عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 12-26-2015, 03:16 AM
 
##


الفصل الرابع : وتستمر الحياة~

وضع يدُه علي كَتِف الماثِل أمامه بهدوء : أمازِلت هُنا؟
ألتفت لازودي العينان للخلف : آف؟! لماذا أنت هُنا؟!
جَلَس الأشقَر علي كُرسي : أنهيت مُهمَتي فأتيت لرؤيتَك !! متي ستعود؟!
أخرج أليكساندر مُذَكِرة صغيرة من جيبُه ورمي بها له : لديّ مُهمة أُخري بعد يومين !!
هَم الأشقر بالذهاب عالِمًا بمدي إخلاص أليكساندر لكنه أتجه ليقف إلي جوارُه مرة أُخري أمام سَرير آوراكِل !!
-كيف هيّ؟!
لم يتمالَك زَفرَة : حالَتها سيئَة ، تَلوم نَفسها باستمرار علي مَوت إليزابيث وجيفرسون ! ، لم تتناوَل الكثير من الطعام لشهران !! ، تَبكي قَبل النَوم !! ، كل هذا وهيّ مازالت لم تفقد كامل قواها !! رُبما لم تعُد تراني لكنها تستطيع الشعور بي !! يُفتَرَض أن يُخَفِف هذا ما بها ! فقط ما مِقدار آلمَها ؟! ليست قادرة علي احتواءُه وحدها !! مع ذلك ترفُض الخروج ..! لا أملك إلا أن أقف هُنا !!
رَفَعَ آف كتفيه قليلًا بينما يداه في جيبيه : أتُحِبَها؟
قَضَب أليكساندر حاجبيه ، لكنه لا يستطيع الكَذِب !! ، الملائكة لا تَكذِب !! : أُحِبُها .. ! لكن ليس كما يُحِب البَشَر بعضَهم !!
رَبَت المُجَنَح الأخر علي كَتفي أزرق العينَين : مُتأكِد من هذا !
صَمَت قليلًا ليُتابِع : لست ممنوعًا من البقاء هُنا حتي موعِد المُهمة الأُخري !!
بدأ بالتحرُك مُغادِرًا : ستكون بخير !! البَشَر دائِموا النسيان !!
عَبَث أليكساندر بغُرته : اتمني لو كانت كبقية البَشَر !!

___

قَلَبَت رأسَها مرة جِهة اليَمين ومرة جِهة اليسار ، تُحاوِل النهوض لكنها لا تفعَل !
تَشهِق ! وتتلوي كما لو تخنقها الحيات !!
-آورا آورا ! أنه مُجرَد كابوس استيقظي !!
أخيرًا انتَزَعَت نفسها من حُضن السرير مُتحررة لكنها بَقَت جالِسَة ورأسها بين كَفيها !!
اقتَرَب ليضَع يدًا علي كتفها : لديكِ اختبار اليوم .. يجب أن تنهضي !!

وكأنها سَمِعتهُ زَفرَت مُزيحَة الغِطاء عن جَسدها لتنهض.

أخر أثار الصَبغَة الأرجوانية تَذهَب مع الماء في مِغطَس الاستحمام ، تأكدَت من ربطَتها للمنشفة الطويلة مع علمها بأن لا أحد بالمنزل غيرها كمن يَخشَي من أشباح لا يراها !!

وقفَت أمام المرآة في غُرفَتها تنظُر لشعرها الكستنائي وللصَبغَة علي تَسريحَتها ! مَدَت يَدَها إليها !
مازال أليكساندر في مكانه ، لا تعلم أنه انتظر فالغرفة عودَتها !
هَمَس لنفسه : توشِك أن تعود لطبيعَتها !!
مُتناسيًا أنها لم تكُن طبيعية من البداية !! لكنها حَمَلَت المعجون الأرجواني لتُلقي به في سلة المُهملات !!
رَفَع حاجِبًا مُبتَسِمًا بينما تَفُك القِرط الذي بِحاجبها أيضًا وتُلقي به ليُخلف مكانه فجوة قد تُعَد علامِة جمال في نَظَر البعض !!

