عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 12-05-2015, 01:28 AM
 
Post part 4..~


~part4~
"ماذا تريدين ؟"
هذا ما ردده ستيف وهو ينظر لبيوتي الواقفة أمامه بملل
"هل تسمح لي بمحادثتك..؟"
قالتها بيوتي وهي تعقد ذراعيها على صدرها ، وأردفت تجلس بجانبه ، وعيناها تتلألآن دموعًا حارقة
"لا ، يكفي ملاحقاتٍ رجاءً "
نهض وهو يتمتم بهذه الكلمات ببرود قاسٍ ويبتعد عن بيوتي لمكان آخر ، مكان لا توجد فيه هيَ ، تلك الشيطانة المتخفية بزي إنسان..!
"انتظر"
صرخت بهذا وهي تهمّ بالنهوض ، تريد الاسراع إليه تعتذر له عما بدر منها سابقًا ولكنه صدهّا
"بيوتيفل ، ابتعدي عني ، لا أريد أن أراكِ مجددًا .. ارحلي "
ناداها باسمها الأول وقد توقفا كلاهما عن الحراك ، دموعها انسابت ببطء تلحف وجنتيها ، ونسمة هادئة جعلت شعيراتٍ تتطاير برفق بجانبها ، وقد أصدرت الشجيرات الصغيرة ضجيجًا خافتًا وكأنها تريد منعَ الشجار الذي قد يحصل الآن..!
"ستيف ، اسمعني فقط ، أنا لم أكن أريد أن يحصل هذا ، إنها كانت غلطة فحسب .. ألا تشعر بالألم الذي أشعر به ، لقد كنتَ معي دومًا ، والآن ضدي .. لقد مرت سنتان ، توقف عن تلك المهزلة"
صدى صوتها يتردد في المكان بأسره ، ويكاد يخترق من علوه قلب ستيف الحجري ، الذي لم تتحرك له شعرة .. إطلاقًا..!
"لا تستحقين.."
مسحت دموعها بظهر كفها ولم تسمع ما قال ، فنهضت واتجهت نحوه ولكنه أشار بكفه بألا تقترب ، وعيناه تطلق شرارات قاتلة ، أدمعت قلبها أيضًا..
"ماذا قلت؟"
"لا تستحقينَ شيئًا مما فعلته لكِ ، ولا أستحق أنا ما جرى لي ، أشفق علي الجميع سابقًا بسببك ، بسبب ما فعلته وكررته مرارًا وتكرارًا .. ليست غلطة كما تقولين ، بل مصيدة منكِ إلي ، أردت أن.."
قاطعته بعنف والعبرات شقت طريقها مجددًا لوجنتها .. أنوثتها ظهرت الآن ، لربما..!
"اصمت.. إن ما حصل كان شيئًا رضيته أنتَ لنفسك ، وقد أذنت لي بفعله دون علمك .. ولم يكن الذنب ذنبي بل ذنبك .. ما فعلته لن يقارن بحجم الألم الذي صنعته لبراد ..وأدى هذا لانتحاره ..بسببك..!"
طأطأت برأسها وغطى الشعر عيناها الزرقاوان ، وارتجفت نبرة صوتها واحتدت ، لتردف صائحةً
"لقد أفسدتَ أنتَ فرحتي ، قبل أن أفسدَ أنا فرحتكْ.. آلمتَ براد فانتحر ، وآلمتُ سيرا فأصيبت بسكتة قلبية .. قتلت خطيبي ، فقتلت أختكْ ، كما تدين تدان .. فلتفهم..! كلانا مخطئان ،كلانا.."
.......
*كما تدين تدان ، فلتفهم..!*
.
.
.
.
.
،،{على لسان كارن}،،
طرأ برأسي تساؤلات عديدة ، ما قاله عمي سميث ينوه على أن ما قالته عمتي لم يقال أصلًا ، أكاد أصاب بالجنون مما يحصل لي..
نظرتُ للسرير أمامي وشرعت بفعل ما أفعله عادةً عندما أصاب بتلك الحالة .. أقفز عليه فتقفز التساؤلات وترحل من رأسي مبتعدة ، هذا ما أوقنه.. توقفت عن القفز وأنا أنظر لهاتفي تارة ، وللباب تارة أخرى .. هل أتصل؟ أم أخرج؟
إن اتصلت لن يرد علي أحد.. وإن خرجت قد اقتل ، ولكن ما قاله عمي.. آآخ
استمريت بالقفز وأنا انفض تلك التساؤلات عن رأسي ، ووقتها عقدت العزم على أن أخرج من المنزل بخفاء .. ولن يشعر أحدٌ بي..!
قفزت للأرضية بخفة واتجهت للدولاب الأبيض الذي يقبع بجانب الحمام وفتحته .. نظرت لملابسي وانتقيتُ الأسود منها ، إرتديته على عجلة من أمري ، وأنا أحاول أن أنتهي بسرعة لكي اتوجه لمدير المدرسة وأخبره أنني قد أغيب لنهاية الأسبوع .. وأخترع كذبة كسابقتها ..
