الموضوع: اسيرا الوهم
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 12-28-2015, 09:59 PM
oud
 


الفصل العاشر<>

أستيقظ مارتن مبكراً على الرغم من نومه في وقت متأخر وجلس يتناول إفطاره وإذا بهاتفه الخلوي يرن كان المتصل صديقة الدكتور إيريك " أهلا بك دكتور إيريك صباح الخير" "صباح الخير يا مارتن كيف حالك يا صديقي لم اعد أراك كثيراً أين اختفيت؟" ضحك مارتن وقال " هربت منك خوفاً من أن تعطيني حقنة من حقنك القاتلة أنت و زوجتك و أنا أريد الحياة لدي أعمال يجب أن أنهيها" " لا تخف لن أفقدك الحياة وأنت أعزب دهر" " هذا كرم منك" " أسمعني يا صديقي أنا في حاجة إليك و أريد مساعدتك " "تفضل " " زوجتي سافرت مع فريق طبي إلى أمريكا وأنا سأقوم بعمليه جراحية لأحد المرضى في الساعة الثامنة وبعدها سأسافر لأنظم إليهم وسأعود بعد ثلاثة أيام أو قد يطول الأمر إلى أسبوع و أريد أن اترك أبني تيمي معك إن كنت تستطيع فلا يمكنني أخذه معي " "لا مشكلة سأصنع معروفاً لمريضك الذي ستجري له العملية حتى لا يقتله أبنك" ضحك صديقه وقال " أنك ترى كل عائلتي قتله " "يقال ثلثا الولد لخله ومن شابه أباه فما ظلم فماذا تتوقع أن أرى أبنك غير مدمر" "شكراً لك يا مارتن لن أنسى هذا لك أنت صديق مخلص " " سأحضر إلى منزلك في السابعة لأخذ تيمي هل يناسبك هذا؟ " تماما . إذا اتفقنا إلى اللقاء " "إلى اللقاء" نظر مارتن إلى ساعته بقي أمامه ساعة من الوقت ليأخذ ابن صديقه فجلس يقلب أوراق الصحيفة أما كاثرن التي لم تستطع النوم إلا قبيل الفجر بسبب ذهنها المشغول بوالديها كثيراً وفي السر الذي يخفيه مارتن عنها فلم تستيقظ إلا بعد مضى وقت طويل. أنطلق صوت المنبه منذر لها أنها التاسعة صباحاً تذكرت أن لديها اجتماع مع الموظفين بعد نصف ساعة لبست ملابس رسمية للعمل ورتبت شعرها بعد ذلك تناولت إفطارها بسرعة ثم طلبت سيارة أجرة وذهبت إلى الشركة انتظرت حتى أكتمل عدد الموظفين وقبل أن تدخل طلبت من السكرتيرة أن تتدبر أمر أصلاح عجلت السيارة وأن يحضروها إلى الشركة لتستخدمها في العودة إلى المنزل ثم دخلت غرفة الاجتماع لتبدأ أول يوم في العمل. أخذ مارتن تيمي الذي عمره خمس سنوات وجلس يلهو معه في الهايدبارك ثم نظر إلى ساعته " إنها العاشرة والنصف هيا يا تيمي يجب أن اذهب إلى كاثرى " " أرجوك يا عم مارتن دعنا نلعب معاً" " ليس ألان لدي موعد مهم " " إذاً خذني معك" " هذا بديهي وأين سأبقيك فلا مربية لدي في المنزل ولا خادمة حتى تهتم بك " " أين سنذهب؟" " ستعرف في الطريق يا صغيري " ركب مارتن وتيمي السيارة و اتجها إلى شركة السيد ألبرت أوقف السيارة في الكراج وقبل أن ينزل قال "تيمي سوف ندخل إلى الشركة وليس منتزه لا للكلام لا للأسئلة ولا لركض في الممرات هذا مكان عمل واضح" " واضح عم مارتن" نزل مارتن وهو ممسك بيد تيمي حتى لا يفلت منه ثم دخلا إلى المصعد وطلب تيمي أن يضغط هو الزر ومارتن يأمره أن يخفض صوته ولكن لا فأده تيمي يقفز ويضحك وكأنه في مدينه الألعاب ومارتن لا يريد أن يقسو عليه لأنه لا يزال طفلاً ويعامله بحنان أبوي. طلبوا الطابق الرابع الذي فيه مكتب مدير الشركة . ازدحم المصعد بالناس وهذا ما جعل مارتن يكون في داخل المصعد وعندما فتح باب المصعد في الطابق الثالث أفلت تيمي يده من يد مارتن وأنطلق بين أرجل الناس وخرج من المصعد أراد مارتن اللحاق به لكن الزحام منعه وأغلق باب المصعد متجه إلى الطابق الرابع .