الموضوع
:
مُستهل مَلائكي :: |ظِلالُ مشرَّدة | بقلمي~
عرض مشاركة واحدة
#
56
09-18-2015, 04:08 PM
Epic
ظِلالُ مشرَّدة :: الفصل الأول |2|
الفصل الثاني
|2|
ـ هل تملكين رصيد في هاتفك؟
جَلَسْنَا أنا و لوي على سلالم مطعم محلي نَتَنَاوَل شطائر برغر رخيصة ، طأْطَأت رأسي كرد لسؤاله ؛ لكون فمي مشغول في مضغ الشطيرة ، بَدَأَ هو بإخراج هاتفه من جيب بنطاله ويده الأخرى تحاول الإحكام على الشطيرة من الوقوع ، من ثم نقر الشاشة بعشوائية ، وبعدها نظر لي
ـ أدخلي هذا الرقم واتصل عليه !
أَطْلَعَنِي بما يُفَكِر ، امتثلت لطلبه و أخرجت هاتفي من جيب التنورة السوداء ، وفتحت قائمة الأرقام وبدأت بتدوينهم
ـ مع من سأتصل ؟
ـ حسنًا ، نَحْنُ لا نَعْلَم إن اجتزتي مقابلة العمل تلك ، ولنصبح في طرف آمن ... أملك صديقي ، هنري بولتن يبحث عن رسَّام من أجل باحته الخلفية ... اتصلي عليه وأخبريه بأنِّي رشحتك للعمل
طأطأتُ رأسي بتفهم ، أعطيت لوي شطيرتي ليمسكها في حين بدأ هاتفي بالرنين ، لم يأخذ تلك المدة قبل أن يجيب هنري وبصوته الغليظ
ـ مرحبًا!
ـ أهلأ هنري ... أليس كذلك ؟
ـ هو بشحمه كيف أساعدك ؟
ـ في الحقيقة أنا التي يجب أن تساعدك !
ـ وكيف ذلك ؟
ـ سمعت بأنك بحاجة إلى رسّام لباحتك الخلفية ~
ـ حسنًا لفتي اهتمامي يا آنسة مع من أحادث
ـ سمر ... سمر هاريس
ـ حسنًا سمر هل لي بمعرفة كيف علمت أنني بحاجة إلى رسَّام ؟
ـ صديقك لوي أخبرني بذلك !
ـ آه لوي ... كيف حاله؟ هل هو بخير تعرفين بعد الإفلاس
ـ إنه بخير لا تقلق بشأنه
ـ رائع ... اذا أمممم هل يمكن أن أقابلك من أجل الاتفاق بشأن الرسم ؟!
ـ بتأكيد متى وأين ؟
ـ ما رأيك بعد ساعتين في منزلي لترين الباحة ؟
ـ يبدو مقنع ... حسنًا ألقاك بعد ساعتين
ـ حسنًا سأبعث عنوان منزلي حالًا
ـ في انتظار
أَنْهَيْتُ المُكَاَلَمَة ، و التفت نحو لوي ، رأيت ابتسامته ؛ مخيفة وتخص قاتل ... أخذتُ شَطِيرَتِي منه وتناولت قضمة أخرى
ـ بدأت تخيفني يا هذا ... مابالك ؟
أخْبَرْتُهَ بِصِدْق ، وَعِيَّ الأخرق عن تصرفاته وعاد لطبيعته الساذجة وابتسامته المعتادة
ـ لا شيء .... الأمر أن هنري يملك الكثير من المــال !
ـ هل وكلتني لتاجر مخدرات ~
صَرَخْتُ نَحْوَه بإِنْفِعال ، شَعَرْتُ بيده على فمي تطلب مني السكوت ، نظرت له لأرى وجهه المنزعج يتسائل ما مشكلتي
ـ لما تظنين بالسوء ... هنري مخرج إعلانات و أفلام مشهور !
