الفصل الرابع
كانت قد مرت بضعه اسابيع على عودتها من باريس حين وصلتها دعوه لاقامه حفل في القاهره
راحت وكأنها تفاوضها على قضيه الشرق الاوسط
ففي القاهره ليس اهل كما في باريس ومادادري والدتها في اي وسط تكون ؟
في الواقع هي لاتريدها ان تغني تخشى عليها من كل شيلوا استطاعت ابقائها في البيت
تراها غزالا يتحينون نحره ليفوزوا بمسكه
اما هي فتعتقد ان غزالا في البيت ليس غزالا بل دجاجه لقد خلقت الغزلان لتركض في البراري
منذ اشهر وهي تدرس الموسيقى والان تشعر ان بمكانها مواجهه اصعب جمهور الجمهور المصري
ايه مغامره ان تقبل بتقديم الحفل في القاهره!
عرضت على والدتها ان ترافقها قصد طمأنتها وتغير مزجهاقليلا
لم يكن يفصلها عن الحفل سوى ساعات حين بلغها ان احدهم اشترى قبل ايام كل البطاقات
صحييح انه حفل خيري كان بمكانه ان يشتري كم من التذاكر والتبرع بالبقيه المبلغ
سوء اعتقاده انه يساوي الحضور جميعا لانه يملك اكثر ممايكون وباي حق يحرم الناس الحضور فقط يظري
ماذايفعل بماله وبحث عن وسيله تؤمن له اعلانا في الجرائد كفاعل خير
رودتها فكره رفض الغناء كي تلقن هذا الرجل درسا في التواضع
غير ان متعهد الحفل ابلغها بعد نقاش منطقي ان عليها في هذه الحاله ان تدفع ماتكبده من خسائر
لاول مره شعرت ان مافي جيبها لا يغطي منسوب كرامتها
_من هذا الرجل ؟
لقد حضر احدهم ودفع المبلغ باسم احدى الشركات ربما كان احد رجاله ماترك مجال للسؤال
قالت بتهكم":
لعله يكون شيخ قبيله ويحتاج الى قاعه باكملها
ان كان اميرا لا يحضر لا هو ولا قبيلته
عاشت ساعتين الحفل بتوتر عال وفي انتضار ان يرفع الستار عن الجواب من هذا الرجل
كانت تزاد عصبيه كلما اقترب الحفل من دون ان يكون في القاعه اي وجود لتلك الحركه التي تسبق
الحفلات عاده
مااذا لو لم يحضر
بدأمزاجها يسوء قررت تفاديا للمفاجات ان تخبر اعضاء الفرقه انهم بنتضار شخص واحد
سال احد العازفين :
_ولو حضرتو ماقاشي نعمل ايه؟
_مالنا بيه يقي او مايقيش احنا شغالين
-ومالو دي ام كلثوم تغني للكراسي ثلاث ساعات
راح العازف يحكي تفاصيل القصه وكئنو عايشها
ساله الثاني غير مصدق
عرفت القصه منين؟؟
_كتيتها الست في مذكراتها دي بنتنكت وهي بتحكيها
بيقول : انبسطت قوي يومها .أصل دي كانت اول مره تغني بيها في الريف من غير معازيم يكسرو الكراسي على بعض
كانت الساعه التاسعه تماما عندما جاء من يخبرها ان بمكانها ان تبدا الحفل وجدت في احترام الوقت المعلن
مايواسي كرامتها لقد حضر السيد على الوقت وهذا جميل وتادر في القاهره
بدأت الفرقه العزف تمهيدا لظهورها في المسرح
ثم طلت بثوب اسود كبجعه سوداء داخل ثوب اسود من الموسلين لكنها ماريا كلاس
في ثوب اوبرالي لايزينه الا جيدها العاري وشعر الاسود مرفوع الى اعلى
انها الفتنه في بساطتها العصيه .
