استيقظْتُ على صوت زامورٍ مزعج ، صداع اعترى دماغي ... ربما الحرارة الشديدة كانت السبب أو أن اصطدامي بقطع خشب أسفل السرير والوقوع أرضًا كان سببًا آخر !
اعتدَلْتُ في جلستي ، عيناي حاولت تحدي الشمس ولكنهم أضعف من ذلك ، لذا بقيت في الظلام لدقيقة من ثم بدأتُ بفتحت عيني بحرص ، رفرف جفنا عيني ، وأول شيء رأيته هو زوج من الأحذية الجلدية الثقيلة واثبة أمامي ، أخذت نفسًا عميق قبل النظر لأعلى ...
إمّا أماندا فرت من قبضة النقيب و سرقت زوجًا مقرف من الأحذية أو أن النقيب كامرون لديه ذوق غريب ، رَفَعْتُ ناظري بروية خائِفَةً من الوجه الذي سألقاه ...
عينان عسلية حالمة و شعر كستنائي حريري ، جسده جيد البنية ولكن ملابسه أفضحت عن هيبته ـ فقميصه الأبيض والمئزر دلَّ بأنه يعمل في مطبخ الفندق
ـ صباح الخير ؟
تسائلتْ ، في الحقيقة لا أعلم الوقت الآن ... ربما الساعة تجاوز الثانية عشر ! ولا أريد أن أبدو غبية إن قلت مساء الخير إن كانت الساعة تاسعة صباحًا .
عيناه العسلية نظرت لي باستغراب ، استطعتُ رؤية الحقيبة بجانبي مستلقية ، أحكمتُ القبض عليها بِخلسة ومن ثم رميتها على أكتافي بطريقة مفاجئة ، بهدوء وقوفت على أقدامي ... أحاول بقدرالإمكان إحكام أعصابي من الإنفجار ، وقف الشاب يتفحص تحركاتي بكل تمعن
ـ ماذا تفعلين هنا؟
حَكَكْتُ رأسي أفكر بِكَذِبَة قد تليق بالموقف ، تحرَّكتُ ببطئ نحو حاجز الورود ، ولكن الشاب تبعني ، أخذتُ نفسًا عميق قبل إجابة سؤاله
ـ آه ... أنا من لجنة تفقد سلامة الأسطح ، و هذا السطح جيد ! أمّا الآن عليّ الذهاب لتفحص الأسطح الأخرى !
بغباء وجدت عذر ، ولكنه أجدى نفعًا ؛ فقد توقف الشاب عن اللحاق وفكّر بكلماتي مليًا ... مما أعطاني الفرصة للهروب ، سمعتُ صراخه يتلاشى مع كل عتبةٍ أخطوها ، إلى حين وَصَلْتُ أسفل السلالم ، حينها تبخر صوته عن الوجود
بدأت بأخذ أنفاسي عند التقاطع ، شعرت بحرقة في رئتي والعرق يتصبب من جبيني كالشلال ، ماذا أفعل الآن ؟
و كإيجابة قال دماغي ... " إلحقي لوي آدمز!"
لم أستطع خذل تلك الأفكار ، فلا أملك شيء أفضل من ذلك ... لهذا باغت بالمشي لـ شركة " ريد فيلفيت " من جديد ـ ربما استطعت اكتشاف بعض الأسرار وابتزازه بهم !
لَحِقْتُهُ طَوال اليوم وكل ما وجدت ... واحد ؛ لوي يحب شرب القهوة بالحليب الدافئ ، اثنان ؛ يستخدم هاتفه كأداة للعمل ... مثل التدوين ! غريب ~
ثلاث؛ إنسان هادء ويحب الابتسام ... ربما أخطأت الشخص أو مَلَكَ أخ توئم ؟ لأنه بدى غاضب حولي البارحة ~
فقدتُ الأمل عندما ضَرَبَت عقارِبُ الساعة الثامنة مساءً ، لقد دخل لوي لتو إلى حانة لوحده ، مثير لشفقة ربما ؟ ولكن على الأقل يملك مالًا لشراء مشروب ولا يتعقب إنسان ، على عكس بعض البشر !
تنهدتُ بتعب أراقب المنطقة ، هناك مطعم على يسار الحانة و متجر للقطع لغيار السيارات على اليمين .
إن أردت الحصول على العمل من لوي آدمز ... يجب أن يكون في العلن كي لا يحرج نفسه ، وإن كان ثمل سيكون من صالحي ! ... تبدو خطة ناجحة .
نظرتُ لإنعكاسي في سيارة لوي الفارهة ، شعري الأسود يحتاج للإستحمام ... دون ذلك أبدو كفتاة طبيعية !
