الفصل الثالث : التخييم على طريقة الشينوبي ! ملاحظة : أنا لا أملك قصة ناروتو أو شخصياته
الزمان ؛ حيثُ الغُروب والليل امتزجا ليكوّنا ما يُعرف بالشفق الأحمر .. المكان ؛ حيثُ الطبيعةُ هي العنوان .. ومن هُنا نبدأ ؛ شابّة تميّزت بلباس أسودٍ كامل مع صدريّة زيتيّة اللّون ذات الجيُوب المتعدّدة برفقتها سبع أطفال كُل واحدٍ منهم حمل حقيبةً أو اثنتين .. تجمّعوا حول بعضهم قريباً من بعض التّلال : " ميراي !! , كما قلتُ لك .. هذا المُخيم للإستجمام ليس إلّا .. "
بثقةٍ نطق باروتو بهذه الكلمات وقد تعمّد الوقوف أمام -المدربة ميراي- التي أجابته بنوعٍ من الاستنكار : " حقاً باروتو.. مالذي يدفعني إلى تصديقك ؟؟ "
رفع احدى حاجبيه استهزاءً وقد ضمّ كفّيه داخل جيوب بنطاله : " وهـــــل تتوقّعين منّي الذهاب إلى حيث يرسلني والدي دون التحقّق من المكان ؟! "
بدى على ميراي القبول وهي تُتمتم : " حسناً .. "
تابع باروتو : " أؤكّد لك , أخبرني والدي بأنّ هذا المُخيّم لأجل الاستمتاع بالإجازة فقط "
فكّرت لبرهاتٍ قبل أن تضحك بخفّة : " الأمر هكذا إذاً .. "
" نعم هذا ما كُنت أقوله من البداية .. "
انحنت موازيةً لطوله وقد ربتت على كتفه بإبسامة : " هذا أكيد .. لقد عهد السيد الهوكاجِ لي بجعلك أفضل .. إنّه أنت في النهاية .. الطريقة الوحيدة لدفعك إلى الذهاب إلى مُخيم للتدريب هي إيهامُك بأنه شيء آخر .. السيد الهوكاج ذكيّ بحقّ !! " تجاوزته بعد ذلك وهي تدفع الجميع للمضي إلى المُخيم في حين تبدلت ملامُح باروتو إلى مزيجٍ ما بين الصدمة والاستنكار والاستهزاء في وقتٍ واحد , ارتفع صوتُه وقد أشار باصبعه إليها : " هذا يحدث مُجدداً , إنها مُؤامرة ! .. لمَ يعتقد الجميع أن والدي بمثل هذه الذكاء لأنه الهوكاجِ فقط .. إنّك تستغلين هذا لصالحك ! "
ثمّ أشار باصبعه إلى بقية رفاقه متابعاً حديثاً : " وما خطبكُم يا رفاق .. لِمَ أنا الشّخص الوحيدُ الذي يعترض هُنا ؟! "
تجاوزه شيكاداي خطوتين وقد أجابه ببرود : " بصراحة لا أهتم .. "
وبعد ذلك تجاوزته سارادا التي اكتفته برمقه بنظراتٍ غير مفهومة , لتأتي من بعدها تشوتشو وقد قالت بضجر : " قبل أي شيءٍ سآكل طعاماً مطبوخاً .. "
ومن ثمّ تجاوزه إينوجين بتعب : " رجاءً باروتو .. دعنا ننم الليلة على الأقل "
وبجوار إينوجين كان هنالك ميتال لي الذي تمتم لنفسه بصوتٍ شبه مسموع : " لكنّي وعدتُ أمّي بالتوقّف عن التدريبات الإضافيّة خارج الأكادميّة ! .. "
وهكذا تُرك باروتو وحيداً في المُؤخرة قبل أن يدفعه ميتسوكي من خلف ظهره بإبتسامته المعهودة : " الصباح رباح ! "
دفع باروتو ذراعيه المضمومتين إلى خلف رقبته وقد تنهّد مُتمتماً لنفسه بإنزعاج : " أبي .. هذا كُله بسببك !! "
وبعد مُجاوزتهم لتلّة صغيرة , تمكّنوا أخيراً من مُشاهدة المُخيّم بوضوح .. مِنطقة فسيحة قد هُيّأت -مُسبقاً- لعيش البشر فيها ؛ وذلكَ نظراً لتوفّر ثلاثٍ من المبانٍ المهجورة القديمِة الصّنع -بالنّسبة لأبناء هذا الجيل- وعدد من الخيامِ المُهترئة والمُمزّقة هنا وهنالك .. صفّقت ميراي بكلتا يديها ثمّ أشارت ناحية المُخيّم بابتهاج : " وها نحن هنا اخيراً "
تسابقت نظرات الأطفال ناحية المنطقة بفضول فطريّ , في حين كانت ميراي -التي استكشفت المكان مُسبقاً- حريصةً على التعرّف على طريقة تفكير كُل واحدٍ منهم وهي تتحسّس وتترقّب حدُوث ردّة فعل معيّنة .. لم تلبث كثيراً حتّى احدثت صوتاً خافةً تبعته ابتسامة قبل أن تُتابع حديثها : " من هذا المكان يُمكننا مُشاهدة المُخيّم بالكامل .. هل لاحظتُم وجودِ تلك البيوتِ القديمة .. "
علّقت سارادا بصوتٍ هادئٍ وهي مُمسكة بالطرف الأيمن لنظّارتها وقد تأملت المنظر المُزري للبيتين ؛ والذّي كان واضحاً جدًا رُغم بُعدهم عنه : " كلمة قديمة لا تكفي لوصفها حتّى !! "
