[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://cdn.top4top.co/i_b8e1bd94d81.png');"][CELL="filter:;"]
[ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://3rbseyes.com/8027591-511-post.html');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://3rbseyes.com/8027591-511-post.html');border:5px groove burlywood;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
*3*
كانت الساعة تشير للثانية عشر منتصف الليل حيث كانت الستارة السوداء منسدلة تتناثر بها تلك اللآلئ اللامعة لتغطي هذه البقعة من الأرض.......
على تلك الصخرة القريبة من البحيرة كانت تجلس باستكانة تتأمل انعكاس قرص القمر المكتمل في المياه...
عاد لذاكرتها ما حدث لها وشقيقها بسببه لتكلم نفسها بعد أن تنهدت بهدوء:
- هذا وعد أقطعه على نفسي لا تحلموا بأن تعيشوا براحة بعد هذا الوقت فقط انتظروا...
كانت تحدث نفسها بصوت منخفض... رفعت يدها ومسحت دمعة يتيمة نزلت على وجنتها لتذكرها لما حصل بالسابق.... هبت نسمات رياحٍ باردة حركت أوراق الأشجار بخفة جاعلة جسدها يقشعر عندما شعرت بها........
أدخلت الهواء إلى رئتيها بهدوء وبقيت على وضعيتها تلك تتأمل البحيرة بسكون.....
****************************
كان يتمشى وحده وهو يضع يده اليمنى بجيب بنطاله والأخرى يحمل بها هاتفه وهو ينظر إليه حتى توقف قريباً من هناك وسمع كل شيء كانت تقوله تلك الفتاة...
كانت تنظر إلى قلادتها التي بين يديها وهي شاردة تفكر حتى تقدم إليها ذلك الشخص قائلاً ببرود....
- ماذا تفعلين هنا كروستافيا؟
التفتت كروس إلى الخلف لترى من هذا ثم وقفت وهي تقول:
- جيو...
تقدم أكثر وهو ينظر للأمام حيث البحيرة وقال:
- لقد تأخر الوقت لماذا ما زلتِ مستيقظة؟
- هذا الكلام موجهٌ لكَ أيضاً...
قال ببرود وهو لا يزال ينظر إلى البحيرة:
- لقد سمعتك...
نظرت إليه وقالت:
- ماذا تعني... ماذا سمعت؟
قام بالالتفات إليها وقال:
- محادثتك عند الكوخ صباحاً.. والآن....
حدقت به جيداً وقالت بصوت منخفض:
- ماذا سمعت؟
لم يتكلم أبداً ولكن بقي ينظر إليها ببرود فعادت تقول بصوت مرتفع قليلاً:
- قلت لك ماذا سمعت هيا أجبني...
تغيرت نظرة البرود لديه إلى الحدة فقالت كروس بنفاذ صبر وقد ارتفع صوتها:
- أنا أكلمك يا هذا.... هيا أجبني..
قال لها بصوت حاد بعد أن أخرج يديه من جيوب بنطاله:
- لا تصرخي في وجهي يا هذه... ألا ترين من أمامك؟
نظرت إليه من رأسه حتى أغمص قدميه وقالت بسخرية:
- أوه ... أنا أعتذر ولكن أتعلم ماذا أرى أمامي....لا أرى سوى شخص متكبر يرى نفسه...(صمتت قليلاً لتكمل بسخرية): آه لا أعلم ...
- اسمعي يا هذه لا تستخفي بي أنا لست كذلك الأحمق الذي استطعت أن تسكتيه.
- لدي اسم يا سيد ...
قال جيو باستهزاء:
- حقاً لقد ظننت أنك لا تملكينه...
- سحقاً لك...
كانت هذه أول مرة يتحدثان فيها معاً ولم تكن بداية جيدة على ما يبدو...
التقطت كروس جاكيتها الأسود الذي كانت تضعه بجوارها وهي جالسة وتحركت مبتعدة عنه ذاهبة لكوخها.....
قالت في نفسها: ( هذا ما كان ينقصني تماماً ولكن ماذا سمعني أقول والأهم هو كيف فهم ما قلته فأنا لم أتحدث بلغتهم... ستكون مصيبة إذا علم شيئاً سحقاً له..... يجب أن أكون حذرة من الآن وصاعداً فأنا محاطة بالمزعجين...)
دخلت إلى كوخها وأغلقت الباب خلفها...
***************************
بقي جيو ينظر إليها حتى اختفت من أمامه وبعدها نظر لحيث كانت تقف فرأى بريقاً خافتاً على الأرض انخفض بعدها لمستوى الأرض والتقط ما رآه...
