ملاك الرحمة

أنقذتــْـنِي من حفرة ..
حفرة الجمود الكئيب ..

إنتشلـَـتــْـني من الغرق في بحر ..
بحر عميق مظلم ..
مليء بالحزن والكآبة ..

من هي ؟ ..
هي تلك الفتاة الجميلة .. الفاتنة .. الرقيقة .. البشوشة دائماً !!َ
المتفائلة .. الضاحكة .. المستبشرة ..

فتاة لعوب .. يحوي قلبها كل أفراح الدنيا ..
تحوي جنبات نفسها كل عبث الأطفال الجميل ..

عندما أراها تضحك وتمازحني .. أضع يدي على خدي متفكراَ

أسأل نفسي :

من أين لها بهذه الطاقة الهائلة من القدرة على الفرح والتفاؤل ؟؟

من أين تأتي بهذا الخِضم العشوائي البديع من الأحداث الكوميدية المضحكة ؟؟

أين هي من عالم الأحزان الرتيب الكئيب الذي أدمنت أنا عليه ؟؟

إنها لاتعرف إلا السعادة .. هي بعيدة كل البعد عن التعاسة !!

دائما وجهها صبوح .. سعيد .. مبهج ..

أرى خيوط شمس الصباح تشرق من أسنان إبتسامتها الناصعة البريئة ..

ياليت شِعري !! .. ماذا أقول ؟؟ ..

كيان أنثوي هو فيض زاخر من السعد والأنس ..
كيان طيفي جميل كأنه هرب من جنان الرحمن ..

تتعجب من رزانتي !!

تستغرب من صمتي !!

تحتجّ على حزني وكآبتي وتكتمي !!

تنتزعني إنتزاعاً كطفل عنيد من أجواء الركود والتشاؤم ..

تلهو بي كأية لعبة أطفال .. تذهب بي هنا وهناك !!

تحلق بي في أجواء المرح والحبور !!

تريد جعلي أضحك وأبتسم دائماً ودائماً !!

تحاول تغيير خريطة نفسيتي الكئيبة رأساً على عقب !!

كل هذا لماذا !!

فقط لأنها تحبني ..

كم أنا محظوظ أن ترفع رأسي المنكوس أرضاً أنامل السعادة هذه ..

كم أنا ممتن لهبوط ملاك الرحمة هذه في صحراء أرضي الجرداء ..

لقد علمتني معنى مفردات لن أنساها ..

مفردات إسمها :

الإبتسامة .. المرح .. التفاؤل .. البشاشة .. حب الحياة ..

لن أنساها ... ولن أنسى ماعلمتني إياه ..

الآن أراها هناك بعين خيالي بعد فراقنا ..

قد رمتها الأقدار بعيداً ..

أراها تنثر حولها هناك كل زهور السعادة والمرح ..

يلتقط أغصانها القريب والبعيد ..

لابد إنها الآن تنشر رياح الأمل .. وتمسح دموع الحزن لمحزونين مثلي ..

أرى أنها لم تــُخلق إلا رحمة بي وبغيري ..

آآآآآه ياحزني أين هي ؟؟