أزفرت ميراي عن ضحكة سريعة وقد أشارت بيدها ناحيةِ اثنين من البيوتِ القريبةِ من بعضها : " ذاك هُو مسكنُ المشرفين ؛ وعن يساره مُباشرة يقبع المكان المُخصّص لطلبية الأكادميّة .. "
أشار لي ناحيةِ مبنًى مُهمّش عن البقيّة : " وماذا عن ذلك المبنى الصّغير ؟ "
تابعت ميراي بلامبالاة : " على الأرجحِ أنّه مخزن للأدواتِ وتلك الأشياءِ الأخرى , على أي حال الظلام سيخيّم بعد قليل .. اتبعونِي بإنتباه فمثل هذه الأماكن المهجُورة ملجأ مُحبّب للحيوانات .. "
ارتعش إينوجين ما إن استمع لآخر كلمة وقد شدّد قبضته المُمسكة بكتف ميتال قائلاً بفزع : " وسوف ننام بمكان كهذا ؟! "
بضحكة مُستهزئة قال باروتو بثقة : " عظيم ؛ أتمنّى أن نقابل ثعلباًً .. "
ثمّ التفت ناحية ميتسوكي ليتابع : " أبي امتلكَ واحداً وهــو بمثل سنّي ! "
أجابه ميتسوكي مُبتسماً : " ولكنّ الكيوبِي ليس ثعلباً .. "
" هيهي .. في هذه الحالة سأروض أسداً , ملك الغابة ! "
" من ناحيتي سأكون سعيداً لو قابلتُ بعض الحلزونات .. "
توقّف باروتو عن السّر وقد قال بإندهاش : " حلــــزون ؟!! "
حرّك ميتسوكي يديه وهو يشرح بحماسة غير معهودة عليه : " طريقتها في القوقعة داخل صدفتها والزحف ببطء وإنسيابيّة تُثير غرائزي ! "
تمتم باروتو وقد بدت قطرة عرق على جبينه : " غ- .. غرائزك ؟ "
قاطعهما إينوجين بعصبيّة : " مالذي تفعلانه أنتما الاثنان .. لا تقفا هكذا ! .. مظهركما قد يجذب الحيوانات إلينا .. "
أمسك ميتال لي بكتف إينوجين مُحاولاً تهدئته : " لا تقلق إينوجين-كن , نحن محظوظون لأن شيرومارو معنا .. سوف حمينا بكلّ ما يملكه من قوّة ! " ثمّ أشار ناحية الجرو الذي كان يسير بجوارهما : " صحيح شيرومارو ؟؟ "
نبح الجرو بصوته الضّعيفِ هازاً ذيله في حين تمتم إينوجين بيأس وقد ازداد تمسّكه بكتف ميتال لي : " هذا النّباح اللّطيف لا يُمكنه إخافة أرنبٍ حتّى .. "
في الوقتِ نفسه كانت تشوتشو تتحرك وتلتفت يميناً ويساراً بشكل غريب لفت انتباه سارادا لها ؛ حيثُ قالت بإهتمام : " هُمم .. تشوتشو .. هل هنالك شيء خاطئ ! "
دفعتها تشوتشو للصّمت وقد قالت بجديّة : " أنا أراقب .. "
" تُراقـ .. ـبين ؟! "
" في أي لحظة سوف يظهر أرنب .. وسوف أمسكه .. "
بإنفعال وإهتمام : " واو .. أتحبّين اقتناء الأرانب .. ؟! "
نظرت تشوتشو إليها بنظرة نصف مفتوحة : " بالطبع لا أيتها الغبيّة , لحم الأرانب لذيذ .. أنا سوف أكله !!! "
ثم استطردت تشوتشو بسرعة وقد بدى عليها أنّها تنبّهت لأمر مهم : " كيف تفكرين بمثل هذه الأمور سارادا .. أنتِ صديقتي المفضلة ! .. بالطبع سوف أشاركك جزءً من اللحم .. "
ثمّ أمسكت تشوتشو بيديّ سارادا لتقول بإهتمام : " أسف لأني تجاهلتُك .. هيّا لنصطد الأرنب معاً ! "
بدت البلاهة وعدم الفهم مُجتمعتان على ملامح سارادا التي قالت وهي تُجاري تشوتشو في حركاتها الفاحصة للمنطقة : " بالطبع .. بالطبع .. أرنب ما سوف يظهر من هذه الناحية .. هيهي .. "
لم تلبث ساراداً قليلاً حتّى أحسّت بحركة من الموضع الذي أشارت إليه بنوع من السخريّة قبلاً .. إنّها حملقت ناحيته بإهتمام قبل أن تُفاجئ بجسمٍ رماديّ يخرج من تحت الخيامِ القديمة لتصرخ من بعد ذلك للجميع مٌشيرةً بيدها إليه : " أ- .. أر- .. أرنب حقيقيّ ! "
تحرّك الأرنب بسرعة كبيرة ناحيتهم مُحاولاً تجاوزهم .. عبر بدايةً من بين شيكاداي وميراي ليُفاجئ بتشوتشو ويداها تكاد تبلغه ؛ فقفز من فوقها بشكل لا إراديّ ليسقط من بعد ذلك فوق رأس إينوجين الذّي تشبّت بميتال لي وقد أغمض عينيه الدّامعتان .. نبح شيرومارو آن ذلك بشكل فوضويّ ممّا دفع الأرنب للإنحراف بعيداً عنهم .. حدث كُل ذلك بأقل من ثلاث ثوانٍ ولكن أمام ناظريّ سارادا بدت وكأنّها دقائق بطيئة ؛ حيث قفزت بحذر من خلفه لتُمسكه قبل أن يهرب .. وقد أمسكته بالفعل !!