جينز أزرق مع قَميص أبيض طويل واسِع بلا أزرار يُناسِب فَصل الصَيف الذي حَلَ !

أخذت تدور حول نفسها فالمكان فجأة !، لا .. لا تدور حول نفسها !! تدور حول أليكساندر !!
وقفت أمامه تمامًا !! عيناهما بنفس المستوي !! هَمَسَت : هل أنت هُنا؟
تراجَع للخَلف : نعم؟
زَفَرَت : لقد جُنِنت !!
ظل ينظُر لها ، لا تراه بدون شك !! أو حتي تسمعه !!

حَمَلَت حقيبتها علي كَتِف وأغلقت باب المنزل بالمُفتاح الذي لم تستخدمه قط !!

نَظَرَت لمنزل الجيران ! وكأن عيونَها تَبحَث عن كاليب !! لكنه لم يَظهَر كما اعتادت منه أن يفعل !!
تَذَكَرت أنها انفصلت عنه بطريقة سخيفة لتزفر مُتمتمة لنفسها : يَستَحِق الأفضل !!

مع ذلك لم تفهم ذلك الموقف الذي حَدَث بينهما عندما كانت فاقِدَة للذاكرة !!

جَلَسَت القُرفصاء أمام أحد الأطفال الذاهبين لمدارسهم : هل تتذكرني؟!
قَضَب حاجبيه : نعم !! أنتِ تلك الفتاة التي صَدَمَت كلبي بدراجتها النارية !!
قَلَبَ بصرُه فالمنطقة : أين دراجتك؟!
وضَعَت كفيها علي كتفاه بهدوء : لقد بِعتَها ! فقط أردت أن اعتذر إليك بنفسي !!
نَظَر لعينيها ، لم يفهم لماذا هيّ دامِعة أو ما سِر تلك الانكسارة التي اختبأت فيها لكنه شَعَر !!
أراد سؤالها "ما الأمر؟!"
اكتفي بضمها كونهما بنفس مستوي الطول الآن : لا عليكِ !! كلبي بخير وحبيبك ذاك اعتذر سابِقًا !!
ضَحِكت بخفة لا تدرِ ماذا تقول "لم يعُد حبيبي!" لا تبدو صحيحة !!
اخرجت حلوي من جيبها لتُعطيها له ثم تذهب في طريقَها مُلَوِحة !!

___

تَم دَفعَها أمام خِزانتها ! ، هل تكرر هذا المشهد سابِقًا؟!
دارَت لتواجه كاثرين بتملمُل : ماذا تُريدين؟!
ابتسمت بُنية الشعر ابتسامتها المعهودة التي تجلب المُعجَبين لها ! : أهم ما وَرَدَ ذكرُه بالدروس لهذا العام !!
تظاهرت آوراكِل بالتفكير : هذا فِعل يدُل علي الاهتمام !! اهتمام "مُتبادل" بين "الأصدقاء" أو "الأحبة" !! أيبدو لك أن أي من هذه الأشياء ينطبق علينا؟!
حاولت ابعادها عن طَريقها : اغرُبي عن وجهي كاثرين لا أطيق رؤيتك !!
صاحَت الأُخري : وإلا ماذا؟!

