وقدْ اختلفَ أهلُّ العلمِ منْ الصحابةِ ، والتابعينَ ، فَمَنْ بعدهم ، في هذهِ الساعةِ ؟؟؟
على أكثرِ ، مِنْ ثلاثينَ قولاً :
1 – فقيلَ : إنها رُفعت !!!.
أخرجَ : عبدُ الرزاقِ ، عنْ عبد الله مولى معاوية ، قالَ : قلتُ لأبي هريرةَ : إنهم زعموا : أنَّ الساعةَ التي في يومِ الجمعةِ : يُستجابُ فيها ـ رُفعتْ.
فقالَ : كذبَ مَنْ قالَ ذلكَ.
قلتُ : فهي في كلِّ جمُعةٍ ؟؟؟ قالَ : نعم.
2 – وقيلَ : إنها في جمعةٍ واحدةٍ ، مِنْ كلِّ سنةٍ !!!.
قالهُ : كعبُ الأحبارِ ، لأبي هريرةَ ، فردّهُ عليهِ ، فرجعَ إليهِ ، ( أخرجه مالك ، وأصحاب السنن ).
3 – وقيلَ : إنها مخفيةٌ ، في جميعِ اليومِ ، كما أُخفيتْ ليلة القدرِ ، في العشرِ ( أخرجه ابن خزيمة ، والحاكم ، عنْ أبي سلمة ، قالَ : سألتُ أبا سعيد الخدري ، عَنْ ساعةِ الجمعة ، فقالَ : {{ سألتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: عنها ؟؟ فقالَ : قد أُعلمتها ، ثم أُنسيتها ، كما أُنسيتُ ليلة القدرِ }}71*.
ـــــــــــ
71* [جاء في كتاب المستدرك بتعليق الذهبي : و هذا شاهدٌ صحيحٌ ، على شرط الشيخينِ ، لحديث يزيد بن الهاد و محمد بن إسحاق و لم يخرجاه ، تعليق الذهبي ، في التلخيص : صحيح].
وأخرجَ : عبد الرزاق ، عن كعبٍ ، قالَ : {{ لو أنَّ إنساناً قَسَّمَ جمعتهُ في جمُعٍ ، لأتى على تلكَ الساعةِ }} . قالَ ابنُ المنذرِ : معناهُ : أنهُ يبدأُ ، فيدعوا في جمعةٍ مِنْ أولِ النهارِ ، إلى وقتٍ معلومٍ ، ثمَّ في جمعةٍ ، يبتدئُ مِنْ ذلكَ الوقت ، إلى وقتٍ آخر ، حتى يأتي على آخرِ النهارِ.
والحكمة ، في إخفائها : بعثُ العبادِ ، على الاجتهادِ في الطلبِ ، واستيعاب الوقتِ بالعبادةِ.
4 – وقيلَ : إنها تنتقلُ في يومِ الجُمعةِ، ولا تلزم ساعة بعينها ، ذكره بعضهم احتمالاً، وجزمَ بهِ ابن عساكر ، وغيره ، ورجّحه الغزالي ، والمحبّ الطبري.
5 – وقيلَ : هي عند أذان المؤذن لصلاةِ الغداةِ ، أخرجه ابن شيبة : عن عاشة.
6 – وقيلَ : مِنْ طلوعِ الفجرِ ، إلى طلوعِ الشمسِ ، رواه ابن عساكر : عن أبي هريرة.
7 – وقيلَ : عندَ طلوعِ الشمسِ ، حكاه الغزالي.
8 – وقيلَ : أولُ ساعةٍ بعدَ طلوعِ الشمسِ ، حكاه الجيلي ، والمحب الطبري ، شارحاً التنبيه.
9 – وقيلَ : في آخرِ الساعةِ الثالثةِ مِنْ النهارِ ، لحديث أبي هريرة مرفوعاً : {{ .... وفي آخر ثلاث ساعات منه ، ساعة من دعا الله فيها استجيب له }}72* ( أخرجه أحمد ).