اغبرّ المكان مِن حولِ سارادا المُلقاةِ أرضاً وقد احتكّت ملابسها بشدّة مع الأرض الترابيّة ؛ كانت يدها اليُسرى متشبتة بقوّة بالأرنب الذّي كان يُحاول التّخلّص منها بِجنون .. كانت واثقة أنّ يداً واحدة لن تُثبّته طويلاً ؛ ولكن لسبب ما خمد الأرنب وأصبح ساكناً .. عندما فتحت سارادا عينيها ببطئٍ فوجئت بوجْه -باروتو- بمواجهتها تماماً , والذّي كان ينظر إليها بنفس إندهاشها .. وصوتُ المدرّبة ميراي يشقّ أذانهم : " يا إلاهي , يا إلاهي .. بدى الأمر وكأنّكما تعملان في فريق واحد ! .. لا أصدّق أنّكما أمسكتما بالأرنب معاً وبنفس الطّريقة .. "
تنبّهت سارادا من بعد ذلك بأنّ اليد اليمنى لباروتو كانت قد أمسكت طرفاً من الأرنب , مثلما أمسكت بيدها اليسرى الطّرف الأخرى .. التقطت ميراي الأرنب من بين يديهما .. ثمّ ساعد شيكاداي سارادا على الوقوف والأمر ذاته فعله ميتسوكي مع باروتو .. في حين كان ميتال لي يُهدّئ من روع إينوجين والجرو -شيرومارو- ينبح بقربهما , وأمّا تشوتشو فقد كانت تتحرّك بلهفة حول ميراي مُتمتمة بكلامٍ كان يُمكن لسارادا أن تتوقّع أنّه مُرتبط بشكل أو بآخر بلحم -الأرنب- .. وقد أكّدت المدربة ميراي ظنونها حين نهرت تشوتشو بحدّة : " هذا الأرنب لديه أطفال ينتظرونه ! "
قالت المدربة ميراي ذلك قبل أن تُحرّر الأرنب ليهرب بعيداً عنهم بسرعة بين الأشجار .. صرخ باروتو بعنف : " بعد كل الجهد الذي بذلته لكي أمسكه .. "
نظرت ميراي إليه بُرهاتٍ ثمّ قالت بنوعٍ من الاستهزاء : " وهل كُنت الشّخص الوحيد الذّي تمكّن من امساكه "
أجابها بلامبالاة : " لم يعد هذا الأمر مهماً الأن ! "
اقتضب حاجبيّ ميراي التي كانت ستقول شيءً لولا أنّ إينوجين قد جذبها من ثيابها مُنفعلاً : " أنا لن أنام بهذا المكان , أريد العودة إلى البيت ! "
ثمّ جذبت تشوتشو الطّرف الآخر من ثياب ميراي وهي تقول بإنزعاج : " أنا جائعة جداً .. أريد شيءً مطبوخاً , مُقرمشاً ومشوياً , دُهنياً و .. ! "
تدخّل ميتال لي كذلك وهو يحمل شيرومارو بين ذراعيه : " مُدربة .. إنّ شيرومارو يتصرّف بغرابة منذ دخولنا المُخيم , إنّه ليس بصحة جيدة "
في الوقتِ نفسه , كان ميتسوكي بعيداً عن المجموعة بخطوات .. تمتم بصوتٍ مسموع وهو ينظر إلى المكان الذي خرج منه الأرنب قبلاً : " أراهن على أن الأرانب ليست الشيء الوحيد الذي سنقابله هذه الليلة ! "
علّق شيكاداي وقد كان قريباً منه : " حلّ الليل تقريباً ولكن لا تقلق .. "
قاطعه ميتسوكي وقد حوّل نظره ناحية -المخزن- : " أنا لست قلقاً , هنالك شيء يثير اهتماميَ فقط " لم يفهم شيكاداي ما يقصد ولكنّه اكتفى بتأييده قبل أن يتوجّه إلى ميراي ومن حولها حيث نهرهم بإنزعاج : " أنتم !! .. توقفوا عن مثل هــذه التصرفات الطفوليّة المُزعجة .. مير- .. لا أعني المدربة ميراي هي المسؤولة هنا ! "
خيّم الصّمتُ برهاتٍ قبل أن تربتَ ميراي بكفّها الأيمن على رأس إينوجين والأيسر على رأس تشوتشو لتقول بإنسيابيّة : " هآي~هآي .. "
تابعت بلهجة مرحة : " دعونِي أعلّمكم طريقةَ الشّينوبي في التخييم ! "
** كاتون-جوكايكو-تو-جتسو (أسلوب النار : تقنية اللّهب المشتعل) **
حرّكت ميراي كِلتا يديها مُشكلة أختاماً مُتناغمة مع حركاتِ شفاهها ؛ ثمّ بأقل من ثانية جمعت كفّيها إلى مٌقدّمة فمها الذّي أخرجت منها لهباً مُتشكّلاً على هيئة كُرة صغيرة أطلقتها ناحية الخشب المُتراكم داخل حلقة من الصّخور المُوزّعة بإنتظام ؛ لتشتعل النيران من بعد ذلكَ شيءً فشيءً ناشرةً ضياءً قد شقّ ظُلمة اللّيل واسوداده .. حثّت ميراي بقيّة الأطفال وهي تهمّ بالجلوس : " هيّا ؛ هيّا .. أنتم مُتعبون صحيح ؟ .. بقاؤكم بجانب النّار سيمنحكم الدّفء ؛ كما أنّه لا يُمكن للحيوانات الإقتراب منّا الأن ! "