فجأة رأت آوراكِل خيطًا ضوئيًا يطير فالهواء مُتَصِلًا بعُنُق كاثرين ! تساءَلت عن كُنهه قبل أن تمُد يدَها لتضغط عليه !!
بدأت كاثرين بالاختناق !! أمسكت رَقَبتها : ماالذي تفعلينه؟!
كاثرين ليست غبية ! تستطيع رؤية يد آوراكِل تضغط علي شيء بالهواء !!
بدأت عيناها البُنيتان تدمعان : ماذا تكونين بحق الجحيم؟! من عَبَدِة الشيطان؟!
تَرَكَت آوراكِل الخيط الذي لم تفهم ما هو أو كيف تراه !!
تأكدَت شكوكَها !! لكنها لا تستطيع الجلوس الآن والتفكير بالفروض لديها كاثرين يجب أن تتعامل مَعها !!
جَارَت كلامَها : نعم !!
رَفَعَت رسغيها فالهواء ليسقُط القميص قليلًا كاشفًا علاماتها : أنا لعينة انتحارية أمثالك لا يستطعن التعامُل معي !!
أعادت مسك الخيط الضوئي غامِزَة لها !! ، نظرَت لها كاثرين بحُنق شاعِرة بضغطة خفيفة علي عُنُقها : حسنًا !! فقط اوقفي ... أيًا كان ما تفعلينه !!
ابتسمت آوراكِل لتفتح كفها وتُسقِط الخيط منه : كما تُريدين !!

بدأت كاثرين بالمُغادرة ومُجبَرَة تلك المرة !! ومازالت الشقراء صامِتة لكن في عيونها نظرة لا تُبَشِر بالخَير لكن آوراكِل لم تهتم لها !!