أخبرني مفلةً يديه عن فمي ، ابتلعت قطعة الشطيرة التي بفمي قبل أن أحادثه من جديد
ـ اذا ، إن كنت صديقه لما ... لم تذهب له ، أعني ... لسكن وهذه الأمور
ـ نحن أصدقاء نعم ! لكن ليس لهذا الحد ... أقصد بأننا لسنا بهذا القرب!
تفهمت ما قاله ومن ثُمَّ جلسنا بصمت نتناول ما تبقى من طعام ، استوقفنا أربع لخمس دراجات نارية مزعجة ، ولكن طريقة دخولهم لمَّحت بأَّنهم يودون افتعال مشكلة
ـ ماذا يحدث ؟
أخبرت لوي ببعض الخوف ، أمسك هو حقيبته الزيتية بإحكام فقد حوت كل ما نملكه من مال وممتلكات قيمة ، من ثم تفحص المنطقة بهدوء
ـ ها هم !
صرخت فتاة من بعيد ، طويلة و بيضاء ونهاية شعرها باللون الزهري ولكن طفح جلدي رهيب كان على جسدها ... مهلًا لحظة إنها تلك الفتاة من البارحة التي بعتها ملابس السباحة مع العصــابــ ... أوه لاااا
ـ هيّا !
شعرت بيد لوي على معصمي ، أَلْقَيْتُ الشطيرة وبدأنا كلانا بالجري ، وددت صفع لوي أطلب منه التوقف لخلع الكعب ولكنه مشغول بأفكاره ولا يتستقبل أي كلمة ، في حين كنت في ألم شديد ~
ـ لن تهربوا ، نحن نملك درَّاجات!
صرّح الرجل الأصلع يركض خلفنا من ثم توقف عن الجرّي الرجل ليصعد مع إحدى أفراد عصابته على دراجة نارية ، لم أكترث أننا على وشك الموت ، ولكن أقدامي ستتفجر ، الضغط الذي ولده الكعب ... لم استطع احتماله ، أوقفت لوي عن الجري مما سبب غضبه العارم وصراخ شديد
ـ لمــا توقفتي ؟؟ سنموت!!
صرخ في وجهي بكل جدية ... رمقته بتهديد خالعةً الكعب لأرى قدمي حمراء جراء تجمع الدم ، أمسكت الكعب وبدأت بالجري عارية الأقدام لأي مكان قد يأوينا ... و لوي خلفي بالتأكيد !
ـ هــــاريس!
صرَخَ صَوْتٌ مَأْلوف ... أيها القدر كُنْتَ جيدًا معي طوال الفترة الماضية ! لا تدع الأمر يتدهور الآن
التفت للخلف أتمنى ألا يكون صاحب الصوت من أتخيله ... للأسف كان هو وشعره الأشقر الخفيف ممشط لجنب يتناول كعك محلى ، نقيب أخرق!
ـ هيّا أسرع ... ذلك الشرطي يود القضاء عليّ
أخبرتُ لوي صارخةً أجري بحياتي ، زدت من سرعتي أكثر فأكثر ، مع ذلك أصْوَاتُ الدَّراجات خلفنا وصراخ النقيب كان مشتت لتركيز ... لم أعلم إلى أين سأذهب ، كما لو كنت جاهلة لا أفقه طرق المدينة
ـ إلى أين ؟!
توقفنا أمام شارع رئيس والسيارات تمر منه بسرعة فائقة ، ترَدَدْتُ في قطعه لأن احتمال الموت كبير بما أنني لا أنظر لليمين واليسار ... رأيتُ الدرَّاجات النارية تأخذ منعطفًا حاد ... لنشطب ذلك صعدت على الرصيف لتصل إلينا أسرع ، ازدرئت لعابي أشعر بالوهن ، إن العالم ينهار من أمامي الآن
ـ سمر إلى أين ؟
طرح لوي السؤال من جديد ، يقف بجانبي متوتر كذلك ، تلفتَ هو يمنةً ويسرة يتفقد المكان ، ولكنه لا يعرف المنطقة
ـ وأخيرًا نلتقي!