10 – وقيلَ : إذا زالتْ الشمس ، حكاهُ ابنُ المنذرِ ، عنْ أبي العالية ، ورواه عبد الرزاق : عنْ الحسن ، وروى ابن عساكر ، عنْ قتادة ، قالَ : كانوا يرونَ الساعة المُستجاب فيها الدعاء إذا زالت الشمس ، قالَ ابنُ حجرٍ : وكأنَّ مأخذهم ، في ذلكَ ، أنها وقت اجتماع الملائكة ، وابتداء دخول الجمعة ، والأذان ، ونحو ذلك.
11 – وقيلَ : إذا أذنَ المؤذنُ لصلاةِ الجُمعةِ ، أخرجَ : ابنُ المنذرِ ، عنْ عائشة ، قالتْ : {{ يوم الجمعة ، مثل يوم عرفة ، فيه تفتح أبواب السَّماء ، وفيه ساعة ، لا يسأل الله فيها العبد شيئاً إلا أعطاه ؟؟ قيلَ : أيةُ ساعةٍ ؟ قالتْ : إذا أذنَ المؤذنُ لصلاةِ الجُمعةِ }} .
ـــــــــــ
72*[ يؤيده الحديث : { سمي يوم الجمعة ، لأنَّ فيها طبعت طينة أبيك آدم ، وفيها الصعقة والبعثة ، وفيها البطشة ، وفى آخر ثلاث ساعات منها ، ساعة من دعا الله فيها ـ استجاب له } (أحمد عن أبى هريرة) أخرجه أحمد (2/311 ، رقم 8088) قال الهيثمى (2/164) : رجاله : رجال الصحيح // تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف ] .
12 – وقيلَ : مِنْ الزوالِ ، إلى مصيرِ الظلِّ ذراعاً ، أخرجهُ ابنُ المنذرِ ، عنْ أبي ذر.
13 – وقيلَ : إلى أنْ يخرج الإمام ، حكاه القاضي أبو الطيب.
14 – وقيلَ : إلى أنْ يدخل في الصلاةِ ، حكاهُ ابنُ المنذرِ ، عن أبي السَّوَّار العدويّ.
15 – وقيلَ : مِنْ الزوالِ ، إلى غروبِ الشمسِ ، حكاه الدِّزمانيّ ، في نكت التنبيه.
16 – وقيلَ : عندَ خروجِ الإمامِ ، رواه ابن زنجويه ، عنْ الحسنِ.
17 – وقيلَ : ما بينَ خروج الإمامِ ، إلى أنْ تُقام الصلاة ، رواهُ ابن المنذر ، عنْ الحسن ، والمروزي ، في كتاب الجمعة ، عنْ عوف بن حضيرة.
18 – وقيلَ : ما بينَ خروجه ، إلى انقضاءِ الصلاةِ ، رواهُ ابنُ جريرٍ ، عنْ أبي موسى ، وابن عمر موقوفاً ، وعنْ الشعبي.
19 – وقيلَ : ما بينَ أنْ يحرّم البيع ، إلى أنْ يحلّ ، رواهُ ابن أبي شيبة ، وابن المنذر : عنْ الشعبي.
20 – وقيلَ : ما بينَ الأذان ، إلى انقضاءِ الصلاةِ ، رواه ابن زنجويه ، عنْ ابن عباس.
21 – وقيلَ : ما بينَ أنْ يجلس الإمام على المنبرِ ، إلى أنْ تنقضي الصلاة ، روى مسلم ، وأبو داود ، منْ حديثِ أبي موسى الأشعري ، أنهُ سمعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، يقولُ : {{هِىَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الإِمَامُ ، إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلاَةُ }} ، قالَ ابنُ حجرٍ : وهذا القول ، يمكن أنْ يتحد مع اللذينِ قبله.
22 – وقيلَ : مِنْ حين يفتتح الخطبة، حتى يفرغها ، رواهُ ابنُ عبد البر : بسندٍ ضعيفٍ ، عن ابن عمر ، مرفوعاً.