ابتسامة جانبية ظهرت على محياه وهو ينظر لما بين يديه...
ستبدأ المتعة إذاً بالنسبة إليه منذ الآن بفضل ما لديه......
~~~~~~~~~~~~
(اليوم التالي الساعة السابعة صباحاً)
أخرجت مرآة صغيرة من حقيبتها وقامت بتصفيف شعرها وتركته بعدها يتحرك بحرية وارتدت حذاءً مستوي أسود اللون ووضعت هاتفها في جيب بنطالها مع سماعات أذنها الحمراء الخاصة بها مستعدة للخروج فانتبهت فجأة إلى أن هناك شيء مفقود.... ظهرت الصدمة على محياها وهي تقول:
- لا يعقل أنني أضعتها... قلادتي أين هي؟؟!
بحثت في كل مكان عنها لكنها لم تجدها... خرجت بسرعة من الكوخ وبدأت تبحث عنها في الجوار لكن دون فائدة....
- ماذا أفعل أين سأجدها؟...أنا متأكد أنها كانت معي البارحة أين هي.. أين؟!
بدأت تسير ببطء وهي تنظر يميناً ويساراً علها تجدها ولكن دون جدوى فجاءها صوت يقول لها:
- صباح الخير كروس.....
نظرت كروس إلى المتحدث وابتسمت بعدها وقالت:
- صباح الخير أوليفيا ..
سألت أوليفيا:
- ماذا بك هل هناك شيء؟
- لا.. لا شيء..
- يبدو أنك تبحثين عن شيء ما..
- لا تلقي بالاً لهذا... هل استيقظ الجميع؟
- أجل ونحن نعد لتناول الإفطار... هيا اذهبي إلى هناك وأنا سألحق بك بعد قليل.
ذهبت كروس حيث الجميع وبالها بقي مشغولاً بأمر قلادتها ..
**************************
كانت أوليفيا تطرق الباب وهي تقول:
- بني هيا استيقظ ..أما زلت نائماً ؟
فتح جيو الباب وقال بهدوء:
- أنا مستيقظ وأنا لست طفلاً كي تأتي لتوقظيني.
- هيا تعال لتناول الافطار ..
دخل جيو للكوخ عندما ذهبت أوليفيا ليحضر شيئاً ما ويضعه في جيبه......
~~~~~~~~~~~~~~
كان الجميع جالساً يتناولون طعام الإفطار بسعادة إلا هي ما زالت تفكر بقلادتها.....
تقدم جيو والقى التحية وجلس بجوار جويس وشرع بتناول طعامه،
كان يسترق النظر وينظر إليها بين الحين والآخر وكذلك ينظر لــ ناير ليراه ينظر لـــ كروس وهو يتكلم بهمس مع صديقه بجواره وصديقه يهز رأسه وهو يبتسم بمكر...
ابتسم جيو وهو يحدث نفسه: (هذا الفتى ينوي فعل شيء لها اليوم أنا متأكد ولكن مثل ماذا... أمثاله لا يمكن أن تحزر بماذا يخططون....)
وقفت كروس على رجليها وقالت:
- عن اذنكم أريد أن أتمشى قليلاً...
تحركت وابتعدت عنهم وبدأت تتمشى وهي تبحث عن قلادتها علها تجدها...
كانت تحاول تذكر آخر مرة كانت القلادة معها وفجأة توقفت مكانها ونظرت لحيث البحيرة وبالتحديد إلى المكان الذي كانت تجلس فيه ليلة البارحة وأخذت تعيد أحداثها فقالت:
- كنت أمسك بها البارحة هناك حتى ظهر ذلك المزعج... أيعقل أنها سقطت من يدي هناك... لنفترض أن الآمر قد حصل إذاً فهي ستكون هناك.....
بدأت تتمشى بجوار البحيرة تبحث عن قلادتها حتى وصلت إلى المكان الذي كانت تجلس به البارحة... بحثت في كل شبر هناك لكن دون فائدة........
- ماذا أفعل الآن، أخشى أن تكون قد سقطت في البحيرة....
نظرت للبحيرة وأكملت بيأس:
- على هذا الحال فلن أراها بعد اليوم، لقد فقدتها أنا آسفة جداً غيلبيرت...
~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان الجميع يتسلى بطريقته إما باللعب أو التمشي أو الجلوس وغيرها من الطرق.....
أما كروس فقد كانت تجلس وحدها بالقرب من البحيرة تطأطئ رأسها وهي تضع سماعاتها في أذنيها تستمع لبعض الموسيقى من هاتفها....