سمعت النقيب كامرون يصرخ بنصر ، جسده السمين توقف لأخذ أنفاس قبل أن يُخْرِج كَلَبْشَات من أجل اعتقالي ، التَفَتُ لليمين لأرى بأن الدراجات قادمة نحونا ، على اليسار كان مجمع تجاري كبير لا فائدة منه ، وأمامي شارع رئيس و خلفي النقيب كامرون يبتسم بشماتة ، راقبت الوضع من حولي ، ماذا إن لعبت دور الميت ؟ لا ... سيكون محرج !
كما لو أن الحظ بدأ بحالفني ... رأيت شاحنة كبيرة قادمة بإتجاهنا ، ابتَسَمْتُ بفرح قبل أن تمر من جانبنا ، أمسكت يد لوي بسرعة ... كهرباء سرت في أناملي للحظة حاولت تجنب ذاك الشعور من ثم قفزت على إحدى عتبات الشاحنة ممسكة بقضب حديد قبل أن تجتازنا
ـ اقفز !
صَرَختُ لـ لوي ، امْتَثَلَ للأمر فورًا ... من ثم التصقنا ببعض كالمعجون ، رأيت النقيب كامرون يحاول مجاراتنا بأي وسيلة ، ولكن اصطدام إحدى الدرَّجات النارية بقدمه اليمنى سبب مشكلة أكبر للعصابة ... على الجانب المشرق لن يستطيع النقيب كامرون اللحاق بنا بعد إصابة قدمه ... أيضًا العصابة ستدخل السجن لإهانة نقيب ، أشكرك أيها القدر!
هل يمكن لحياة أن تتحسن أكثر من هذا
ـ هذا ممتع !
سمعتُ لُوي يقولُ في أذني ، التفت إليه لأوافقه الرأي ...ولكن ليتني لم أفعل ذلك ، فوجهي قد التصق بوجهه ، حلَّ الصمت بيننا ، يمكن أن أشعر بالحرارة في وجنتي ، هو الآخر احمّرت وجنتاه ... هذا موقف محرج !
التفت بسرعة أراقب الشارع ... تجاوزنا النقيب وعصابته ونحن على مقربة من الشقة ، أظن من الأفضل النزول الآن
ـ هيّا !
قُلْتُها بمجرد رؤية بعض الحشيش الذي يمكن أن نرتمي عليه ، لم ألحظ بأن يدي مازالت بيد لوي ... ويبدو بأن قرار قفزي كان مؤلم عوضًا عن خاطئ ، شعرت بجسدي يلتف فوق جسد لوي مثل الكرة ، بعد ثوانٍ استطعت فتح عيناي أشعر بالألم في رأسي ...
سأموت جراء انكسار جمجمة وبت مقتنعة بالأمر !
نَفَسُ لوي على وَجْهِي ، جَسَدُهُ فوق جسدي ، لو أن دقات قلبي تملك فم لصرخت !
حدَّقْتُ به مطولًا قبل أن يفتح عيناه ، بعد ثوانٍ استطاع أن يفتح عيناه الزرقاء و النظر لي عن كثب ... مازال الصمت بيننا ، اكتفينا بالنظر لبعض
حقًا لما علقت مع شابٍ وسيم أعيد وأكرر لما ؟
لمْ يَجْرُء أحدنا على الحراك ، انعزلنا عن العالم الخارجي ... كما لو أن الوقت توقف ، انتظروا الوقت ! كان من المفترض أن أقابل ذلك الـ هينري
ـ كم الساعة ؟
قلتُ له بِقَلَقْ ، كَمْ كَرِهْتُ كسر الصمت بيننا ولكن الحاجة للمال كانت أولى ، ارتمى لوي على الحشيش بجانبي ينظر لسماء بكل تمعن ، يده أُرْسِيَتْ على صدره مما جعل من ساعة يديه في ناظري ... الخامسة والنصف ! سحقًا
ـ لقد تأخرت !
