عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 09-21-2015, 09:32 PM
 
بعد قضاء بعض الوقت مع يامي عاد كل من آتيم ولوتس لشقتهما و كذلك ريو و يوغي , وبسبب النهار الحافل الذي حظوا به سقط الجميع منهكين على أسرتهم ليغطوا في نوم عميق .
في الساعة الثالثة بعد الظهر كانت جين قد وصلت للمنزل و استغربت أن سيارتها كانت مركونة بمكان آخر غير الذي تركتها به , تتسائلون لماذا تترك سيارتها و تذهب لعملها بمواصلات أخرى ؟ حسناً هذا لأن الزحام في طوكيو لا يطاق و إن أرادت أن تصل لعملها مبكراً فعليها أن تستقل القطار الذي سيصل بالموعد المحدد دون عوائق .
دخلت جين المنزل و هي تنادي قائلة : آتيم , لوتس , لقد عدت .
استغربت من هدوء المكان فبالعادة حينما تكون لوتس متواجدة بالمنزل معهم لا يهدأ المنزل أبداً , دائما يتشاجران بأعلى صوتهما على أتفه الأسباب لكن الآن المنزل جداً هادئ .
اتجهت لغرفة آتيم و فتحت الباب فرأت ابنها آتيم مستلق على سريره بإنهاك و الواضح أنه كان متعباً , رغم غضبها منه إلا أنها لم توقظه, أغلقت الأضواء و أسدلت الستائر لتظلم الغرفة , يبدو أنها قررت معاقبته لكن بوقت آخر .
قبلته على جبينه و غطته جيدا حتى لا يمرض في هذا الجو المثلج ثم خرجت من غرفة آتيم متجهة لغرفتها حيث تمكث لوتس معها .
فتحت باب الغرفة فرأت لوتس جالسة على المكتب و قد غطت بالنوم فعلاً و يبدو عليها أيضاً انها متعبة , اقتربت منها و رفعتها بخفة دون أن توقظها ثم وضعتها بالسرير و غطتها بينما هي اتجهت للحمام ( أكرمكم الله ) لتأخذ حماما دافئا و تسترخي هي الأخرى .
بعد أن أنهت جين حمامها خرجت وهي ترتدي بنطال جينز أسود اللون و معه كنزة صوفية طويلة قليلا تصل لنصف فخذها ولها أكمام طويلة لونها أبيض , و كانت تلف شعرها بالمنشفة .
أول ما جذب انتباهها حين خرجت من الحمام هو هاتفه الذي كان يهتز على الطاولة معلنا أن هناك اتصال يرده , رفعت الهاتف و ضاقت عيناها حالما رأت الرقم هامسة : ألن يكف عن ذلك ؟
خرجت من الغرفة حاملة الهاتف معها و دخلت المطبخ لتتحدث مع ذلك المتصل , في تلك اللحظات كان آتيم قد استيقظ و خرج من غرفته بعد أن بدل ثيابه بثياب أخرى .
سمع صوت والدته قادماً من المطبخ و الواضح أنها غاضبة من نبرة صوتها إلا أن آتيم نسي ما فعل و اقترب من المطبخ حيث والدته .
وقف عند الباب يستمع لحديث والدته , كل ما سمعه هو جملتها الأخيرة القائلة : أنا مكلفة بحماية آتيم و لن أسلمه لك مهما حدث .
أغلقت الخط بعد جملتها تلك فاقترب آتيم منها قائلا : أمي , من كنت تحدثين ؟ كنت غاضبة جدا .
التفتت جين ناحية آتيم و قالت : آتيم , منذ متى وأنت هنا ؟
آتيم : قبل قليل , لكن مع من كنت تتكلمين ؟
تنهدت جين و اقتربت من آتيم , ركعت على ركبتيها و احتضنته بقوة فقال آتيم : هيه أمي , ماذا تفعلين ؟!
لم ترد جين عليه و لم تبتعد عنه , شعر آتيم أن هناك شيء ما يشغل بال والدته فرفع يديه ليبادلها الحضن وقال : أمي ما الذي حدث ؟ تبدين قلقة .
ابتسمت جين : لا شيء بهذه الأهمية , فقط تذكرتك حينما كنت صغيراً .
آتيم : حقا لا شيء ؟!
ابتعدت جين عنه و وقفت ثم قالت و الابتسامة تعلو وجهها : لماذا تبيت عند يوغي من غير أن أسمح لك ؟!
تذكر آتيم ما فعله الليلة الماضية فشحب لونه من الخوف و قال بارتباك : أ...أمي , مهلاً لحظة دعيني اشرح لك ما حدث بالضبط .
جين و قد بدأت هالة الغضب تحوم حولها : أسمعني شرحك هيا .
آتيم بخوف : اهدأي أولا , لا يمكنني التفاهم معك وأنت غاضبة هكذا .
في تلك اللحظة دخلت لوتس المطبخ و هي تفرك عينيها و الواضح أنها استيقظت للتو , ما إن رآها آتيم حتى ركض و اختبئ خلفها قائلا : لوتس , وعدت بمساعدتي صحيح ؟ هيا فلتفي بوعدك الآن .
لوتس ولم تستوعب الأمر بعد : ماذا بك يا آتيم ؟ وعدتك بماذا ؟!
آتيم : ألم تعديني بأنك ستحميني من أمي ؟
لوتس و قد تذكرت : آه أجل .
التفتت لعمتها جين التي لا تزال غاضبة و قالت : عمتي , آتيم لم ينم في منزل يوغي عبثاً , لقد حدثت أشياء كثيرة لذا فلتهدئي ولنحكيها لك .
