢𝐭𝐲.
|