كانت أوليفيا تنظر إليها من بعيد وبجوارها جيو.. قالت أوليفيا:
- هل تراها جيو... هكذا تبقى دائماً إذا لم نكن أنا أو جويس معها......
- لا بد أنها انتبهت...
وجهت أوليفيا أنظارها لجيو وسألت:
- ماذا قلت؟
- لا شيء كنت أحدث نفسي.
- حسناً...
ذهبت أوليفيا وبقي جيو مكانه ينظر لــ كروس وعلامات وجهه غير مفهومة.....
********************************
- أندرو هيا تعال سنذهب لنتمشى بالقرب من الغابة....
التفت أندرو لصديقه وقال باستهزاء:
- وهل تسمي مجموعة الأشجار التي تصطف بمحاذات بعضها غابة....
قال صديق أندرو:
- أياً يكن.... تعال معنا...
- أين الشباب؟
- ينتظروننا......
قال أندرو وهو يحرك رجليه ويمسك بيد صديقه:
- تحرك إذاً......
فقال صديق أندرو باستغراب:
- هيه أندرو انتظر لما هذه العجلة.. قبل قليل لم تكن تريد الذهاب...
لم يجب أندرو على صديقه وواصل سيره بينما استغرب بالفعل صديق أندرو من موقفه فنظر لعينيه ليرى ملامح الجدية مرتسمة على وجهه... قال صديق أندرو في نفسه: (لقد ظهر أندرو الآخر ولكن ما هو السبب؟... أعرف أندرو أكثر من نفسي وهذه الشخصية التي يظهرها الآن لا تبشر بالخير)....
تغير حالة أندرو كانت بسبب ما شعر به بداخله.. شعر بأن هناك شيئاً سيئاً سوف يحدث عندما رأى ذلك الثعلب الماكر يذهب للغابة ليبدأ أندرو الآن مهمة التحقيق...................
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
قال ناير:
- أصمت أيها الأحمق هذا سر بيننا....
أجاب عليه صديقه:
- وهل تراني مغفل كي أخبر أحداً عن الأمر.....
- ليس هكذا ولكن أخفض صوتك.....
- حسناً حسناً لن أجادلك ولكنني لا أتكلم بصوت مرتفع... أنا أتكلم كالأفاعي مثلك..........
قال ناير والابتسامة الماكرة تعلو محياه:
- أصمت وركز هيا ابدأ عملك بسرعة.... صدقني سأقتلك إذا أخطأت بشيء ولن أتردد...
أجاب صديقه:
- لست أنا من يخطأ في عمله... اعتبر الأمر حاصلاً..
قال ناير وهو يتحرك مغادراً:
- سأمهلك خمس دقائق كأقصى حد وبعدها لا أريد رؤيتك هنا... هل تفهم....
ابتسم صديق ناير وهو يرفع يده بإشارة حسناً اعتمد علي وغادر ناير بعدها....
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نظرت لهاتفها الذي كانت تحمله بيدها عندما سمعت نغماته لتجد أن أحدهم يتصل بها..... كتمت الصوت وتحركت مبتعدة عن الجميع لتصل لحيث كوخها حتى تستطيع التكلم براحتها.....
نظرت حولها وعندما تأكدت من عدم وجود أحدٍ أجابت على هاتفها:
- مرحباً غيلبيرت....
*****************************
- وأين ذهبَ الآن؟ بدأت أشعر أنه جنِّي....
كان هذا جويس يتكلم مع نفسه فأتت إليه أوليفيا وسألت:
- هل رأيت جيو؟
التفت جويس إليها وهو يضحك وقال:
- كنت أبحث عنه... ابنك الجني....
- لما تقول هذا؟!
- لقد كان أمامي قبل لحظات واختفى بلمح البصر......
قالت أوليفيا وهي تخرج هاتفها:
- بسيطة... لماذا اخترعوا الهاتف إذاً...
- لم يخطر الأمر ببالي.....
************************************
- يال خطورة هذا الفتى!.... هل حقاً ينوي فعلها ولكن كيف سيجعلها تأتي إلى هنا؟ والآخر ماذا سيفعل.... يال التشويق لن أتدخل وسأبقى بعيداً...
ابتسامة جانبية ظهرت على محياه وهو يراقب من بعيد... بالتأكيد سيحصل هذا ما دام يخطط تقريباً لمثل ما يخطط له الآخر.....
بعد لحظات أخرج هاتفه من جيبه وأغلقه بالكامل بعد أن رأى أن أوليفيا تتصل به.... ليس هذا الوقت وقتهم فقط يريد أن يركز.... هذا الــ جيو الذي لا أحد يعلم بماذا يفكر وماذا يخطط..............