جين: لا بأس .
جلس ثلاثتهم في غرفة المعيشة و آتيم لا يزال ملتصقاً بلوتس خوفا من والدته , حكت لوتس القصة كما سمعتها من ريو و يامي ثم أكمل آتيم التفاصيل الناقصة , بعد أن أنهيا كلامهما صمتا ليعرفا رد جين التي بقيت صامتة لفترة و تحدق بالفراغ .
آتيم : أمي ؟ هل سمعت ما كنا نقوله لك ؟
جين : آه أجل , لقد سمعته .
آتيم : تسامحينني صحيح ؟ لن تعاقبيني صحيح ؟
جين ابتسمت : أهم شيء أنكم بخير و لم يصب أحدكم بأذى .
تنهد آتيم براحة و قال : الحمد لله , لم أقتل .
لوتس : آه آتيم , يمكنك الابتعاد عني الآن .
انتبه آتيم للتو أنه كان ملتصقا بلوتس ويلف ذراعيه حولها , ابتعد بسرعة حتى وصل لنهاية الأريكة و قال : آسف , لم أكن أقصد .
لوتس : ام لا عليك , سأحضر شيئا لآكله ماذا تريد لأحضره لك معي ؟
آتيم : لا عليك سأحضر طعامي بنفسي , أمي هل تريدين شيئا ؟
جين : لا أنا أشعر بالصداع قليلا سأنام .
آتيم : متى أوقظك ؟
جين : لا توقظني , لدي إجازة اليوم و غدا في المساء سأسافر .
آتيم بانزعاج : مجدداً , إلى أين هذه المرة ؟
جين : فرنسا , لن أتأخر اسبوع واحد فقط وسأعود .
آتيم : اجلبي لي شيئا من هناك .
جين : ماذا تريد ؟
آتيم : لا شيء محدد , يمكنك جلب أي شيء ترينه مناسبا .
جين : حسنا , وأنت لوتس هل تريدين شيئا من فرنسا ؟
لوتس : لا أريد سوى رجوعك لنا بالسلامة .
جين احتضنت لوتس بقوة وقالت : صغيرتي اللطيفة الظريفة , سأجلب لك تذكارا من هناك .
لوتس : حقا لا أريد شيئا .
جين : حسنا سأجلب شيئا على ذوقي , اعتبريه هدية مني .
لوتس : لا أريدك أن تتعبي لكن إن كنت مصرة فلا بأس .
جين : ممتاز جدا , الآن سأذهب لأرتاح قليلا لا تزعجني يا آتيم فهمت .
آتيم : حسنا حسنا فهمت .
ذهبت جين لغرفتها و أغلقت الباب عليها بعد أن دخلت , اتجهت لسريرها و جلست عليه بإنهاك .
أغمضت عينيها هامسة : أرجو أن لا يسوء الأمر أكثر , إذا اجتمع ثلاثتهم فلا يمكنني إيقاف ما يحدث .
مدت يدها تحت فراشها و أخرجت صورة تظهر فيها هي و معها فتاتان , أحداهما لها شعر أسود يصل لكتفيها و عينان زرقاوان كزرقة السماء بفصل الصيف , و الأخرى كان لها عينان توبازيتان و شعر فضي طويل يغطي ظهرها .
تأملت في وجوه الفتاتين و السعادة التي على وجهيهما و قالت بينما الدموع تتجمع بعينيها : الأمور تتعقد هنا , إنها تصبح أسوأ و أسوأ , لقد اجتمع ثلاثتهم معاً و لا أعلم إلى متى سيتمر ذلك و لا أعلم ما الذي سيحدث لهم , أريد حمايتهم لكني خائفة , خائفة من أن لا استطيع ذلك .
احتضنت الصورة بين يديها بينما سمحت لدموعها بالانهمار على وجنتيها , همست بندم قائلة : روبي أنا آسفة , إن لم استطع حمايتهم فأرجوك اعلمي أني أبذل أقصى ما لدي من جهد , لكن الأمر صعب حقا , تركتموني لوحدي جميعكم ماذا أفعل أنا لوحدي ؟ هل حقا أنا أملك القوة لحمايتهم ؟
هدأت قليلا و مسحت دموعها قائلة محاولة رفع معنويتها : هيا جين , صديقاتك لم يعهدنك بهذا الضعف , أنت تستطيعين فعلها , أنت لها , لا يمكنك التملص من مهمتك الآن .
أعادت نظرها للصورة و للفتاتين اللتان بجانبها , حاولت الابتسام رغم الألم الذي كان يعتصر قلبها .
مررت اصبعها على وجه الفتاتين قائلة : صديقتكم تبذل جهدها هنا , سأحميهم بكل ما أملك و لن أستسلم بسهولة .
قاطع حديثها صوت آتيم من خلف الباب قائلا : أمي , هل أنت مستيقظة ؟
مسحت جين دموعها بسرعة ثم وضعت الصورة تحت الفراش و خبئتها جيدا ثم نهضت و فتحت الباب لآتيم قائلة : ما الأمر يا آتيم ؟ ألم أقل لك لا تزعجني ؟
آتيم : آسف لكن هناك شيء أريد التأكد منه , لوتس تخبرك بكل شيء يحدث معها صحيح ؟
جين : و إن كان ذلك صحيحا ؟
آتيم : سمعت أنها تحب شخصاً ما يدعى توموي , هل تعرفينه ؟
جين : آه , توموي شيراكين , أعرفه إنه شاب لطيف جدا و أجل لوتس تحبه كثيراً .
