عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 11-27-2015, 01:29 AM
 
Post part 2 ..~



"ألم يرن جرس بداية الحصة الرابعة ؟"
هزت كارن رأسها بإيجاب ولكنها قالت بعدها ببعض الحدة الغير مقصودة
"لم أعد أريد الدراسة في هذه المدرسة ، بسبب الحمقاء.."
قاطعتها رايتشل وهي تهز رأسها بأسف
"بيوتي .. أنا أعلم هذا سابقًا ، إنها سبب مشكلات الجميع على ما يبدو"
نظرت لها كارن باستغراب وتوقفت عن المشي قائلة
"كيف علمتِ بأمرها؟"
طأطأت رايتشل رأسها ، ولكنها رفعته فورًا وهي تقول ببعض المرح المتصنع
"هاهاهاها ، إنها أختي العزيزة"
صاحت كارن بصدمة
"أنتِ تمزحين..!"
هرولت سريعًا لتصل بجانب رايتشل وهي تقول
"إنكِ مختلفة عنها تمامًا.. غير معقول"
أكملتا المشي وتكلمت رايتشل ببعض الحزن
"الجميع يقول هذا ، إنهم لا يعلمون ما أصابها "
أردفت وقد ترقرت بعض الدموع في عيناها
"كانت منفتحة ولطيفة في السابق ، ولكن قبل عامين أصبحت غريبة ، لم نعلم ما أصابها ، لم ترد إخبارنا ، ولم تطلب يومًا مساعدة منّا ، رغم أنها كانت تعاني ، ولسبب مجهول..!"
أدارت كارن رأسها للأمام وقالت بتفكير
"غريبٌ أمرها حقًا..!"
نظرت رايتشل لساعة معصمها وقالت بعد وهلة
"الآن وقتُ محاضرتي ، أراكِ لاحقًا كارن"
"أراكِ لاحقًا إذًا.."
وأسرعت لجامعتها ، ومن ثم تنهدت كارن وهمت بدخول مدرستها من جديد ، متوجهة نحو صفها ، وقد عقدت العزم أنها لن تبالي لبيوتي تلك..
توقفت أمامَ باب صفها ولم تدخل ..، وبعد تفكير طويل جلست بجانب الباب وهي تفكر بأمر بيوتي ، ولم تقرر أيضًا الدخول حتى يحين وقت الحصة التي بعدها ..
تنهدت بصمت ونظرت للسقف بشرود ، ومن ثم جالت بنظرها حولها .. الهدوء يغزو المكان ، الرواق خالٍ تمامًا ، ابتسمت بهدوء ، ولكنها انتفضت عندما سمعت أحدًا يقول
"ماذا تفعلين خارجَ صفك؟"
نظرت لصاحب الصوت فوجدتها المعلمة (كلارا) مراقبة هذا الممر ، كيف غاب هذا عن ذهنها ، بالتأكيد المراقبة ستمسك بها ..
نهضت سريعًا ونفضت الغبار عنها ومن ثم انحت انحناءة بسيطة وقالت
"آسفة سيدتي ، انني أنتظر بدأ الحصة الخامسة ، كي لا يعنفني المعلم لتأخري.."
وضعت المعلمة يدها على خصرها وقالت
"وأينَ كنتِ قبلها؟"
تكلمت بتوتر واضح
"كنتُ في الخارج أتمشى سيدتي"
هربت من بين شفتي المراقبة ضحكة خافتة وقالت
"لا بأس ، سأسامحك لصراحتك ، والآن أدخلي وأنا سأخبر المعلم بنفسي"
انحنت كارن مجددًا وقالت
"شكرًا سيدتي.."
طرقت الباب عدة طرقات خفيفة ومن ثم دخلت مطأطأة الرأس ، فسألها المعلم عن مكانها بغضب فلم ترد
دخلت من خلفها المراقبة ونادت المعلم ، وعندما حادثته سمح لكارن بالدخول ، لهذه المرة فحسب ، فأومأت برأسها بهدوء وتوجهت لمكانها المعتاد .. ~ بجانب النافذة ~
شردت عن الشرح وهي تنظر للنافذة بجانبها ، وتفكر بالاشئ .. ولكن صوت المعلم أيقظها من شرودها وهو يٍسألها ماذا قال منذ قليل ولكنها اضطربت ولم تعرف ماذا تقول ، فسمعت شخصًا آخر يقول
"كنت تتكلم عن عجائب الدنيا السبع "
نظرت للمتحدث فوجدته ~ ستيف ~ محبوب الجميع في المدرسة رغم هدوءه وبروده وغموضه .. قال المعلم بحدة وهو يكلمها
"في المرة القادمة انتبهي للدرس جيدًا كارن"
هزت رأسها بدلالة الإيجاب ، ووجهت نظرها لستيف الذي وضع يده تحت ذقنه يسنده ..
شكرته بداخلها ، وعادت لنظرها للنافذة مجددًا ، وكأن المعلم لم يقل شيئًا...
.