اختارت هذه الطله لتبهر بها القاهره ,لكنها تجمدت على المنصه وهي تتأمل المشهد الغريب
بالتزامن مع ظهورها كان رجل انيق يدخل القاعه من البوابه الرئيسيهفي ابهه واضحه
محاطا بمرافقيه وتوقعت ان ياخذو مكانهم جواره
ولكنها استنتجت بعد ذالك وهو يعطي احدهم معطفه ويناوله ورقه نقديه
انهم موظفون المسرح حضروا لاستقباله ليس اكثر
اخذ الرجل مكانه يمين المسرح في منتصف الرابع حياها بحركه راسه وبدا جاهز لسماعها.
لم تعلم انها كان يجب ان تحييه قبل ان تشرع في الغناء وهل تتوجه
بكلامها الى الجمهور او الي السيد
الذي غطى بكرمه كل المقاعد الشاغره
اتشكره على سخائه ؟ام تقول مايؤلمه ويجعله يغادر القاعه,فيكون هو من اخل بالعقد
حضرها قول قرائه يوما باموالك بمكانك ان تشتري ملايين لامتار من الاراضي لكنك في النهايهلن تستقر
بجسدك الادخل متر ونصف من القشهر كل هذه الامتار
تمنيت لو قالت له انه اشترى بماله كل هذه المقاعد لكنه لا يستطيع ان يجلس الا على مقعد واحد
حاولت ان تضبط مشاعرها وان تظل على هدوئها وان تغني للكراسي الشاغره كما لو كانت في نهايه كل اغنيه
كان تصفيق اليدين الواحدتين يطيح اوهامها
التصفيق كما التصويت لايكون الا عن شخص واحد
لا يمكن ان تدلي باكثر من صوت ولا تصفق باكثر اليدين مهما حاولت
كيوم ذهب والدها الى العاصمه لحضور حفل للسيد مكاوي ولسو التنظيم
لم يسمع بالحفل سوى قله من الناس
فراح حياء يصفق كثيرا بعد كل اغنيه ليقنع الضرير بأن الحضور اكثر مما هو
في القاعه لكن الاعمى لا يرى باذنيه ولايحتاج عينيه الا للبكاءلذا
لم يلحظ احدا حزنه خلف النظارات السودا
فليكن ستغني لهذا الغريب الذي يجلس بين ثقه وارتباكها بين عتمته وضوئها
فلقد اشترى لمده زمنيه صوتها لا حبلها الصوتيه اثناء الغناء
لم تتوقف عن مدى حديث مع نفسها ,فالموقف غريب ولا تذكر انها سمعت بمطربه غنت لقاعه مودحمه الا من الكراسي
ما دام والدها ولا احد غيره من قرر ذلك .قصد صاحب الفرح ليعيد اليه الخمسين قرشا التي رفضها .لكن الرجل رفض استعادتها شفقه
عليهم (( ياسيدي ماعليش اعتبرها زكاه )) قالها ونصرف .
عاده مايحتاج المغني او الخطيب من موقع اطلالته على قاعه
الى ان يتوجه الى وجه واحد , ولا يعرفه بالضروره لكنه يرتاح اليه وجه.
يختصر كل الحضور يقرا على الصفحات اثر مايؤديه .لكن كيف التعامل
مع وجه رجل يلغي القاعه ولا يترك بحضوره الرصين الصامت الخالي
ماذا لو كان مهووسا او قاتلا ؟ هي دائما تفكر في الاحتمالات الاسوا قرائت مره ان احدهم في اسبانيا قام من مقعده اثناء الحفل غنائي واطلق النار على المغني وهو يؤدي الاغنيه
افكار كثيره عبرتها على مدى ساعتين . كانت تغني فيها تاره
لعاشقها وطورا لقاتلها ومره لرجل تحتقره واخرى لرجل لم تستطع ان تمنع نفسها من الاعجاب به
بتلك المسافه التي وضعتها بينه وبينها
ليوهمها بكثرته وليمنح صوتها مسافه الشدو وطليقا ولانها لم تستطع
