دقائق معدودة حتي صار علي أرض الواقع قام ووقف ونظرات البرود تعتلي وجهه وملامحه , رغم صعوبة الموقف عليه إلا أنه قاوم ذاك اليأس ...كعادته , إتجه إلي داخل القصر بجمود وصعد إلي غرفته دون أي كلمة رغم نداءات والدته عليه , دخل غرفته بهدوء فوجد فتي أشقر الشعر يجلس علي سرير جاستن , نطق الأشقر بحنين من بين شفتيه / إشتقت إليك أخي . إتجه إليه بإبتسامة شاحبة محاولا إخفاء ما في قلبه من ألم وجرح قائلا بهدوء / وأنا أيضا أخي . قال الأخير بإستغراب / جاستن .. هل أنت بخير ؟ حاول ... حاول قدر إمكانه مقاومة ذاك الشعور لأنه كان يأبي الإنصياع تحت قوة ذاك الشعور لكنه قال بإنكسار / أخي ... أنا أتألم . تنهد الأشقر وقال بحنية / أخبرني ماذا هناك عزيزي ؟ قال الأخير بألم / لا أستطيع التحمل , لما .. لما عندما أجد سعادتي تسرقها تلك البلهاء مني ؟ لما مارف ؟ قال مارف بإستغراب / بلهاء , من تقصد ؟ قال جاستن والحقد يشع من عينيه / إلينا . ضحك مارف بسخاء وقال بعدها بإسترخاء / أنت حقا أحمق لقد ظننت أن شيئا فظيعا قد حل , ااه علي كل حال ماذا فعلت هذه المرة ؟
قال جاستن بحزن / كاميليا , لقد أحرجتها وقد أقسمت كاميليا علي أن لا تكلمني مرة أخري . إرتمي مارف علي السرير وقال بملل / جاستن أنت حقا تافه ,ااه علي كل حال ماذا تنوي أن تفعل ؟ قال جاستن بإحباط / لا أعلم , لهذا ... أريدك أن تساعدني مارف . جلس مارف مجددا وقال بتفكير / أمممم , لما لا تدعوها بطريقة رومنسية علي العشاء ؟ / أووه مارف أرحمني من أفكارك المنحرفة تلك وكلمني ولو لمرة واحدة بجدية . كان هذا صوته اليائس المتملل من قال هذا , فقال الآخر بإنفعال / جاستن أنا أتكلم بجدية , تدعوها للعشاء في أحد المطاعم الراقية وتتناولا العشاء معا ثم تشتري لها هديه جميلة كإعتذار , ومؤكد ستقبل إعتذارك , ولكن المهم أن تكون لبق معها . إقترب جاستن من مارف بهدوء وضرب رأسه برأسه , وقال بخمول / غبي , كيف ستوافق علي الخروج معي وهي لا تكلمني يا أحمق . إعتلت ملامح اليأس مجددا وجه مارف ولكن هيهات حتي صرخ بفرح / وجدتها , إذهب أنت وإشتري هدية وإنتظرنا في مطعم ((kaitenzushi)) حسنا , واترك الباقي علي مارف . ثم خرج والإبتسامة تشق وجهه بينما ترك جاستن مستغربا ومتحيرا مما يفعله أخاه .........................................
