الابتسامة .. جواز سفر
الابتسامة ..انواعها...احلاها..اصدقها
يصفها مختصون بأنها الحكومة الأقوى على الأرض باعتبارها إحدى لغات الجسد، ووسيلة من وسائل الاتصال غير اللفظي لدى الكائن البشري ، فهي سلاح قوي وفعال يستخدمه الإنسان منذ طفولته للاقتراب والتودد للآخرين. تحل الابتسامة كوسيلة اتصالات قوية بما تحمل من أحاسيس وعواطف في حال تعطلت لغة الكلام أو كان الوقت لايسمح بكثير من التعبير والشرح المفصل لذا ينصح المختصون بان يدرب الإنسان شفتيه على الابتسامة . ولقد أودع الله الابتسامة في نفس الإنسان بعد 40 يوما من ولادته باعتبارها جواز السفرالاول الذي يستخدمه الإنسان للعبور إلى قلوب الآخرين ، لذا حرص الإسلام الحنيف على جعلها احد محاور التواصل الاجتماعي وفي الحديث الشريف ''تبسمك في وجه أخيك صدقة ''. وفي الأمثال '' إذا لم تتقن الابتسامة ينبغي ألاّ تدير متجرا''
ويؤكد خبراء أن الشخص الذي يبتسم كثيراً يكون له تأثير إيجابي في مجتمعه أكثر من الشخص الذي يبدو وجهه عابسا متجهما فالمبتسمون أناس أكثر ودا ويُحث على إدامة الابتسامة طالما بقي الإنسان على قيد الحياة كما يقول إيليا أبو ماضي
قلت:ابتسم مادام بينك والردى شبر.
فإنك بعد لن تتبسما.
والابتسامة التي تتعدد إلى أكثر من 18 نوعا ، تبدو سلوكاً إنسانيا بسيطاً للوهلة الأولى ، وهي في حقيقتها سلوك معقد ترتبط بالظرف المكاني والزماني والشخصي لصاحبها ونذكر من أنواع الابتسامة البيضاء الصادقة، والصفراء (الزائفة) والسوداء (اليائسة).
والإنسان المتلقي يعرف أكثر من غيره معنى الابتسامة المقصودة والموجهة إليه، ويستشعر العواطف والأحاسيس التي تنطوي عليها وما ترمي إليه من أبعاد ويبتسم الإنسان عندما يكون مبتهجاً أويائساً أو حرجاً أو خجلاً أو لتغطية عدم الراحة أو لإرضاء شخص أقوى اجتماعياً أو آخر صاحب سلطة .
ويؤكد ديل كرنيجي - أحد علماء النفس المشهورين - في كتابه (كيف تكسب الأصدقاء و تؤثر في الآخرين) أن الابتسامة اللطيفة سر النجاح أكثر من العمل الجاد فهي تحدث في ومضة سريعة لكن أثرها يدوم طويلا ، ويقول آخرون إنها المفتاح الذي يفتح أقسى القلوب، حتى قيل تلقى عدوك بالابتسامة فتشعل في قلبه مصباح الحب لك بعد ظلمة،وتجمل في عينه ملامحك بعد غضبه..
وتعتمد الابتسامات بأنواعها على عضلات الوجه، فجميعها تستخدم عضلات الوجه استخداماً مختلفاً، من خلال توظيف الإنسان لخبراته الإدراكية، التي يستمدها من التفاعل الاجتماعي، في التمييز بين أنواع الابتسامات ومغزاها الشعوري وتؤثر (المشاعر الحقيقية) على عضلات جانبي الوجه بالتساوي، أما إذا كانت (الابتسامة زائفة) فإن حركة عضلات الجانب الأيسر من الوجه تفضح الإحساس الكاذب كما يؤكد مختصون.
لأن عضلات الجانب الأيسر من الوجه أكثر تعبيراً من عضلات الجانب الأيمن. وسبب صعوبة تزييف الابتسامة يعود إلى أن عضلات الوجه ذات العلاقة بالابتسامة تخرج عن سيطرة الإنسان في الغالب .
وتقول دراسات ان الابتسامة الحقيقية تحتاج إلى مجموعتين من العضلات: المجموعة الأولى موجودة حول الفم وبالإمكان تحريكها إراديا، والمجموعة الثانية موجودة حول العينين ولا تستجيب بحركتها إلا للمشاعر الحقيقية.
وتعتبر الابتسامة الصادقة الحقيقية (البيضاء) هي الأداة الصحيحة التي تعبر عن الابتهاج العفوي والسرور وصدق المشاعر، وفيها ترفع عضلة وجنات الوجه الرئيسية زاويتي الفم، بينما يرتفع الخد بفعل عضلة أخرى ويجذب البشرة حول محجر العين إلى الداخل، وبقدر ما تكون العاطفة اقوى يتحدد أكثر فعل هذه العضلة.
وهذه الابتسامة تكون قصيرة، ذلك ان أكثر الابتسامات اخلاصاً والصادرة من القلب نادراً ما تلبث ظاهرة أكثر من أربع ثوان، وقد تدوم نحو ثلثي الثانية!أما الابتسامة الزائفة فهي ابتسامة غير متناسقة، غير متسقة، وكأن بعض الوجه يبتسم والبعض الآخر لا يبتسم، فهي مضللة عن عمد، كما أنها تدوم أطول من النوع الحقيقي، وهي أبطأ بالنسبة إلى الانتشار عبر الوجه.
ويقول الخبراء إن الابتسامة الزائفة هي الأكثر شيوعاً بين الناس. وقد يعرف ذلك من خلال العينين ، فالعينان اللتان تضيقان عندما تكون الابتسامة من القلب، انما تبقيان غير متأثرتين عندما يغطي الشخص بابتسامته الزائفة عواطف سلبية، لذلك تفحص العينين من أجل التعرف على خطوط الابتسامة وحرارة التعبير
ولك أن تتعرف على الابتسامة الزائفة عبر الفم فعندما تكون الشفة العليا مرتفعة بطريقة مبالغ فيها، بينما تبدو الشفة السفلى مربعة دونما أي حركة في الفك، تأكد عندها انها ابتسامة زائفة.
وكما حار العلماء في ابتسامة الموناليزا ،فكذلك ابتساماتنا نحن البشر تبقى عصية على التصنيف ..!