سَمَعَت تَصفيق يتعالي كون صاحبُه يتجه إليها !! ، أنه كاليب !!
سارَت إليه ليلتقيا بالمنتصف ، فاتحًا ذراعيه بذلك الشكل لتضمه : أنا واقِفة علي قدميك؟
ازدادت قوة ضمه : لا أهتم !!
أخرجها بعد ثوان من حُضنه : أخبرتك أنها سيئة !!
لم تستطع النظر في عيناه : أعلم !! لا أدري كيف لم أرَ هذا قبلًا أو كيف انفصلت عنك بسببها !! كل ما فعلته كان أخباري الحقيقة !!
تهلل وجهُه : يبدو أن قلبك تَغَيَر الآن !! هل أصبح لديّ مكانًا أخيرًا أم ماذا؟!
حاوَلت التملُص من كلماته : بالمناسبة !! ماذا كان ذلك عندما أدعيت أنك لا تعرفني؟! هلّا شَرَحت؟!
الآن دوره لمحاولة التملُص : آآ عَلِمت أنك فقدتِ الذاكرة فأردت أن أجعلك تُحبيني مرة أُخري !! لأننا انفصلنا ..!
ساد الصمت لثانية لكنها كسرته : هل أنت .. جدي؟! كنت ستحاول هذا ؟! لحظة من أخبرَك؟!
رَفَع كتفيه : أخي !!
قَضَبَت حاجبيها : أخاك؟!
تابع : أنه المُحَقِق ..
وضعت القطع في أماكنها أخيرًا : لهذا لم يقُل اسم عائلتُه !!
بدأ أليكساندر بالضَحِك وهوَ يُشاهدهما يبتعدان : يبدو أن مُهِمَتي هُنا اكتملت واكتمل معها أشياء أُخري !!
وقفت آوراكِل فجأة في مكانها : كاليب؟
حدَقَت العينان السوداوان بعينيها وكأنه يسأل قبل أن ينطق : ماذا؟
تَرَدَدَت : هل أستطيع أن أُخبِركَ سِرًا؟!
ضَيَق عيناه : بالطَبع !!
زَفرَت مُستَعِدَة لعلامات عدم التصديق أو حتي "المُجاراة بدون تصديق" : بشأن ذلك الحادِث .. لقد أنقذني .. نوع من الأشباح !! لا أدري حقًا !!
سَعَل أليكساندر : الأشباح؟ ليست الكلمة الصحيحة فِعلًا ! لكن لا عليكِ !! يُفتَرَض أني محوت نفسي من ذاكرتك !!
أمسَك كاليب بيدها مُتجهًا لصفهم التالي : إذن؟ ليس بالخطب الجَلل !! جابرييل كاد يَغرَق مرة بالبُحيرَة الكبيرة..
قاطَعتهُ بسؤال : المُخيَم؟!
تابَع : نعم ! ولكنه نجي بطريقة ما رغم كونه لا يُجيد السباحة !! استمر بالترديد أنّ ملاكًا أنقذُه !! كان بعُمرنا وقتَها !! أظُن ... أن هذه الأشياء تحدُث !! ليست المرة الأولي التي أسمع عنها !!
ظَهَر آف فجأة من اللا مكان بجوار أليكساندر : كُنت أنا ذلك الملاك الذي أنقَذَ جابرييل !! مازلت أتذكرُه !! ظَل مُرتَعِبًا لفترة ليسَت بالقصيرة لكنه .. تحوَل بعدها .. تجرُبة "القُرب من المَوت" تُغير البَشَر فِعلًا !! ، كان لا مُباليًا نتيجة كون أبويه علي وشكِ أن يتطلَقا ودائما الشِجار أفهم أن هذا ليس مُمتعًا للمُراهقين ! ، كان يَقوم بعزل نفسُه عن الجميع لسبب لا أعلمه !! لكن .. بعد حادثة الغَرَق تلك وطلاق والديه أصبح يعتني بشقيقه الأصغر !! خَشَي .. أن يُصبِح مثلُه !! رُبما هذا أحد أسباب كون كاليب الشخصية التي تراها الآن !!
رَكَز أليكساندر بصرُه علي كاليب : مُتفائِل ، جيد فالدراسة ، علي خُلُق !! لطالما تساءلت عن سِر حُبُه لآوراكِل !!
دَور آف لتركيز بصرُه لكن علي آوراكِل !! : البَشَر مشاعرهم .. مُعَقَدَة !! ذلك القَدَر .. أتعتقد أن كاليب سيكون له دَور فيه بتلك القوة؟! هل سيؤثر عليها فِعلًا لتُصبح ذلك الشخص الذي قرأنا عنه؟!
ابتسم أليكساندر : سنعلم أن تابَعنا المُراقبة !! علي الأقل الآن أعلم لماذا شعرت بطاقة غريبة حول جابرييل !!
بدأ آف بالمشي : الملائكة لا يعلمون كل شيء !! من كان يعلم أن الحوادِث مُترابطة بتلك الطريقة !!
علي بُعد خطوات نطقت آوراكِل : إذن ماذا الآن؟! جميعُنا مراهقين كانوا علي وشك الموت؟! ما خطب هذا؟!
قَهقه كاليب : لا لن تستمر الأمور علي هذا الشكل !! أعِدِك !! لنبدأ أولًا بـ "يجب حقًا أن تحصُلين علي بعض الأصدقاء الحقيقيين" !! أعلم بعض الأشخاص "الجيدين" ثم ما رأيك أن نخرُج بموعِد فالغد بعد أن نُنهي أخر اختبار ؟! وأيضًا هل أبليتِ حسنًا في اختبار اليوم؟! انسي أمر الموعِد !! يجب أن نُذاكر !!
جَذَبَها من يدها وبدأ فالركض : إلي المكتبة الآن !!
لم تتمالك نفسها فانفجرت بالضَحِك بينما تركُض معه : هل أخبَرتَك أني أُحِبَك من قبل؟!
توقَف عن السَير ليبتسم مُظهرًا كل أسنانه البيضاء : نعم !! دومًا !! لكنك .. لم تكوني هُنا !! كما أنتِ هُنا الآن !! .. أنا حقًا .. سعيد !!
نظر أليكساندر لآف : توقُعك تحقق للتو !! أعتقد أنه .. كان دومًا يري شيئًا كلانا لا يراه !! حتي بعيون الملائكة !!

-

التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 02-07-2016 الساعة 07:50 PM
رد مع اقتباس