~قفزة للماضي~
("سيدي المدير ، لقد مرضت جدتي وطلبت رؤيتي لأعتني بها ، فعمتي مسافرة وعمي كذلك "
تحمحم المدير وعلت الابتسامة وجهه القمحي ، وشابك أصابع يديه التي على المكتب ثم قال
"حسنًا إذًا ، أبلغيها دعواتي لها بالشفاء"
حاولت تصنع الابتسامة لوقتٍ أطول ولكنها لم تستطع ، فتحركت خارجًا بعد أن أومأت برأسها كي تتجنب أسألته الكثيرة)
~عودة للحاضر~
"آآآآه كانت أيام.."
التقطت حقيبة ظهري وهاتفي المحمول ، ومن ثم ربطت شعري بربطة بيضاء بسيطة ووضعت كابًا أسود على شعري ، ارتديت حذائي الرياضي .. وخرجت سريعًا من الغرفة ، ثم من المنزل بأكمله ، وأنا أهرول مسرعة للمدرسة التي تبعد عني بضع أقدام..
وصلتُ لها وأنا ألهثُ بتعبٍ فقد اضطررت للجري بسبب الكلب الأحمق الذي لحقني يريد عضي .. رفعت رأسي فرأيت الشاب من نفس فصلي ، ذاك الطويل الوسيم ، ماذا كان يدعى؟؟
"ستيف إلبرت..!"
خرجت من شفتي تلك الكلمات بصوتٍ عالي ، وأنا أود قتل نفسي وخنقها بسبب الإحراج الذي وقعت فيه الآن ، حينَ رفع من رأسه واحتدت عيناه وهو ينظر لي ، وقد توهمت أنني رأيت بيوتي قريبًا من هنا.. ربما كانت موجودة..!
"ماذا تريدين؟؟"
ارتجفتُ من نبرة صوته الصارمة ، ونظراته الثاقبة التي اخترقتني وأخافتني..
"أعتذر ، لقد .. فقط .. أمم ..هل تعلم أن لكَ هيئة مخيفة جدًا ؟"
تبًا ..! ضربت جبيني بكفي وأنا أتندم على ما قلته لتوي .. لقد توترت وقلت هذا الكلام له..! سيقتلني حتمًا ، يا ويلتاه..
نظرت له غير مصدقة تلك الضحكة التي انطلقت من شفتيه بهدوء ، قيل عنه أنه لا يضحك كثيرًا ، ولكن قد يبتسم..! هذا رائع حقًا..
"ماهذه الصراحة يا فتاة؟؟"
توردت وجنتي باحراج ، وانحنيت له بتوتر واضطراب وأسرعت بالقول
"أعتذر ، أعتذر لم أقصد ، حقًا"
رفعتُ رأسي وركضت عابرة من جانبه نحو المدرسة ، ولم أترك له فرصة التكلم حتى .. يكفي حتى الآن هذا
"فتاة غريبة ..!"
هذا قوله الذي قاله عني بعد ذهابي ، وقد انمحت الابتسامة من وجهه وتبعها تكشيرة مخيفة ، قد توقظ الميت من موته وتجعله يموتُ مجددًا من الخوف ..
وصلتُ لباب غرفة المدير ، وطرقتها بأظافري التي طالت قليلًا
"ادخل.."
فتحت الباب مباشرة بعد سماعي صوتَ المدير ، وقد أصدر الباب صريرًا لعينًا يؤلم أذني دومًا ،دلفت للداخل وفورًا نظرتُ للغرفة التي اعتدتُ دخولها سابقًا .. وللكنبة المريحة التي أجلس عليها دومًا بارتياح..
"مرحبًا سيدي المدير"
لم يرفع المدير رأسه ولكنه ابتسم بخفاء وهو يشعر بي أريح جسدي على هذه الكنبة الجلدية كعادتي ، وأضع قدمًا على قدمٍ وأنا ابعد ذاك الكاب عن رأسي وأتمتم
"ما بكَ صامتٌ هكذا عم ويليام ، هل أنتَ مشغولٌ؟؟"
"أجل ، ماذا تريد الصغيرة الآن؟"
تنهد بهدوء ورفع رأسه وهو يجيب ، فابتسمتُ له قائلةً
"أريد أن أخبركَ أنني سأتغيب عن المدرسة لأسبوع تقريبًا .."