أمسكتُ حقيبتي الملقى على الأرض كالعادة ، من ثم توجهت لحانة " جو " فتلك الكلمات المعلقة بأضواء النيون الحمراء والصفراء يصعب تجاهلها ، مصفُ السيارات كان فارغ ويجلب الشبهة للمار ، وبعض التجمعات في الزوايا تدخل الرعبة في قلب فتاةٍ مثلي ، مع ذلك كسرت حاجز الخوف وتوقفت أمام حارس الحانة ـ داكن البشرة ومفتول العضلات يرتدي بذلة رسمية سوداء ...
انتبه لوجودي و نظر للأسفل، مع أنني طويلة إلا أنه أطول ! بدوت كـ حشرة أمامه ، ابتسامة لطيفة طُبِعَت على شفتاه ، مما جعلني أستغرب
ـ هل تهتي يا صغيرة ؟
عَضَضْتُ شفتي السفلية أشعر بالإحراج ، من ثم هزَزْت رأسي نفيًا لأُخرِجَ هويتي من جيب البنطال ، أَمْسَك الحارس البطاقة يتمعن فيها بإنذهال ... أقسم بأنه نظر لي عشر مرات قبل أن يصدق ما كتب عليها
ـ تفضلي يا آنسة!
قال تلك الكلمات محاولًا ألا يطلق عنان ضحكاته الساخرة ، أمسكتُ بطاقتي من يديه ودخلت الحانة بكل ثقة ، ولكن هذه المرة هُزَّتْ قليلًا ؛ لسماع موسيقى صاخبة لم ترح أذني البت، لم أكن من محبي هذه الموسيقى ، التي تتطلب استخدام أوتار الجيتار الكهربائي بشكل مجنون ، ربما البيانو والكمان ... أمور كلاسيكية تريح البال!
اجتزت البهو المظلم الطويل ، لتضربني الأضواء المتذبذبة ... أحمر ، أرزق ، أخضر و أصفر مع كل رمشة عين يتغير اللون ، الأرض كانت ترج كذلك ، جميع الحضور يقفز على الأرض يحاول مجارات الألحان المجنونة ، ولكن اضطررت لترك هذه الجلبة والبحث عن زوج من أعين كرستالية تخص لوي آدمز .
تعرضت لدفع و انسكاب المشروب على ملابسي ... ولكن كالعادة لم أملك الوقت الكافي لخوض شجار ، من الصعب البحث عن أشخاص مع هذه الأضواء ، ولكن وجدت الأخرق جالس على أحد المقاعد الخاصة بطاولات التقديم ، يحدق بطريقة غبية نحو فتاة جميلة ...
شعرها الأسود مجعد ومتناثر ، ملابسها محتشمة نظرًا لزميلاتها الراقصات ، بنطال جينز أزرق وقميص زهري عاري الأكمام أطرى جمال على بشرتها الحنطية ، ابتسمت بتعجرف متقدمةً نحوه ...
ـ أظن التحديق المطول قد يؤدي لإحداث ثقب!
أخبرته ملقيةً حقيبتي على طاولة المشروبات بإهمال ، سحبتُ بدوري مقعد حديدي طويل وجلست عليه كما لو ملكت الحانة ولم أكترث بالمستقبل ، التقت عيناه بوجهي ليطلق صوتًا دل على الإنزعاج ، احتسى من مشروبه ... حسنًا لنقل أنه أنهى مشروبه في رشفة واحدة ، من ثم ضرب كعب الكأس مسببًا صوت ثقيل
ـ لا أريد أن أضيِّع وقتي معك!
تمتم كلماته لحد سماعي ، من ثم أخرج مالًا من جيبه وألقاه على الطاولة ، وقف لوي على أقدامه بسرعة و رحل ... تنهدت بملل ، أكره التوسل ولكن حياتي لها أساسيات وأنا بحاجة لهم الآن ! أمسكتُ الحقيبة بعجلة وتَبِعْتُه بسرعة فائقة
ـ اسمع سيد آدمز ، أنــا آسفة لتطفل في حياتك هكذا !
ـ اذًا أخرجي منها ... التفتي وأمشي ولا تنظري للخلف
توقفنا أمام حلبة الرقص ، حاجباه معْقَودين ؛ يحاول فك شيفرة شخصيتي ... أطلقتُ تنهيدة أخرى قبل مقابلة عيناه الجميلة
ـ أعطني فرصة! إن لم أنجح ، سأرحل ولن أعود
كانت كلماتي صادقة ، أعني مالفائدة من التوسل إن فشلت !