آتيم عض على شفته السفلى : اذا ما قالته كان صحيحا .
جين: قالت ماذا ؟
آتيم : لا لاشيء , آسف على ازعاجك يمكنك النوم براحتك الآن .
لم ينتظر رد والدته و ذهب من أمامها متجها للمطبخ , مع أن الشك كان يلعب بقلب جين إلا أنها بقيت صامتة و اتجهت لسريرها من جديد لتغط في نوم عميق بعد يوم عمل طويل .
,,,,,,
عند آتيم كان قد وصل للمطبخ حيث لوتس التي كانت تقطع بعض الفواكه , انتبهت لآتيم الذي دخل و قالت و الابتسامة تعلو وجهها : هل تريد بعض الفواكه ؟
آتيم : لا عليك سأقطعها بنفسي .
أخذ تفاحة واحدة و سكينا و بدأ بتقطيع التفاحة و هو واقف بجانبها , سأل بفضول قائلا : لوتس , لما تقطعينها بهذا الصغر ؟
لوتس : سأصنع سلطة الفاكهة .
آتيم و قد وضع ربع التفاحة في فمه : آه حقا , و لم لا تأكلينها هكذا ؟
لوتس : هكذا ستكون ألذ , وحتى أن هناك بعض الفواكه التي لا تعجبني يمكنني وضعها هنا و لن أشعر بطعمها .
آتيم : آه فعلا ؟
لوتس : أجل , هل تريد تجربتها ؟
آتيم : لا شكرا لا أريد .
تابع مراقبتها و هي تقطع تلك الفواكه قطعا صغيرة و تقلبها مع بعضها لتختلط و ينتج عن ألوانها المتداخلة شكل رائع .
لحظت أن آتيم واقف بجانبها يتابع كل حركة تقوم بها ولم يبعد عينيه عنها لحظة واحدة مما جعلها ترتبك .
التفتت لوتس ناحيته و قالت : آتيم , لما تحدق بي ؟
آتيم ينكر : لم أفعل , كنت أنظر لما تقومين به .
سكتت لوتس و أكملت عملها حيث وضعت الفواكه المقطعة في طبق آخر صغير و أدخلت الباقي في الثلاجة لتأكل منه عمتها جين حينما تستيقظ , نظفت الطاولة و مسحتها جيدا ثم أخذت ملعقة و حملت صحنها و خرجت من المطبخ لتجلس على الأريكة في غرفة الجلوس حيث كان التلفاز مفتوحا .
تبعها آتيم و جلس بجانبها ثم أخذ جهاز التحكم و أخفض صوت التلفاز حتى كتمه تماما فغضبت لوتس و قالت : هيه , لقد كنت أشاهد هذا !
آتيم : أريد الحديث معك بشيء ما .
لوتس : ما هو ؟
آتيم : لكن بالبداية أرجوك لا تفهميني خطأ , ما أقوله لمصلحتك فقط .
لوتس استغربت كثيراً هذه أول مرة يتحدث فيها آتيم معها بهذه الطريقة و قوله أن الأمر لمصلحتها جعل الأمر أكثر غرابة لكنها قالت : لا بأس سأتقبل ما تقوله .
أخذ آتيم نفساً عميقاً ثم قال : توموي الفتى الذي تحبينه , لا تتقربي منه كثيراً .
ضحكت لوتس لعدم تصديقها لكلام آتيم و قالت بسخرية : هاه ؟! و لما قد أفعل هذا ؟
آتيم : لا أعلم السبب تحديداً لكن لا تقعي بحبه بهذه الطريقة .
لوتس : و أنت ما دخلك بهذا الأمر , أنا حرة في اختياري لمن أريد و لا يحق لك أن تمنعني .
آتيم : لكن لوتس , أرجوك حاولي الابتعاد عنه قليلاً .
لوتس : لن أفعل حتى تخبرني السبب الحقيقي , ثم لما تمنعني أصلا ؟!
آتيم : قلت لك لست أعلم السبب , شعرت فقط أنه علي أن احذرك .
لوتس : لن أفعل هذا ما لم تجلب لي دليلاً على كلامك .
نهضت من مكانها ولم تنتظر رده متجهة لغرفة عمتها جين , وقفت أمام الباب و تذكرت أن عمتها جين نائمة فتراجعت عن فتح الباب و اتجهت نحو باب الشقة لترتدي حذائيها .
اقترب منها آتيم و قال : إلى أين ؟
لوتس : ليس من شأنك .
آتيم : ماذا أقول لأمي إن استيقظت ولم تجدك بالبيت ؟
انهت ربط حذائيها فنهضت و أمسكت بمقبض الباب ولم ترد على سؤال آتيم , قبل أن تفتح الباب أمسك بها آتيم من مرفقها و قال : تحدثي معي , أنا أكلمك .
لوتس بحدة : قلت لك ليس من شأنك , اتركني حالا .
شد آتيم على ذراعها و قال : بل من شأني , تخرجين هكذا من المنزل بدون أن أعرف إلى أين تريدين الذهاب بالتأكيد سأقلق عليك , يجب علي حمايتك .
لوتس أبعدت ذراع آتيم بقسوة : لا تقلق , يمكنني حماية نفسي و لن أتأخر سأعود قبل أن تستيقظ عمتي .
خرجت لوتس من الشقة و هي تركض , هي حقا تكره هذا الجانب في آتيم , هو دائم الشجار معها و لا يتعامل معها بطريقة جيدة و ها هو الآن يحاول أن يفسد علاقة حبها الأولى , لم تستطع فهم ما الذي يفكر به لذلك دائما ما ينتهي الأمر بشجارهما .