((في قصر عائلة ريونسكي )) كانت تجلس علي سريرها تبكي وتبكي ولا يسمعها أحد , بدأت تتذكر ما تفوهت به دون تفكير / ((سيدي أرجوك توقف عن هذا , توقف عن معاملتي هكذا , أرجوك عاملني فقط كأي خادمة )) خرجت تلك الكلمات من فمها دون تفكير , هي كانت لا تريد أن تصل الأمور إلي تلك الدرجة , فصارت الآن نادمة علي فعلتها تلك , وبينما هي في دوامات ندمها وحسرتها , سمعت دق باب غرفتها , مسحت عبراتها بسرعة وقالت بصوت مبحوح مستغرب / تفضل . دخل بهدوء وبخطوات هادئة وواثقة ألقي نظرة سريعة علي الغرفة , فإتجه إلي الضوء ليشعله , وفورما رأته جلست بإحترام , إتجه لها ونظر سريعا في عينيها فلاحظ تلك المشاعر التي تخبأها عن الكل وعن نفسها حتي , إنحني بإحترام وأمسك يدها وقال بإبتسامة / سررت برؤيتك كاميليا . إبتسمت إبتسامة خفيفة وقد عادت لها تلك الذكريات الجميلة فقالت بفرح وشوق وإحراج ممزوجين / وأنا أيضا سيد مارف . ضرب رأسه برأسها بمزاح وقال / هيا أنا لست جاستن ناديني مارف كما تفعلين . عادت تلك الملامح المتألمة مرة أخري حين ذكر إسمه , حينها إبتسم بخبث لأنه توصل إلي ماكان يريده , ترك يدها وجلس بجانبها وقال / كامي , أريد أن أطلب منكي معروفا ؟ قالت بإحترام به لمسة حزن / تفضل سـ... فلاحظت نظرة الوعيد في عينيه فقالت بإستسلام / مـ..مارف . إبتسم وقال / أريد أن تتناولي العشاء مع جاستن الليلة ,هل هذا ممكن ؟ عندها تبدلت معلامها بالإستغراب والدهشة فقالت بحيرة / ولكن أوليس اليوم تجمع عائلي علي العشاء , كيف له أن يتركه .. ثم أكملت بحزن / ليأتي ويتناوله مع مجرد خادمة كرست نفسها لخدمته . إقترب منها مارف بهدوء ووضع يده علي شعرها بحنية وقال / لا تقولي هذا كامي أنتي أعلي مني ومنها , لا تقولي هذا مجددا أتفهمين ؟ نظرت إلي عينه بدهشة كيف عرف ؟ إنه مشابه نوعا ما لما قاله بدأت تتذكر بدهشة ما قاله لها / ((بل هي مثلي ومثلك بل أعلي مني ومنكي , لا تقولي لها هكذا مجددا أتفهمين )) هيهات حتي إختفت ملامح الدهشة , إنها حقا حمقاء , كيف له أن لا يعرف , والشجار الذي حصل كان بينها وبين شقيقه , مؤكد أن جاستن حكي له , هكذا كان تفكيرها , قالت له برقة / حسنا مارف , دقائق وسأكون جاهزة . إبتعد عنها وقال لها بحنان وإبتسامة مرحة / حسنا , وأنا سٍأكون في إنتظارك في السيارة . خرج وعلامات الإنتصار علي وجهه , وفي طريقه إلي الخارج بدأ يتذكر ذكرياته في ذاك المنزل , مع والدته , مع جاستن , مع كاميليا , مع الكل , نطق بحنين وإشتياق / إشتقت إليكم جميعا , إشتقت لك يا بيتي . وفي طريقه إلي الحديقة قابل إلينا , نظر إليها نظرة إستصغار وقال بحقد / إلينا إعقلي وتحكمي في إنفعلاتك وحبك المفرط لجاستن قليلا . ثم تركها وذهب ولكنها أوقفته قائلة بخبث / وهل أنا مخطئة ؟ إلتفت مارف ناظرا إليها بإستغراب وقال مستفسرا / ماذا تعنين ؟ قالت بغنج / أقصد أن ... جاستن في كل الأحوال سيكون لي , مهما فعلت ومهما قلت لن أتخلي عنه, وهو أيضا لن يتخلي عني . قال بخبث / إذا بما أنكي واثقة هكذا , فـ...إتركي كاميليا في شأنها. ثم رحل تاركا إياها مشتعلة من الغيرة والحقد قالت بوعيد / تلك الـ .... سرقت مني جاستن والآن سرقت رضا مارف أيضا , إنها مجرد شيطانة . ((في المطعم )) كان يجلس متوترا وخائفا , هل يا تري الهدية ستعجبها ؟ هل إستطاع مارف إقناعها أن تأتي ؟ كيف سأبدأ بالحديث ؟ وما الذي يتوجب علي فعله؟ كانت كل تلك الأسئلة تدور في خلده كان خائفا من أن لا تقبل إعتذاره , كانت الطاولة التي يجلس عليها في شرفة المطعم , فكان يحاول أن يضيع بعضا من توتره بأن ينظر إلي السماء كالحة السواء الرائعة وإلي تلك النجوم والقمر المنير, وفجأة وجد شخصا يقول بإحراج / أحممم , جاستن . نظر وقد بهرت عينه من ذاك المظهر فستانها الوردي الطويل ذي الوردة البيضاء في جانبه الأيمن وشعرها الذهبي الحريري الأنيق , ظل سارحا فيها لوقت طويل شعر أن الوقت توقف بالنسبة له وأنه لا يوجد في الكون غيره هو وهي , ولكن هيهات حتي أدرك وضعه , وقام وتعامل معها بطريقة أرستقراطية متحضرة حيث أنه وقف وإنحني وأمسك يدها وقبلها برقة , أحمرت وجنتاها خجلا , ولكنها أيضا إنتبهت علي نفسها وإنحنت بإحترام , إتجه ناحية الكرسي الذي ستجلس عليه وسحبه لها مع إبتسامة حانية , فإنحنت له شاكرة وجلست وهي في منتهي الإحراج , بعد أن إنتهي جلس أيضا علي كرسيه , ظلا دقائق صامتين وفي تلك الدقائق المعدودة تذكرت كاميليا ما أوصاها به مارف ............................ ((في السيارة )) / كاميليا , جاستن يريد أن يسوي الأمور بينكما , هو حائر وضعيف الشخصية , ربما يظهر لكي أنه قوي ومتكبر لكن من داخله خلاف ذالك تماما , فمن داخله فتي طيب حنون رقيق ضعيف , لذا أريدكي أن تبادر أنتي بالحديث حتي يستطيع إخراج ما في قلبه بسهولة أرجوك . ((في المطعم)) /ااه ... جاستن , لما تخليت عن التجمع العائلي .... من أجلي ؟ هااه لما قلت هذا لقد بدأت الحديث بطريقة خاطئة , هذا ما كانت تفكر به وهي تري ردة فعله فإبتسم بحنية وقال / أردت أن أعتذر لكي , أردت أن أقول أني أسف وأعدكي أن لا أجرحكي مرة أخري , فقط أردتك أن تسامحيني , أردت ان نرجع كما كنا , أرجوك . إبتسمت وقالت / سيعترض الجميع علي هذا جاستن , هل أنت مستعد لتواجه كل العقبات . قال بإبتسامة واثقة / مستعد علي شرط أن تثقي في . قالت بنفس إبتسامته / أوافق . مد إصبعه البنصر وقال / أتعديني ؟ أشبكت إصبعها البنصر بإصبعه وقالت / أعدك . هي لم تعاند , لم تكابر , فقط كانت تنتظر تلك الفرصة التي تصلح فيها جميع الأمور , ويعود الجميع كما كانوا سابقا , وصل النادل فقال جاستن بمرح / ماذا تطلبين آنستي ؟ ثم أنهي جملته بغمزة لها , ضحكت بخفة وقالت / سويتون , إن سمحت . قال جاستن وهو ينظر إلي النادل /وأنا..... دجاج تيريياكي . إنحني النادل بإحترام ثم ذهب وفور أن ذهب النادل أخرج جاستن الهدية من وراء ظهره ومد يده وهو مغمض العينين قالت كاميليا بإستغراب / ما..هذه؟ قال بإحراج / هدية إعتذار ... أتمني أن تقبليها مني . أمسكتها بلطف وقالت / شكرا لك سيدي . ((في قصر ريونسكي)) كانت تجلس والغيرة تأكل قلبها , تريد أن تعرف أين هما , ماذا يفعلان ؟ ماذا يقولان ؟ مر مارف من جانبها فأمسكته من ذراعه وأخفت غيرتها داخلها وقالت بتكبر / أين جاستن , يا مارف ؟ قال مارف ببرود / أظنك رأيتهما أليس كذلك ؟ جائت سيدة ذات شعر قصير مموج وقالت بتعالي / أين جاستن , يا مارف ؟ آخر واحدة جاستن يريد أن تعرف أنه مع جاستن هي تلك السيدة إرتبك مارف ماذا يقول ؟ ماذا يفعل ؟ / إنه مع كاميليا , خادمته . الأسئلة/ 1_ ماذا تعني جملة ((قاوم اليأس .... كعادته )) ؟ 2_هل سيكون لمارف دور في القصة ؟ 3_ما هي الهدية التي اهداها جاستن لكاميليا ؟ 4_ من الذي قال / إنه مع كاميليا خادمته ؟
5_من هي تلك السيدة التي سألت عن جاستن ؟ 6_هل ستفي كاميليا بوعدها لجاستن ؟ 7_ رأيكم في الفصل ؟ 8_ آرائكم ؟ 9_ إقتراحتكم ؟
10_ إنتقاداتكم ؟ |