بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
الإخوة والأخوات الكرام
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
اليوم بمشيئة الله نُكمل المسير مع الصحابي الخامس من " سلسلة الصحابة الكرام حول الرسول صلى الله عليه وسلم " مع " حــواري رسول الله صلى الله عليه وسلم " ونسأل الله العون والتوفيق .
هو أول من سل سيفه فى سبيل الله وحوارى رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته صفية بنت عبد المطلب ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة . إنه
الزبير بن العوام
هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب ، أبو عبد الله .
وأمه السيدة صفية بنت عبد المطلب ، عمة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
أسلم وهو حدث ابن ثمان سنين ، وهاجر وهو ابن ثماني عشرة سنة ، وكان عمه يعلقه على الشجرة في حصير ، ودخن عليه النار ، وهو يقول : إرجع إلى دين آبائك .
فيقول الزبير مع صغر سِنه : لا أكفر أبداً . وعرف الزبير رضي الله عنه بالشجاعة ، والإقدام فى ساحات القتال ، فقد قاتل مع الرسول صلى الله عليه وسلم وله سبع عشرة سنة .
وقيل له يوم بدر: ألا تشد فنشد معك ؟
فحمل على العدو حملةً شديدة ، فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضُر بها يوم بدر .
يقول عروة ابنه:
كنت أدخل أصابعى فى تلك الضربات ألعب فيها ، وأنا صغير .. البخاري (3721)
وفى كل ساحات الوغى كان مقرباً من النبى صلى الله عليه وسلم حتى قال فى شأنه :
" لكل نبى حواري وحوارِيّ الزبير " أخرجه البخاري ومسلم والترمذي
والحواري هو الخليل المقرب ، الخالص من كل شيئ ، والناصر لصاحبه . وعن يوم الخندق يقول عروة بن الزبير لأبيه :
يا أبتاه ، قد رأيتك تحمل على فرسك الأشقر يوم الخندق .
قال : يابنى... رأيتنى ؟!
قال: نعم
قال : أما والله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لجمع لى أبويه جميعاً يفدينى بهما ، فيقول : " فداك أبي وأمي " حديث صحيح أخرجه البخارى ومسلم وأحمد وابن ماجة
أى فضل هذا ؟!
وأى منقبة تلك ؟!
شاب يجمع له الرسول صلى الله عليه وسلم أبويه ؟!
حقاً إن هذا لهو الفضل العظيم .
وخرج الزبير رضى الله عنه غازياً نحو مصر ، فقال له أمير مصر :
إن الارض قد وقع بها الطاعون ، فلا تدخلها ،
فقال الزبير : إنما خرجت للطعن والطاعون ، فدخلها .
هكذا إنه رجل لا يخاف إلا الله ، ويسأله الشهادة من فضله .
واجتهد الزبير مع غيره ، وطلحة ، وعائشة فى مسألة مقتل عثمان بن عفان رضى الله عنه ، وخرجوا إلى البصرة مطالبين بالقصاص للخليفة المقتول . والنصرة لدم الخليفة المقتول .
والتقى القوم ، فكان أول قتيل طلحة رضى الله عنه ، وكعب بن سور معه المصحف يذكر هؤلاء وهؤلاء حتى قتل .
ولحق الزبير بن العوام رضى الله عنه بسفوان من البصرة ، فلقيه رجل من مجاشع يقال له : النعر ،
فقال : أين تذهب يا حواري رسول الله ؟! فأنت فى ذمتى لايصلون إليك، فأقبل معه ، فأتى الأحنف خبره ، فقيل ذاك الزبير قد لُقى بسفوان ، ثم يلحق ببيته ؟!
فسمعه عُمير بن جرموز وفضالة بن حابس ، ونُفيع ، فركبوا فى طلبه ، فلقوه مع النعر ، فأتاه عمير بن جرموز من خلفه ، وهو على فرس له ضعيفه ، فطعنه طعنة خفيفة ، وحمل عليه الزبير ، وهو على فرس له ، يقال له : ذو الخمار ، حتى ظن أنه قاتله نادى عميربن جرموز يانُفيع ، يافضالة ، فحملوا عليه فقتلوه . خبر صحيح أخرجه الفسوى (3/311) فى المعرفة والطبرى (4/498_499) في تاريخه
فإنا لله وإنا إليه راجعون !
قُتل حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم !
وقد كان الزبيز رضى الله عنه لربه مستكينا ، وبمولاه مستعينا ، قاتل الأبطال ، وبذل الأموال .
يقول ابنه عبد الله :
لما كان يوم الجمل جعل الزبير يوصي بديْنه ، ويقول:
يا بُني ، إن عجزت عن شيئ منه ، فاستعن بمولاي .
قال :فوالله ما دريتُ عني حتى قلت : يا أبتاه ، من مولاك ؟
قال : الله عزوجل .
قال عبد الله : فوالله ما وقعت فى كربة من ديْنه إلا قلت :
يا مولى الزبير ، اقض ديْنه فيقضيه .
وهكذا كان حال من استعان بمولاه ، فقد جعل له من كل ضيق مخرجا ، ومن كل غم فرجا ، وهو على كل شيئ قدير .
أحبتي فى الله
أرجو أن أكون قد وُفِقت في سرد القليل من سيرة هذا الصحابي الجليل " سيدنا الزبير بن العوام رضي الله عنه " وإلى لقاءٍ قريب إن شاء الله مع سيرة بطل من الأبطال الذين أفنوا حياتهم من أجل الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ، ومن الله العون والتيسير . اللقاء القادم إن شاء الله مع " طلحة الفياض بالخيرات " وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم ارزقنا محــبتك ، وأنعــــم علـــينا بالنظــر إلــى وجهــــك الكريــم ، فــي جنـــات النعــــيم ، وصحــبة النبــي الهــادي الأمــين
وآخـــــر دعــــــــوانا أن الحـــمد لله رب العـــالمين
تقبل الله منا ومنـــكم صــالح الأعـــــمال
أخوكــــــم فــي الله
ســـيد الجــندار