تنهد وأرخى ظهره على الشجرة خلفه رافعاً رجله اليسرى عليها ويديه معقودة أمام صدره..
***********************
تحركت يدها معيدة الهاتف لجيبها، وبمجرد أن همت بالمغادرة سمعت صوتاً قريباً من المكان الذي تقف فيه فتوقفت عن الحركة لتلتفت لتراه متجهاً نحوها....
قالت بهدوء:
- هذا أنت ناير...
- أجل...
التفت حوله وأكمل:
- وهل ترين غيري هنا...
- ماذا تريد؟
- هكذا تعاملين من يريد مساعدتك!
- وهل طلب أحد مساعدتك؟!
- مممممــ.. لا، إنها مبادرة مني فقط لا غير...
- لست بمزاج جيد لك...
وبجرد أن التفتت وأرادت والذهاب....
- أنا أعلم أين هي.
توقفت مكانها معيدة أنظارها إليه وهي تسأل:
- ماذا تقصد؟
- ألست تبحثين عن قلادتك...
- وما شأنك...
- أنا أعلم أين هي.
تنهدت بملل وقالت وهي تعقد حاجبيها:
- استمع إلي جيداً، أذا كانت معك فهيا أعطني إياها وإن لم تكن معك فاغرب عن وجهي...
- لا لا تقوليها ... لدي أحاسيس.. هل تكرهين رؤيتي بهذه الدرجة.. إذا كان كذلك فأرجوك لا تقوليها بهذه القسوة...
زفرت الهواء بضيق واختصرت الأمر وغادرت.. كم عليها أن تحتمل المزعجين...
- مهلاً مهلاً.. انتظري قليلاً....
لم تستمع كروس لكلام ناير وواصلت سيرها بهدوء لكنه اعترض طريقها مما جعلها تتوقف وهو يكمل:
- صدقاً أنا أعلم أين هي سآخذكِ إليها...
- وما الذي يضمن لي أنك لا تكذب؟
- معكِ حق لا شيء يضمن لكن لن تخسري شيئاً إذا ذهبتِ وأخذتها من ذاك المكان...
- لو كنت تتكلم بصدق لكنت أخذتها وما كنت لتعيدها لي، لستُ حمقاء يا ناير..
- لم أكن لآخذها على أية حال.. ما شأني بها.. علمت أنها عزيزةٌ عليكِ فأردت مساعدتك...
- إذا كنت تريد مساعدتي فلماذا لم تقم بنفسك بإحضارها لي؟!
- ببساطة لأنني لم أرد ذلك....
زفرت كروس الهواء بضيق وقالت وهي تحدق بناير:
- أين هي؟
ابتسم ناير لها وقال:
- اتبعيني، ليست بعيدة على أي حال....
تحركت كروس خلفه والريبة تملؤها.. بالتأكيد لم تصدق كلامه هذا.. ناير يحاول ازعاجها دائماً فلماذا يريد مساعدتها الآن؟!.. تعلم تماماً أنه يكذب عليها وأنه لا يعلم شيئاً عن قلادتها ولكنها تبعته بصمت تريد معرفة ماذا يريد منها......
خمس دقائق وها هما يقفان أمام شجرة كبيرة حيث أشار إليها ناير وقال بأن القلادة كانت على الأرض بجوارها تماماً.....
اعتدلت بوقفتها وحدثت نفسها ساخرة: (ماذا أتوقع إذاً... بالتأكيد كان يسخر مني)....
جالت بأنظارها يميناً ويساراً تبحث عن الكاذب ناير لتراه يقف بعيداً... مهلاً لحظة! كيف ابتعد ومتى؟! لم تشعر بذهابه أبداً وفوق هذا كان يتكلم بهاتفه الذي لم تسمع كروس صوته! غريب؟!.....
أبقت نظرها عليه لتراه يحول نظره إليها وهو يبتسم، قال لها من بعيد:
- أعتذر لكن أظن أن السنجاب المزعج قد أخذها للأعلى... رأيته في الجوار ويبدو بأنه أعجب ببريقها فأخذها... إنني أراه من عندي وهو ينظر إليك تماماً أعلى الشجرة... أنظري إليه...
أنهى جملته ليعود لهاتفه الذي ما زال يضعه على أذنه وأكمل التحدث مع الطرف الآخر.......
- أخذه السنجاب؟!
قالتها كروس ساخرة ووجدت أنه لا مانع لها بالنظر لأعلى الشجرة....
