عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 09-05-2015, 04:54 PM
 
ظِلالُ مشرَّدة :: الفصل الأول |1|















الفصل الأول
|5|







ـ دعيني أصُغْ ما قلته من جديد !



احتسيتُ من مشروب الحليب والفرولة المخفوق ، أنظر لـ لوي المبتسم ، مع أن عالمه إنهار أمام عيناه قبل ساعات إلا أن لامبالته تعجبني بشدة


ـ الطريقة الوحيدة للخروج من هذه المصيبة هي توكيل محامٍ حتى تعود قدرة مزاولة المهنة من جديد من أجل إبراء اسمك من الشبهات ! واحتمالية رجوع سيارتك الفارهة كبيرة بما أنها من ممتلكاتك .




حاولت إيصال النقاط في كلامه السابق ، رسم ابتسامة من جديد وهذه المرة كانت أكبر من التي سبقته ، شربت من المشروب مرةً أخرى قبل أن أطلب من النادل الفاتورة



ـ ولكن أنت المسؤول عن تلك المجموعة ... ألم يخطر في بالك بأن استخدام الكيماويات قد يؤثر على الأشخاص؟



أخبرته بطريقة بسيطة ، أنتظر النادل للمجيء



ـ في الحقيقة لا يوجد كيماويات بالموضوع ! لا أعلم من أين جئت بهذه المعلومة الخاطئة ، المشكلة أن المصمم اشترى نوع قماش ألوانه تحل مع الغسيل على الجسد أو على الملابس الأخرى و الجمادات وبعض من هذه الألوان تؤثر على الأشخاص ! ... لم أكن أعلم بالأمر حتى اليوم عندما اشترى معظم الناس هذه الملابس!



أرجع ظهره لمقعد الجلد مغلقةً عيناه يحاول ضبط أعصابه ، ابتسمتُ لنادل عندما جاء بالفاتورة ، ووضعت المال في الدفتر الصغير ممسكةً بحقيبتي كالعادة قبل الإقلاع



ـ حسنًا ... كم تحتاج من المال لتوكيل محامٍ؟



وقفتُ أمامه هذه المرة ، فتح لوي عيناه ببطئ ونظر لي بتمعن "خمسئة على الأقل!" شعرت بقلبي يقتلع من مكانه ويلقى بالبحر ... خمسمئة ؟! تعاملت مع محامية في السابق ولكن هذا المبلغ كثير



ـ هل تملك ذلك المبلغ ؟



انتظرته ليقف على أقدامه ويُزاَمِلُنِي في الخروج من المطعم



ـ في الحقيقة خلّفت كل ممتلكاتي في غرفة الفندق ، وربما أملك ألفًا في خزنة الملابس !



شرِقْتُ على لعابي ، ارتعب لوي وبدأ يدق على ظهري يتفقد عن حالي ، يملك ألف دولار وكل ما يفعله هو ركل الحصى مثل الأحمق ... لم ألقى أغبى منه أقسم بذلك ~



ـ اذًا لما أنت واثب أمامي ... هيّا للفندق



دفعته من أكتافه لجعله يمشي أمامي ، ولكنه التفت بسرعة مما سبب اصطدامه بي ، شعرت برأسي يصطدم بأنفه ، على الأغلب كسرته ... ولكن الاصطدام بات شيء قد اعتدت عليه في الآونة الأخيرة ، رفعتُ ناظري لأرى عيناى تنظر لي مباشرة دون أي حاجز بيننا مثل المسافة ، حينها لاحظت بأن لوي شاب قصير لفتًا ، فقد فاقني طولًا بثلاث ساتني على الاكثر ، استطعت شم رائحة النعنع وتلك الكولونيا المألوفة التي أرجعتني لليلة اقتحام غرفته



ـ المحكمة وكلت حرَّاس ليمنعوا دخولي لجلب أي شيء، باعتبار أن كل ممتلكاتي لهم!

حككتُ رأسي بقرف ، بعد أن ابتعدنا عن بعض ... لا أصدق بأني سأساعده ، ولكن ماذا أفعل غير ذلك ؟ مغامرة وقد طرقت بابي!



