قصة مبدعة | أتعتقد أن القِطة كانت حزينة؟
ابدعتي
Zizi {لوحة} خَرَجَت شابّة بسيطة من أحد المصانِع تُدخِل شَعرَة مُتمَرِدة تحت حِجابَها ، الليل يُغَلِف المدينة والبَرد حاكِمها ! ضَمَت مِعطَفها ، تتقدَم خُطوتان لِتعود للخلف مرة أُخري ! هل تَنتَظِر أحدهم؟ وَقَفَت أمام سيارَة زُجاجُها مُغطي بالغُبار لِتكتُب اسمها بِطَرف إصبعها السبابة عابِثَة كالأطفال "حورية" ! عيونٌ ما تُراقِبها ! يُمكِنُها الشِعور بِذلك ! ، هل هذِه قِطة؟ في شُرفِة لأحد المنازِل تكاد تلمس الأرض ، اقتَرَبَت لِتُرَبِت علي رأس القِطة : أُراهِن أنكِ مللتِ أيضاً تلك المدينة الميتَة .. أُضيع عُمري فيها ..ماالذي أفعلُه؟! لم تكُن القِطة تُريد الابتعاد عن حورية لسببٍ ما ، ما لبثت أن عرفت هذا السبب ! فِراءُها نظيف جِداً ، يبدو أنها مُستآنَسَة لكن .. لا أحد بالمنزل ! شيءٌ أخَر أزعَج حورية ؛ تستمر القِطة بِفرك عُنُقها بِقُضبان الشُرفة .. طَوق؟ هل هذا طَوق؟! لم يَسبِق لها أن رأت قِطاً يرتدي الطوق من قبل .. أمر غير مألوف لها ! -تُريدين مِني خلع هذا؟! حاوَلَت حورية خلعُه لكن كادت القِطة تختَنِق ! فتركتهُ بِسُرعة ! -ماذا تفعلين؟! -ألعَب مع القِطة؟ سؤال غريب ! ألا يبدو واضِحاً ما تفعَل؟! وكأنها فَهِمَت ما يرمي إليهِ الرجُل رَدَت بِسُرعة : لن أسرقها طبعاً ! لا تقلق ! حملَقَت فيها عيون زرقاء تعود لأجنبية ما ترتدي الحجاب بطريقة غريبة : لا أعلَم عن هذا ! وكأنها تتهمها ! ، دافَعَت حورية عن نفسها بسُرعة وهي تبتعد : أُقسِم ! لم يعُد للقَسَم معني ، الجميع كاذِبون وبِلا استثناء ! لهذا .. لم يُصَدِقها أحد ! ، عينٌ مكسورَة كان كُل ما أستطاعَت التعبير بِه عن شِعورَها ! فالواقع تمَنَت لو كان بإمكانِها إخماد هذا التعبير الغبي عن وجهها ! استندت علي سيارة بملل ، عادَ نفس الرجُل بابتسامة : أنتِ لا تُريدين ضَرب السياحة! ابتَسَمَت لهُ هيّ الأُخري دون حديث ، إذن تلك المرأة أجنبية بالفعل؟ عَبَثَت بتنورَتها الطويلة لِتُخفي إحراجها ، مرَ بِهدوء لِتُكمل انتظارَها حتي لاحَ وجهٌ مألوف ، أرادَت القَفز لِتَضُمُه لكن هذا شارِع ولا يجوز ! : تأخَرت !. سَحَبَ ذِراعَها تحت إبَطُه : آسِف للتو أنهيتُ عملي !. مازَحَت : إن كُنتَ تأخرت أكثر كان سينتهي بي الأمر وقد دمرت سياحِة البلد !. تَعَجَب : ماذا! -لا تهتم ! هل أعدت الأطفال من المدرسة؟ -بالطبع ! والآن أخبريني ماالذي حدَث؟! قَصَت عليهِ الأمر كُلُه ليسود الصَمت ، مرَت بعض الرياح التي حرَكَت الغُبار وأوراق الأشجار الميته : سامِح؟ انتبَه لها لِتُتابِع : أتعتَقِد أن القِطة كانت حزينة؟ |
التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 12-01-2015 الساعة 09:46 PM |