- احذري آنستي.....
تلى هذا الصوت ركضٌ سريع من خلفها جعل ناير يعقد حاجبيه بغضب ويقول بحنق وهو يضغط على أسنانه:
- ما الذي يحدث هناك؟ ما الذي جاء بهذا المزعج......
وبالتحديد حيث كان ينظر ناير بغضب... لم تكن كروس قد استوعبت الأمر بعد!... هل كاد يحدث هذا لو لم يأتِ أندرو ويبعدها عنه؟...
بقيت محدقة بتلك الشجرة وهي فاغرة فاهها بصدمة لمدة لم تكن بالقليلة..... كادت تسقط فوقها خلية للنحل بأكملها لولا أندرو... بقيت تراقب حركات النحل حتى هدأ الوضع لتستعيد نفسها وتضبط أعصابها بعد أن انكشف كل شيء بنظرها... كان ناير يخطط لكل هذا، أراد جعل كروس تقف أسفل الشجرة لتسقط فوقها خلية النحل... هل ينوي قتلها؟! ألهذه الدرجة هو مجنون؟!
نظرها الآن منصبٌّ على أندرو لتسأله بحدة وهي تعقد حاجبيها:
- كيف علمت أندرو؟ هل كنت متفقاً معه وفي آخر لحظة ندمت وأبعدتني عن هناك.
سأل أندرو باستنكار:
- أتمزحين آنسة؟ يستحيل أن أتفق مع ناير بأي شكل من الأشكال فكيف سأتآمر معه على أذية أحد!
- إذاً كيف علمت؟
أجاب أندرو على سؤالها بهدوء وهو ينظر باتجاه آخر:
- رأيت ناير يدخل الغابة فقلت بالتأكيد سيفعل شيئاً ما خاصة أنه كان يراقبك طيلة اليوم، تبعته إلى هنا وراقبته وصديقه من بعيد لأعلم ما الذي يخطط له وعندما رأيت صديقه يتصلق الشجرة ويحاول قطع الغصن الذي يحمل الخلية أدركت خطورة الأمر وعلمت مباشرة أن هذا الشيء يعده ناير خصيصاً لكِ فلم أرد أن أبقى مكتوف اليدين فقررت مساعدتكِ، أي شخص كان ليفعل هذا....
أرخت كروس أعصابها وابتسمت بفتور لـ أندرو صاحب الملامح الجادة حالياً قائلة:
- شكراً لكَ أندرو وأعتذر منك.
أعاد أنظاره إليها وهو يبتسم ويقول:
- لا بأس آنستي ليس عليك الاعتذار أنا من عليه ذلك، ويحق لك أن تتهميني لأنني لا أختلف عن ناير بنظرك.... (صمت قليلاً ليتابع بعدها) : أرجو أن أغير نظرتكِ ناحيتي آنستي كروستافيا وأنا أعتذر....
- هيه أندرو أين اختفيت هكذا؟ لقد تعبنا من البحث عنك...
التفت أندرو ليرى صديقه يتحرك ناحيته وهو يتكلم ليجيبه أندرو:
- أنا لم أختفي.. ها أنا ذا أمامك مباشرة ولم ابتعد إلا لدقيقة...
قال صديق أندرو:
- لا ليست دقيقة بل ثلاث دقائق وخمسٌ وعشرون ثانية....
- لن أجادلك هنري أنتَ خصيصاً بشأن الوقت..
- إذاً هيا تعال معي ولا تضيع الوقت...
- هيا بنا.
نظرة أخيرة ألقاها أندرو على كروس ليغادر بعدها وهو يبتسم بداخله فقد نجح بمساعدتها وإفشال خطة ناير....
- هيه أندرو لما تبدو شارداً هكذا؟
سأل هنري صديق أندرو باستغراب ليجيب عليه أندرو قائلاً:
- ليس مهماً.... (وحول بسرعة نبرة صوته للمرح وأكمل) : دعنا نستمتع بوقتنا فقط هيا....
- أجل هذا أندرو المجنون الذي أعرفه...
**************************
لم تتحرك كروس بعد من مكانها وبقي نظرها موجه لــ أندرو حتى ابتعد لتقول في نفسها: ( طلب مني أن أغير نظرتي ناحيته... هذا الفتى هل حقاً يظن بأنني أظنه يشبه الوغد ناير، أنا لم أفكر به هكذا إطلاقاً، صحيح أنه مزعج ولكن هذا لا يعني أنه يشبه ناير..... لا تقلق أندرو أنا لا أفكر بك مطلقاً كما تعتقد.. أنت بنظري شابٌ رائع يجيد التعامل مع كل الظروف... رأيتك بمواقف جادة وكنت تتحمل المسؤولية وكذلك تصرفاتك العفوية مع أصدقائك أنت لا تشبهه أبداً.... أتمنى أن لا تفقد شيئاً من شخصيتك هذه أندرو....)