أن تتبين ملامحه تماما،كانت تستعجل نهاية الحفل يحضر ليعرفها بنفسه. تركت أغنيتها ا?جمل للختام،بعدما تحسن مزاجها أغنية بعد أخرى،وبدأت هي نفسها تتواطأ مع جمالية الموقف وشاعرية الغناء مصحوبة بفرقة كاملة،في قاعة فارغة.إلا من رجل واحد! انحت انحناءة كاملة،ردا على وقوفه عند انتهاء الحفل،ووقفت الفرقة خلفها تحيية. كان مشهدا غريبا وآسرا، في أحاسيسه المجنونة والفريدة.كاد قلبها أن يتوقف أكثر من مرة، في انتظار الدقيقة التي سيتقدم فيها منها. ماذا تراه سيقول لها؟وبماذا سترد عليه؟أتشكره؟وعم تشكره؟أم تسأله لماذا؟ومن يكون؟لا بل ستشكره فقط. وغدا ستعرف من الجرائد من يكون.لتدعه يعتقد أن اسمه لا يثير فضولها.سيقتله ا?مر قهرا.أن تتحاش سؤاله عن اسمه،كأن تترفع عن معرفة حدود سطوته،هل ثمة إهانه أكبر! أثناء ذلك،جاء أحد موظفي المسرح،وقدم لها باقة التوليب إياها.لم تشغلها المفاجأة.منذ أشهر وهي تتلقى الورود نفسها فى كل حفل تقدمه. لم يكن يشغلها غير هذا الرجل الواقف على بعد خطوات منها. لكن قلبها خفق عندما حضرت فتاة إلى المنصة، لتقدم لها باقة ورود حمراء.استنتجت من تنسيقها وضخامتها أنها منه. عبرها شعور لذيذ..أمدت قائد الفرقة الذي كان واقفا خلفها بباقة التوليب،وحضنت بذراعها اليسرى الورود الحمراء امتنانا منها لصاحبها.
اتضخمي ا?شياء،أنت ياعزيزتي مفرطة في عزة النفس. -هذا أفضل من أن أفرط بنفسي.ألا ترين في تصرق هذا الرجل غطرسة واضحة؟حتى الورود التي بعث لي بها ليست مرفقة ببطاقة كما نقتضي اللياقة. -أكنت تريدينه أن يجثو عند قدميك؟إن الورود الحمراء لا تحتاج إلى بطاقة.من الواضح أنه متيم،يكفى مادفع ليستمع وحده إليك،هذا تكريم لم تحظ به على علمي مكربة عربية. -تسمين هذا تكريما؟! كانتا تهمان بالمغادرة عندما صادفتا قائد الفرقة.قال وهو يمسك بباقة التواليب: -مستنى حضرتك عشان أعطيك باقة الورود اللي سبتيها معايا. بالمناسبة،إيه رأيك في الحفل؟ قالت وهي تأخذ منه الباقة:
حال وصولها إلى جناحها غيرت ثيابها،وجلست مسندة إلى ظهر السرير. كانت على عجل أن تجلس إلى نفسها قليلا تستعيد ما عاشته من هزات نفسية في سهرة واحدة،عساها تفهم ماحل بها. لو كانت وحدها لبكت ا?ن،لكن نجلاء،في اجتيهاحها لها،تفسد عليها آخر ما تبقى لها من سعادة:حزنها. طلبت نجلاء من خدمة الغرف إحضار مزهرية ثم سألتها: -هل أطلب لك شيئا للعشاء؟ ردت: -وجبة ا?هانة كانت دسمة حد إفقادي الشهية. -يا الله كم أنت عنيدة ومكابرة،تدرين ما تحتاجينه ا?كثر: إعادة تأهل نفسي كي تتأقلمي مع هذا العالم،?ن العالم يا عزيزتي لن يقوم بجهد التأقلم معك!سأطلب لي شيئا،إني جائعة..بإمكانك أن تقدمي لي عشاء فاخرا الليلة أليس كذلك؟..مادمت أنت المشهورة والثرية بيننا! -أنا دائما ثرية.أطلبي ماشئت! -بالمناسبة،هل عرفت كم دفع هذا الرجل ثمن الحفل؟ -لا أريد أن أعرف! كانت نجلاء تهمى بوضع الورود في المزهرية عندما عثرت على بطاقة صغيرة ملصقة بالباقة،قرأتها ثم صاحت: -حسنا فعلت ألا تتعشي الليلة، فأنت مدعوة للعشاء غدا في مطعم على ظهر مركب عائم في النيل. انتفضت جالسة.أخذت منها البطاقة. "هل تقبلين دعوتي غدا للعشاء؟