وقفت على أقدامي بسرعة ، نظرت لـ لوي الذي قفز من جلسته ليقف كذلك ، بدأتُ بالبحثْ عن هاتفي في جيب التنورة لمعرفة موقع منزله ... ولكن ... هاتفي ! أين هو؟؟
ـ تبًا ... تبًا !
بَدَأْتُ بِتَفَقْدْ ملابسي مرارًا ، لا يمكن كان كل ما أملك ... حقًا كل ما أملك باستثناء الحقيبة المهترئة!
ـ ماذا يحدث عندك ؟
قال لوي مقتربًا مني ، ارتديت الكعب الذي خلعته بلمح البصر ، وبدأت بالجري نحو المطعم من جديد ... لا يمكن أن أخسره ~
ـ أوقعت الهاتف ... لا يبدو بأني سأذهب لـ هنري ~
أخبرته بكل جديّة أُحَاوِل الركض في هذا الكعب ، لما نحب هذه الامور ... ؟ إنها مؤلمة
ـ انتظري ... اذهبي له وأنا سأبحث عن هاتفك ! لا نريد خسارة المال ~
رائع كان عليه أن يضعني في موقف حرج ، الآن إما أن أقبل عرضه أو لا ....
يا إلهي لما حياتي هكذا ؟؟ هل يعقل بأنني حسدتها ؟؟
ربما عليَّ الذهاب و الإطلاع على حظي عند عرافة أو ما شابه ؟
...
عدَّلتُ تنورتي قبل أن أقرع جَرَسَ منزل هنري الفاخر ، حسنًا قَبِلْتُ عرض لوي لأنه وعدني بشراء هاتف جديد إن لم يجد هاتفي ... أما بالنسبة لكيف لي أن وجدت منزله ؟ فإن لوي يعرف المكان !
كبستُ على الزر لأسمع أجراس تعم المنزل ، أخذت نفسًا قبل سماع شخص يقول " قادم " ثوانٍ إلا وبالباب يفتح على مصرع بسرعة كبيرة ، متوسط القامة شعره برتقالٍ يرتدي بنطال نوم أسود وقميص بذات اللون وزوج من الجوارب الخضراء
ـ لا تقولي بأنك سمر هاريس!
أشار بأصبع السبابة لي والإعجاب يصعب إنكاره ... ابتسمتُ بلطف نحوه قبل أن أجيبه
ـ للأسف ... هل توقعت فتاة ترتدي ملابس صبيانية أم بشعر قصير؟!
أخبرته بعد أن طلب مني الدخول للمنزل ، أغلق الباب بسرعة وبدأنا بالسير نحو الصالة و
حسنًا هنري يحب الترف بحق ... فالصالة يوجد فيها شلال! نعم شلال الذي ينزل من الماء بشكل عامودي .
كان طراز الغرفة حديث جدًا ربما لمنزل بعد عشر سنين من الآن ، الأرض رُخَاميَّة تلمع ويمكن أن ترى انعكاسك فيها ، التلفاز بكبر الجدار وهو هائل ، خزانة زجاجية عُرِض فيها جوائز و شهادات تقدير ، أريكة جلدية باللون البني جلس عليها كلب حراسة مخيف ، أشار هنري نحو باب من الزجاج قاد للباحة الخلفية ... أحم أُعدِّل ما قلته قاد لـ منتج سياحي !
ـ أنــا حقًا لا أفهم كيف لـ لوي بأن يقابل فتياتك جميلات مثلك ؟!
التفت هنري لي لأراه يبتسم وعيناه البنية تمحلق بجسدي ، حركتُ عيناي بضجر لأخرج من الصالة للباحة و أتفحص الحائط
ـ فتًا محظوظ على الأغلب ... ولكن أخبرني أي حائط علي تشويهه ؟
أشرتُ للباحة الفارغة من الجدران ، هل يمزح معي هذا الاحمق ؟ نظرت لـ هنري الذي تقدم بجانبي وطلب مني الالتفات للخلف لأنظر لصالة
ـ هذا الحائط !