مضى البقيّة بالجلوس تباعاً مُشكّلين حلقة حول النّار المُشتعلة , من الجانب الأيمن لميراي كان هنالك شيكاداي وقد اتّكأ على كفّه بملل , ثمّ إينوجين الّذي ظهر أثر خفيف للدّموع على خدّيه , ثمّ سارادا التي همّت بمسح الغُبار المُلتصق بملابسها , ثمّ تشوتشو التي كانت مُقابلة لميراي , ثمّ ميتال لي الذّي قبع شيرومارو في حضنه , ثمّ ميتسوكي وأخيراً باروتو الذّي جاور الجانب الأيسر لميراي .. استطردت ميراي الحديث وهي تعبث بحقيبة لها مُتوسطة الحجم قد كانت تحملها طوال الوقت : " إذا من هو جائع مثلي ؟ "
ترقّبت تشوتشو ما سيخرج بشغفٍ قائلة : " أنا؛ أنا كثيــ- .. ماذا ؟ "
أخرجت ميراي سبع أكواب دائريّة مُغلقةٍ بإحكام ووضعتها أمام النّار .. تحوّلت الأنظار ناحيتها بفضول وما لبث أن تحدّثوا بشكلٍ متتابع بدء من شيكاداي الذي قال بإنزعاج : " كان يجب أن أتوقع ذلك .. "
سارادا : " رامين مُعلّب ؟! "
ميتال لي : " أهذا الشّيء قابل للأكل ؟! "
باروتو : " أيُوجد أشخاص يأكلون مثل هذه الأشياء ؟! .. "
إينوجين : " كيف يُمكننا تناول هذا الشّيء الرّخيص ؟ .. "
تشوتشو وقد صرحت : " هذا لا يتماشى مع حميتي !!! "
تنهّدت ميراي ثمّ نظرت لميتسوكي : " وما هي وجهة نظرك ؟؟ "
ميتسوكي بإبتسامة : " أيّ شيء أفضل من لا شيء ؛ صحيح ؟ "
ابتهجت وقامت برمي عُلب الرّامن عليهم : " سمعتُم ما قاله ! .. "
تمكّن ميتال لي من امساك علبته بسهولة فطريّة في حين واجه البقيّة صعوبة في التقاطها بمثالية والبعض منهم لم يتمكّن من امساكها من المرّة الأولى , وفي حين كان كُل واحدٍ منهم بصدد فتح علبته تنبّهت سارادا لأمر حيث قالت وهي توجّه حديثها لميراي : " مُدرّبة .. ماذا عنك ؟ .. "
أردفت وهي تشير ناحيتها : " ألن تأكلي الرّامن أيضاً ! "
أجابتها وهي تهمّ بالوقوف : " أنا يا أطفال لديّ أمور لأهتمّ بها أولاً ! "
بنظرة استنكار عارضها باروتو : " حقاً ؟ .. أراهن على أنّك تتهرّبين لأكل شيءٍ ما في الجوار .. حتّى أنتِ لا يُمكنك تناول مثل هذا الرّامن البارد .. " رمق علبة الرّامن بين يديه وقد أردف " .. والنّصف مطبوخ ! "
ارتبكت إلى حدّ ما وقالت بمرح وهي تتظاهر بالإمتعاض عابثةً بشعر باروتو بقوةّ وعشوائيّة : " كُل طعامك وارحمني يا ولد ! "
قاطعها شيكاداي فجأة : " مهلاً ! "
ثمّ وقف هو الآخر متابعاً : " أنا ذاهب معك لأن .. أمممم ! "
اعتلت على ميراي نظرة مُستفهمة , وقبل أن يتمكن شيكاداي من قول أي شيءٍ إضافي .. تدخل باروتو بشكل فُجائيّ وهو يقول بجديّة : " أوي .. شيكاداي إننا نعتمد عليك .. راقب ميراي واحرص على أنها لن تأكل شيءً ما خلسةً في الجوار .. "
ثمّ همسٍ لنفسه بصوتٍ شبه مسموع تنبّه له ميتسوكي : " عدى الرامين المعلّب ! "
ابتسم ميتسوكي ابتسامةً خفيفة .. في حين قالت ميراي بإستعجال متجاهلة إتهامات باروتو المستمرة لها : " حسناً~حسناً .. أريد أن أستمر بالثرثرة لكن .. اكتفيت من التأخير في كُل شيء هذا اليوم ؛ شيكاداي إن كنت ستأتي معيَ فأسرع ! "
وهكذا ذهبا ليعود باروتو إلى إكمال وجبته المعلّبة وهو يحادث ميتسوكي بالكثير من الأمور عن والده وعائلته كما العادة .. في حين كان ميتال لي مُهتماً بشيرومارو ؛ لتتدخل تشوتشو بفضول مُحاولةً -عرض تفسيراتها الخاصّة- حول اضطرابه , فتعارضها سارادا بتفسير آخر مُعلّلةً إيّاه بمنطقيّة بحتة .. ولم يلاحظ أي أحد منهم الحسرة التي اكتست على مظهر إينوجين وملامحه لفترة طويلة .. قبل أن تنتبه سارادا إليه !