وصلت لوتس بعد نصف ساعة من المشي لبناية طويلة و ضخمة , دخلت للداخل و الجميع كانوا يحيونها بطريقة مهذبة جدا مع أنهم أكبر منها سناً , وصلت لوتس لمكتب ما و دخلت فرأت فتاة تجلس على مكتبها لها شعر أشقر قصير و عينان خضراوان جميلتان , ترتدي بنطال أسود اللون و قميص رسمي أبيض اللون , رأتها الموظفة هناك فاتسعت ابتسامتها و اقتربت من لوتس واحتضنتها قائلة : آنسة لوتس مر وقت طويل لم أرك فيه .
لوتس : اشتقت إليك ريكا .
ريكا : و أنا كذلك اشتقت إليك كثيراً , أين كنت مختفية طيلة هذه الأيام ؟
لوتس : ريكا , أحتاج الحديث معك بأشياء كثيرة .
ريكا و قد لمحت نبرة الحزن بصوت الصغيرة فقالت : حسنا , لنذهب للمقهى بالأسفل .
لوتس : لا لديك عمل الآن .
ريكا ابتسمت بلطف : لا عليك , منذ سفر السيد لورانس و أنا لا عمل لدي سوى ترتيب جدول المواعيد , يمكنني التغيب عن مكتبي لأكثر من أربع ساعات .
لوتس : حقا يمكنك ذلك ؟
ريكا : أجل عزيزتي يمكنني ذلك .
ابتسمت لوتس : اذا تعالي لندخل مكتب أبي فلا أحد هناك .
هزت ريكا رأسها بالإيجاب و فتحت مكتب السيد لورانس فدخلت لوتس و دخلت بعدها ريكا ثم أغلقت الباب خلفها .
جلست لوتس على مكتب والدها و قالت : ريكا , هل تتذكرين توموي الذي حدثتك عنه ؟
ريكا : أجل , توموي شيراكين ابن الشريك الجديد , ما به ؟
لوتس : هو شخص جيد أليس كذلك؟
ريكا : لم أتعامل معه حتى الآن لكن يبدو لي أنه شخص جيد , لما تسألين ألا تحبينه ؟
لوتس : بلى أحبه , لكن آتيم يقول غير ذلك , لقد طلب مني الابتعاد عنه !!
ريكا ضحكت : لا تزالين تتشاجرين مع ذلك الصبي ؟
لوتس : الأمر ليس بيدي , زوجة أبي بدأت تضربني من جديد لذلك ذهبت للسكن عنده .
ريكا : لوتس لما لا تأتين عندي ؟ أنا أسكن وحدي على كل حال .
لوتس : لا , عمتي ستغضب لو علمت بذلك , على كل حال أنا هنا لأطلب مساعدتك في إيجاد فندق لأسكن فيه حالما يعود أبي .
ريكا : لما تريدينه ؟ ألن تغضب عمتك ؟
لوتس : لا فهي لن تعلم , ستسافر غدا و لا يمكنني البقاء مع آتيم وحدنا في المنزل .
ريكا : اذا تعالي عندي .
لوتس : لا يا ريكا , أنت ستكونين مشغولة جدا ثم إن منزلك بعيد جداً عن أكاديميتي .
ريكا : حسنا اذا لا بأس , سأجد لك فندقاً قريبا من الأكاديمية .
لوتس : شكرا لك .
ريكا : العفو عزيزتي , ما الشيء الذي تريدين الحديث فيه ؟
لوتس تنهدت : توموي , بعد كلام آتيم بدأ الشك يلعب في قلبي .
ريكا : لا اعتقد أنه بهذا السوء , ثم إن سيعود قريباً أليس كذلك ؟
لوتس : أجل , حينها سأتأكد منه و يعرف آتيم أن كلامه عن توموي كان مخطئاً .
نهضت ريكا لتنظر من النافذة , ابتسمت ابتسامة عريضة و قالت : في وقته تماماً .
لوتس : ما هو ؟
ريكا : شيء سيعجبك كثيراً .
ابتعدت ريكا عن النافذة و أمسكت بيد لوتس و سحبتها خارج المكتب قائلة : رتبي شكلك جيداً أحدهم قادم للقائك .
لوتس : من يكون ؟ أخبريني من دون لف و دوران .
كانت ريكا مشغولة برتيب شعر لوتس فقالت مغيرة الموضوع : لوتس لما أنت ترتين ثياباً كهذه , هذا ليس وقته .
لوتس فاض كيلها فقالت : ريكا ما خطبك ؟! , تعلمين أني خرجت من المنزل مسرعة .
قاطعهما صوت ذلك الشاب الذي تحفظه لوتس عن ظهر قلب قائلا : لوتس !!
التفتت لوتس لمصدر الصوت متمنية أن ما سمعته لم يكن خيالاً , و تحققت امنيتها تلك حينما رأت الشخص الواقف أمام الباب , شعره البني الفاتح بخصلاته الشقراء التي تغطي عينيه الزرقاء , كانت الصدمة تعلو وجهه و الواضح أيضاً أنه كان يركض , فصدره كان يعلو ويهبط و أيضا البخار الأبيض كان يخرج من فمه هذا غير أن بعض الثلج كان على رأسه و أكتافه .
حاولت لوتس استجماع نفسها و قالت بصدمة هي الأخرى : تـ...توموي !!
اتسعت ابتسامة توموي و تقدم ناحية لوتس ليحتضنها بقوة بينما هي لا تزال لا تستوعب ما يحدث .