مرر لوي أنامله في خصلات شعره مطلقًا تزفيرة تدل على الإستسلام ، يَدَهُ الأخرى انسابت لجيب بنطاله الرسمي ممسكاً على ما يبدو سلسلة مفاتيح سيارته الفارهة
ـ حسنًا ، اتبعيني!
قالها مشيرًا بأصبع السبابة لي ، كانت حركة انتقاله سريعة ...
حاولت مجاراته ولكن تخلفت ببضع الأمتار كوني مرهقة وجائعة جدًا فهذا يعد إنجاز !
خرجنا من الحانة الصاخبة لأنتعم ببعض الهدوء ، مع أن الموسيقى يمكن سماعها من هنا إلا أنها أهدء من الداخل ... رأيت لوي يتوجه نحو سيارته ، أضوائُها أُشعِلَت من ثم بَهُتَتْ بسرعة البرق ، فَتَحَ لوي الباب الخلفي لسيارة مخرجًا حقيبة تسوق تخص شركة { ريد فلفيت } ، أغلق لوي سيارته عن طريق سلسلة المفاتيح مما سبب وميض السيارة من جديد ، عندما وصلت أخيرًا لسيارته ، نظر لي باستخفاف ملقيًا الحقيبة في أحضاني
ـ عليك بيع هذه الملابس وبسعر 50 دولارًا الآن !
قالها بجدية وصرامة ، طأطأت رأسي بموافقة ، أحب التحديات ! ابتسامة رضى أُلصِقت على وجهي ، جُلْتُ بناظري أبحثُ عن أشخاص قد يهتمون بهذه الملابس ... بالحديث عن الملابس ما نوعهم ؟
ـ ما نوع الملابس ؟
قلتها أتفقد محتوى الحقيبة ، رأيت اللون الأحمر ، فقد برز عن البقية و بنطال قصير
ـ ملابس سباحة لنساء والرجال ، من مجموعة الشباب الخالد !
بطريقة بسيطة قالها لوي ، يبحث عن فريسة كذلك ، أعدت النظر نحو المكان أترقب شخصًا مناسب ... إلى حين قاطعني الأحمق الغني
ـ تلك المجموعة ، في زاوية المطعم !
أشار لوي بكل تعالٍ ، ولن أنسى تلك الابتسامة المحفورة على وجهه ، { لن تفوزي } كانت مطبوعة على جبينه بالخط العريض والمُشِعْ ، تَبِعْتُ إصبعه الذي أشار نحو مجموعة من الـ ... يال حظي التعيس ~
....
شهيق ُزفير ، شهيق زفير ، لا تفقدي روعك يا سمر أنت أفضل من هذا الغني ، رميتُ حقيبة الملابس في أحضان لوي ... الذي كان سعيد ! ولكن فرحته لن تدوم ، لم يولد الشخص الذي يهين سمر هاريس ، أنــا فقط من يهين ذاتي ~
أمسكتُ حقيبتي المهترئة لأخرج قميص أبيض اللون أجدى النفع ، خلعت سترتي الخفيفة وارتديت القميص الأبيض فوق قميصي الأسود عاري الاكمام ، أدخلْتُ القميص في البنطال و زررته حد الرقبة ، شعري المتناثر رفعته بطريقة رسمية للأعلى مبعدةً أي خصل عن عيناي ، نظرتُ لسيارة لوي لأتفقد إنعكاسي ، ولكن لَفَتَ أنظاري تلك البطاقة المتدلية من المرآة الأمامية ، أمسكت سلسلة المفاتيح من يديه بخفة وفتحت باب السيارة لأخذ تلك البطاقة ورميها حول رقبتي
ـ هل تريد أن أَعَرِّفَ عن نفسي كموظفة أم متدربة ؟
قُلتُها له ممسكةً حقيبة الملابس و رمي حقيبتي السوداء في يديه ، لم يكن من الصعب ألا تلحظ علامات الإعجاب على وجهه ، فأنا في النهاية مخلوق فريد من نوعه!
