قلم ذهبي | دمى بشرية يتلاعب بها القدر ~
قصة الرائعة Zizi بمنتصف الطريق أسير مصطحباً ظلي معي ، تاركاً قلبي عند أمي وأختي وأخطو ذاهباً إلى الموت الذي يفرد أجنحته لي أشعر بوحدة وقلق ; رغم أن ان مختلف البشر يحيطون بي في هذا الباص المزدحم ..
أنا اليوم أرحل عن مدينتي أرحل عن عائلتي وأهلي ، أدعو لأمي ان يصبر الله قلبها فـ كيف سأكون الابن الثاني الذي ستفقده !
من يعلم ربما قد لا أموت وربما قد أعود سالماً لها ..
انا الأبن الثاني سيف أبلغ من العمر 22 سنة ، كان لدي شقيق يكبرني بـ خمس سنوات لم نعد نعلم عنه شيء
أختفى عن الوجود فجأةً ومنذ ذلك الوقت والدنيا تغيرت في نظرنا ..
لا أدري أين أذهب ! لا أدري سوى انه تم تحويلي إلى قطاع خاص من الجيش وها انا اتجه إلى هناك لأراقب ما سينتظرني ...
شممت رائحة الدخان التي تفوح من سيجارة الرجل المجاور لي وتذكرت كيف كان أخي يضايقني بتلك العادة والإدمان على التدخين رغم نصائحي له
ولكن إن رأني ذات يوم أحاول التدخين سينهي حياتي فوراً ، أفتقده حقاً !
أفتقد لتأمراته علي وما كان ذلك إلا من أجلي .. أود لو يعود الوقت ثانية فقط ولو ثانية حتى أعانقه وأضمه لي وأتنفس عبق عطره
اختفى ولم يترك لمنزلنا سوى الثياب التي تحمل شتى الذكريات منه
كان الأب لي ولأختي بعد وفاة والدي بمرض السرطان الذي كان يفتك بكبده حتى قتله ..
رددت في سري وانا انظر إلى السماء بعد تنهد أليم " أمي .. اختي .. استودعكم عند الله "
توقف الباص لتتوقف الكرة الأرضية ويدفعني السحاب نحو مصيري ، لا مفر ولا مهرب الأن
اختلج البرق والبرد قلبي وانا بالكاد أقوى على حمل السلاح لموجهة العدو .. لا أخفي بأني كنت خائفاً من أن أسحق روحاً
حتى لو كانت لبشرٍ مجرم سفاح
لا أقوى على قتل أحد ......
ولكن وضعت في النهاية أمام موقف عصيب ، لم يكونوا ليعتمدوا علي أبداً في المعارك التي يقيموها بل كنت فقط أجهز الذخيرة وأساعدهم
وأحياناً أبقى خلف الصخور أراقب الوضع وأراقب جنود الأعداء المتمردين يسقطون واحداً تلو الأخر حتى لم يبقى أحد مستقيماً
أرى هناك جندي يختبئ في مرتفعات الجبل ويوجه السلاح نحو قائد فرقتنا
وأنا الأقرب لأستطيع التصويب عليه ، أوصيب القائد وقتها لم أجد خيار سوى بتوجيه بندقيتي نحوه وكلتا يداي ترتجف
علي أن أنقذ القائد .. لا أستطيع ان أدع أحد يموت وانا مكتوف اليدين
لم أشعر سوى وانا أضغط على الزناد لأطلق النار على ذاك الجندي إصابة بليغة .
تنفست الصعداء وتهاوت أقدامي وانا أجثو على ركبتي ، أشعر بأختناق على ما فعلته ! إنها للمرة الأولى التي أقتل بها أحد .
انزاح بصري عند القائد الذي وضع يده على كتفي مفتخراً بي ويشجعني بكلمات الشكر والاعتزاز
كانت هذه البداية فقط وأصبحت تقريباً أعتاد على الوضع وأتدرب على شتى الأسلحة
وذهبت إلى مهام وأحارب معهم وبين االحين ولآخر استلم الدبابة ، وفترة تتلوها فترة زمنية ليست بطويلة وانا أستقبل التكريمات من علو في الرتبة ومن أوسمة
وكانت أمي أيضاً تدعو لي دائماً وأكلمها كل أسبوع دون انقطاع وبأي وسيلة .. ففي هذه المناطق من الصعب إيجاد شبكات للتواصل .
ها انا الآن اقف منتصب القامة أرنو بجفناي وأمد بصيرتي نحو عدة الجنود الذين يقفون باستعداد واحترام لي
جاء اليوم الذي أصبحت فيه قائد فرقة وأتمنى أن تكتمل فرحتي بهذا
لم أكن القائد الشديد الحازم دائماً بل في بعض الأحيان اكون لهم الصديق المرح والأخ المقرب وربما أكون الأكبر بينهم
استمريت في تدريب الفرقة لمدة شهرين ونحن نخطط لأستعادة منطقة قريبة منا والقضاء على الأعداء
واستفدت من خبراتي وانا أراقب شتى القواد في الجيش والعمداء .. وأصبحت على تحسب لأي أمر طارئ وسنكون بخير وننتصر بإذن الله |
التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 12-12-2015 الساعة 11:36 PM |