توموي : يا فتاة اشتقت إليك , مرت فترة طويلة منذ أن رأيتك آخر مرة .
رفعت لوتس يديها لتضعهما على ظهر توموي بينما همست و الدموع تتجمع بعينيها : توموي ! , من المفترض أن تعود بعد اسبوعين , لما أنت هنا ؟؟
ابتعد توموي قليلا ليقابل وجهها الذي انصبغ حمرة و قال : لم احتمل الابتعاد عنك أكثر , كنت أريد مفاجأتك لكن أنت من فاجأني .
لوتس : هـ...هذا يعني أنـ..أنك كنت تخطط لهذا مع ريكا ! , بدون علمي ؟!
توموي : لا تغضبي مني .
أبعد خصلات شعرها خلف أذنها و قال : جلبت لك هدية معي .
لوتس : لم يكن هناك داعي لهذا أبدا , وجودك معي يكفيني .
توموي : لا تقولي هذا , اسمحي لي أن أفعل ما أريد لك ولو لمرة واحدة .
هزت لوتس رأسها بالإيجاب فابتعد توموي عنها و قال : ثم لما ترتدين ثياباً خفيفة هكذا ؟ الجو مثلج في الخارج ستمرضين .
لوتس : آه , خرجت مسرعة من المنزل و لم أنتبه لما أرتديه إلا حينما وصلت إلى هنا .
فك الشال الذي كان يلف عنقه و لفه حول عنقها فقالت لوتس : توموي , هذا حقا ليس ضرورياً .
توموي : اشش , لا أريدك أن تلتقطي برداً في هذا الجو , حينها لن استطيع سماع صوتك و أنت تنادين باسمي .
ازدادت لوتس خجلاً بينما خلع توموي معطفه و وضعه فوق كتفي لوتس .
لوتس : توموي , الشال كافي لا داعي لكـ....
سكتت حينما وضع توموي سبابته فوق شفتيها و قال : قلت لك اسمحي لي أن أفعل ما أريده و لو لمرة واحدة فقط .
لوتس : لكن بهذه الطريقة أنت من سيمرض .
ابتسم توموي بدفء و قال : هل تخافين عليّ ؟
احمر وجه لوتس بشدة و أنزلت رأسها قائلة : لـ... ليس الأمر كـ..كذلك , أنت فقط ستجعلني أشعر بالذنب إن مرضت بسببي .
أمسك توموي بيديها الاثنتين و قال : بما أني أتيت اليوم لنتسلى مع بعضنا , أنت متفرغة الآن ؟
لوتس : أ...أجل ليس لدي ما أقوم به .
توموي : ممتاز , ماذا تريدين أن نفعل أولا ؟
لوتس : أي شيء تريده أنت أنا سأكون سعيدة بفعله .
التفتت لريكا و قالت : ريكا , هل يمكنك الاتصال على عمتي و إخبارها أني سأتأخر قليلا ؟
ريكا : لا تقلقي سأفعل .
شد توموي على يد لوتس و قال : اذا , هل نذهب ؟
هزت لوتس رأسها بالإيجاب فابتسم توموي و خرجا مع بعضهما من شركة والد لوتس و استمرا بالمشي و هما ممسكان بيدي بعضهما .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
نترك قصة الحب هذه التي بينهما و نتجه لشبيه يوغي و آتيم , كان يامي جالسا على الأريكة و بيده كوب الشوكولا الساخنة .
كان جالسا هناك بجسده فقط أما عقله فكان بمكان آخر تماما , يفكر بكلمات يوغي تلك التي بطريقة ما جعلته يشعر بالأمان , ابتسم وهو يتذكر كلمات يوغي تلك ثم همس : إنه لطيف حقاً .
سمع صوت باب الشقة يفتح من الخارج فالتفت و إذا به يوزان كان قد دخل و أغلق الباب خلفه .
يامي : أهلاً بك , كيف سار الأمر معك ؟
يوزان : جيد , كان المدير غاضبا قليلا لتأخرك لكني أخبرته أنك كنت مريضا في الأيام الفائتة .
يامي تنهد براحة : آه و أخيراً سآخذ قسطا من الراحة .
يوزان : ليس تماماً .
يامي بانزعاج : ما بك الآن ؟ لما تفسد متعتي ؟
يوزان : عليك الانتباه لدراستك سيد يامي .
أحضر يوزان صندوقاً كبيرا و وضعه أمام يامي قائلا : هذه الدروس التي فاتتك , تذكر أنك طيلة السنة الفائتة لم تحضر درساً واحداً , وبسبب والدك انتقلت للسنة الثانية .
يامي بصدمة و هو يتفقد كم الكتب الهائل : هيه يوزان , يستحيل علي دراستها بيومين فقط !!
يوزان : و من قال أنك ستدرس هذه فقط ؟
وضع كمّ كتب آخر و قال : هذه المواد التي كنت ضعيفا فيها في المرحلة المتوسطة .
وضع كماً آخر و قال : و هذه من أجل تقويتك في الرياضيات لأنك ترسب فيها كل سنة و بسبب والدك أنت تنتقل للمراحل التالية , لولا هذا لبقيت في المرحلة الابتدائية حتى الآن .
يامي : يوزان , هل يجب عليّ أن أدرس ؟ وجدت عملا و هذا يكفيني , إكمال دراستي لم يكن إلا من أجل الاتفاق مع أبي غير هذا أنا لا نية لي بالدراسة .
يوزان : آه حقا ! , اذا لا بأس لا تدرس .