أرادت سارادا أن تقول شيءً ما .. لكنّها لا تعرف كيف تُبهج شخصاً مُحبطاً لا تعرف عنه كثيراً .. إنّها فكّرت قليلاً قبل أن تتذكّر شيءً لتقول بإبتهاج لافتةً لانتباهه : " بالمناسبة إينوجين .. أخبرتني تشوتشو أنّ عائلتك تمتلك محلاً للزّهور صحيح ؟ "
وقبل أن يردّ عليها بشيء تابعت : " الصديقة المقرّبة لوالدتي تمتلك محلاً للزّهور أيضاً .. متجر يامانكا ! .. ولطاما أهدتنا الكثير منها ؛ لذلك أنا أعتقد أنّه من المُمتع أن تعيش وحولك الكثير من الأزهار والورود ! "
رمقها إينوجين بنظراتٍ غريبة ؛ فتلعثمت سارادا بإرتباك إثر ذلك : " هـ .. هل قُلت شيءً خاطئاً ؟! "
رفع إحدى حاجبيه وهو يُجيبها بإستنكار : " أليست والدتُك هي السيدة ساكرا ؟! , إنّها صديقة مقرّبة لوالدتي أيضاً ! "
ثمّ أردف : " كما أنّ اسمي الكامل هو ياماناكا إينوجين ؛ ذلك المتجر التي تحدثت عنه هو المنزل الذي أعيش فيه ! "
وبشكل مُفاجئ , مدّ إينوجين يديه ناحية وجه سارادا لينزع نظارتها بإنتباه قبل أن يقول مُبتهجاً : " آووه أنتِ هيَ بالفعل .. كنّا نتقابل كثيراً عندما كنّا صغاراً .. لكنّك لم تكونِ مرتدية للنظارات آن ذلك ! "
تساءل بعد ذلك : " ألا تتذكرين تلك الأيام ؟ "
وخيّل لسارادا شبح صبيّ ذو شعر أشقر باهتِ اللّون بالثالثة من عمره أو أقل يمدّ يديــه لمصافحتها مُرحباً ؛ في حين تحثّها والدتُها -ذات الشعر الزهريّ- لأن يلعبا معاً قبل أن ترافق وتُحادث امرأة شبيهةِ بالصّبي الذّي سبق ذكره , فيما بعد علمت سارادا أن البيت الذي زارته مُسبقاً هو محلّ للزهور ضمن أملاك عائلة "يامانكا" , وأن المرأة المسؤولة عنه هي صديقة عزيزة ومقرّبة لوالدتها !
في مكانٍ آخر ليس ببعيد .. أخرجت ميراي لفافة صغيرة من احدى جيوبها ثمّ فتحتها وثبّتتها على أرض شبه مستوية .. قامت بعد ذلك بعضّ طرف اصبعها لتتصبّب منه قطرات من الدّماء لتقوم بعد ذلك بتحريك كفّيها سريعاً مٌشكّلةً أختاماً ومُتمتمة بالوقت نفسه :
** تينسو-كايفو-تو-جوتسو (اسلوب النقل : تقنية فتح الختم) **
ثمّ ضربت بكفّها الأيمن على اللّفيفة .. ليخرج منها دُخان دفع شيكاداي لان يتراجع خطوتين للوراء .. ثمّ انقشع الدّخان لتظهر منه خيمة متوسّطة الحجم قد ثبّتت مسبقاً بالأرض .. ابتسمت ميراي وقد حدّثت نفسها : " جيّد أنّي تعلّمت تقنيات الختم والنقل من السّيدة تين_تين ! "
تساءل شيكاداي وقد كان يستكشف داخل الخيمة التي ظهرت من العدم : " خيمة ؟؟ , ألن نبيت في تلك البيوت التي مررنا بها ! "
بابتسامة ماكرة إلى حد ما أجابته ميراي : " هذا إن كنت لا تمانع النوم بجوار القوارض والخفافيش .. وربما الدببة من يدري ؟! "
ثمّ بدأت ميراي بالتحقق من سلامة الأرضيّة من جحور الحيوانات وانبساطها داخل الخيمة والتي حرصت أن تكون ملائمة للنوم والمكوث فيها مدّة قد تزيد على الثلاثين يوماً .. اكتفى شيكاداي بالنظر إليها بطريقة غريبة قد انتبهت إليها مُسبقاً .. أزفرت عن تنهيدة قبل أن تُحادثه دون أن تنظر إليه : " بالمناسبة هل هنالك شيءً تريده منّي .. لا تقل لي أنّك ما تزال تفكّر بفكرة انفصال والديك ! "
ثمّ التفت إليه لتلقي كلتا عينيهما ثمّ أردفت : " أعلم بأنه لا يحق لي قول ذلك , فلم يسبق لأن والديّ أن تشاجرا أمامي .. حسناً لا أعرف إن كان والدي من تلك النوعيّة من الأزواج حتّى ولكِن .. "
قاطعها شيكاداي : " لا داعِ لتكرار هذا الموضوع , لقد فكرت بالأمر جيداً وأعتقد بأنني أفهم الفكرة التي تحاولين إيصالها إليّ .. المُهم الأن .. "
ثمّ فُوجئت ميراي بعلبة الرّامن التي كانت مع شيكاداي وقد وضعها بين يديها بحرصٍ وهو يقول : " دعيني أحزر .. لم تتوقّعي أن يأتي معكِ هذا العدد من الأطفال دفعةً واحدة .. لذلك لم تأتي بعددٍ يكفي الجميع من الوجبات , فانتهى بك الحال بالتخلي عن علبة رامن الخاصّة بكِ لأحدنا .. "
