وكذلك أستطاع أن يحدد موقعنا من داخل مجرة درب التبانة. فمنذ عهد غاليلو أمكن أدراك أن الحزمة الضبابية المسماة درب التبانة ما هي إلا مجموعة من ملايين النجوم، التي تتخذ بمجموعها هذا القرص الفلكي الضخم، وبالتالي ساهم في تحديد موقعنا داخل المجرة، بطريقة بسيطة تقوم على أساس حساب أعداد النجوم في مختلف الأتجاهات، وفي عام 1785م، قام بنشر نتائج حساباته لأعداد النجوم الواقعة في 683 منطقة أختارها من السماء، وأستنتج أننا واقعون في مركز المجرة, وعلى الرغم من أن طريقته كانت مليئة بالأخطاء والموقع ليس صحيحا حيث تقع نجمتنا (الشمس) في طرف المجرة، إلا أن أفكاره كانت مثيرة وسابقة لأوانها. وقام أيضا بدراسة دوران العديد من الكواكب وحركة النجوم المُزدوجة مُستخدماً تلسكوب 40 قدم, وفهرسة أكثر من 800 نجمة مزدوجة(نجم ثنائي). ولقد درس السدم وساهم في تقديم معلومات جديدة حول تكوينهم وارتفعت ملاحظاته لهذه السدم من 100 إلى 2500. وهو كان أول من إفترض أن هذه السدم تكوّنت من النجوم. لقد أدرك وليام هيرشل أثناء مسحه للسماء أن هناك المئات من السدم الخافتة الضبابية الهيئة المنتشرة في معظم الأتجاهات، وخلال سبع سنوات من البحث والرصد تمكن من تسجيل أكثر من ألفي سديم لم يكن ملاحظاً لها من قبل. وأدرجها بفهرس وضعه. واستغرق مسح السماء عدة عقود وتتبع جون (John)، ابن وليام هيرشل خطى أبيه وأستمر بالبحث من النقطة التي توقف عندها أبيه، وهكذا نشر جون هيرشل الفهرس العام للسدم(The General Catalogue of Nebulae)، في عام 1864م، وضمنه 5079 جرما سماويا. ويليام هيرشل تزوج من ميري، انجبا طفلا واحدا، جون، ولد في السابع من مارس 1792، تربى ويليام في بيئة مليئة بالعلم وقد اثر ذالك على ولده جون و على احفاده أيضا. في عام 1816 كافأه الملك الملك جورج الرابع وحصل على اللقب سير 'Sir'. وقد ساعد في إنشاء الجمعية الفلكية في لندن عام 1820، وفي عام 1831 تلقت ميثاق ملكي واصبحت الجمعية الفلكية الملكية. وفي عام 1813 انتخب ليكون عضو أجنبي في الاكادمية الملكية السويدية للعلوم. ومن بعده ولده جون هيرشل أصبح أيضاً فلكيا مشهوراً. وفي 25 عام 1822 توفي ويليام هيرشل ودفن جثمانه بالقرب من كنيسة القديس لورانس.
.... |
التعديل الأخير تم بواسطة ANLOR ; 09-10-2015 الساعة 04:08 PM |