ظِلالُ مشرَّدة :: الفصل الأول |1| الفصل الأول |5|
ـ دعيني أصُغْ ما قلته من جديد ! احتسيتُ من مشروب الحليب والفرولة المخفوق ، أنظر لـ لوي المبتسم ، مع أن عالمه إنهار أمام عيناه قبل ساعات إلا أن لامبالته تعجبني بشدة ـ الطريقة الوحيدة للخروج من هذه المصيبة هي توكيل محامٍ حتى تعود قدرة مزاولة المهنة من جديد من أجل إبراء اسمك من الشبهات ! واحتمالية رجوع سيارتك الفارهة كبيرة بما أنها من ممتلكاتك . حاولت إيصال النقاط في كلامه السابق ، رسم ابتسامة من جديد وهذه المرة كانت أكبر من التي سبقته ، شربت من المشروب مرةً أخرى قبل أن أطلب من النادل الفاتورة ـ ولكن أنت المسؤول عن تلك المجموعة ... ألم يخطر في بالك بأن استخدام الكيماويات قد يؤثر على الأشخاص؟ أخبرته بطريقة بسيطة ، أنتظر النادل للمجيء ـ في الحقيقة لا يوجد كيماويات بالموضوع ! لا أعلم من أين جئت بهذه المعلومة الخاطئة ، المشكلة أن المصمم اشترى نوع قماش ألوانه تحل مع الغسيل على الجسد أو على الملابس الأخرى و الجمادات وبعض من هذه الألوان تؤثر على الأشخاص ! ... لم أكن أعلم بالأمر حتى اليوم عندما اشترى معظم الناس هذه الملابس! أرجع ظهره لمقعد الجلد مغلقةً عيناه يحاول ضبط أعصابه ، ابتسمتُ لنادل عندما جاء بالفاتورة ، ووضعت المال في الدفتر الصغير ممسكةً بحقيبتي كالعادة قبل الإقلاع ـ حسنًا ... كم تحتاج من المال لتوكيل محامٍ؟ وقفتُ أمامه هذه المرة ، فتح لوي عيناه ببطئ ونظر لي بتمعن "خمسئة على الأقل!" شعرت بقلبي يقتلع من مكانه ويلقى بالبحر ... خمسمئة ؟! تعاملت مع محامية في السابق ولكن هذا المبلغ كثير ـ هل تملك ذلك المبلغ ؟ انتظرته ليقف على أقدامه ويُزاَمِلُنِي في الخروج من المطعم ـ في الحقيقة خلّفت كل ممتلكاتي في غرفة الفندق ، وربما أملك ألفًا في خزنة الملابس ! شرِقْتُ على لعابي ، ارتعب لوي وبدأ يدق على ظهري يتفقد عن حالي ، يملك ألف دولار وكل ما يفعله هو ركل الحصى مثل الأحمق ... لم ألقى أغبى منه أقسم بذلك ~ ـ اذًا لما أنت واثب أمامي ... هيّا للفندق دفعته من أكتافه لجعله يمشي أمامي ، ولكنه التفت بسرعة مما سبب اصطدامه بي ، شعرت برأسي يصطدم بأنفه ، على الأغلب كسرته ... ولكن الاصطدام بات شيء قد اعتدت عليه في الآونة الأخيرة ، رفعتُ ناظري لأرى عيناى تنظر لي مباشرة دون أي حاجز بيننا مثل المسافة ، حينها لاحظت بأن لوي شاب قصير لفتًا ، فقد فاقني طولًا بثلاث ساتني على الاكثر ، استطعت شم رائحة النعنع وتلك الكولونيا المألوفة التي أرجعتني لليلة اقتحام غرفته ـ المحكمة وكلت حرَّاس ليمنعوا دخولي لجلب أي شيء، باعتبار أن كل ممتلكاتي لهم! حككتُ رأسي بقرف ، بعد أن ابتعدنا عن بعض ... لا أصدق بأني سأساعده ، ولكن ماذا أفعل غير ذلك ؟ مغامرة وقد طرقت بابي! ـ حسنًا ... اتبعني وقفت أمام نافذة مألوفة جدًا ، إنهار لوي على أرض السلالم السلكية يأخذ أنفاسه المستهلكة ، لا ألومه فتلك السلالم وحش يلتهم الحيوية من جسدك ، الغرفة فارغة من أي مخلوق والنافذة مفتوحة كما هي ، يبدو بأنهم لم يدخلوا إليها بعد ... جلست على طرف النافذة قبل أن أنزلق للغرفة ـ ماذا تريد من الغرفة بالضبط؟ أخبرته بصوتٍ منخفض ، رفع لوي ناظره لي ، وجهه الحنطي محمر ولم أقاوم الابتسامة لشكله اللطيف ـ يوجد حقيبة رياضية في دولاب الملابس... بجانبه هنالك خزنة ، أدخلي الأرقام 5968 وسوف تفتح ، سترين ألف دولار على الأغلب ، على المنضدة يوجد جواز سفري ، وحاسوبي الشخصي ... آه واسرقي الثلاجة المملوؤة بالطعام! أخبرني بسهولة ، كلماته الأخيرة كانت مليئة بالحقد الشديد ، قهقهت على رد فعله ومن ثم دخلت الغرفة ، هادءة كالعادة ورائحة الكالونيا موجودة ، توجهت لدولاب الملابس وفتحته ، رأيت حقيبة رياضية زيتية ... أصبت الهدف ! أمسكت الحقيبة وتوجهت للخزنة الصغيرة ، 5...9...6...8 رائع فُتِحَتْ ! ـ يا إلهــي ! قلتها بصوت مرتفع بعض الشيء ، اندفع لوي من النافذة ينظر لي بخوف وقلق ـ ماذا ؟ هل حدث شيء؟ أخبرني بسرعة شديدة ، نفيت الأمر وطلبت منه الخروج والاختباء ، امتثل للأمر وعدت لأواجه تلك الأموال ... ما أجملكي ! أمسكتُ المال ورميته بالحقيبة ، توجهت للمنضدة وسحبت الجواز ، التفتُ أبحث عن حاسوبه الشخصي ... رأيت لونه المعدني أسفل كومة ملابس توجهت نحوه لأزيل الملابس وأنظر لموديله الحديث ... بحذر وضعته في الحقيبة الزيتية بالإضافة لشاحنه ، من ثم فتحت الثلاجة وفرغت محتواها في حقيبة لوي ، مازال هنالك مساحة ... وهي كبيرة! تنهدت بملل أبحث عن شيء جدير بالرمي في الحقيبة ... ملابسه! أمسكت زوج من البنطال الأسود وقميصين وبنطال نوم ، بعض من ملابسه الداخلية كذلك ، أغلقت الحقيبة و رميتها على السرير ، وتوجهت لدخول دورة المياه ، ربما آخذ صابون لشعر وهذه الامور! ـ حسنًا .. دعوني أفتحه! سمعت صوت الشخص من الخارج ، تلبكت ... ليس من جديد! لا أريد أن أكون جليسة السرير ليوم آخر ! أمسكتُ الحقيبة و ركضت بسرعة لنافذة ، للأسف فُتِحَت الأبواب قبل أن ألقيها من النافذة ، كل ما خطر في ذهني هو دورة المياه ، لن أجد الوقت لأختبئ أسفل السرير الآن ، اندفعت لدورة المياه وأغلقتها بالقفل ، فكري سمر فكري! تفحصت دورة المياه ، ووقع ناظري على حوض الاستحمام ، علا وجهي ابتسامة شر ، حسنًا سمر لاطالما أردت الارتجال ! هوليود ها أنا قادمة توجهت لصنبور الماء وفتحته ، صوت الماء ملء دورة المياه ، خلعت حذائي بسرعة كبيرة وأمسكت "روب" عُلِّقَ بجانب حوض الاستحمام ، ارتديته بسلاسة ورميت خصلات شعري بالماء لبلهم ... أخذت نفسًا عميق و رششت الماء على وجهي ـ من هنــا ؟ إفتح الباب ! طَرْقُ باب دورة المياه جعلني ارتعب قليلًا ، نظرت لمواد التنظيق الجالسة ، رفعت كتفاي بلامبالة وسحب قارورة وخباتها في ملابسي ، توجهت للباب وفتحته بكل اعتيادية ـ من انتِ؟ ـ كيف دخلتي إلى هنا ؟ ـ نحتاج إلى دعم! قالها الرجل الأخير في هاتف لاسلكي ... هل حو حقًا جدِّي ! أعني أنا فتاة ما أسوء ما يمكن أن أفعل ؟ ... آه ، نعم تهريب ألف دولار وجواز سفر واقتحام الغرفة ـ ياإلهي من أنتم؟ شقهقت بهول ، رأيت لوي من طرف النافذة ينظر لي بخوف ، وجهه أصفر يحرك شفتاه مكوننًا كلمة " آسف " ـ من أنتي ؟ صرّح الرجل النحيل ، كان يرتدي بذلة سوداء وبعض الأسلاك خلف أذنه على الأغلب تبث معلومات فيها ، مررت اناملي في شعري المبتل ـ أين لوي ؟ أين عزيزي ... من المفترض أن نتقابل اليوم أين هو ؟ قلتها بطريقة درامية ذكرتني بالشقراء ، أطلق الرجل تزفيرة تدل على الراحة ، أرسى الرجل يده على كتفي مما سبب الرعشة ـ لا بأس ... يمكنك الخروج حبيبك لوي قد أفلس وهذه الغرفة ليست ملكًا له! ـ مستحيــــــل ، لا يمكن ! لما أنــا ؟.... دائمًا تحدث هذه الامور لي ! صرختُ بإنزعاج مرتديةً حذائي من دورة المياه ، توجهت للحقيبة الزيتية متظاهرةً بأنها مُلكي ـ آسف على إزعاجكم ... ولكن ذوقي في الرجال أحمق! طاب مسائكم قلتها مغلقةً الباب ومتوجهة لسلالم ، ألا يوجد جمهور ليصفق لهذا الأداء الذي ارتجلته ؟! خلعت " الروب " الأبيض ورميته على أكتافي ، شعري المبتل رفعته للأعلى بذيل فرس أشعر بالقرف من نفسي حاليًا ، رميت الصابون الفاخر في حقيبة لوي ومن ثم قفزت فوق حاجز الورود لسطح الفندق ... ماذا ؟! لم أرد النزول ومن ثم صعود السلالم ، لذا الصعود للأسطوح ونزول سلالم الحريق بدت فكرة منطقية ، نزلت السلالم بسرعة كبيرة فقد اعتدت لهذا الأمر ، رأيت لوي يضرب الحائط بعيدًا عن أنظار الحرَّاس في غرفته ... قفزت آخر عتبة ملفتةً أنظار لوي البريء ـ أنت .. كنت هناك ومن ثم هنا ، والشرطة من بعد ذلك.... هــا ؟! قالها يشير في كل مكان بشكل عشوائي ، ضحكتُ عليه وأشرت له باتباعي لنزول السلالم ـ آه وضَّبت بعض الملابس لك ... لا أظن بأن قميص وبنطال سيكفيك! رميت الحقيبة له ، أمسكها بسرعة وألقى حقيبتي لي ... ربما أستعين به كحامل حقائب، تبدو فكرة جميلة! عندمــا خرجنا من نطاق الفندق كان الليل قد حل ، توقفنا لجلوس على إحدى مقاعد منتزهٍ عام ـ انتظري ... دعيني أتصل بمحامي لعله يساعدني! طأطأت رأسي منتهزةً حقيبته الزيتية من يداه ، رمقني لوي باستغراب ولكنه تفهم ذلك بعد أن أخرجت الطعام لتناول ، طلب مني أن أبقي له بعضًا منهم ولكن مع من امزح ؟! لن يبقى له نصيب ـ آه نعم ... لوي آدمز كيف حالك جورج ؟ جلس بجانبي في حين استلقيت على ظهري لذا جلس بجانب حذائي ، كان ينظر للأرض يستمع لتلك المكالمة ـ في الحقيقة وددت توكيلك من جديد ، آه نعم أملك المــال معي ! عض على شفته السفلية ... لم أرتح لتلك الحركة بتاتًا لأن ما تلاى ذلك لم يكن لصالحه ، وقف لوي على أقدامه والقلق يحوم حوله كالعادة ، بدأ بالمشي في دوائر حول المقعد ـ ولكن ... لا أملك هذا المبلغ ! أعلم أعلم ، اذًا ... أنت تمزح لجلسة الواحدة ، حسنا حسنًا ، ربما أشكرك آسف لاتعابك معي هكذا ، نعم مع السلامة ! أنهى المكالمة من ثم رمى الهاتف لي بكل غضب ، يوجد شخص مزاجي هنا ! تنهد بتعب من ثم ارتمى على المقعد بجانبي ، أعدلت في جلستي مقتربةً منه ، بسرعة البرق سحب مني كيس المقرمشات وبدأ بتناولها بشراهة ... كما لو أفرغ غضبه بهم ـ أنــا بعادتي لا أحب التدخل ... ولكن ماذا حدث ؟! أخبرته أتفحص هاتفه الجميل ، على الأقل لم يأخذوا هاتفه و محظفته أليس كذلك ؟! ـ اتضح بأن الجلسة الواحد تتطلب خمسمئة دولار ، وقضيتي تتطلب على الأقل خمس جلسات عير الأتعاب التي علي دفعها! مرر أنامله في خصلات شعره فاقدًا للأمل ، رمقته بنظرات قرف مما لفت أنظاره ـ أعلم بأننا مشردين وكل هذا ... ولكن أن تمسح شعرك بالمقرمشات يدل بأننا مقرفين ! قلتها بصراحة ، ضحك الآخر كالعادة ينظر لي من خلال عيناه الدامعة ، توقف عن الضحك بعد دقيقة واستمتع بهدوء المنتزه للحظات ـ ماذا سأفعل الآن ؟ ـ لا .... ماذا سنفعل الآن! عدَّلت جملته مما جلبت البسمة لوجه ، مع أنني لا أعرفه عن كثب إلا أن البسمة تليق عليه أكثر ـ سأساعدك ... ولكن بعد أن تتخلص من تلك القضية ، ستجلب لي عملًا محترم! قلتها واقفةً على أقدامي ، رفع لوي حاجباه بإستغراب قبل أن يبادر بالحديث ـ وكيف سنفعل ذلك ؟! ـ لم أرد الإنغماس لتلك الدرجة ولكن .... كلانا سيعمل ليلًا نهارًا في مطاعم حد الموت ابتسمتُ له في حين وقف هو على أقدامه ليتبعني ، نظرت له قبل الإنطلاق ـ أخبرني ... هل تستطيع أن تحجز لنا غرفة من أجل النوم ؟ لأن الإسفلت ليس مريح! نظر لي من ثم لحقيبته ... من ثم لي ولحقيبته من جديد ، من بعدها هز كتفاه بلامبالة ـ لن يضرنا إن صرفنا خمسين دولار ! وااااااااااااااع ، أخيرًا خلصت الفصل الأول ، رح أسوي حفلة أتمنى بأنكم استمتعتم مع الثنائي المشرد والمفلس اليوم !! لا أملك الكثير للحديث فيه وسوف أدخل في الأسئلة ! 1. رأيكم بـ سمر و لوي حتى الآن؟ 2. أفضل موقف من كل بارت ولما؟ 3. ظهرت بعض من الشخصيات في القصة شو رأيكم فيهم ؟ 4. ماذا سيحدث للإثنين في الفصول القادمة ؟ 5. آراء \ انتقادات ؟! وإلى هنا أكتفِ إلى اللقاء |
|