علقت نج?ء بتهكم هي تشرع في ا?كل : -ياسيدة الضوء الداخلي أبشري، ستشقين بضوئك.ما أدرانى،ربما كان هذا قدرك ما داموا قد سموك هالة.. ثم أنا جائعة،أتودين الانضمام إلى أم ستاكلين البطاقة؟! ضحكت وانضمت إليها: -لن آكل البطاقة،لكن أتمنى لو استطعت التهام الوقت..بي فضول جارف لمعرفة من يكون هذا الرجل .. أم لعله يمتحنني هذه المرة أيضا وقد يتركني في المطعم؟ -لا أدري أين تعثرين على مجانينك! -عندما تقرئين البطاقات التي يرسلها مع الورود تجزمين أنه شاعر. -وربما كان صاحب محل الورود ويعمل شاعرا في أوقات فراغه. -كفي عن المزاح. إن مايحيرني حقا هو كيف يدري بتواريخ حفلاتي ومواعيد ظهوري على التلفزون،وكيف يتمكن من أن يرسل لي ورودا حيثما أكون.. -أيتها ا?مية،لا يحتاج ا?مر إلى قارئة فنجان. بإمكانك با?نترنت أن تعرفي كل شيء عن المشاهير:حفلاتهم،تنقلاتهم.. أما الورود فثمة شركات عالمية تتكفل بإرسال باقتك في اليوم نفسه إلى أي مكان في العالم،يكفي أن تصفي لهم أي نوع من الورد تريدين. وهذه الباقة ربما يكون بعثها لك من أي مكان في العالم. -أنت على حق. لو كان اليوم في القاهرة لدعاني الليلة إلى العشاء. لماذا ينتظر إلى غد؟ -من مؤكد أنه رجل ثري ليرسل لك ورودا أينما كنت في العالم!
لكن الرجل اكتفى بالرد عليها ملوحا بيده،تحية شكر ووداع في آن،وتركها مذهولة،وهي تراه يغادر القاعة،مطوقا بالموظفين الطامعين في إكرامية. أي رجل هذا،ومن يخال نفسه؟! كيف استطاع أن يجعلها تغني له على مدى ساعتين،ثم يوليها ظهره ويغادر القاعة؟لم يصافحها.لم يلمس يدها.لم يلمس حتى سمعها بكلمة شكر. رفع يده يحييها من بعيد ومضى. لم يمنحها فرصة أن لا تقول. أن تطرح سؤالا أو لا تطرح. إنه إمعان في ا?هانة.حتى وروده الحمراء،كانت خرساء وكتومة مثله،لا ترافقها أية بطاقة شكر.أهو أكبر من أن يضع اسمه على بطاقة ؟أم يراها أصغر من أن تكون أهلا لبضع كلمات بخط يده. غادرت المسرح إلى مقصورتها مدمرة. خلعت فستان السهرة على عجل. لم يكن هناك أحد ليهنئها أو ليشكرها. كل إدارة المسرح وموظفيه كانوا في وداع"السيد الكريم" وحدها نجلاء شعرت بحزنها. قالت وهى تساعدها على جمع أشيائها : -كنت رائعة.. وعندما لم تسمع جوابا واصلت: -أفهم أن ا?مر ما كان سهلا،ولكنها تجربة جميلة ومثيرة.. الغناء لشخص واحد! ردت: -ماكان شخصا.. إن من يحجز قاعة بأكملها ليستمع وحده إلى حفل،يخال نفسه إلها.لذا كان ضربا من الكفر أن أقبل الغناء له.
وقد لايكون ثريا والرومنسيه لا علاقه لها بالامكانيات الماديه
ربما كان الغى بعض مصارفه الخاصه ليبعث لي باقات ورد او ليدعوني غدا للعشاء في مطعم كبير .
ياللحماقه لا افهم اصرارك على انه رجل غير ثري
لان الاثريا على عجله من امرهم هم لايملكون طول النفس
سترين غدا سيصنع اهم خبر في الصحافه المصريه.