فتح ذراعيه يشير على حائط الصالة ، كان كبير جدًا وقابل لرسم ، ابتسمت برضى عن الأمر من ثم كتفت ذراعاي أنظر لـ هنري بجدية
ـ اذًا ... اخبرني ماذا تود أن أرسم عليه ؟!
ـ آه ... هذه الصورة!
أخرج من جيب بنطال النوم صورة مجعلكة ، كانت صورة لبرج إيفيل ولكن بأضواء نيون قوية ، وضعتُ خِصَلَةً من الشعر خلف أذني أدرسُ هذه الصورة مع الحائط ... نعم ستكون سهلة
ـ ستأّخُذُ على الأكثر ثلاث ساعات ... غير ذلك، كل شيء سهل!
ابتسمت برضى مرجعةً الصورة له ، ابتسم هنري وقادني من جديد لصالة ، استوقفني قليلًا وأخبرني إن وددت شرب شيء قبل الرحيل ... في الحقيقة قلبي معلق بالهاتف الآن لأنه يملك صور والعديد من الأمر الخاصة بي ، ولا أملك وقت لشرب شيء !
ـ اذًا أين يعيش لوي الآن؟ ظننت بأنه سياتي معك اليوم!
جلستُ على ذِراعْ الأريكَة الجلدية ، أشعر بملمسها الأملس ... نظرت لـ هنيري من جديد كان متكئًا على حائط بجانب برواز عليه صورة لـ ساعة بيغ بين ، يبدو بأن هينري من محبي المعالم الأثرية!
ـ آه ، إنه يعيش في موتيل حاليًا ... ود المجيء في الحقيقة ولكن اضطر لتخلف لأنني أضعت هاتفي وذهب هو للبحث عنه !
صرَّحْتُ بسلالسة من ثم وقفت على أقدامي مستعدة لرحيل ، نظر هنري لي باستغراب
ـ أضعتِ هاتفك ؟ كيف ؟
أطلقت تنهيدة وأخبرته بأنها قصة طويلة لا أريد الخوض بها وأنِّي متعبة، تفهم هو الأمر ... وعلمت بأنها إشارة لذهاب الآن
ـ حسنًا ... أنا مستعدة للعمل من أجلك ولكن أنــا بانتظار مكالمة هذه الليلة من أجل عمل آخر ، لذا سأخبرك متى سأكون متاحة إن لم تمانع!
أخبرته مرسيةً يداي في جيب التنورة السوداء ، طأطأ هنري رأسه بموافقة ولم ينطق بكلمة من ثم بدأ بإرشادي للمخرج
ـ هذا عدل ، سأنتظر ... ولكن على لوي أن يأتي معك في المرة الأخرى ، كما أنني سأقوم بإلقاء حفلة لأتباهى بالرسم ، لذا أنت مدعوة بصفتك الرسامة ولوي بصفته صديقي!
قهقتُ على كلامه اللطيف وطأطأت رأسي ، صَافَحَنِي هنري قبل أن أخْرُجَ من المنزل ...
لما أشعر بأن هذا اليوم طويل ، ليس هذا فقط بل أيضًا لأن هاتفي مازال مفقود!
...
أخرَجْتُ مفتاح الشقة من التنورة ، أعطاني لوي نسخة بما أنني فقدت الهاتف ولا أعلم متى سأعود ، خلَعْتُ الكعب وألقيتُهُ بإهمال في الغرفة ، من ثم أغلقت الباب والتفت لأرى لوي مستلقي على السرير و كيس من البازلاء المجمد على عينه ... هذا لا يبشر بالخير بتاتًا!
هرولت صوبه لأراه نائم ، والأغرب بأن هاتفه كان على السرير بقرب شريحة هاتف أخرى و ذاكرة ، أمسكت الشريحة بين يداي وكذلك الهاتف ... من ثم رن الهاتف بشكل مفاجئ
ارتعبت لوهلة ومن ثم رأيت المتصل " شركة كارولينا هيريرا" هل يعقل بأنه يعرفون بأنني ذهبت مع لوي وقاموا بالاتصال بي ولم يجدي نفعًا والآن يتصلون بـ لوي ؟ ... به مستحيل !