استطاعت كروس تحليل شخصية أندرو بمجرد أن تكلم معها قبل لحظات... كانت هذه أول مرة تتكلم معه ومع هذا لقد أعجبها هذا الفتى كثيراً في السابق والآن لقد ازداد هذا الشعور....
ابتسمت بهدوء وغادرت المكان بعدها وكأن شيئاً لم يحدث..... بما أن الأمر مر بسلام فلماذا يجب عليها أن تعكر مزاجها؟!.. هي بالذات يكفيها الذي تمر به فلماذا عليها أن تزيد الأمر عليها؟... سيعتبر هذا شيئاً عابراً فالذي تواجهه الآن أكبر وليس لديها وقت لتجابه الأطفال هنا...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
(في المساء)
كان الجميع يجتمع على شكل حلقة حول النيران التي أشعلوها في الوسط وهم يتسامرون ويضحكون ويتحدثون باستثنائها هادئة تجلس بجوار أوليفيا لتقول أوليفيا لها:
- كروس عزيزتي، أنتِ لا تبدين بخير اليوم ما بكِ تبدين حزينة؟
لم تبعد كروس نظرها عن هاتفها الذي تحركه بين يديها لترد بهدوء:
- أنا بخير....
رفعت أوليفيا يدها لتستقر على كتف كروس وهي تقول:
- متى ما أردت شيئاً فأنا هنا... اعتبريني كوالدتك...
وقفت أوليفيا على رجليها وقالت للجميع:
- والآن اذهبوا للنوم جميعكم...
وقف الجميع على رجليه وتحركوا بجميع الاتجاهات للذهاب للنوم كما أمرتهم أوليفيا ليبقى فقط جويس وأوليفيا وكروس......
قال جويس:
- لقد أطفأت النار.
سألت أوليفيا جويس:
- أين جيو ألم يكن معك؟
- بلا لقد ذهب قبل قليل...
- حسناً...
قال جويس مخاطباً أوليفيا وكروس:
- سأتفقد المكان يمكنكما الذهاب....
سار جويس بهدوء بين أماكن الطلاب وتفقد كل شبرٍ بالمكان وبعد أن تأكد أن الجميع في أماكنهم خاصة ناير وأندرو ذهب إلى كوخه كما فعلت أوليفيا وكروس قبله.....
*******************************
سارت ببطءٍ شديد وهي بكل خطوة تخطوها تفقد فيها ما بقي لها من أمل في إيجاد أغلى شيء لديها من أغلى إنسان على قلبها، من الشخص الذي بقي يقف معها في كل خطوة تخطوها يحميها من كل من حولها لم يبقى لديها غيره وهي الآن تفقد هديته وتخشى أن تفقده بعدها، كيف لا وهي تعلم مع من يتعاملان..
بقيت تسير وهي تنظر للأرض على أمل أن تجدها حتى اصطدمت بأحدهم.... ابتعدت قليلاً للخلف ورفعت نظرها لتقابل وجهه.. رأت ذلك المزعج جيو الذي اعترض طريقها وقد قال:
- ألا ترين أمامك..
- جيو أنا لست بمزاج جيد ابتعد من أمامي.
أرادت أن تكمل طريقها ولكنه أمسك بذراعها وأعادها أمامه بقوة فقالت له بعصبية:
- أيها المزعج ماذا تريد؟
- اصمتي.....
- اصمتي! هذا ما استطعت أن تتفوه به، اتركني أريد الذهاب...
- لن أدعكِ تذهبين..
تنهدت بضيق وسألت بغضب:
- ماذا تريد أدخل في صلب الموضوع...
- تعالي معي....
سحبها بقوة إلى نقطة بعيدة قليلاً ومنعزلة.. حاولت مراراً سحب يدها منه لكن عبثاً فبدأت تصرخ به أن يفلتها لكن لا جدوى من ذلك....
توقف جيو عن السير مفلتاً ذراعها دافعاً أياها بعنف على الأرض...
فغرت فاهها بصدمة.. هل قام هذا المزعج بدفعها على الأرض بهذه الطريقة! .. ماذا يظن نفسه؟
نظرت بسرعة لــــ جيو الذي كان يقف أمامها ببرود ويضع يديه بجيوب بنطاله وكأنه لم يفعل شيئاً.... قالت له وهي لا تزال تحت الصدمة:
- ماذا فعلت لتوك أيها الأحمق؟
رد عليها ببرود:
- لا تنعتيني بهذه الصفات.