ـ كما تريدين
قالها برتابة يتبع خطواتي نحو المطعم .... تجمع في الزاوية التي أشار عليها لوي ـ مجموعة من الأشخاص ، حسنًا بدو كـ عصابة إن لم اخطئ ... فالدراجات والملابس كانت كافية لإيحاء ذلك ، مع كل خطوة أخطوها نحو تلك المجموعة شعرت بقلبي يُعصر ، ولكن تجمدت في مكاني عند الوصول ، عيناهم حدَّقت فيَّ مطولًا ، بعد ثوانٍ وعيت عمّا يحدث ورميت أفضل ابتسامة تجارية أملك
ـ مرحبًا ... أدعى سمر هاريس ، من شركة ريد فيلفيت ... هل من المحتمل بأنكم تعرفونها؟
اقتربتُ لهم أكثر ، فتاة شقراء تملك حُلِّي على أنفها و شفتِها السفلية ، ابتسمت لي مكَّتِفَةً ذراعيها
ـ نعم ! من لا يعرف تلك الشركة؟
قالتها بطريقة لطيفة تسرح شعرها ـ لمحت خصل زهرية نهاية أطراف شعرها ، ابتسمتُ من جديد مبعدةً ناظري عنها لألفت أنظار الشباب في المجموعة ، لم أكن ممتنة لمظهري أكثر من اليوم ...
دَرَستُ العِصابة التي وقفت أمامي بحذر ، كانت تنتظرني لفعل شيء ما
ـ هذا يوم حظكم اذًا ، أنا ... في الحقيقة نحن ، هذا لوي آدمز مدير قسم التسويق و المسؤول الرئيس عن مجموعة الشباب الخالد
قلتُها ساحبةً لوي من خلفي ، نظر لي الآخر باستغراب لما أفعله ... بدى الجميع مهتم للحظة ، في حين سحبت حقيبة الملابس للأعلى لتصبح في الواجهة و فتحتها لأخرج محتواها
ـ تردد السيد آدمز في بيع هذه الملابس لكم ، في حين ظننت بأنكم أفضل فئة لبيعهم هذه الملابس ، كما أظن أنها فرصتكم الوحيدة في الحصول على ملابس مجموعة الشباب الخالد مع خصم !
كانت الفرحة تسري جسدي مع رؤية الابتسامة على وجه الحضور ، لوي بقي هادء يراقب الأمور من منظوره ويقَّيم عملي ، بدأت العصابة في الحديث بصوت خافت فيما بينهم
ـ غدًا سوف تعرض هذه الملابس في الأسواق ، وستكون باهظة جدًا ... وبما أنه يومي الأول في الشركة ، طلب مني السيد آدمز بيع المنتج لمجموعة من الأشخاص الذين لديهم القدرة على الترويج ... ومن منظركم أيها الحشد الرائع ، تبدون الأشخاص المعنين !
رفعتُ أصبع الإبهام وابتسامتي التجارية تكاد تقتلني ـ لم أكن في حياتي متفائلة بهذا القدر ، أخرَجتُ أول قِطعة من الملابس ... ثوب سباحة بسيط ولكن المجوهرات وطريقة تصميمه كانت سبب انضمامه لهذه المجموعة
ـ كما ترون هذه قطعة فريدة من نوعها ، حيث أن لونها جريء وقصَّتُها تناسب جميع الأجساد ، مع أن جسدك يا آنسة هو الأفضل !
أشرت للفتاة السمراء في الخلف ، كانت تمضغ العُلكة تستمع لكلامي ... صوت كعبها العالي أخذ يضرب الأرض حتى وجدت طريقها لي ، أَمْسَكَتْ ثوب السباحة من يدي تتفقد نوعية القماش وجودته
ـ في الحقيقة ... وددت النزول لشاطئ البحر غدًا !
بنصف ابتسامة قالت ، مطريةً إعجابها بهذه الملابس ، رائع سمر أحرزت تقدمَا ... هيًا باغتي بالمجاملة
ـ فقد تصوري جميع الفتيات على شاطئ البحر يرتدين ملابس سباحة خاصة بصيحة السنة الفائتة ... إلا أنت الفاتنة ذات الذوق العصري
قُلْتُها مادةً ذراي أحاول جاهدًا دمجها في عالم الخيال ، رأيتها تبتسم هذه المرة محكمةً الإمساك بالملابس ، هَمَسَتْ بعض الكَلِمَات في أذن شاب وقف بقربها ، من ثم نظر لي بعيناه البنية يود طرح سؤال
ـ هل تملكون ملابس رجالية ؟
ـ وأيضًا هل يوجد أنواع غير هذه ؟
طرح الرجل، من ثم اندفعت فتاة أخرى تشير على ثوب صديقتها ، طأطأتُ رأسي كإيجابة من ثم بدأت بعرض الملابس أمامهم واحد تلوى الآخر ... بدى الأمر جميل ، بيع وتجارة ... حتى اتفقوا على الشراء
ـ اذًا سنأخذ الثوبين الأحمر والأخضر وبنطالين أزرق ... كم يبلغ ثمنهم هكذا؟
تسائلت السمراء ذات الكعب العالي وشعرها المجعد في ظفائر صغيرة وضيقة ، نظرْتُ للملابس التي بيدي ... مازلْتُ أملك ثوب أزرق وبنطال أبيض وعليّ بيع الحقيبة بأكملها ... انتظروا ! خطرت لي فكرة
ـ حسنًا ... مئة دولار
قلتها أطوي الثياب التي اختاروها ووضعهم في الحقيبة ، توقف الجميع عن الحديث والابتسامة تلاشت من ثم تقدم شاب مفتول العضلات نحوي
ـ هذا كثير ، ألا تظنين؟
قالها بكل جديدة و رأسه الأصلع لفت أنظاري ، تنهدت بتعب ممسكةً حقيبة الملابس ، وتعابير وجهي غيرتها لتدل ـ أنني منهكة وأود العودة لأولادي بأسرع وقت ولا أملك وقتًا للجدال
ـ في الحقيقة هذه المجموعة مصممة في باريس ... جودة الملابس عالية لذلك الأسعار مرتفعة!