تابع وهو يحاول تجاهل نظراتها : " هل نسيتِ بأني أكره الرّامن وجداً , أمّي قد صنعت شطيرة لأجلي ومن حسن الحظّ أنّي لم أتناولها عندما استرحنا قبلاً في غابة الغزلان .. "
ثمّ تمتم وهو يبتعد عنها سريعاً : " سوف أنادي الجميع ! "
خيّم الصمتُ دقيقةً على المكان حيث بقيت ميراي بمفردها , همّت بفتح علبة الرّامن المعلّبة وقد بدت ابتسامة مٌشرقة واضحةً على مُحياها .. إنّها حادثت نفسها بصوتٍ مسموع : " شيكاداي أيها الـ- .. "
ولم تكمل جملتها حيث كانت قد بلعت لقمتها الأولى , ولم يمرّ من الوقتِ بعد ذلك أكثر من ثلاث دقائق حتّى قدِم الفتية ومعهم شيكاداي .. لقد كانو مبهورين بالخيمة بحيث أنّهم لم ينتبهو إلى ميراي وهي ترمي علبة الرامين الفارغة بعيداً .. ولكنّ باروتو كان قد لاحظ فعلتها فابتسم ابتسامةً خفيفة مُحادثاً نفسه : " لقد منحها شيكاداي وجبته كما توقعت تماماً "
بعد انصات الجميع إلى مُلاحظات عديدة من المدربة ميراي متعلقة بموعد النوم والاستيقاظ والتنظيف وأمور أخرى , توجّهوا جميعاً إلى داخل الخيمة .. وبدأ كُل منهم باختيار مكان نومه .. في أقصى يسار الخيمة كان شيكاداي قد وضع منامته ذات زخارف الغزلان الزيتيّة , وبقربه كان إينوجين بمنامته الرماديّة اللون بالكامِل , ثمّ ميتال لي بمنامته المخطّطة بتدرجاتِ اللّون الأخضر , وبمسافة بسيطة عنه .. تشارك باروتو منامته ذات الأشكال اللولبيّة مع ميتسوكِي .. بالمقابل للفتيان وفي أقصى اليمين كنّ الفتيات حيثُ وضعت تشوتشو منامتها السّوداء المزيّنةِ بالسّحبُ البيضاءِ , وبقربها مباشرةً كان موضع سارادا بمنامتها ذات لونٍ مزيجٌ بين الأزرق والورديّ !
ما إن استرخى الأطفال على مناماتهم حتّى خلدوا إلى النّوم مُبكراً ؛ جرّاء التّعب والإرهاق من الرّحلة .. وهذا على خلاف -ميراي- التي كانت هذه المهمّة بمثابة نزوة لها من مهامها الأكثر صعوبةٍ في العادة !
الثّالثة وربعُ صباحاً هو الوقتُ , سكُون تامّ في الغابةِ لم يشقّه إلا صوتُ البومِ وخرير النّهر الجاري .. إضافةً إلى الخشبُ وهو يحترقُ بفعل النّار المُشتعلة , ومن أمامه كانت ميراي ترمي بخشبةٍ أخرى وقد غالبها النّعاس إلى حدّ ما .. لمْ يكنُ الأمر بيدِها فمن المُستحيلِ لغيرهَا أن يقومَ بالحراسةِ اللّيلة , خاصّة وأنّ الأطفال مُتعبين وغيرَ معتادين على مثل هذه الرّحلاتُ .. لقد كانت تمكثُ قريباً من الخيمةِ وهي مستلقية إلى حدّ ما .. لم تشعُر بنفسها إلّا وقد أغمضت عينيها تدريجيّا !
ومِن داخِل الخيمَة .. رفعت تشوتشو النّائمةُ يديها إلى الأعلى مُتمتمةً بكلماتٍ غير مفهومة قبل أن ترخيههمآ على الأرض مُجدداً , وتحديداً فوق وجه سارادا التي كانت مُلتحفةً بمنامتها بعناية والتي بدى أنّها تُعانِي كابوساً سيءً نتيجةٍ للحركة المُكرّرة لتشوتشو التي بجوارها .. من جِهةٍ أخرى كان معظم جسد باروتو خارج منامته وساقيه فوقَ جسد ميتسوكي تحديداً وبطريقةٍ مُضحكة , المُثير هُنا أنّ شخير ميتسوكي المُزعج جداً قد صدع بالخيمة ! .. وأمّا ميتال لي كان ينام مقلوباً مخالفاً البقيّة فقدميه فوق الوسادة ورأسه داخل المنامة .. إينوجين كان مُلتحفاً بمنامته جيداً في حينِ كان شيكاداي يتقلّب بإستمرارٍ وقد بدى العرقُ مُتجمّعاً على وجهه , في خِضم تقلّباته دفَع إينوجين بقوّة نتجَ عنها أن استيقظ هذا الأخير .. حكّ إينوجين عينيه بفتور وهو ينظُر إلى شيكاداي بنصف عينٍ قبل أن ينتبه إلى حركته فيدفعه بحذر هامساً : " شيكاداي شيكاداي .. هل أنتَ بخير ؟ "