رددت على المكالمة ووضعت السماعة على أذني بعد جدال محتدم بيني وبين ضميري
ـ مرحبًا
ـ آنسة هاريس مبروك
ـ عذراًا؟؟
ـ أنت سمر هاريس أليس كذلك ؟
ـ نعم أنا هي ~
ـ حسنًا لقد أجريت مقابلة اليوم ... ونحن سعداء لأنه تم قبولك لتصبحي عارضة أزياء ووجه كارولينا هيريرا الجديد ، إلا أنك ستقومين في مجال الإعلان للعطور على الأزياء !
ـ آه ... حسنًا أشكرك أظن !
ـ اذًا بما أنه تم قبولك ، سنبدأ بتصوير وهذه الامور الأسبوع القادم في التاسعة من يوم الإثنين
ـ لا بأس سأكون هناك في الوقت المحدد
ـ نحن سعداء لكونك من فريق عملنا ... والآن طابت ليلتك آنسة هاريس وسوف نكون على اتصال
ـ آه ... نعم طابت ليلتك!
أغلقتُ الخط ... لم أشعر أن المكالة حقيقية ، كنت شاردة في أفكاري ، اذا كان الهاتف خاص لـ لوي ... ولكن الرقم خاص لي فهذا يعني بأن الشريحة تخصني ، اذًا وَجَدَ الشريحة أين الهاتف؟!
حسنًا لننسى هذا أولا ولنفرح بأنني حصلت على العمل ، عليّ مشاركة فرحتي مع قطعة اللحم الملقية بجانبي
ـ لـــــــــــــــــــــــوي استيقظ !! هيّا استيقظ!
صَرَخْتُ أقفز على السرير بطريقة جنونية ، إنزلق كيس البازلاء عن وجهه لأرى عينه مرضودة ، توقف عن القفز والقلق بدأ يواتيني ، اقتربتُ لوجهه ألمس موضع الضرب ... ماذا حدث ؟
ـ لوي هيّا استيقظ ، لا تقل بأنك مت ؟! لا أملك مال كافٍ من أجل مراسيم العزاء!
بدأتُ بهز كتفاه كما لو كنت فتاة في مسلسل درامي ... ولحسن الحظ استيقظ من سباته أو غيبوبته على الأغلب ، شتم أسفل أنفاسه قبل أن يجلس على السرير
ـ ما بالُك مثل كلبٍ مسعور ؟!
أخبرني يحاول أن يتحسس عينه المصابة ... أمسكتُ كيس البازلاء وأعطيته إياها ، قام بوضع الكيس على عينه ومن ثم نظر لي بتمعن
ـ بغض النظر أنه تم تعيني في شركة كارولينا هيريرا كعارضة أزياء ... ماذا حدث لك ؟ وأين هاتفي!؟
ـ لقد تم تعينك؟!
نظر لي باستحالة والابتسامة الفخورة على وجهه ، تجنبت موضوع العمل الآن وركزت على هاتفي وتلك الكدمة التي على عينه
ـ انسَ موضوع العمل ... ماذا حدث لك ؟!
ـ آوه تقصدين هذه ؟
أشار لوي لعينه اليمنى ، طأطأت رأسي بموافقة لما قاله ، تنهد بعمق ونظر لي يحك ظهر رقبته يحاول إيجاد كلمات تفسر موقفه الغريب
ـ بعد أن أعطيتني رقم هاتفك رننت عليه مرارًا ، عند المرة المئة أجاب شخص وقال بأنه يملك الهاتف ومستعد لإرجاعه ، ولكن علي مقابلته عند تقاطع شارع أوكلاند ... امتثلت للأمر وقابلت الرجل المجهول ذاك ، التقيت به كان ضخم البنية وعملاق ، كان بحجم شابان مفتولي العضلات في جسدٍ واحد!