صرخت كروس:
- وماذا أقول لك؟ ...ألا تنطبق هذه الصفات عليك.
- الآن فسري كل شيء.
- أنت من يجب عليه تفسير ما حدث للتو..
قالتها وهي تقف أمامه وتعقد حاجبيها والغضب ظاهرٌ على كل تقاسيم وجهها تنتظر تفسيراً لما حدث ولكنه لم يتكلم فقالت بحدة:
- ألا يمكنك الكلام هيا أخبرني ما الذي فعلتهُ لك؟
- لم تفعلي شيئاً، فقط انقلبت موازين حياتي بسببك...
قالت باستنكار مشيرة إلى نفسها:
- بسببي أنا؟! وما شأني بك؟
- عليكِ اخباري بما تخفينه...
- أظن أنني لست مضطرة أن أخبر أي أحد عن أي شيء...
حرك جيو رأسه نافياً ما قالته كروس وظهرت ابتسامة جانبية على محياه جعلت ملامحه تبدو شيطانية وقال بمكر:
- حقاً....وماذا إذا قلت لكِ أنني أملك ما تبحثين عنه....
نظرت إليه وقالت بقليل من الأمل:
- هل هي معك؟ هل قلادتي معك؟
توسعت ابتسامته وقد رفع رأسه بتكبر وقال:
- أجل، وإذا أردتِ أخذها فعليك أن تتكلمي...
ردت بغضب:
- سحقاً لك أعطني إياها بسرعة...
- أنا أعتذر... إذا لم تتكلمي فلن أعطيكِ إياها.
- وماذا ستستفيد إذا قلت لك؟
- ربما سأساعد نفسي، هيا أنا أنتظر.
- يبدو بأنك ستنتظر كثيراً.
- ويبدو بأنك لن تحصلي عليها أبداً.
التفت وأراد الذهاب ولكن كروس أمسكت بيده وقالت:
- أرجوك توقف...
توقف جيو ولكنه كان يعطيها ظهره فأكملت:
- أرجوك أعطيني إياها إنها أغلى شيء أملكه.... أرجوك.
- إذا لم تخبريني بشيء فلا أستطيع ذلك... الأمر عائد إليكِ.
كان لا يزال يضع يديه بجيوب بنطاله فتركته لتقف أمامه وهي تقول:
- ما يحدث معي ليس من شأنك ..
- وأن اعطيك قلادتك ليس من مبادئي.
- ولكنها قلادتي...
- وأنا من وجدها...
- يمكنني أن أفعل أي شيء إلا اخبارك...
- لا يمكنني أن أعطيكِ إياها.
أراد الذهاب ولكن كروس منعته من ذلك وهي تقول:
- توقف لا يمكنك الذهاب هكذا.
- ابتعدي عن طريقي...
وفجأة سمعا صوت هاتف يرن فأخرجت كروس هاتفها من جيبها ونظرت إليه وبسرعة أجابت بلغتها:
- مرحباً غيلبيرت...
- عزيزتي كيف حالك؟
- بخير، وأنت؟
- أنا بخير حتى الآن...
- لماذا؟ ماذا يحدث معك لا تقل بأنهم وجدوك..
- لا.. لا تقلقي...
- وماذا إذاً؟
- أنهم يبحثون عنك في كل مكان... لقد بحثوا عنك في كل أرجاء ألمانيا والآن هم يبحثون في الجوار.. لدي جاسوس يخبرني بكل تحركاتهم...
- أرجوك احترس فهم لن يتركوك إن عثروا عليك.
- المشكلة لا تتوقف عندي بل عندك، أخشى أن يجدوك فهم لن يتركوا مكاناً إلا وسوف يفتشون به.. ولو كان هذا المكان على بلوتو نفسه.
- هل ما زلتَ بألمانيا؟
- أجل لم أغادر بعد...
- وكيف ستغادر؟
- أنا أعمل على هذا الموضوع... أريد سؤالك عن شيء..
- أنا أسمعك ماذا هناك؟
- قلتِ لي أنكِ تعملين في إحدى الجامعات...
- أجل...
- هل أعطيتهم اسمكِ الحقيقي؟
- أجل....
- ألم أحذرك من هذا لماذا لم تسمعي لكلامي؟
- لا أريد أن أبقى بهوية مزيفة.. لكن لا تقلق لا أحد يعلم بشيء....