وضعت من كل شي اقله وذهبت اليه بسيطه كالفراشه
السوقى وكفراشه تاخرت ماتوقعت ان يكون اجتياز شوارع القاهره في تلك الساعه
من المساء اطول من عمر انتظارها فيه كان اطول .وحين بلغته فقط تنبهت ان هذا الرجل يتقن لعبه الغموض
نجح كعادته في استدرادها الى عمته
كمن ياخذذ قطارا دون ان يسأل عن وجهته وتاخر الوقت على الاسئله
مذ دلفت باب المطعم اصبحت داخل القاطره
القت نظره خجوله على المكان ولا يخجل من اشهار فخامته
اعادت النظر في الطاولات الموزعه بطريقه تحفظ حميميه الزبائن ورقي المكان
قررت قلب قوانين اللعبه وتجلس الى طاوله شاغره وليحضر هو اليها مادام يعرفها
فمن غير المعقول لامراه في شهرتها ان تبقى واقفه هكذا في بهو المطعم
قصدت طاوله توقعت انه سيختارها في زاويه جميله تضيئها انوار خارجيه تتلالا على سطح النيل
ان المكان طرف ثالث في اول موعد وعليها ان لا تخطاء في اختيار الطاوله
هذا اذا لم يكن قد حجز طاوله لا علم له بها
اغلق جهاز الهاتف النقال الذي كان يتحدث به ووقف يسلم عليها ولم تفهم ان كان ينتظرها ام ففوجئ
بوجودها مد يدها نحوه فانحتى يضع فبله عليها لم تصدق عينيها
قال مرحبا
سعاده كبيره ان احضى برؤيتك اليوم ايضا
قبل ان ترد او تسترد انفاسها كان النادل يسحب لها الكرسي
جلست وهي تفكر في الرجل الاخر ماذا لو جاء او لو كان الان
على طاوله اخرى يرها تجلس مع غيره
ظلت تسترق النظر بين حين والاخر
قال
ماتوقعت ان يجمعنا يوما هذا المكان
زاد شكها انه قد يكون وجد هناك مصادفه احاسيس متناقضه غدا ذعرها في ان يحضر الاخر ولا تدري حينها من تجلس
هلق وقد لاحظ ارتباكها وتلفتها بين الحين والاخر
-هل ازعجك شئ ما؟
-لا لا ابدا
كان هذا اول ما لفظته
امامها الان كل الوقت لتتامله عن قرب
رجل خمسيني بابتسامه على مشارف الصيف وبكابه راقيه لم ترا لها سببا
ولم يقربه الشيب بفضل الصبغه لاحقا ستعرف ان رجلا يصبغ شعره
يخفي حتما امرا ما . رجل مهذب النظرات نهذب النوايا يقبل يدها بارستقراطيه عاطفيه
كمن يضع مسافه بينه وبين غيره من عامه الرجال
مثله ارقى من غباء قبله على الخد او نفاق مصافحه يد
بدئت تندم على الثوب الذي جاءت به وكان يمكن ان ترتدي اغلى منه ,وعلى شعرها الذي لم تغير تسريحته
لكن لا يهم ان تكون الساحره قد خذلتها في موعدها الاول , فهي لا تريد الليله ان تكون سندريلا كان لها
اشعاع الكائن المشتهي وهذا يكفيها
قال:
-اشكرك على سهره البارحه سعدت بان انفرد بصوتك
ردت بمكر :
توقعت ان يسعدك اكثر المل الخيري الذي قمت به
احاب:
لاباس ان يكون الخير ذريعه لاسعاد انفسنا ايضا
كانت تسال ان كان يرعي الاعمال الخيريه ام ان الاعمال الخيريه تراعي مكاسبه
لكن السؤال ماكان مناسبا للعشاء اول
-هل احببت الاغاني التي دمتها؟
-احببت ان تغني لي وحدي.