لم يستفق شيكاداي لكن بدى أنّه قد استرخى حيثُ توقّف عن التقلّبُ , فضّل إينوجين أن يتركُه نائماً وعمَد إلى حقيبته القريبةِ منه ليخرج منها منديلاً مَسح به العرقَ المُتصبّب من شيكاداي .. بعد أن اطمأنّ على حاله التفت بدون سببٍ ناحيةَ البقيّة , ليُفاجئ بمظهر ميتال لي المُثير للفزع وقد قُلب رأساً على عقب .. أسرع بإخراجه من المنامة وتعديل طريقته في النّوم خوفاً من أن يختنق وهو يتمتم لنفسه : " مِن حُسن حظّي أنّه خفيف الوزن .. لا .. مِن حسن حظّه أنّي استيقظت ! "
بعد ذلك راود لإينوجين شعور أن يتفقّد البقيّة , كما أنّه يرغب بشرب كوبٍ من الماء قبل العودة لنومه .. وقف ثمّ توجّه ناحية الثّنائي باروتو وميتسوكي .. حملقَ بمنظرهما المثير للسخرية وقد بدت نظرة غبيّة على وجهه .. ثمّ تفاجئ بميتسوكي الذي اعتدل جالساً وهو ينظر إليه قبل أن يعود إلى النّوم فوق معدة باروتو التي ظنّها وسادةً على ما يبدو , بعد ذلك مباشرةً تحدّث باروتو بحماسة وهو يصرخ ضاحكاً بجنون بـ -سأهزمك يا أبي- قبل أن يعود إلى نومه .. إينوجين ابتعد عنهما مباشرةً قائلاً لنفسه بصوتٍ مسموع : " سأتظاهر بأنّي لم أرى هذا ! "
وأخيراً هو الأن واقف أمام الفتيات , قبل أن يقترب منهما شعر بنوعٍ من الخجل .. لكنّه نسيَ ذلك تماماً وقد انتبه إلى أنّ تشوتشو تكاد تسحق نظّارة سارادا القريبةِ منها .. أسرع بإنقاذ النّظارة أو ما تبقّى منها , كان صعباً أن يُزيح تشوتشو عنها وقد نامت فوق نصفها .. بعد دقيقة من الدّفع والجذب تمكّن أخيراً من إخراجها , لم تتلقّ الكثير من الضّرر وتنهّد لنفسه وهو يقول : " حمداً لله ! "
فكّر أين يضع النّظارة بعد ذلك .. ثمّ فكّر تلقائياً بوضعها داخل حقيبة سارادا اليدويّة القريبة منها لكنّه لم يحبذ فتحها دون إذنها .. انتهى به الحال أن وضعها داخل حقيبته الخاصّة وسيعطيها لسارادا غداً .. أخيراً هو خرج من الخيمة ليتوجّه ناحية النّهر القريبِ منهم .. لكنّه هذا المرّة صُدم بشدّة وهو ينظر إلى النّار التي اشتعلت بيدِ المدرّبة ميراي .. لم يتمالك نفسه حيثُ صرخ وهو يتوجّه إليها : " مدربة .. مدربة .. "
مِن حُسن حظّ ميراي أنّها مُرتدية لقفّاز حمى كفّها .. لقد فتحت عينيها ببطء في البداية قبل أن تنتبه لحالها فتتحرّك بسرعة شديدة واقفةً بعيداً عن النّيران وقد نزعت قفّازها ثمّ رمت به على الأرض لتختفي النّيران منه تدريجياً .. إنّها ابتسمت لنفسها نصف ابتسامة وهي تحادث نفسها بصوتٍ غير مسموع : " يا إلاهي يا إلاهي .. لقد صدقت أمّي عندما قالت بأني لست جيدة في السّهر ! "
ثمّ انتبهت بعد ذلك لوجود إينوجين الذّي كان قريباً منها , رمقته بنظرات مُستغربة تدلّ على أنّها لم تلاحظ أنّه سبب استيقاظها تواً .. إنّها قالت له بجديّة واهتمام : " إينوجين ماذا تفعل في هذا الوقتْ ؟ .. عُد إلى النّوم ! "
بإنزعاج : " عُد إلى النّوم ؟! .. لا يُمكنني النّوم بعد كُل هذا ! "
رمقته باستنكار وهي تقول : " هل عانيت من كابوسٍ سيّء .. "
بيأس تنهّد : " أتمنّى لو كان كابوساً ! "
بالنّسبة للجميع وحتّى ميراي .. كانت هذه ليلة هادئة من النّادر أن يعيشوا مثلها في كونوها .. بالنّسبة إلى إينوجين , إنّها ليلة سيّئة ؛ سيّئة جداً .. لقد احتاجت ميراي الكثير من الوقتِ قبل أن تقنعه بالعودة إلى النّوم مُجدداً !
في أولى الدقائـ- .. عُذراً؛ .. بل في الثوانِ الأولى لإشراقة شمس اليوم التالي .. تتراقص الرّياحُ في كُونوها مثيرةً أوراق الشّجر وقد انتشرت في أحيائها وحاراتها , مُتزامنةَ مع حركات خاطفة بين طُرقاتها وأسقفها لرجالٍ ونساءٍ قد تحرّكوا بخفّةٍ بلباسهم المحايد .. كان جلياً للسكّان أنّ وراء هذه الانتفاضة المشتركة بين جميع شينوبي القرية اجتماعاً مهمّا مع الرّجل الأكثر شهرةً .. بطل الحربِ الهوكاجِ السابع والملقّب بـ <الهوكاجِ البرتقاليّ> !