ـ حسنًا ... اتبعني



....


وقفت أمام نافذة مألوفة جدًا ، إنهار لوي على أرض السلالم السلكية يأخذ أنفاسه المستهلكة ، لا ألومه فتلك السلالم وحش يلتهم الحيوية من جسدك ، الغرفة فارغة من أي مخلوق والنافذة مفتوحة كما هي ، يبدو بأنهم لم يدخلوا إليها بعد ... جلست على طرف النافذة قبل أن أنزلق للغرفة



ـ ماذا تريد من الغرفة بالضبط؟




أخبرته بصوتٍ منخفض ، رفع لوي ناظره لي ، وجهه الحنطي محمر ولم أقاوم الابتسامة لشكله اللطيف



ـ يوجد حقيبة رياضية في دولاب الملابس... بجانبه هنالك خزنة ، أدخلي الأرقام 5968 وسوف تفتح ، سترين ألف دولار على الأغلب ، على المنضدة يوجد جواز سفري ، وحاسوبي الشخصي ... آه واسرقي الثلاجة المملوؤة بالطعام!



أخبرني بسهولة ، كلماته الأخيرة كانت مليئة بالحقد الشديد ، قهقهت على رد فعله ومن ثم دخلت الغرفة ، هادءة كالعادة ورائحة الكالونيا موجودة ، توجهت لدولاب الملابس وفتحته ، رأيت حقيبة رياضية زيتية ... أصبت الهدف !




أمسكت الحقيبة وتوجهت للخزنة الصغيرة ، 5...9...6...8 رائع فُتِحَتْ !



ـ يا إلهــي !



قلتها بصوت مرتفع بعض الشيء ، اندفع لوي من النافذة ينظر لي بخوف وقلق



ـ ماذا ؟ هل حدث شيء؟



أخبرني بسرعة شديدة ، نفيت الأمر وطلبت منه الخروج والاختباء ، امتثل للأمر وعدت لأواجه تلك الأموال ... ما أجملكي !



أمسكتُ المال ورميته بالحقيبة ، توجهت للمنضدة وسحبت الجواز ، التفتُ أبحث عن حاسوبه الشخصي ... رأيت لونه المعدني أسفل كومة ملابس توجهت نحوه لأزيل الملابس وأنظر لموديله الحديث ... بحذر وضعته في الحقيبة الزيتية بالإضافة لشاحنه ، من ثم فتحت الثلاجة وفرغت محتواها في حقيبة لوي ، مازال هنالك مساحة ... وهي كبيرة! تنهدت بملل أبحث عن شيء جدير بالرمي في الحقيبة ... ملابسه!



أمسكت زوج من البنطال الأسود وقميصين وبنطال نوم ، بعض من ملابسه الداخلية كذلك ، أغلقت الحقيبة و رميتها على السرير ، وتوجهت لدخول دورة المياه ، ربما آخذ صابون لشعر وهذه الامور!



ـ حسنًا .. دعوني أفتحه!




سمعت صوت الشخص من الخارج ، تلبكت ... ليس من جديد!



لا أريد أن أكون جليسة السرير ليوم آخر ! أمسكتُ الحقيبة و ركضت بسرعة لنافذة ، للأسف فُتِحَت الأبواب قبل أن ألقيها من النافذة ، كل ما خطر في ذهني هو دورة المياه ، لن أجد الوقت لأختبئ أسفل السرير الآن ، اندفعت لدورة المياه وأغلقتها بالقفل ، فكري سمر فكري!



تفحصت دورة المياه ، ووقع ناظري على حوض الاستحمام ، علا وجهي ابتسامة شر ، حسنًا سمر لاطالما أردت الارتجال ! هوليود ها أنا قادمة



توجهت لصنبور الماء وفتحته ، صوت الماء ملء دورة المياه ، خلعت حذائي بسرعة كبيرة وأمسكت "روب" عُلِّقَ بجانب حوض الاستحمام ، ارتديته بسلاسة ورميت خصلات شعري بالماء لبلهم ... أخذت نفسًا عميق و رششت الماء على وجهي



ـ من هنــا ؟ إفتح الباب !