راح قلبها يخفق من وقع المفاجاه .ضلت للحضات صامته تعيد ترتيب اولويتها
وتستعيد مكالماتها في لك الزمن الاول تتامل هذا الرجل الذي على مدى اشهر اسعدها والمها واخبرها وتخلى عنها
دللها واهانها جاءها وجاء بها كلما شاء هاهو ذا اذا عبثا وضعت لصوته وجها وللغه مهنه ولجيبه سقفا
دوما زور لها الاشارات لعله حان وقت طرح الاسئله
_هل لي ان اسال ماذا تعمل في الحياه؟
رد ساخرا
_لوكان لي الخيار باااان اختار لما كنت غير بائع الازهار فان فاتني الربح لايفوتني العطر
_امنيه جميله
انها امنيه اشترك فيها مع عمر بن الخطاب هو من قالها
-تبدو قارئا جيد
_ليس تماما, لكنني احفظ كل ما احب عندما يتعلق الامر بثافه الحياه اعني مباهجها.
_تدري قلت البارحه لابنه خالتي انني اكاد اجزم ان هذا الرجل
يملك محلا للورد , فردت مازحه ويعمل شاعرا في اوقات فراغه.
_صححيها انا شاعر بدوام كامل واعمل بين حين والاخر رجل اعمال.
هل تكتب الشعر حقا؟
اكتبه ؟لا تلك هوايه المفلسين انا اعيشه بامكنك ان تصنعي من كل يوم تعيشينه قصيده
اضاف بعد شيءمن الصمت
لي مثلا معك دواووين شعر ساطلعك عليها يوما .
قالت مندهشه :
_معي؟
اجاب كمن يطمئنها :
_المشاريع الجميله قصائد ايضا .. كهذا العشاء مثلا سبعه اشهر من المثابره والحلم والتخطيط له من اجل بلوغ لحظه كهذه
اليس وجودها هنا نصا شعريا؟!
اخذ جرعه من النبيذ كما لو كان يحتسي لتلك اللحظه
علقت:
_جنون كان يمكن للامور ان تكو اسهل
_ الاسهل ليس الاجمل اذا كان الطريق سهلا فاخترع الحواجز
_اما انا فلم اجد غير الحواجر وكان علي اختراع الطريق
_كل المتفوقين في الحياه اخترعوا طريقهم تدرين الفوز في المعارك ذات الشأن الكبير يجعلنا اجمل
الناجحون جميلون دائما . اما لاحظت هذا حتى صوتك ماكان يمكن ان يكون جميلا الى هذا الحد
لو لم ينجح في امتحان التحدي.
ظلت صامته .
حتما هو استقى مايعرفه عنها من مقابلات تلفزيونيه .لكن العجيب انه يتكلم افضل منها عن نفسها
ويوفر عليها الاسئله بل :
السؤال الاهم لماذا هي؟؟
لماذا التوليب بالذات وذلك اللون البنفسجي؟
_ربما كنتٍ تفضلينها حمرا كتلك الباقه التي تحتضنينها البارحه ببهجه , وسلمت الاخرى لقائد الغرفه.
كانت في برهه تهكم ذكي لايخلو من المراره .علت وجنتيها حمره الارتباك وقالت المعذره
فعلت ذالك اركرما لك ضننتها منك
رد بتهكم :
تعنين ظننتها من السيد الذي حجز قاعه كامله ليجلس امامك والاخرى من ذالك الذي يطاردك بباقات التوليب
منذ اشهراسقط بيدها ردت وقد حشرها في ركن الحقيقه
في تلك اللحظه كان يعني الرجل الجالس امامي فهو سيد الحفل
_انت تعرفين اذا بانك انحزت لسطوه المال واهنت المشاعر
قالت بعد لحظه صمت شردت فيها بافكارها
_ اتكون من بعث لي الباقه الحرا لتختبرني ؟
رد متهمكا:
لا لست انا تلك سله لا تشبهني
فتح محفظته الجلديه فاخره سودا يحتفظ فيها بلوزم غليونه
وراح يحشي الغليون بتبغ
ترك بينهما شياء من الصمت وموسيقى على البيانو تعزفها السيده الشقراء حضر النادل
قال ممازحا وملطفا للاجواء
_حتى الحلويات لاتخلعين الحداد؟
ردت ضاحكه :
_ بامكاني ان اقاوم كل شي الا الشكولا هزمت الارهابيين وهزمتني الشكولاته