استغرب يامي من موافقة يوزان السريعة و قال : كيف وافقت بهذه السرعة ! إنها أول مرة .
يوزان يجمع الكتب : إن كنت لا تريد أن تصبح صديقاً ليوغي و تبقى معه طيلة اليوم ف المدرسة فلا بأس , يمكنك التوقف عن الدراسة في النهاية هذه حياتك و أنت حر فيها .
يامي : مهلا لحظة , هل حقا يمكنني رؤيته طيلة اليوم ؟
يوزان : بالطبع , أنت و هو في الصف ذاته .
سكت يامي و هو يفكر بالأمر قليلاً فقاطعه يوزان قائلا : لكني ظننت أنك قد استوعبت ما حدث هذا الصباح .
يامي : ماذا تعني ؟
يوزان : والدك قد رأى ما جرى أثناء ذلك الزلزال .
اتسعت عينا يامي و قال : رأى كل شيء ؟؟ رأى ما حدث لآتيم أيضاً ؟!
يوزان : أجل , مروحيته لم تغادر إلا عندما انتهى كل شيء و عاد آتيم لطبيعته , ظننتك قد استوعبت ما حدث .
يامي : مهلاً , بهذه الطريقة أبي سيحاول القبض على آتيم .
يوزان : إن افترضنا أن تلك القوى التي يحملها آتيم هي التي يبحث عنها والدك فآتيم حينها سيكون بخطر كبير , والدك لن يتركه بحاله .
بدأ يامي يعض على ظفر إبهامه و هو يحاول التفكير بحل مناسب لما سيحدث .
نهض يوزان مع صندوق الكتب الثقيل و قال : حينما تغير رأيك أخبرني .
مشى خطوتين أوقفه صوت يامي قائلا : انتظر .
ابتسم يوزان و هو يسمع يامي يكمل كلامه قائلا : ضع هذه الكتب في غرفتي .
يوزان : على الفور .
صعد يوزان الدرج ليصل لغرفة يامي لكن يامي قاطعه و قال : يوزان , هل استخدمت ذلك الشيء مجدداً ؟
يوزان : قطرتان فقط .
يامي بغضب : ألم أمنعك من استخدامه ؟
يوزان : كان ذلك لسبب , لو بقيت على حالي تلك فلن أستطيع خدمتك بالشكل الصـ...
قاطعه يامي بصراخ : يوزان أنا لا ألعب هنا !! , تعرف جيداً أنك إن استخدمته فستكون بخطر .
يوزان : آسف حقا لاستخدامي له بدون إذنك لكـ...
اقترب منه يامي و قال : بعد أن تضع الكتب اذهب و أحضر تلك القنينة , سأخبئها عندي .
يوزان : أمرك سيد يامي .
كان سيلتف ليكمل صعود الدرج و يضع الكتب في غرفة يامي لكن يامي أمسك بيد يوزان و قال وهو ينظر للأرض : يوزان لا تغضب مني أرجوك , ما أفعله لمصلحتك .
ابتسم يوزان و وضع الصندوق جانباً ثم انخفض ليصل لمستوى يامي و قال : لست غاضباً , أنا مستاء من نفسي لأني استخدمته من دون إذن .
يامي : حقاً ؟
يوزان : و هل كذبت عليك يوما ما ؟
ابتسم يامي و قال : لا لم تفعل أبدا .
يوزان : جيد , اذا تعال لتبدأ دروسك حالا .
يامي ارتبك و قال : علي الذهاب لمكان ما أولا .
كان سيتحرك لكن يوزان كان ممسكا بيد يامي بقوة بحيث لم يستطع يامي الابتعاد فقال يوزان : يمكن لذلك المكان أن ينتظرك , تعال حالا للغرفة هيا , لديك كم هائل من الدروس .
يامي : ليس الآن يوزان أرجوك .
حمل يوزان يامي على كتفه و بذراعه الأخرى حمل صندوق الكتب و صعد بهما للغرفة قائلا والابتسامة تعلو وجهه : سنبدأ مع الرياضيات أولا , لا تقلق لقد كتبت ملخصات يمكنك فهمها بسرعة .
يامي : و تقولها بهذه الابتسامة على وجهك !! , أنت لست انسانا اتركني حالا .
يوزان : إن اعترضت أكثر فسأكثف ساعات الدراسة .
يامي و الدموع بعينيه : شيطان !! , أتركني حالا يزان أنزلني .
لم يستمع يوزان لطلبه بل أخذه للغرفة و وضعه هناك ثم خرج و أغلق عليه الباب بالمفتاح من الخارج و نزل لغرفته ليأخذ القنينة و يعطيها ليامي .
دخل غرفته و من ثم أغلق الباب عليه بالمفتاح و من ثم خلع رقعة عينه اليسرى و فتح عينه ببطء فظهرت قزحيته الذهبية , لكن كان بها شيء غريب قليلا , فاللون الأحمر كان يشوب القزحية و يفسد لونها الذهبي الجميل .
همس يوزان : هذا سيء , يجب أن لا يراها السيد يامي و إلا سيقلق .
أعاد الرقعة فوق عينه و من ثم اتجه لتلك الخزانة الصغيرة و فتحها , أخذ تلك القنينة التي بداخلها ذلك السائل الذهبي المائل للأخضر و وضعها بجيبه ثم اتجه لغرفة يامي حيث كان يامي ينتحب و يبكي لا يريد أن يدرس , لكن هيهات فيوزان لن يتركه بحاله .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
نترك يامي ليغرق بكتبه و دراسته و نذهب ليوغي الذي كان قد استيقظ لتوه من النوم , بدل ثيابه بأخرى مريحة و اتجه لغرفة ريو .