مد لوي ذراعية يُشَّكِلُ طول الرجل وعرضه ، قهقهت على محاولته البائسة ومن ثم طلبت منه الإكمال
ـ حسنًا كما قلت بعد أن قابلته، بدأنا بالمشي نتحدث بالأمر ، طلب مئة دولار به ، رفضت الفكرة لأن هاتف جديد مثله يساوي مئة دولار ... ولكنه أبى أن يعطيني إياه ، بدأنا بالصراخ والشِجار عن الأمر مما أدى إلى ضرب ، وتلقيت هذه الكدمة منه ، على كلٍّ أوقفنا رجل في الأربعينيات يستفسر عمّا يحدث أخبرته عن الأمر ووقف بجانبي ، الأخرق لم يتنازل عن الهاتف إلا بمئة دولار ، فطلبت منه أن يعطني الشريحة والذاكرة ولكنه رفض وطالب بهم خمسين دولار ... اضطررت لشرائهم في النهاية لم أكن أعلم ما الموجود فالشريحة لذا اشتريتهم وخلَّفْتُ الهاتف ، ولكن أقسم بأنني سأشتري لك هاتف جديد وأفضل !
دقَّ قلبي قليلًا ... كان بإمكانه أن يترك الهاتف ويقول بأنّهُ سُرِقْ أو لَمْ يَجِدْهْ ، إلَّا أنَّهُ تلقى لكمة من أجلي ، حسنًا من أجل هاتف ولكن الفكرة أهم ، لم يفعل أحد هذا من قبل !
ـ لم يكن عليك فعل ذلك !
ـ ولكن كان عليّ وإلا لما توظفتي ، أليس كذلك ؟
غمز لي مازحًا ، ضَحِكْتُ على تصرفه من ثم وقفت من على السرير لأغير ملابسي، هذا يومٌ طويل جدًا ! وأريد النوم الآن ~
مهلًا لحظة ... أظن بأنني أحسد !
لقد حسدتُ لوي على ثرائه والآن أفلس ، لقد حسدت حياتي والآن ضاع هاتفي ، ولقد حسدت عين لوي الزرقاء الجميلة ... والآن هي مشوهة ~
عليَّ إبقاء الأمر سر عنه ... سيلومني إن علم !
مرحبًا أيها الأعضاء الغاليين!!
كيف حالكم وحالك المدرسة التعسية التي تسبب النوم ؟!!!!!
به هههههـ المهم هذا هو الفصل الثاني المقطع الثاني .... أنــا أحب هذا الفصل لما يحويه من مغامرات غريبة جدًا وكثيرررر
أشكر جمييييعكم على الردود الإيجابة والجميلة ، وأعتذر إن وجد شيء لم تحبذوه ، فأنا
حولت بقدر الإمكان أن أجعل القصة لا تحوِ على أي أمور مخلة بالدين ، حاولت كثير
فأنا لا أرتاح عند الكتابة بذلك ... لذا أعدكم بأنه لن يحوي على رومنسية مجنونة هههه
لأنها مجنونة ، ستكون عفيفة وغريبة وظريفة لنــا جمعنا ، حتى أنا عندما أقرأ القصة أجد نفسي أبتسم كالغبية عندما أقرأ عن لوي و سمر ... اجدهم ثنائي رائع ولكن مقارنةً مع ما يوجد في جعبتي من قصص أخرى ... اعدكم بأن سمر و لوي أقلهم روعة هههه
أعدكم بعد الإنتهاء من المدرسة سأرشكم بأجمل القصص هههههـ
اكثرت في الحديث والآن لنغوص لبحر من الأسئلة اللانهائية >>> أمزح
1.أفضل موقف؟
2.هل يمكنكم وصف سمر و لوي من وجهتك ، أعني رأيكم الصريح حولهم ؟
3. من تفضلون سمر أو لوي ولماااذا؟
4.ماذا سيحدث مع هنري الآن؟
5.ماذا تتوقعون في المستقبل؟
5. آراء \ انتقادات ؟؟
وأكتف إلى هناا ، في لقاءٍ قريب يــا متابعيني الجمليييين ^^
Epic
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Epic
البحث عن المشاركات التي كتبها Epic