- وإن يكن فهذا خطر ربما يجدونك بسبب هذا الأمر..
- إذا كان علي مواجهتهم فلا تقلق سأعاملهم بما هي عليها مبادئي...
- إياكِ والتهور في أي شيء.... لا تقدمي على خطوة تجدينها خطرة أرجوكِ احذري....احترسي من كل شيء حولك حسناً..
- اعتني بنفسك أخي...
- علي أن أغلق الآن أحدثك لاحقاً وأكرر كلامي إذا شعرت بشيء غريب حولكِ فأرجوكِ أخبريني.....
- حسناً إلى اللقاء...
أغلقت هاتفها وأعادته إلى جيبها فسمعت جيو يقول لها:
- إذاً ما التفسير لكل هذا؟
- لا تتدخل...
- لا أتدخل! حسناً سأخبر والدتي بكل شيء... وبعدها سنرى ماذا سيحدث.
- إياك أن تفعلها أقسم أنك سترى شيء لن يعجبك إذا تفوهت بحرف..
- تهددينني! ... حسناً لنرى ماذا ستفعلين أنا ذاهب لإخبارها...
تحرك جيو من مكانه وذهب فعلاً ليخبر والدته بما سمعه لكن وبسرعة لحقت به كروس وأوقفته بدفعة قوية منها... نظر إليها بغضب وقال:
- كيف تجرئين؟
- لن تخبر أحداً...
- ابتعدي عن طريقي بسرعة...
- لا أريد... لن أتحرك من مكاني...
- اسمعي... أنا لا يهمني إن كنتِ فتاةً أم لا لذا أنا لن أتردد في فعل أي شيء..
قالت كروس بسخرية:
- لقد أخفتني أنا أرتجف بشدة.. وماذا ستفعل؟
- لا أظن بأن الإجابة ستعجبك...
- إذاً أرني ذلك...
- ولكِ ذلك..
وبيد واحدة قام بدفعها باتجاه إحدى الأشجار الكبيرة وحاصرها هناك بحيث لا يمكنها الهروب منه، قال:
- أما زلتِ تريدين أن أريك ماذا سأفعل....
- ابتعد....(لم يستمع إليها فقالت): قلت لك ابتعد أيها الأحمق...
قال جيو بصوت بارد:
- يبدو أنك تريدين توديع حياتكِ حقاً.. لا بأس سأحقق لك ذلك.
أمسك بيده الباردة عنقها وبدأ يشد عليه أكثر فأكثر.... تألمت كروس بشدة فلم تكن تتوقع أنه مجنون لهذا الحد لكي يقدم على فعل هذا.. هل يحاول قتلها؟!
أغمضت عينيها بألم وهي تجبر نفسها على الصمود أكثر.. رفعت يديها ووضعتهما على يده التي تضغط على عنقها تحاول ابعادها لكنه كان أقوى منها، قام بإمساك يديها الاثنتين بيده الأخرى وأخفضها إلى الأسفل بسهولة ونظره ثابت بوجهها الذي بدأ يبهت تدريجياً..
قاومت كثيراً لكن مهما كانت قوية إلا أنه كان أقوى منها بعشرات المرات...
لم تحتمل أكثر حتى أحست بأن أبواب العالم قد أغلت بوجهها، للحظة شعرت بأن الدماء توقفت عن التحرك بشرايينها وتراخت كل أطرافها......
لاحظ ذلك فأبعد يده عنها لتسقط على الأرض دون حراك....
انخفض جيو واضعاً ركبة رجله اليسرى على الأرض والأخرى يسند بها يده اليمنى..
- تستحقين أكثر من ذلك، صدقيني لن تتخلصي مني بهذه السهولة فأنا لم أنتهي منكِ بعد...
أخذ هاتفها بيده اليسرى من جيب بنطالها وبدأ يبحث في سجلاتها حتى وجد المطلوب... قام بكتابة الرقم بهاتفه وأعاد هاتفها إلى مكانه وقال:
- طريقة جيدة لكي آخذ الرقم...
ترجل من مكانه وهو يحملها بين ذراعيه وذهب إلى كوخها... فتح الباب ودخل ووضعها على السرير، بقي ينظر إليها قليلاً ليبتسم بعدها بهدوء:
- أراك لاحقاً يا آنسة...
عاد لكوخه وجلس على السرير ووضع قلادتها تحت الوسادة وتمدد بعدها عليه حتى أغمض عينيه.......
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://3rbseyes.com/8027591-511-post.html');border:5px groove burlywood;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
يتبع....
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]