الموضوع: مكارم الأخلاق
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-04-2008, 08:01 AM
 
Lightbulb مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق
روي إن رجلاً من العرب اسمه ثمامة بن اثال حمل سيفه وخرج من القبيلة اليمامة متوجهاً إلى مدينة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقد حمل السيف بعدما أصبح السيف حاداً ودخل المدينة متوشحاً بسيفه عازماً ومصمماً على قتل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فوقعت عينا عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) عليه وكان عبقري الفؤاد ذكي القلب بعيد النظر حاد التفكير فهب إليه وسأله ما الذي جاء بك إلى مدينة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأنت مشرك ؟ قال ثمامة يا عمر جئت لا قتل محمداً فلببه عمر بثوبه واخذ سيفه وربطه في سارية من سواري المسجد وذهب إلى سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وعرض عليه القصة في شان هذا الرجل وكان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يستطيع بكلمة إن يقول لعمر اذهب واضرب عنقه وتنتهي القضية ولكن رسول ( صلى الله عليه وسلم ) خرج من منزله ليرى ذلك الذي جاء ليقتله ونظر الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) إلى الرجل وهو مقيد بالقيود ومربوط في سارية من سواري المسجد وسيفه بيد عمر فنظر الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) إلى وجه ذلك الذي جاء قاتلاً له وكان عمر ينتظر بين آونة وأخرى إن يصدر الأمر من رسول الله بضرب عنقه فيقوم عمر بفصل العنق في اقل من طرفة عين ولكن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) نظر إلى من حوله من أصحابه وسألهم قائلاً هل أعددتم له طعاماً ولم يستطيع عمر إن يرد ، لأنه يريد قتله فقال يا رسول الله أي طعام تريد وأي طعام يأكل هذا الذي جاء قاتلاً ولم يأت مسلماً وإذا بالرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يقول اذهبوا فاتوه بلبن من بيتي فحلبت الشياه وجيء باللبن فقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) حلوا وثاقه وعمر كأنه واقف على جمر من شدة غيضه من المشرك لا أقولها فقال له الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قل اشهد إن لا اله إلا الله واشهد إن محمداً رسول الله فقال المشرك لا أقولها , فأمر الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بإطلاق سراحه واصدر أمر بالإفراج عنه فوراً فخرج الرجل متوجهاً إلى بلده وإذا به بعد إن يخطو خطوات من المسجد يعود إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مرة أخرى ويقول له يا رسول الله اشهد إن لا اله إلا الله وان محمداً رسول الله , فقال له الرسول فلماذا لم تنطق بها عندما أمرتك ؟ فقال له لم انطق بها لا نني كنت تحت يديك فخشيت إن يقال إنني أسلمت خوفاً منك ، أما وقد أطلق سراحي فقد أسلمت ابتغاء مرضاة الله رب العالمين , ويقول ذلك الرجل عندما دخلت المدينة لم يكن لدى نفسي أبغض من محمد ففارقتها وليس على وجه الأرض أحد أحب إلى قلبي من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
رد مع اقتباس