.
*داخل قلب كل شخص ، آلام عصيبة ، لا يعلم بها أحد ، يحتفظ بها لنفسه ، رغم قسوتها ، يمثل أنه بخير ، وهو يكاد يعتصر ألمًا داخله*
..
"تلك الحمقاء ، سأنتقم منها شر انتقام ، سأريها .."
وقفت أمام مرآة دورة المياه وهي تعدل شعرها الأشقر بهدوء ، ولكن داخلها تكمن خطط كثيرة وعظيمة ضد كارن .. ستريها الجحيم بعينه ..لماذا؟؟
بسبب اللاشئ .. إنها تكرهها لا أكثر..!
تقول إنها لا تصلح لهذه المدرسة إطلاقًا ، ولا لهذه الحياة ، الحياة خلقت للأغنياء فقط ،هذا ما تظنه..
خرجت من دورة المياه وهي تجول بنظرها حول المدرسة ، الجميع في سكون ، لم يكاد يسمع سوى صوت بعض المعلمين وهم يشرحون بصوتهم الجهور.. تقدمت نحو لوحة لفتت انتباهها ، وسريعًا ما ابتسمت بحقد وتذكرت كارن التي لم تغبْ أصلًا عن بالها ، فكرت بأمر ما ، ومن ثم همست وهي تلامس اللوحة بيدها
"هذا سيجعلها تفكر قبل التحدث معي ..! "
تركت اللوحة وانصرفت وتعلو شفتاها ابتسامة خبيثة تنبأ بحدوث الأسوء...
.
.
.
.
انتهى اليوم الدراسي مبكرًا هذا اليوم ، لاجتماع معلمين طارئ ...
الجو ممطر في الساعة 4 بعد العصر ، و السماء تبلدت بالغيوم ، وقد تشربت الأرض حتى امتلأت من الماء النقي الخالي من العيوب..
الجميع يمسك مظلة بيده ، هذا يمشي مع صديقه ، وهذه وحدها ، هؤلاء جماعات ، وهي شاردة .. كل في عالم مختلف عن الآخر..
"كـــارن..!"
التفت كارن وتوقفت عن المشي ومن ثم نظرت للذي ناداها فوجدتها رايتشل .. ابتسمت وهي ترى رايتشل التي لم تتعرف عليها سوى اليوم ، تجري وهي تحمل مظلتها تحتمي من الأمطار ، لتصل بعدها ناحية كارن وهي تلهث بتعب
"كنتُ أبحث عنك .."
رفعت كارن يدها تمسح شعرها بارتباك وهي تنظر لرايتشل بأسف
"كنتُ هنا طوال الوقت .."
اعتدلت رايتشل في وضعية وقوفها و أخذت تمشي ، وتبعتها كارن تستأنف مشيها الهادئ ، ولأول مرة تعود للبيت مع شخص ما .. "إنها فتاة عظيمة"
هكذا تمتمت بنفسها ، وهي تنظر لرايتشل التي سرعان ما بدأت بالتطرق لمواضيع يتناقشانِ فيها ليقتلا الملل هذا ، وبسرعة استجابت كارن لهذا الحديث الذي بدآ جيدًا نوعًا ما ..
وتحدثا حتى نهاية الطريق ، عندما أوصلت رايتشل كارن وابتعدت لبيتها هي ..
دلفت لمنزلها الذي تعجبت منه رايتشل ولكنها لم تتكلم ، وسرعان ما ابتسمت عندما تذكرت ملامح وجهها ، بدآ عليها الاستغراب في بادئ الأمر ، ولكنها تداركت الوضع وابتسمت ، وقد شعرت بحماسها الغريب وهي تتطلع لكارن ، ومن ثم ودعتها وهي تهرول لتعود للبيت قبل أن يغزو الظلام هذه الدنيا العنيدة..!
وضعت المظلة بجانب الباب الأسود الذي توسطه مقبض حديدي فضي ، وخلعت حذائها قبل أن تصعد درجًا قصيرًا يطلّ على صالة واسعة ، زينها الأثاث الأسود والأبيض ، ولوحة كبيرة نسبيًا تجعل المار ينظر لها ، كانت لها ولوالديها ، وتلفاز صغير على طاولة بنية كبيرة قليلًا ، تتسع للتلفاز و بعض المجلات .. تركت الحقيبة تستند على حائط الصالة الذي دهن بالبني الفاتح ، و دخلت للمطبخ تبحث عن طعامٍ لها يسكت صراخ معدتها التي تنوح بتعب.. أخرجت بيضًا وبعض الخبز ، وهمت بصنع وجبة خفيفة ، تشبعها حتى يحين وقت الغداء الخاص بها..
وعندما تنتهي تذهب لغرفتها لتذاكر دروسها ، وتقرأ بعض الكتب الذي عشقتها ..
*هي إنسانة مثل غيرها من الناس ، ما المختلف عنها .. هل أغراكم المال ولم يغريها ، هل ملكتوه ولم تملكه؟ إنه قدر الرب ، تفكروا..!*



نهاية البارت الثاني ..
...
سأنوه على أمرٍ ما ، بداية الرواية لم تكن سوى بداية..! قد تكون الرواية مكررة في "أولها " ولكنها قد تكون مختلفة عندما " نتطرق " للأحداث الجادة .. لم يكنْ بوسعي – حقًا – أن أكتب بداية غيرها ، هذا ما دلف لفكري عندما فكرت بالرواية ، فالأحداث القادمة قد تتماشى مع السير ببطء ، ولكنها عندما تسرع ، ستصرخ للآخرين بأن يسمعوها ..
صبرًا عليّ فقط ، فالاختبارات لم ترحمني ، والضغط يشعرني بالعجز ، سأبهركم .. بإمكاني أن أعدكم بذلك..
دمتم بخير ..~


التعديل الأخير تم بواسطة فاطِمةه ; 11-28-2015 الساعة 05:45 PM
رد مع اقتباس