فتح الباب فوجد ريو مستلقيا على سريره و يغط في نوم عميق , كانت النافذة مفتوحة مما يسبب دخول الهواء البارد فاتجه يوغي ببطء نحوها و أغلقها ثم اتجه لريو وبأ يهز كتفه قائلا : هيه ريو , استيقظ إنها الساعة الخامسة مساءا .
ريو بصوت خشن بسبب النوم : لا أزال أشعر بالتعب .
وضع يوغي يده على جبين شقيقه و قال : حرارتك مرتفعة قليلا , ربما اصبت بالبرد .
نهض ريو وهو يسعل و صوته لم يعد لطبيعته بعد فقال يوغي : انتبه لنفسك قليلا يا أخي , النافذة كانت مفتوحة طيلة فترة نومك في الغرفة .
ريو : لم أنتبه لذلك , كنت متعبا جدا .
يوغي : لا بأس , سأعد لك شيئا دافئا لتشربه .
نهض يوغي و خرج من الغرفة متجها نحو المطبخ بينما نهض ريو ليبدل ثيابه و يرتدي شيئا ما فهو كان نائما من غير قميصه لهذا أصيب بالبرد .
دخل يوغي على ريو من جديد و هو يقول : ريو , نسيت ما....
سكت حينما رأى جسد شقيقه فقال ريو : هيه يوغي , اطرق الباب قبل أن تدخل , لا تدخل غرف الناس هكذا .
يوغي بغضب : ريو لما جسدك على هذا الحال ؟!
ريو : لما ما به ؟
يوغي : أنت نحيل جدا , على ذك هذا فأنت لم تكن تأكل جيدا منذ مجيئنا من أمريكا .
ريو : لا تهتم لهذا ستعود صحتي من جديد .
يوغي : بل علي أن أهتم , إن لم أهتم أنا بك فمن سيفعل ؟!
ريو : يوغي حقا لا ....
قاطعه يوغي بأن أمسك يده و قال : ريو , لقد اهتممت أنت بي منذ كنت صغيرا , تخليت عن أشياء كثيرة من أجلي , كنت لي بمثابة الأب و الأم معاً , يجب علي فعل شيء لك أنا أيضا .
ريو : يوغي لا تقل هذا , أنا شقيقك الأكبر وهذا واجبي .
يوغي : و أنا أيضا شقيقك الصغير و من واجبي أن أهتم بك ولو قليلاً خصوصا حينما تكون متعبا .
ابتسم ريو فقال يوغي : جاك ليس معنا هنا ليهتم بك .
ريو : آه ذلك الأحمق , اشتقت إليه فعلا في هذه اليومين .
يوغي : هل تتذكر كيف كنت تجد المنزل بعد عودتك من العمل ؟
ريو : آه لا تذكرني أرجوك , لا اعتقد أنك تتذكر ماذا كان يفعل بك حينما كنت صغيرا .
يوغي : ماذا كان يفعل بي ؟
كتم ريو ضحكته و قال : لا عليك , لا شيء مهم .
يوغي نفخ وجنتيه كالأطفال و قال : هيا أخبرني .
ريو : ستحدث جرائم قتل لذا لن أخبرك .
يوغي : ريو ~
ريو وهو يرتددي قميصه : لا لن أخبرك .
يوغي : هيا أرجوك يا أخي أخبرني ماذا كان يفعل ؟
ريو وهو يتجه للمطبخ : لا ~
بقيا على هذه الحال , يوغي يترجى ريو أن يخبره و ريو يرفض .
نتركهم و نعود للثنائي لوتس و توموي اللذين كانا يجوبان الأسواق معاً , توموي كان قد أهدى لوتس معطفا أيض اللون من الفرو و أهداها معه طقما كاملا لتلبسه تحت المعطف .
لوتس : شكرا لك توموي , لقد رفعت معنوياتي كثيرا اليوم .
توموي : لا شكر على واجب , أنا موجود هنا فقط لأجلك أنت لوتي .
"لوتي" هو اسم اختصره توموي للوتس و يناديها به أغلب الأحيان حينما يكونان وحدهما .
رنّ هاتف توموي مقاطعاً لحظتهما الجميلة فأجاب توموي منزعجا و قال : مرحبا , توموي يتكلم .
سمع رد الطرف الآخر فقال : هيه أبي ! , لحظة أنا مع لوتس الآن لا يمكنني حضور الاجتماع .
رد والده : كف عن اختلاق الاعذار , يمكنك ان تلعب مع تلك الفتاة في وقت لاحق , هيا عد الآن .
توموي همس : أبي هذه لحظة لا يمكنني تعويضها لاحقا , يجب علي البقاء وقتا أطول .
والده : ألهذه الدرجة هي مهمة !! , الاجتماع أهم من هذا بكثير .
توموي : أبي أرجوك .
تدخلت لوتس قائلة : لا بأس توموي , يمكنك الذهاب إن كان والدك يحتاجك لهذه الدرجة .
توموي : حقا لوتي ؟ ألن تغضبي ؟
لوتس : ولما أغضب ؟ بما أنك هنا في اليابان فسنلتقي كثيراً و سأقفز إليك حالما أشعر بالملل .
ابتسم توموي و أجاب والده : حسنا أبي أنا قادم .
أغلق الخط و قال : سأوصلك للمنزل أولا .
لوتس : لا بأس إنه قريب من هنا , يمكنني العودة وحدي , انت اذهب لتلحق باجتماعك .