رفعَ أحد حاجبيه باستغراب وتركَ القلم من يده وسأل
"لماذا؟"
شابكتُ أصابعَ يدي ونطقت بارتباك
"اسمعني يا عم ، يتوجب عليكَ أن تنفذ ما آمركَ به .. لقد وعدتني من صغري أنكَ ستنفذ كل ما أطلبه منك.. أليسَ كذلك؟؟ ومن ثم لقد كسرت رقبة ابنة جاري الصغيرة وطلبت مني أن ألعب معها"
"ألا تملينَ من الكذب يا فتاة؟"
ماذا قال لتوه؟ هاها هل علم أني كنتُ أكذب عليه طوال تلكَ المدة؟ أردف بعدها وهو يطلق ضحكته الرنانة
"عزيزتي الصغيرة ، لا يمكنكِ خداع عجوزٍ مثلي ، لقد كنت أتجاوز طوال تلكَ المرات السابقة عن أكاذيبك البائسة ، ألم تجدي أفضل منها بحق الإله..؟"
فتحتُ فاهِي بغير فهم وظللت أغمض عيني وأفتحهما مرارًا ، لوهلة فهمتُ ما قاله ، فضحكتُ بعفوية ونطقت
"هذا ما دار ببالي فحسب "
"هاهاهاهاها ، المهم فلتبلغي ابنة جارك تحياتي ، وغدًا عليكَ أن تأتي للمدرسة ، فغدًا يومٌ مهم"
أومأت برأسي وأسرعت بالنهوض والتوجه نحو المدير ، لأقبل رأسه وأشكره
"لا تقلق عم ويليام ، شكرًا لكَ ، أراك لاحقًا عمي..!"
.............
*سامح ، تجاهل ، أنتَ لا تعلم ظروفَ غيركِ*
.
.
.
.
.
.
.
.
،،،{على لسان الراوي}،،،
~في مكان قريب نسبيًا ، في جامعة( Makers of the futur ) ~
"اسمعي آنسة أمريكية ، لا تمثلي التواضع والذكاء وأنتِ لا تمتين لهما بصلة إطلاقًا ، ليس لأنني سكتُ مرة فسأسكتُ أخرى ، الصبر ينفذ يا ذكية..!"
بصوت رقيق ومهذب أجابت الأمريكية بلغتها الانجليزية
" Sorry Lisa, I will not reply to you, I know you will explode after a few"
(الترجمة :: آسفة ليسا ، لن أرد عليك ، فأنا أعلم أنك ستنفجرين بعد قليل)
فهمت ليسا بعض الكلمات القليلة ، فاللغة الانجليزية ليست ماهرة فيه ، ولكنها استمرت في الكلام
"رايتشل ، أأنتِ حمقاء؟ أتعلمين كبر ما فعلته؟ لقد سرقتي مني صديقي..!"
تكلمت رايتشل الهادئة مجددًا ، وقد ظهرت أسنانها البيضاء من وسع ابتسامتها ، لتقول
"! Oh my God, this your knowledge of is not something great, you will find other .. don’t worry"
(الترجمة:: أوه يا إلهي ، هذا لعلمك ليس شيئًا عظيمًا ، ستجدين غيره لا تقلقي ..!)
فهمت ليسا من ابتسامتها وطريقة كلامها أن رايتشل تسخر منها ، فتصاعد الدم في وجهها ورغم أنها لم تفهم شيئًا البتة إلا أنها رفعت يدها لتصفع رايتشل ، التي لم تبدِ أي ردةِ فعل ..
"توقفي ليسا..!"
صوتُ شابٍ ، كان هذا صوتَ شابٍ طويل القامة برونزي البشرة ، ذا شعر بني فاتح
ظهرت عروق يده من قوة إمساكه بمعصم ليسا ، وقد رفع إحدى حاجبيه باستغراب واستنكار لفعلتها ..
"تريدين صفعها يا ليسا ؟؟ إنها رايتشل ..! صديقتك "
دفعت ليسا يده بغضب ، وقد تطايرت بعض شعيراتها حولها من حركتها المفاجئة والسريعة .. تساقطت عباراتها على وجنتها الوردية ، وعضت شفتيها بقوة أدمتها ، إنه أمامها .. تريد أن تضربه ، تريد أن تلقنه درسًا لن ينساه ..تريد أن تشعره بعمق الألم الذي أصابها بسببه ذاك البائس..!
"كريس ، لا دخل لكَ في هذا ، سنسوي هذه المسألة لوحدنا ، دونَ تدخلك..!"
نظر كريس لرايتشل شزرا ، ومن ثم أغمض عينه وحرك شعره ببعض الغرور ، ووضع يديه في جيبه وتمتم
"حسنًا إذًا..!"
.........
*يحبك؟؟ تعيشين في الوهم عزيزتي ، في اللحظة المناسبة سيتركك مكسورة دامية القلب ، لا تثقي بأحد ..!*
....
نهاية البارت الرابع..
أحداث أحيانًا تنساب ببطء ، وأحيانًا أخرى تجري كغزال يهرب من أسد قاتل ..
ما أكتبه بين (**) فهي قد تكون الشاهد من تلك المقاطع .. لم أرد أن تكون رواية عادية تحكي عن حياة شخصيات ، بل لربما أردتها مميزة لها حكم تريد إيصالها للقراء جميعهم ..
فنستفد قليلًا بدل من إيضاع الوقت بقراءة لا فائدة منها ..!
دمتم بخير على كلٍ ..~

__________________
والسـلآام عليكَ أيّها الباآئس !
رد مع اقتباس