Zizi
{لوحة}
~هيّ مازالَت كما هيّ ، نَفس العينان الزرقاوان لكن .. لا رَوح تَحتها ، لا شيء أصِل إليه !.
راتشيل تَغَيَرَت لكنها لم تَتَغيَر !~
طَرَق الباب ، صَمت ، لا مَجيب !.
إلي مَتي سَيَنتَظِر أن تَخرُج له؟!
فَتَحَ الباب ليدخُل إليها ، مازالَت عاكِفَة علي المَكتَب ، الهالات السَوداء تُحيط بعينيها ، لم تَلحَظ دِخولُه حتي !.
تَقدَم ليَقِف بالقُرب مِنها : تَبدين مُتعَبَة ..
رَفَعَت وَجهَها إليه لِتَرمِش مَرتان قَبل أن تُجيب : لا جايكوب ، أنا بخير ..
استَرَقَ نَظرَة علي دَفتَرها : أهيّ رِواية أُخري؟
أغلَقَت الدَفتَر لِتُريه العِنوان "مُذَكِراتي" : لا .. لا مَزيد مِن التأليف ، فَقط الحَقائِق !.
فَتَحَ كُرسيًا مُقابِل لها ليَجلِس عليه : لِماذا الآن؟
دون أن تَرفَع نَظَرَها أجابَت : لأني أُريد !.
نَهَض بِغَضَب وكأن صَبرُه قَد نَفِد : فقط أوتَعلمين مُنذُ متي لَم أرَكِ ونحنُ نعيش تَحت نَفس السَقف؟!
انتَفَضَت في مكانِها : أخبَرتَك أن الحَل الأمثَل هوَ أن نَنفَصِل ! تَزَوَج مِن أُخري جايكوب !! لا أري قيود حديدية !! لم أربِط ساقَك بِقَدَم السَرير !!
وَقَفَت بِسُرعَة لافَة يداها أسفَل صَدرَها قَبل أن تَصِل يديهِ لها ليَهمِس : أنتِ لم تَكوني هكذا !. فقط انسي ذلك الأمر الذي يتَغذَي عليكِ ويُشَوِهِك !.
تَمتَمَت بِخفوت : أنسَي؟! أنتَ لا تَفهمُ شيئًا !.
صَرَخ : بلي أفهَم ! أنَكِ أنانية !.
صاحَت وقد بدأت دِموعَها بالتساقُط : أنا لا أكتب مُذَكِراتي لأنساها جايكوب ، أنا أحاوِل التَذَكُر !.
رَكَع بالأرض كمن لم يعُد يَحتَمِل : فقط .. عودي !.
أسرَعَت بالجِلوس أمامُه : ليتَ بإمكاني هَذا !. أنا .. لم أعُد أشعُر بشيء ..! أو أذكُر !
~هيّ مازالَت كما هيّ ، نَفس العينان الزرقاوان لكن .. لا رَوح تَحتها ، لا شيء أصِل إليه !.
راتشيل تَغَيَرَت لكنها لم تَتَغيَر !.~
دَمِعَت عيناه وهوَ ينظُر لِبقايا من كانَت يومًا زَوجَتُه !، لِتَقتَرِب وَتَمسَحها بِخِفَة : أنت حَزين ، لكن لا أعلَم السَبَب ..
ابتَلَعَ غَصَة بِصَمت لِتُتابِع هيّ : فَقَط أذهَب في طَريقَك ..!
هَمَس : لا أُريد زَوجَة أُخري !.
أمسَكَت كِلتا يداه لِتُخفِض جَبهَتها فيهُما وكأنها ستدعو : لا أستَطيع أن أُحِبَك لأني .. لم أعُد أشعُر !.
بِصَوت خَفيض سأل : ماذا عَني؟!
لَم تُجِب ! ليُتابِع : لم أعُد أُريد أن أراكِ تَضُمين نَفسِك بِرُعب من كُل شيء ! لم أعُد أُطيق رؤيَتِك بِرِفقِة تِلك المُذَكِرات !. تُريدين التَذَكُر؟! أنا سأُخبِركِ كُل شيء !!
-هل سأشعُر مُجددًا؟
-لستُ مُتأكِدًا لكني سأفعَل !.
-قد أجرَحَك بِدون قَصد ..
-أعلَم !. الأمر مازال يستحق المُحاوَلَة !.
-حَسنًا !.
نَهضَت عن الأرض لِتُمسِك بِدَفتَرها وتُلقي بِهِ بِسَلِة المُهمَلات ! ، تَشَنَجَت العِروق بِذِراعَيها ليَظَهر جَليًا أنها تُحاوِل إبقاءهما إلي جِوارِها ؟
-أسرِع قَبل أن أفعلها مرة أُخري !.
كانت تِلك الجُملة كُل ما احتاجُه ليَنهَض عن الأرض ويَضُمَها : اشتقتُ إليكِ !.
وَقَفَت مُتَجَمِدَة بَين يَديهِ لثوانٍ ، مالَبِثَت أن رَفَعَت ذِراعيها إليه لِتُحيطَهُ بِهُما : أظُنُني تَذَكَرتَك !.
-تمت-