توموي : حسنا اذا , أراك لاحقا عزيزتي .
لوتس : ام , إلى اللقاء .
راقبته لوتس و الابتسامة تعلو وجهها إلى أن اختفى عن ناظريها فاتجهت هي لتعود للمنزل , في ذلك الوقت كان آتيم يمشي جيئة وذهابا قلقاً على لوتس , هي خرجت منذ ساعتين تقريبا و والدته أوشكت على الاستيقاظ وهو حتى الآن لا يعلم إلى أين ذهبت , و هي لم تأخذ هاتفها معها و يبدو أن ريكا لم تتصل به لتخبره عن تأخرها .
آتيم بقلق : أين تلك الفتاة ؟! أين يمكن أن تكون ؟
لم يستطع الجلوس أكثر فحسم أمره و قرر الخروج ليبحث عنها لكن أوقفه سماع صوت رنين جرس الباب فركض إلى هناك ليفتح الباب .
فتح الباب و إذا بها لوتس واقفة هناك مرتدية بنطال جينز ضيق و معه كنزة سوداء اللون و حذاء ( أكرمكم الله ) ذو لون أسود لامع و كانت ترتدي فوق ذلك الطقم معطف الفرو الأبيض , كانت تحمل بيدها كيساً بداخله ملابسها التي كانت ترتديها حينما خرجت من المنزل .
تنهد آتيم و قال : تأخرت , ثم ما هذه الملابس التي ترتدينها ؟ هل ذهبت للتسوق ؟
دخلت لوتس و خلعت حذائيها قائلة : أنت ما دخلك ؟
آتيم : لا تزالين غاضبة مني ؟
لوتس : لا شأن لك بهذا , ثم ألم تتصل ريكا عليك لتخبرك أني سأتأخر قليلا ؟
آتيم : لا لم يتصل أحد , ثم لما تأخرت هكذا ؟ ما الشيء المهم الذي جعلك تتأخرين ؟
لوتس : كنت في موعد مع توموي , هل لديك مشكلة مع ذلك ؟
آتيم : هيه أنت , قلت لك ابتعدي عنه !
لوتس : و لما قد أفعل ؟
آتيم : لأني قلت لك ذلك .
لوتس : أخبرتك قبلاً , لن ابتعد عنه حتى تأتيني بدليل يجبرني على ذلك .
فتح آتيم فمه ليتكلم لكن لوتس قاطعته بوضع يدها أمامه و قالت : غير ذلك أنا لا نية لي في الابتعاد عن توموي .
مشت من أمامه متجهة لغرفة الجلوس و هي تخلع معطف الفرو فهمس آتيم بغيظ : توموي توموي , كفي عن ذكر اسمه أمامي .
خرجت جين من غرفتها و هي تمدد جسمها لتشعر ببعض النشاط , لاحظت ملابس لوتس الجديدة فقالت : لوتس , ما هذه الثياب ؟
لوتس : آه عمتي جين , هل نمتي جيداً ؟
جين : أجل , لكن لم تخبريني ما هذه الثياب ؟ إنها جديدة .
لوتس حكت رأسها بإحراج و قالت : لقد كنت مع توموي قبل قليل و اشتراها لي رغما عني .
جين : حقا ؟ ولكن متى عاد من سفره ؟
لوتس : عاد من سفره اليوم فقط و كان سيفاجأني بهذا لكني أفسدتها له و ذهبت للشركة و قابلته .
جين : لما ذهبتي للشركة ؟
لوتس : آه , هذا لأني اشتقت لريكا و أردت محادثتها ببعض الأمور فقط .
جين : لا تخرجي وحدك مجددا هذا خطر .
تنهدت و أكملت : و كالعادة آتيم لم يتطوع للخروج معك و حمايتك صحيح ؟
سكتت لوتس و هي تتذكر كلمات آتيم لها قبل خروجها من المنزل , لاحظت جين سكوتها و قالت : اذا كلامي صحيح , لم يفعل ذلك الأحمق شيئا .
نهضت جين متجهة نحو المطبخ و هي تكمل كلامها عن آتيم حيث كان هو خارج الغرفة يحدق في لوتس , انتبهت له لوتس فأشاحت بوجهها بعيدا عنه دلالة على غضبها .
ما كان من آتيم إلا أن فعل مثلها و دخل غرفة والدته باحثاً عن شيء ما عند سريرها .
آتيم : أين وضعت ألبوم الصور الخاص بي ؟ أخبرتها قبلا أن لا تأخذه من غرفتي .
لحظ شيئا أبيض اللون تحت فراش والدته .
آتيم : ما هذا الشيء ؟
أمسك به و سحبه ليراه فإذا به صورة قديمة , كانت تظهر فيها والدته و هي بعمر صغير في المنتصف و على يمينها فتاة بنفس عمرها بشعر أسود طويل و عينيان زرقاوان جميلتان , و على يسارها فتاة بنفس عمرها أيضا و لها شعر فضي طويل يغطي ظهرها و لها عينان توبازيتان واسعتان و قد كانت تشبه ريو لحد كبير .
اتسعت عينا آتيم وهو ينظر للمكتوب خلف الصورة و همس بصدمة : مسـ...ـتحيل !!
انتهى الفصل
آسفة جدا على التأخير أتمنى أنو الفصل أعجبكم .
قولولي أيش رأيكم فيه بصراحة و اذا كان عندكم أي انتقادات قولوها كمان .
و قولولي ايش توقعاتكم للفصل الجاي .
و شكرا لكم على المتابعة
في أمان الله .
__________________