الموضوع
:
الإنتقام || The Revenge
عرض مشاركة واحدة
#
62
12-23-2015, 09:04 PM
Miss Roka
*
تقدمت تلك الفتاه القصيرة خارجة من السيارة ببذتها الرسمية
المكونة من بنطال وجاكيت أسود تحته قميص أبيض وربطة عنق خضراء تبرز لون عينيها
كانت تسير بهدوء بجانب ذاك الفتي الطويل بملابسه الرسمية بعد أن حكي لها ما سيفعله
تأففت الأخري وأخذت نفسا عميقا حينما وصلا للبوابة الخارجية
تأكدا من عدم وجود أحد بالخارج فدخل ليو أما سولي فبقيت واقفه بالخارج لتراقب الوضع
اقترب ليو من الباب الخاص بمنزل السيد مايكل كلاود
بالطبع انه مغلق لذا استخدم دبوسا للشعر أخذه من سولي مسبقا
" أجل لقد فُتِحَ ، جيد ، إن مهنتي بالشرطه جعلتني أعرف كل حيل اللصوص "
انطلق ليو بسرعة للداخل ، اعتلا الدرج وهو يلتفت مرتاب من وجود أحد بالمنزل
كان يقفز علي أطراف أصابعه ، وصل أعلي الدرج ، مشي لمسافه بسيطه عندما ظهر أمامه مفترق بالممر
استدار يمينا ، وانطلق بذاك الممر المعتم ، العديد من الأبواب البيضاء واللوحات الزيتيه كانت متراصة علي طولها
جري للجهة اليسري لكنة لم يجد الدرج الذي يأخذة للطابق الثالث
فعاد أدراجه ، أخذ يدخل يمينا ثم يسارا ، لم يجد شيء المزيد من الأبواب المغلقة
" يا إلهي ، لم أكن أتوقع أن المنزل سيكون معقدا هكذا ، هذا ليس بمنزل ، انه متاهه "
جرب عدة طرق ، وأعاد مرارا وتكرارا ، حتي شعر بطريقة ما بأنه يقترب من غايته
أحيانا يتوقف ويسمع بتركيز صوت الهواء ، وأحيانا يقف ويركز بصره بالظلام وخلال ذلك كله كان الوقت يمضي
مضي عبر الممرات استدار مره .. ثم أخري .. أخيرا الممر الأخير ظهر
وأخيرا عثر علي ضالته عندما رأي السلم الذي يأخذه للطابق الثالث
وصل الي الطابق الأخير ، كان مظلما قاتما ، الجو يصبح كئيبا
أصبح يمشي بخطوات متثاقلة السكون يعم المكان ، لا يسمع سوي حفيف خطواته
خمن أن ذلك هو الاتجاه فقد كانت هناك ستارة سوداء تغطي النافذة الزجاجية الطويلة حاجبة ضوء الشمس
شعر بالغرابة ، توغل بهدوء أخيرا وصل الي آخر الممر ، كان هناك بابين أمامه
فتح الباب الأول لكنه لم يفتح ، يبدو أن القفل قديم ، تركه وأمسك بمقبض الباب الثاني
همس : " ان لم أكن مخطئا ستكون هذه لا محاله ! "
أدار المقبض ، ابتلع ريقه ، دفع الباب ببطء ، أخيرا تمكن من رؤية بصيص من النور
– توهج بسيط عند خروج شعاع من شق الباب مخترقا الظلمة التي تسربل بها الرواق
كان ضئيلا فعلا ولكنه كان قويا بما يكفي ليجعل عيناه تتألم فقد بقي بالظلام لفتره لا بأس بها
فتح أكثر لتظهر معالم الغرفة ، كانت فارغة تقريبا ، مطلية باللون الأبيض
سرير كبير يقبع بالقرب من النافذة الوحيدة بالغرفة
طاولة بيضاوية بوسط المكان ، لسعت خده البرودة دلف الي الداخل وعيناه تدوران في المكان
*
لمحت تلك الفتاة طيف ذلك الفتي طويل القامة ، بشرته العاجية
شعره البني ، انه ليس عمها بالتأكيد بقيت بالحمام تتوجس خيفة مما سوف يحدث ، تتساءل
" هل أرسله عمي ليعذبني بدلا منه الليلة يا تري ؟ ، هل هو خادم جديد ؟ ، الأفضل أن أبقي هنا حتي يمل ويذهب "
لم تكد تقل هذه الكلمات لنفسها حتي انزلقت واقعة معلنة عن مكانها
بعدما وضعت قدمها علي تلك البقعة المبتلة بالماء مختلطا معها الصابون خطئا
اتسعت عينا تلك الفتاه حينما اقترب ذلك الشاب منها
قائلا : " وجدتك ! "
كانت تعابير وجهها متوجسة ، مرتابه من ذلك الشخص الذي اكتشف مكانها للتو
كانت بشرتها شاحبة ، جسدها النحيل أطرافها الرفيعة ، كانت تغطي احدي عينيها بشعرها الأسود الفاحم
شفتيها متشققة دقيقة ، عينيها الواسعة ذات اللون الأزرق ، تسمرت مكانها
