سيدتي
غريبة انت يا سيدتي
جميلةٌ انتِ
غامضةٌ و واضحة
رقيقةُ و قوية
لم افهمكي يوماً, لم افهم تصرفاتك ابداً
و لم افهم يوماً كيف
لوردة ان تحمل رصاصة
لم تخبريني يوماً سر تلك القلادة
ابداً لم ارى سيدةٍ في عمرك ترتدي
قلادة بها رصاصة
بحثت كثيراً عن الإجابة و لم اجد سوى فراغ
الجميع يقول بأنكِ ترتدينها منذ ان اتيتِ,
مازلت اتذكر ذاك اليوم الذي سألتك فيه عنها
إجباتكِ يا سيدتي مازلت ترن في عقلي و احلامي..
~
كنتِ تجلسين امام تلك النافذة الكبيرة, تحبينها انتِ تلك النافذة,
تضعين قدماً على قدم تلبسين فستانك الاسود, تمسكين فنجان القهوة
تمسكينه فقط, انتِ لا تشربينه انتِ لا تحبين شرب القهوة, لكنكـِ تحبين إمساكـ الفنجان
كنت اقف ورائك في تردد, اتردد كثيراً عندما اسألكـِ شيئاً, اتردد ليس خوفاً منكـِ
بل خوفاً من اجوبتكـِ يا سيدتيِ..
تشجّعت, بهدوء و بكل إحترام نطقتْ
"سيدتيِ, هل يمكن ان اسألكـِ عن شيءٍ يخصك..؟؟"
لحظة الصمت طالت قليلاً يغلفها ضوء الشمس القادم من النافذة الكبيرة,
اوأمتِ رأسكـِ بهدوءِ إمرأة جبارة, انتِ تعلمين بأني خائف متردد, تعلمين بأن صمتي سيطول
و لكنكـِ ايضاً يا سيدتيِ تعلمين بأني سأتحدث..
"سيدتيِ, ما سر تلك الرصاصة.؟, ما السر وراء هذا القلادة, فأنتي لم تنزعيها منذ
ان اتيتُ إلى هنا يا سيدتيِ..؟؟"
لم تتحدثيِ, اخذتِ نفساً عميقاً و انتِ تستمعين إلى الموسيقى,
تحبين الموسيقى انتِ بجميع انواعها بجميع اللغات تستمعين إليها,
و في كل الاوقات تُرقصين اذنكـِ بها..
عُدت اسألكـِ مجدداً
"اروجكـِ يا سيدتيِ اخبرني, انا حقاً في امر رصاصتكـِ حائرْ,
سألت الكثير عنها, و كالمعتاد لا إجابة, فهلاّ اخبرتنيٍ.؟"
شبح إبتسامة ظهر, على شفتيكـِ الصغرتين و رحلْ,
و بشموخ إمرأة نظرتيِ إليْ, ثم اعدتِ النظر إلى نافذتكـِ
بهدوءْ و تحت الحانِ الموسيقى نطقتيِ..
"انصتْ و ستفهم,
الحرب"
~
الفارس المبجح
دائماً كنتِ تنادنني بهذا الاسم
لا اعرف لماذا,
فكيف يمكن لخادم ان يصبح فارساً
يا سيدتيِ كيف.؟
استغربتُ كثيراً عندما ناديتنيِ بهذا اللقب العجيب يا سيدتيِ
كان ذلك في اولِ يومٍ لي داخل القصرْ
داخل بلاد العجائبْ..
~
وراء ذاك الخادم كنت امشي,
خطواتي كانت خائفة مترددة تطلب مني العودة و تنذرني بالمستقبل البعيد,
فها أنا اتقدم لأصبح خادماً لسيدة يخافها الكثيرون و هم يجزمون بأنها ألطف البشر,
وصلنا إلى ذاك الباب الكبير و ما اكبره في باب,
دخل ذلك الخادم بينما وقفت انا و الحياة من خلفي تدفعني,
خرج الخادم العملاق كما كنتِ تحبين مناداته انتِ يا سيدتيِ,
اشار لي بالدخول انصعت له و كأن حركة يده فقط كانت مخدراً,
لست افهم لما انا خائف, هذه ليست مافيا و انا لن اكون قاتلاً,
بل سأكون مجرد خادم لسيدة, هه إلى اين جررتنيِ ايتها الحياة..
في تلك الغرفة الواسعةِ جداً كنتِ انتِ, و على ذاك الكرسي الضخم كنتِ تجلسين
فستانكـِ ملكيـِ قصيرٌ و اسود, تعشقين هذا اللون كثيراً يا سيدتيِ
نظرتيِ إلي ببطء و إبتسمتيِ, و بدون حرفْ أشرتيِ إلي طلباً لجلوسي
و بدوري جلستْ بدون همسٍ حتى,
اعدتِ النظر إلي يإهتمام هذه المرة, و بمرح نطقتيِ
"كيف حالك ايها الامير المبجح.؟"
و بإستغراب فتى فقير امام سيدة تناديه بالأمير نطقتْ
"ا امير مببجحْ..!"
"اجل, الأمير المبجح, اوليس هذا اسمكـ.؟"
"ل لا, في الحقيقة اسميِ هو.."
لم تسمحي ليِ يا سيدتيِ بأن اكمل, نطقتي بسرعة و كأنك لا تردين سماع اسمي
"لا تهم الاسامي"
"مـماذا.؟!"
"اجل لا تهم, فأسامينا إختاروها لنا, لم نخلقها نحن و لا علاقة لنا بها,
سوى انها كانت يجب انا تكون لنا"
"و لكن لما الأمير المبجح.؟"
ضحكتيِ, اجل ضحكتيِ انتِ و ازدادتْ حيرتي انا يا سيدتيِ
"مرحباً بكَ ايها الأمير المبجح, يا خادميِ الخاص الجديد"
~