23 – وقيلَ : عند الجلوسِ بين الخطبتينِ ، حكاه الطَّيبي.
24 – وقيلَ : عندَ نزول الإمام مِنْ المنبرِ ، رواهُ ابنُ المنذرِ ، عن أبي بُردة.
25 – وقيلَ : عندَ إقامةِ الصلاةِ ، رواهُ ابنُ المنذرِ ، عنْ الحسنِ ، وروى الطبراني : بسندٍ ضعيفٍ ، عنْ ميمونة بنت سعد ، أنها قالتْ : {{ يا رسولَ اللهِ ، أفتِنا عنْ صلاةِ الجمعةِ ؟ قالَ : فيها ساعة لا يدعو العبد فيها ربه ، إلا استجابَ لهُ ، قلتُ : أيةُ ساعةٍ هيَ يا رسولَ اللهِ ؟ قالَ : ذلكَ حينَ يقوم الإمام }} .
26 – وقيلَ : مِنْ بينِ إقامةِ الصلاةِ ، إلى تمامِ الصلاةِ ، لحديثِ الترمذي وحسنه ، وابن ماجه ، عنْ عمرو بن عوف : {{ قالوا : أية ساعة : أية ساعة يا رسولَ اللهِ ؟ قالَ : حين تقام الصلاة ، إلى الانصراف منها }}73* ، ورواه البيهقي ، في الشعبِ بلفظٍ : {{ ما بينَ أنْ ينزل الإمام ، مِنْ المنبرِ ، إلى أنْ تنقضي }} .
27 – وقيلَ : هي الساعة ، التي كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : يصلي فيها الجمعة ، رواهُ ابنُ عساكرٍ : عنْ ابنِ سيرين.
28 – وقيلَ : مِنْ صلاةِ العصرِ ، إلى غروبِ الشَّمسِ ، رواهُ ابنُ جريرٍ ، عنْ ابنِ عباسٍ مرفوعاً ، والترمذي : بسند ضعيف ، عنْ أنسٍ بن مالك مرفوعاً : {{ التمسوا الساعة ، التي تُرجى في يوم الجمعة ، بعد العصرِ ، إلى غيبوبةِ الشمسِ }} . ولابن منده ، عنْ أبي سعيدٍ مرفوعاً: {{ فالتمسوا بعد العصر : أغفَلُ ما يكون الناس }} .
29 – وقيلَ : في صلاةِ العصرِ ، رواهُ عبد الرزاق ، عنْ يحيى بن إسحاق بن أبن طلحة ، مرفوعاً ، مرسلاً .
30 – وقيلَ : بعد العصرِ ، إلى آخرِ وقتِ الاختيارِ ، حكاه الغزالي.
31 – وقيلَ : مِنْ حين تَصفَر الشَّمس ، إلى أنْ تغيب ، رواهُ عبد الرزاق ، عنْ طاوسٍ.
32 – وقيلَ : آخرُ ساعةٍ بعدَ العصرِ ، وأخرجهُ : أبو داود ، والحاكم ، عنْ جابرٍ مرفوعاً ، ولفظه : {{.... فالتمسوها آخر ساعةٍ بعدَ العصرِ }}74* .
ــــــــــ
73*[ قال الشيخ الألباني : ضعيف جدا ].
74*[ جزء من حديث رواه الحاكم وأبو داود في سننه واللفظ له : - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى عَمْرٌو - يَعْنِى ابْنَ الْحَارِثِ - أَنَّ الْجُلاَحَ مَوْلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ - يَعْنِى ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - حَدَّثَهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ : { يَوْمُ الْجُمُعَةِ ثِنْتَا عَشْرَةَ ، ( يُرِيدُ سَاعَةً ) ، لاَ يُوجَدُ مُسْلِمٌ ، يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا ، إِلاَّ آتَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ } قال الألباني : صحيحٌ].