تملكها الخوف فأمامها مباشرة شاب يكاد يصهرها بنظراته
صدرها أصبح يعلو ويهبط أطرافها أصبحت ترتجف ، شعور سيء يخامر قلبها في هذه اللحظة منتظرة الخطوة التي سيقوم بها الآخر
" ماذا الأن ؟ "
صعقت روز حينما سحب الآخر غطاء السرير ولفه حولها
شيء لم يكن لتتوقعه ، تلك النظرة التي كان ينظر لها بها
كالتي تراها بعيون الخدم ، لابد أنه لم يحتمل رؤية تلك الكدمات تغطي وجهها وكامل جسدها
صحيح فقد أضيفت منذ أيام الي جسدها أخري جديدة ، لا تزال تنبض بالألم بمؤخرتها و أنحاء متفرقة بجسدها
الأفكار تعصف برأسها ، في تلك اللحظة حاول ليو ابعاد تلك الخصل الطويلة عن أعين روز
فقامت الأخري تلقائيا بالتراجع للخلف ، زحفت خطوتين للخلف
وخذها ظهرها المتألم حينما اصطدمت بذاك الحائط ، أخفضت رأسها عاضة علي شفتيها متحملة الألم
" انها ترتعد أهي خائفة يا تري ؟ ، ثم ما قصة تلك الرضوض والندبات ، وما قصة ثوبها الملطخ بالدماء "
اقترب أكثر مد يديه من جديد اليها بلطف وببطء شديد
تبدو لليو تماما كقط جريح لم يعتد علي أن يتلقي معاملة حسنة من بشري قط ، سيهدئ اذا شعر بالأمان
مد يده بهدوء وحذر حالما لامست أطراف أصابعه أنف روز الدقيق البارد
ارتجفت بشدة ، رفع ليو يديه بمحازاة منكبيه قائلا بصوت هادئ
" لن أقترب منك أو أحاول أعتذر لمفاجئتك لكن الجو بارد هنا خشيت أن تصابي بالبرد "
رفع بصره الي السقف وأكمل بصوت قلق
" أهناك خطأ بالتدفئة ؟! "
خفض نظره الي روز
" ألا تشعرين بالبرد ؟؟! "
لكن روز لم تحرر جوابا ، ولم تعطه أي ردة فعل ، شددت قبضتها علي الغطاء الملتف حولها
أخذت ترقب حذاء ليو الجلدي اللامع من بين شعرها المنسدل علي وجهها
لم تَدْرِ ما تفعله ! ذهنها مشوش والكثير من الأفكار تتدافع لرأسها
فهيئة الفتي لا توحي أنه خادم جديد ، الملابس الفاحشة والهندام المرتب
" من أي جحيم أقبل هذا الشاب ؟ "
تمتمت بصوت مبحوح يكاد يسمع : " هل أرسلك الي هنا ؟ "
بالكاد استطاع ليو فهم ما تقول ، اقترب منها ، أرخي جسده
وجعل ينظر لوجه روز من الأسفل ، شعر بالسرور وهو يري ملامح روز المتفاجئة من حركته
وعيناها تدور في الاتجاهين كي لا تلتقي بعينيه ، وتلك الشفاه المرتعشة
" لابد أنها مضطربه ! "
وبصوت حاد نطق ليو : " هل قام ذاك الشخص بإختطافك وحجزك هنا ؟! "
لم ترد روز وأخذت ترقب تلك الأعين السوداء كالليل القاتم وهي تحدق بها
أحبت تلك النظرات ، تلك الحدقات الواسعة المظلمة تأخذها للخارج
تذكرها بالسكون والليل الهادئ ، تنهد ليو وانتصب واقفا مجيبا علي سؤال روز
" لا فهو لا يعلم بوجودي هنا فقد تسللت خلسة ، أجيبي الآن علي سؤالي ! "
شعرت روز ببعض الراحة ، مازال الألم ينخر جسدها ، والتعب يتسلل اليها
لا تستطيع الوقوف مدة أطول ، الوهن يتسلل اليها ببطء ، أجابت بتردد
" لا لم يفعل "
لم تروي اجابتها ليو ، بل زادته تعطشا لمعرفة قصتها ، أراد أن يبدأ حوار آخر معها لكن روز ابتعدت عنه جارة قدميها
نحو السرير متجاهلة نظرات ليو التي تلاحقها تحاول جاهدة أن تمشي بطريقة سليمة
الألم فظيع وضربات قلبها تتسارع ، يبدو أن ذلك الشاب لن يذهب بسهولة ، الفضول يطفح من عينيه ، صرخ صوت بعقلها
" لا يمكنه أن يطيل الجلوس هنا ، سيعلم بأمره لا محالة ، لا يجب أن يظهر هذا الشاب الآن ، أي مصيبة حلت عليك روز ؟ "
__________________
Miss Roka
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Miss Roka
زيارة موقع Miss Roka المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها Miss Roka