عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-10-2015, 11:23 AM
 
قلم ذهبي | ذكرة... فإبتسامة...

align=center]





كلمات رائعه لها معني جميل
Zizi







تسعكت في تلك الرياض الخضراء الشاسعة طيلة الظهيرة ليحين وقت الغروب فيناديها اخاها للرحيل، هزت كتفاها رافضة طلبه لتدير له ظهرها بتمرد وتكمل لعبها، اقترب منها ليملس على شعرها الكستنائي الذي اعطاه الشمس لمعانا حانيا فترفع عيناها العسليتين بشقاوة لتقول باصرارها السابق، لن تغير رأيي بلطفك، ما زلت اريد اللعب، ابتسم عندما تذكر الرشوة التي يرشوها بها في كل مرة لتقبل الانصراف معه، ناداها لتنظر اليه مجددا فيؤشر لها الى شجرة الياسمين العالية، ما ان فهمت قصده حتى ارتسمت على ثغرها ابتسامة عريضة ونهضت من مجلسها معلنة عن موافقتها، حملها لترفع يدها الصغيرة محاولة امساك وردة فتتخلل اشعة الشمس المزعفرة بين اصابعها حتى امسكتها...
كأميرة حالمة اخذت الوردة لتغمض عينيها وتشمها وتبتسم ابتسامة هادئة كأن تلك الفتاة المتمردة لم يعد لها وجود لتحل مكانها طفلة غارفة بعالم اميرات الكارتون، وضعت وردة الياسمين على شعرها فوق اذنها فينصع بياضها امام دكونة شعرها وتنظر الى اخاها وتقول بدلال: "كيف ابدو" وهو الذي يعرف ما الذي تريد سماعه قال لها:" تبدين كأجمل اميرة ترينها في التلفاز" اعتلت تلك الابتسامة العريضة شفتيها لسماع كلام اخيها ليكملا سويا الى البيت...

فتحت عينيها بعدما عادت من ذلك الماضي السعيد الذي قضته مع اخاها قبل ان يسافر لأجل العلم، سنوات ثقيلة مرت عليها فمدللها اختفى من حياتها، ولكن هذا الحاضر قارب على الانتهاء، فها هو اخوها يعود من السفر ليلتقيا مجددا وتعود تتثاقل عليه كما كانت تفعل في السابق، بدأت تملئ لائحة مخططاتها كي تستغل كل ثانية ما ان يصل لتعوض عما فاتهما، وصلت الى المطار مع والديها ليروه بين المنتظرين يلوح لهم، اسرعت اليه، فتح ذراعيه ليضمها فلكمته على صدره وقالت:" هل تظن انك سترشيني بلطفك؟ هيا لنذهب الى تلك الرياض" استدارت لتركض الى السيارة تاركة اياه في ذهول، اقبل عليه والديه وعانقوه واستقبلوه بين اشراقة ابتسامة الوالد ودموع فرح الوالدة حتى انتهى الترحيب، توجهوا الى السيارة ليجلس قرب اخته فيقول لها:" ما زلت انت انت، لم تغيرك السنين" قللت له بثقة:" بل كنت اميرة حالمة والان اصبحت اميرة واقعية"
ابتسم لها وهو يراها ويطبق صورتها القديمة على واقعها الجديد كانها لم تتغير، فقط تغير حجمها، مد يده ليعانقها فقد قتله الحنين لتبعدها قائلة:" ليس قبل ان تأخذني الى تلك الرياض" قطب مبتسما ليقول" وكذلك عنادك ما زال هو هو" ابتسمت بفخر ليظهر نفس ابتسامة الرشوة القديمة ل ليخرجرمن جيب سترته الجلدية علبة صغيرة ويضعها امامها قائلا:" للاسف حان وقت الرحيل" نظرت اليه وقد ضيقت عينيها مستفهمة لتنظر الى العلبة وهو يفتحها فيُخرِج منها سلسلة فضية معلق عليها وردة ياسمين يابسة داخل كريستالية مسطحة مسدسة الاضلاع فيقول: الاميرات الواقعيات يزين جيدهن باجمل الحلي، ولك اجمل ما تتمنين" ارتجفت شفتاها وادمعت عيناها لرؤية ذلك وعانقته محاولة اخفاء دموعها التي انهمرت دون استئذان، فهذا الماضي الجميل يعود اليها مجددا لكن اجمل مما كان عليه، عادت لتسند ظهرها على مقعدها وهي تمسح دموعها فقال لها:" اذا هناك ما تغير بك، لقد اصبحت حساسة... كنت ذات قلب صوّاني (صواني من حجر الصوان) لكشته في ذراعه ليضحكا سوية، فتح السلسلة لتقترب ويلبسها اياها ثم اكملوا طريقهم الى البيت وهو يتأمل ابتسامتها التي لم تفارقها طوال الطريق، انها مجرد زهرة صغيرة انتزعت من اصلها ويبست، كيف لها ان تفرح قلب كيان لهذه الدرجة؟...
ليست اهمية الاشياء بثمنها، فبالطبع ما اعجبها بتلك السلسلة هي الوردة وليست السلسلة الفضية، ولكن ابتسامتها التي رافقتهم طوال الطريق كانت لاجل احياء ذكريات غالية على قلبيهما...
فحين نعطي قيمة لشيء يحبه احدهم كأننا نرفع من قيمته في قلوبنا...








[/CENTER]
[/align]
__________________














التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 11-30-2015 الساعة 01:56 AM
رد مع اقتباس