الجزء الثامن
صدمة غير متوقعة


في رواق الغرفة المظلمة ، أسمعتنا صوتها الع الذي يذيب الأذن ، ذات أعين مغطى ، متمسكة بتلك الأيدي الحنونة . فستان أحمر كالدم يشيح الأنظار ، بقفازيها الأبيض كالحليب المصفى ، تلتقط دمية حزينة .
تتراقص الأنغام وتتحرك الموسيقى بفرحة .
الى ان ختمت أنغام الفرحة هنا ، ما ان توقف كل شيء ..... الى ان انتهى.




تجنب أندو وكينو المرأة الغريبة وهربا الى مكان بعيد من هنا .أبتسم أندو 2 ابتسامة كاتمة وأكتفى بالضحك كالأحمق الى أن ترك ورائنا نسمات من غبار تطير في الهواء.
لم يكتفي أندو وكينو من الركض بسرعة الى أن أخذو راحة من التعب الذي على عاتقهما .
في ممر واسع ، زاوية الممر المظلم ، أنار عود من خشب مشتعل بلهب نقي أرجاء الممر ..
قالت كينو بوجه تعب
-اه..... اخيراً انه لا يتبعنا .
اجاب أندو بتندم قابض يديه
- هذا ..... هذا كله بسببي ..... ليتني لم أختر هذا الممر .... سوف نموت .
نظرت كينو الى أندو بنظرات شفقة ، أمسكته بكتفه وقالت
- لا بأس يا أندو ، أنا أعتقد بأن الممرات الأخرى كلها مغلقة ، فكلما كثرت الفخاخ زاد فرصتنا من الخروج.
أدارت كينو ممسكة بالعود الخشبي مكملين طريقهم للخروج.


في لحظات من الهدوء أسمعت صوت ضحكات ساخرة ارجاء الممر .
هز أعماق جسد أندو وكينو كأعطاء أشارة لتنبيههم.
لاحظت كينو ورمت العود الخشبي المشتعل بنار نقية على الارض .أخفض هذا النور تدريجيا الى ان عمى الصوت أرجاءه بهدوء.
قال أندو بهمس
- ماذا سوف نفعل ؟
أضافة بكلماته المتسائلة قال لنفسه متحيرا
- انا اشعر بشعور غريب ، انا أعرف هذه الضحكات .
أجابت كينو بغضب بصوتها الخافت- أشششش ..... فالنستمع.
أيقذ الصوت أخر قائلا بصوته الساخر - أشششش.... لقد وجدناهم.




تلك الكلمات القليلة هزت شعورهم بعدم الطمأنينة ، فهربا من هنا.

في أثناء هروبهم رمشة من أندو ظهر بها الغامضان أمامهما فجأة.
فتاة قصيرة الطول ، عيناها البنيتين تحمل شعور الفراغ.
ترتدي فستان مزخرف بأللوان قديمة ، ذات شعر ناعم بني يصل الى نهاية ظهرها .
حاملة بيديها الملطختين جمجمة مبتسمة .
على يسارها فتى أكبر منها وأطول منها أيضا ، عينيه البنيتين أضافة الى اللون الأصفر الذي يملئه الأفكار المشينة .
يرتدي الزِّي الرسمي لمدرسة أندو.
شعره الغير مرتب يغطي عليه اللون الأصفر الفاتح ، أضافة الى اللون البني الفاقع.
تقدم الفتى الغامض أمام أندو وقال بنظرات أستكبار
- هل تتذكرنا ؟!... يا أندو ....




توسعت عينا أندو وقال ما يشك في رأسه بتردد
- أنت ..... أنت..... مازوكا وتايا....
كلماته المترددة توقفت للحظة ، غطى في عيناه الفراغ .
سقط على الأرض بركبته ، أضافة الى رؤيته الفارغة الى فوق.

نظرت تايا بضحكتها الكاتمة خارجة ضحكتها الساخرة قائلة
- هههههه نعم من تظننا.
نظرت كينو الى أندو بنظرات شفقة وجدوا.
الأمر لا يحتمل بالنسبة لأندو فكان هذه صدمة أوقفته ، في لحظة أغمض عينيه بقوة وأطلق صراخه في أرجاء المكان .
أسمع الصراخ القادم واصلة الى قائد الوحوش المتأك على كرسي العرش .
قال القائد بسرور
- أقضوا عليه.....

أرجو عدم الرد