أخربتهم أحوال بيع هذه الكذبة الكبيرة ، مع ذلك لم تجدي نفعًا ، رأيت أحد الفتيات تهز رأسها نفيًا على المبلغ المرتفع
ـ حسنًا سأطلعكم على شيء!
باغتُ بالحديث ممسكةً حقيبة الملابس ووضع جميع الملابس بها ، حتى التي لم يتم اختيارها
ـ غدًا ستتواجد هذه الملابس في السوق بشكل منفرد ، كل واحدة منهم بسعر ثلاثين دولار ! ولكن سأعطيكم عرض سخي جدًا
قلتها مادةً الحقيبة للفتاة السمراء التي قبلتها بكل رحب
ـ سأبيعكم الحقيبة بأكملها لكونكم مجموعة ، أي ستحصلون على القطع الأخرى بنصف الثمن ، بالإضافة إلى خصم على الملابس التي اخترتموها ... اذًا لنقل مممـ مئة وخمس عشر دولار؟
ـ مئة وعشر دولارات ونحن على وفاق!
قالها الشاب الأصلع والمال بيده ، لم أستطع سوى الابتسام ... طأطأتُ رأسي في النهاية ساحبةً المال من يده وترديد كلمات شكر مرارًا ، تابعتُ العِصابة تبتعد تدريجيًا عن محيطي ، تتحدث عن الملابس التي اشتروها ، من ثم دخلوا المطعم
ـ أحــم !
سمعتُ صوت لوي بعد الصمت الذي خيَّمه ، التفتُ للخلف و الفَرَحُ يغمرني ... بدأت بِعَدِّ المال حتى الخمسين
ـ هاك الخمسين ، سأحتفظ بالباقي كعمولة !
قُلتُها معطيةً مبلغ المال المحدد له ، أخذ الآخر نفسًا عميق قبل أن يرسم ابتسامة راضية وأخذ المال ـ مرر أنامله في شعره المبعثر كعادته وأرخى كتفاه ينظر لي ببعض الإعجاب
ـ حسنًا ، ستبدأين غدًا في التاسعة صباحًا !
ضَرَبْتُ أقدماي بالأسفلت أشعر بالحماس الزائد ، هل هذا حقيقي ؟! أملك عمل وأجيده !
لم يستطع لوي أن يكبح ضحكاته لذى أطلق العنان لهم ... تَوَقَفْتُ بعد دقائق أنظر للمال الذي بيدي بكل فرحة ، أملك مال ... أستطيع الدخول لمتجر أطعمة دون الحاجة لسرقة أو الجري
ـ تبدين مثيرة للإهتمام سمر هاريس!
قطع لوي حبل أفكاري بتلك الكلمات ، عيناه تنظر لسماء السوداء ... ابتسمت له بلطف ، من ثم بدأتُ بالجري نحو أقرب متجر للأطعمة ، من بعدها توقف في منتصف الطريق متذكرةً قاعدة اللباقة والشكر التي تعلمتها في مدرسة هلينا للفتيات!
ـ آه ... لوي هل أبتاع لك مقرمشات كعبرون لشكر ؟!
قُلتُها بطريقة خرقاء ، بالأحرى كنت أصرخ ... كان الأبله ينظر للأرض يركل الحصى بقدمه ، أقسم بأن وجهه شع من الفرح لسماع تلك الكلمات .
ـ آه حسنًا ...
ـ وأيضًا أريد حقيبتي!
أخبرته بمجرد وقوفه بمحاذاتي ... حسنًا ، حسنًا ربما توقفت لأنني نسيت الحقيبة في أحضانه وليس من أجل الشكر والأخلاق ، ولكن من المخجل أن أعود لأخذها دون قول شكرًا !