حمل حبة من البطاطا ليتأملها بيأس ثم ينظر الى زملائه حوله يقشرون جم من حبات البطاطا الذي يبدو ان لا نهاية لعددها، انتهى بهم الامر هكذا بعد تذمرهم لكثرة الاوامر وقلة الطعام بما انهم لم يعتادو على هذا النوع من الحياة، تلك البدينة ذات الخدود المتوردة بشعرها الأشعث الاصهب تبدو غير مكترتة بالعقاب، تأكل البطاطا مباشرة بعد تقشيرها واستغرب انها قشرتها، او ربما سرقتها من زميلتها الشقراء سوداوية العينين التي بدت شاردة فعلى عكس البدينة كان للعقاب تأثيرا كبيرا عليها، اما الشاب الاسمر القصير يبدو متأثرا لكن ليس لدرجة الشقراء ويبدو الاكثر واقعية بينهم، اكملت تقشير البطاطا ليسألنا الشاب عن مكان مجيئنا لنكتشف ان مسقط راسنا يجمعنا دون ان ندري دارت بيننا احاديث لأسأل اخيرا سؤال اثار فضولي من البداية:"
لماذا انضم كل واحد منهم الى الجيش؟"
نظر كل منهم الي لتقول البدينة: "انا احب البطاطا" ضحك الشاب ضحكة لطيفة بينما انظر اليها ببرود تلك الفتاة لم احبها مذ ريتها، اما تلك الشقراا لا يبدو انها اندمجت بالكامل مع احاديثنا فيبدو ان العقاب يشغلها عنا الا ان كان هناك شيء اخر: قال الشاب: اتيت الى هنا لؤودي واجبي تجاه وطني، فعلي ان اكون على اهب استعداد عند اي لحظة خطر
ابتسمت لكلام الشاب منذ البداية عرفت انه انسان واع" نظر الجميع للشقراء لتظهر على ملامحها الالم وتطأطء راسها وتلزم السكوت، يبدو ان السؤال جرحها لذلك فضلنا تجنب جوابها، نظر الجميع الي ليستمعوا الى جوابي فنظرت اليهم بتغابي ليقولوا لي "وماذا عنك" هززت كتفاي بلا مبالاة وقلت "هذا سري الدفين الذي لن اخبر به احد" وجدت الكل ينظر الي مدهوشا حتى قلبوا نظراتهم للغضب وانقضوا علي ولولا الحارس الذي يراقبنا لكنت الان من عداد الاموات، مهما يكن لا جوابي ولا جوابهم سيعيد الي حياتي الهانئة التي كنت اقضيها مع عائلتي في سهرات طويلة نقضيها بألذ ما طابت الانفس من اطعمة واشربة، بعكس ما يقتضى لنا هنا نص طبق
|