عيون العرب - ملتقى العالم العربي - عرض مشاركة واحدة

تقول الأسطورة انه كان هناك في سوريا وزير كهربا اسمه عماد خميس !
كان يحفظ أبيات الشعر من اول مرة و لديه مدير مكتب يحفظها من ثاني مرة و لديه سكرتيرة تحفظها من ثالث مرة
و كان يشترط على المواطنين المساكين
ان يكتبوا قصائداً و يشترط ان تكون من قولهم فإذا لم يحفظها يُعطيه وزنها ساعات كهربا و اذا كانت منقولة فسيضاعف التقنين في حارته
و كان الشعراء يأتون و يُلقون بقصائدهم و لكنهم يتفاجئون بأن الوزير حفظها و يقول لمدير مكتبه فيُلقيها و تأتي السكرتيرة و تُلقيها مرة أخرى ، فيخرج الشعراء إلى بيوتهم و يقضون أوقاتهم في الظلااام
حتى جاءه في احد الأيام الشاعر " الاصلعي "
و قد تنكر بزي أعرابي
فقال الوزير : اتحفظ الشروط ؟
فقال : احفظها
فقال : إذاً كُلنا آذانٌ صاغية

فقال الشاعر اسم القصيدة " صوتُ صفير المحولي "

صوت صفير المُحولي ... أتعب قلبي المبتلي
شهرين لم يصل لها .... تيارٌ على المدخلي
الماء و الكهربا معاً ... مقطوعة في منزلي
صديقي نت نت لي ... يسألني عم يحصُلي
فأجبته مُستغرباً ... أنا أيضاً لا علم لي
دعمي انظر سطحنا ... هل بـ أوروبا مشتعلي
فرأيتها مُضاءةً ... و وهجها كالمشعلِ
تمنيتُ لو بها ساكنٌ ... و فيها بيتي و عملي
تكّوم غسيلُ بيتنا ... حتى غداً كالجبلِ
لما رأته زوجتي ... بدأت بالولولي
فولولت و ولولت ... ولي ولي يا ويللي
فقلتُ لا تولولي ... عليكِ ان تتحملي
إفعلي كجدتي ... و على يديكِ إغسلي
و إلا احزمي ثيابكِ ... و إلى بيت اهلك تحولي
ان تتعبي خيرٌ لنا ... من الجربِ و القمللي
و كي أخفف حملها ... ساعدتها بالجللي
ع مائدة العشاءِ كالاهبل..أضعُ بدل الملحِ فلفللِ
إبني شكا شكواه لي ... بضعفه بالمقللي
فلا يُبصرُ دروسه ... على ضوء الشمعععةِ
و الآخرُ تعذّر لي ... عن فراشه المبللِ
خوف الظلام منعه ... عن النهوض في الليللي
حياتنا بلا كهربا ... مللٌ في مللِ
فكم تراني حائراً ... كي اشحن موبايللي
احمله دوماً معي ... علي أحظى بموصلي
فأطلب شحنه ... كالمسكين المتسولِ
هذا حال بيتنا ... و حال الناس من حوللي
نشكو لله أمرنا ... طمعاً بالفرجِ الآجلي
انا الشاعر الالمعي ... السوري الاصللي
شكوتُ همي هاهنا ... بقصيدةٍ من عقللي
اقولُ في مطلعها ... صوت صفير المحولي

و لكن الوزير حفظ القصيدة
و أمر بقطع الكهربا عن كامل المدينة