اتّكأ الشّينوبي على رُكبهم بإحترام منحنين للواقفِ أماهم منظرين كلمةٍ منه أو أمراً , في حين كان هُو محملقاً بالقرية التي عُهدت إليه وإلى أبيه من قبله .. لاطفتِ رياح الفجر شعره الذّهبي القصير ثمّ اشتدّت هنيّةً مُداعبةً قسماتِ وجهه الرّاشِد .. إنّه التفّ بعد ذلكَ إلى جُموع الشّينوبي المتراصّة أمامه ليقول لهم بإبتسامةٍ تنافس الشّمس في إشراقها : " يكفي يا رفاق يُمكنكم الوقوف الأن ! "
وقف الجميع بارتياح وقد استنشق بعضهم الجوّ الجميل الذّي لم يهنأ به لعجلته هذا اليوم .. كانو جميعاً إضافة إلى السّابع -والذي هو ناروتو- فوق مبنى الهوكاجِ , ومن أماكنهم كان يُمكنهم مشاهدة أوجه -الهوكاجيات- أجمع , وقد نُحتت على جبل شاهق العرض والإرتفاع .. لفت ناروتو انتباههم حيث تابع : " جميع من في القرية يعلم أن اليوم هُو اليوم المنشود لجميع الجينين في عالم الشّينوبي .. وأنّ اليوم هو بداية الخوض في امتحانات التشونين السنويّة .. والتي ستقام هذه العام في كونوها .. "
أخذ نظرة خاطفة لمساعده الخاصّ شيكامارو , ثمّ تابع بجديّة : " في البداية .. وقبل كُل شيء .. مؤكّد أنّكم قد لاحظتم أن الموجودين في هذا الإجتماع هم من كانت أعمارهم دون الأربعين عاماً ؛ ولهذا سبب .. "
سكت لبرهة قبل أن يقول بمرح : " آن أوان أن نستلم شعلة النّار عمّن سبقونا .. أباؤنا؛ مدربونا؛ أساتذتنا؛ , وجميع من كانت لهم بصمة في العلوّ بشأن كونوها فيما مضى .. منحتهم وبدءً من هذا اليوم الإذن في التقاعد لمن شاء منهم !! .. مع حصولهم على أجورٍهم كاملة شهرياً نظير جُهودهم التي لا يُمكن حصرها .. "
وبإبتهاج أشار بطرف اصبعه مشيراً لنفسه بثقة : " وبناءً على ذلك , نحن الجيل الصّاعد .. وقدوة الجيل القادم .. سنستلم جميع المهام بحذافيرها ! .. بدءً من مهمّة الهوكاجِ التي استلمتها , مروراً بالمهام الطبيّة والأكادميّة والإنبو والوثائق والحراسة والإشراف على الجينين وتنفيذ المهمّات .. وكُل شيءٍ يسير بناءً على عمل الشينوبي ! "
بصوتٍ عالٍ أشبه بالصّياح رفع قبضته عالية ناحية الشّمس : " لنصنع عصر كونوها الجديد الذّي لن يوجد له مثيل ! "
وترافعت الأيادي والقبضات عالياً من بعد ذلك بحماسة منقطعة النظير .. وامتزجت النّبرات بعضها مع بعضٍ مشكّلة نداءً عالياً جذب أنظار من استيقظوا من أهل القرية .. ومن بين جموع الشّنوبي تقدّم شابّ في ريعان الشّباب بحماسة وقد لفّ وشاحه حول رقبته قائلاً : " أوي~~ .. لنقم جميعاً بتحيّة لمدربي ناروتو .. واحد اثنان .. مرحـــــــــــــى ! "
وتناسقت الأصوات بعد أن كانت عشوائية , وتلاقت النّبرات رغم اختلافها .. وانطلقت جميع الألسن بالتلفظ بـ -مرحى- مرة تتلوها مرة .. احمرّ وجه ناروتو لحد ما قبل أن يتدارك نفسه ناهراً صاحب هذه الفكرة وقد تظاهر بالجديّة : " توقّف عن العبث كونوهامارو ! "
تابع كونوهامارو بشقاوة لا تناسب سنّه : " وتحيّة أخرى للهوكاجِ الثّامن القادم .. ساراتوبي كونوهامارو .. مرحــــــــــ- .. "
قاطعه ناروتو الذي -ضاعت هيبته- : " إخرس ! "
بعيداً عنهم , فوق احدى الأشجار التي يُمكن من خلالها مشاهدة هذا الحدث .. رجل قد اكتسى الرّماد لون شعره بدى أنّه قد انزعج من الأصواتِ التي قاطعت استمتاعه بقراءة كتابة المفضل للمرة العاشرة بعد الألف .. إنّه وقف بعد أن كان مستلقياً على غصن الشّجرة القويّ .. واتّضحت ملامح وجهه البارد السّاكن .. ورغم أنّ وشاحاً قد أخفى فمه والجزء الأسفل من وجهه , إلا أنّه كان من الواضح أنّه قد تمتم لنفسه بكلماتٍ شبه مسموعة وهو ينظر إلى الوجه المشرق للهوكاج السّابع : " أنت فريدٌ من نوعك ناروتو .. لم يسبق لمن كانو قبلك أن أقاموا مثل هذه الإجتماعات المرحة .. ولا حتّى أنا ! "
سكت لبرهة وهو ينصت لتذمّرات ناروتو الآمرة لجموع الشّينوبي بأن تصمت .. ضحك بخفّة متمتاً بكلماتِ لنفسه : " إنني فخور بأن كُنت تلميذاً لوالدك؛ ثمّ مُدرباً لك .. ثمّ جعلتك خليفتيَ كهوكاجي .. هِــه؛ إنّك تذكّرني بأوبيتو مُجدداً ! "
واختفى من بعد ذلك بحركة خاطفة .. تاركاً شوشرات هذا العصر لأبنائه !!
^ طبعاً لا يجب أن أقول لكم بانّه الهوكاجِ السادس هاتاكي كاكاشي النينجا الناسـخ .
.
.
.
.
.
. انتهى ؛ ترقبوا الفصل القـادم :
الصيد على طريقة الشينوبي ! |
ffb700
التعديل الأخير تم بواسطة نـسـيـم الـفـجـر ; 09-23-2015 الساعة 01:18 AM |