طَرْقُ باب دورة المياه جعلني ارتعب قليلًا ، نظرت لمواد التنظيق الجالسة ، رفعت كتفاي بلامبالة وسحب قارورة وخباتها في ملابسي ، توجهت للباب وفتحته بكل اعتيادية



ـ من انتِ؟


ـ كيف دخلتي إلى هنا ؟


ـ نحتاج إلى دعم!




قالها الرجل الأخير في هاتف لاسلكي ... هل حو حقًا جدِّي ! أعني أنا فتاة ما أسوء ما يمكن أن أفعل ؟ ... آه ، نعم تهريب ألف دولار وجواز سفر واقتحام الغرفة



ـ ياإلهي من أنتم؟



شقهقت بهول ، رأيت لوي من طرف النافذة ينظر لي بخوف ، وجهه أصفر يحرك شفتاه مكوننًا كلمة " آسف "



ـ من أنتي ؟



صرّح الرجل النحيل ، كان يرتدي بذلة سوداء وبعض الأسلاك خلف أذنه على الأغلب تبث معلومات فيها ، مررت اناملي في شعري المبتل



ـ أين لوي ؟ أين عزيزي ... من المفترض أن نتقابل اليوم أين هو ؟



قلتها بطريقة درامية ذكرتني بالشقراء ، أطلق الرجل تزفيرة تدل على الراحة ، أرسى الرجل يده على كتفي مما سبب الرعشة



ـ لا بأس ... يمكنك الخروج حبيبك لوي قد أفلس وهذه الغرفة ليست ملكًا له!


ـ مستحيــــــل ، لا يمكن ! لما أنــا ؟.... دائمًا تحدث هذه الامور لي !



صرختُ بإنزعاج مرتديةً حذائي من دورة المياه ، توجهت للحقيبة الزيتية متظاهرةً بأنها مُلكي



ـ آسف على إزعاجكم ... ولكن ذوقي في الرجال أحمق! طاب مسائكم



قلتها مغلقةً الباب ومتوجهة لسلالم ، ألا يوجد جمهور ليصفق لهذا الأداء الذي ارتجلته ؟!

...

خلعت " الروب " الأبيض ورميته على أكتافي ، شعري المبتل رفعته للأعلى بذيل فرس أشعر بالقرف من نفسي حاليًا ، رميت الصابون الفاخر في حقيبة لوي ومن ثم قفزت فوق حاجز الورود لسطح الفندق ...



ماذا ؟! لم أرد النزول ومن ثم صعود السلالم ، لذا الصعود للأسطوح ونزول سلالم الحريق بدت فكرة منطقية ، نزلت السلالم بسرعة كبيرة فقد اعتدت لهذا الأمر ، رأيت لوي يضرب الحائط بعيدًا عن أنظار الحرَّاس في غرفته ... قفزت آخر عتبة ملفتةً أنظار لوي البريء



ـ أنت .. كنت هناك ومن ثم هنا ، والشرطة من بعد ذلك.... هــا ؟!



قالها يشير في كل مكان بشكل عشوائي ، ضحكتُ عليه وأشرت له باتباعي لنزول السلالم



ـ آه وضَّبت بعض الملابس لك ... لا أظن بأن قميص وبنطال سيكفيك!



رميت الحقيبة له ، أمسكها بسرعة وألقى حقيبتي لي ... ربما أستعين به كحامل حقائب، تبدو فكرة جميلة!



عندمــا خرجنا من نطاق الفندق كان الليل قد حل ، توقفنا لجلوس على إحدى مقاعد منتزهٍ عام



ـ انتظري ... دعيني أتصل بمحامي لعله يساعدني!



طأطأت رأسي منتهزةً حقيبته الزيتية من يداه ، رمقني لوي باستغراب ولكنه تفهم ذلك بعد أن أخرجت الطعام لتناول ، طلب مني أن أبقي له بعضًا منهم ولكن مع من امزح ؟! لن يبقى له نصيب



ـ آه نعم ... لوي آدمز كيف حالك جورج ؟



جلس بجانبي في حين استلقيت على ظهري لذا جلس بجانب حذائي ، كان ينظر للأرض يستمع لتلك المكالمة



ـ في الحقيقة وددت توكيلك من جديد ، آه نعم أملك المــال معي !



عض على شفته السفلية ... لم أرتح لتلك الحركة بتاتًا لأن ما تلاى ذلك لم يكن لصالحه ، وقف لوي على أقدامه والقلق يحوم حوله كالعادة ، بدأ بالمشي في دوائر حول المقعد



ـ ولكن ... لا أملك هذا المبلغ ! أعلم أعلم ، اذًا ... أنت تمزح لجلسة الواحدة ، حسنا حسنًا ، ربما أشكرك آسف لاتعابك معي هكذا ، نعم مع السلامة !


أنهى المكالمة من ثم رمى الهاتف لي بكل غضب ، يوجد شخص مزاجي هنا !

تنهد بتعب من ثم ارتمى على المقعد بجانبي ، أعدلت في جلستي مقتربةً منه ، بسرعة البرق سحب مني كيس المقرمشات وبدأ بتناولها بشراهة ... كما لو أفرغ غضبه بهم



ـ أنــا بعادتي لا أحب التدخل ... ولكن ماذا حدث ؟!



أخبرته أتفحص هاتفه الجميل ، على الأقل لم يأخذوا هاتفه و محظفته أليس كذلك ؟!



ـ اتضح بأن الجلسة الواحد تتطلب خمسمئة دولار ، وقضيتي تتطلب على الأقل خمس جلسات عير الأتعاب التي علي دفعها!



مرر أنامله في خصلات شعره فاقدًا للأمل ، رمقته بنظرات قرف مما لفت أنظاره



ـ أعلم بأننا مشردين وكل هذا ... ولكن أن تمسح شعرك بالمقرمشات يدل بأننا مقرفين !



قلتها بصراحة ، ضحك الآخر كالعادة ينظر لي من خلال عيناه الدامعة ، توقف عن الضحك بعد دقيقة واستمتع بهدوء المنتزه للحظات



ـ ماذا سأفعل الآن ؟


ـ لا .... ماذا سنفعل الآن!


عدَّلت جملته مما جلبت البسمة لوجه ، مع أنني لا أعرفه عن كثب إلا أن البسمة تليق عليه أكثر



ـ سأساعدك ... ولكن بعد أن تتخلص من تلك القضية ، ستجلب لي عملًا محترم!



قلتها واقفةً على أقدامي ، رفع لوي حاجباه بإستغراب قبل أن يبادر بالحديث



ـ وكيف سنفعل ذلك ؟!


ـ لم أرد الإنغماس لتلك الدرجة ولكن .... كلانا سيعمل ليلًا نهارًا في مطاعم حد الموت



ابتسمتُ له في حين وقف هو على أقدامه ليتبعني ، نظرت له قبل الإنطلاق



ـ أخبرني ... هل تستطيع أن تحجز لنا غرفة من أجل النوم ؟ لأن الإسفلت ليس مريح!



نظر لي من ثم لحقيبته ... من ثم لي ولحقيبته من جديد ، من بعدها هز كتفاه بلامبالة

ـ لن يضرنا إن صرفنا خمسين دولار !










وااااااااااااااع ، أخيرًا خلصت الفصل الأول ، رح أسوي حفلة

أتمنى بأنكم استمتعتم مع الثنائي المشرد والمفلس اليوم !!

لا أملك الكثير للحديث فيه وسوف أدخل في الأسئلة !



1. رأيكم بـ سمر و لوي حتى الآن؟
2. أفضل موقف من كل بارت ولما؟
3. ظهرت بعض من الشخصيات في القصة شو رأيكم فيهم ؟
4. ماذا سيحدث للإثنين في الفصول القادمة ؟
5. آراء \ انتقادات ؟!



وإلى هنا أكتفِ


إلى اللقاء