سأل مارتن الله إلا يفعل تيمي شيء غبي من مشاكساته. تيمي الصغير أخذ يلهو في الممرات حتى وصل إلى غرفة الاجتماعات لم تره الموظفة الجالسة على مكتبها لتحرس الباب لأنها تنظر إلى نفسها في المرأة وتعدل ماكياجها إضافة إلى أن تيمي طفل وليس طويل. فتح الباب ودخل غرفة الاجتماع و كاثرن تلقي أوامرها الأخيرة على الموظفين رؤساء الأقسام ولم ينتبه أحد منهم إلى الطفل الذي تسلل تحت الطاولة وحبا على ركبتيه إلى أن وصل إلى قدم كاثرن نظر إلى حذائها الأسود اللامع وظهر في رأسه الغريب فكرة مجنونة. صرخ بصوت مرتفع وهو يخرج لها من تحت الطاولة ارتعدت كاثرن قليلاً وحمدت الله أنها لم تصرخ فتفقد شخصيتها المهيبة أما الموظفين نظرت إلى طفل أشقر الشعر أبيض البشرة بعينين زرقاوان وهو يضحك لها بشفتين محمرتين .أمسكت الطفل من يده ونظرت للذين معها وقالت "ولد من هذا هل يعرفه أحد منكم ؟ " لم تلقى جواباً من الموجودين وأخبرتهم أن اصطحاب الأطفال إلى الشركة ممنوع دون إذن مسبق منها وحاولت إنهاء الاجتماع بسرعة حتى تنظر في أمر الصبي.أما مارتن فكان قد نزل وبحث في كل مكان فلم يجده ورأى غرفة الاجتماع مفتوحة قليلاً والمرأة مشغولة بزينة شعرها أحس مارتن أنه سيجد ضالته هناك اتجه إلى الباب فقامت الموظفة تمنعه من الدخول " أرجوك يا سيدي ممنوع الدخول إنها غرفة اجتماع" "أسمحي لي هناك طفل في الداخل وسيثير الكثير من المتاعب" "لا أستطيع الآنسة ألبرت أعطتني أوامرها أن لا يدخل أحد أي كان وسأعاقب أن تركتك تتدخل " كان مارتن يكلم الموظفة و خلف ظهره الباب لم تنتبه كاثرن له عندما خرجت ممسكة بيد الصغير وذهبت إلى مكتبها ولم ينتبه مارتن و لا الموظفة لهما " أسمعيني يا آنسة لن تعاقبك الآنسة ألبرت أن دخلت فانا صديق لها " "أرجوك يا سيدي ..." انتبهت الموظفة أن الاجتماع انتهى فقالت أنه يمكنه الدخول ألان دخل مارتن وأخذ يبحث في داخل الغرفة أما الموظفة فقد استدعتها كاثرن إلى مكتبها لتناقشها في إهمالها لم يجد مارتن تيمي وأسرع إلى مكتب كاثرن . "قلت لكي ألا يدخل أحد إلى الاجتماع أين كنت عندما دخل هذا الطفل؟" "آنستي لقد كنت في مكتبي لكنى لم أنتبه " "خذي الصبي و أعرفي من أتى به إلى الشركة ودعية يأتي إلي حالاً " "حاضر آنسة ألبرت" أرادت الموظفة أخذ تيمي لكنها لم تجده وسألت كاثرن عنه نظرت كاثرن حولها وقالت "قبل قليل كان هنا أين اختفى؟" بحثت كاثرن تحت المكتب الفخم الكبير وخلف الستائر والموظفة تبحث عند مكتبة الكتب وخلف أشجار الزينة .أثناء ذلك طلب مارتن من السكرتيرة كيم أن تخبر الآنسة ألبرت بقدومه طرقة كيم الباب بلطف ثم دخلت لترى رئيستها تبحث و توبخ الموظفة أرادت أن تخبرها أن السيد روبرتسون هنا ويريد مقابلتها لكن كاثرن كانت غاضبة بسبب الطفل فأوقفتها عن الكلام وأمرتها أن تغلق الباب وتبحث معهما أتهجت كيم لتغلق الباب لكن مارتن كاد ينفذ صبره لفقده أبن صديقه فدخل ونظر إلى كاثرن وبجنبها الموظفة وهو يقول "مرحبا كاثرى أتيت ..." رفعت يدها في الهواء بعصبيه وقالت "أهلا مارتن ليس الآن لدي مشكلة " كانت كيم تقف خلف مارتن و الموظفة الأخرى تقف بجانب كاثرن أمام مارتن وخلفهما المكتب أرادت أن تتكلم وتقول أن هذا الرجل والد الصبي لكن تيمي خرج من خلفهما وهما تنظران إلى مارتن وأمسك بجاكت كاثرن الأسود وشده صارخاً بقوة ارتعدت كاثرن هذه المرة بوضوح كما تفاجأ جميع من كان في المكتب وأسرع تيمي إلى مارتن وأحتضن ساقه الطويلة وهو يصيح بمرح "عم مارتن" أرخى مارتن يديه على الصبي ونظر إلى كاثرن ليبحث عن عذر و عندما رأت كاثرن هذا اتكأت بمؤخرتها على المكتب الذي خلفها وقد قطبت جبينها عاقدة يديها على صدرها وقالت " هل تعرف هذا الصبي يا مارتن؟ " " آه أجل أنا أسف على كل الإزعاج الذي سببه تيمي" ثم دفع رأس الصغير بلطف وقال "هيا أعتذر للآنسة ألبرت" ضحك الصغير بطفولة ضحكة جميلة دعت كاثرن إلى الضحك وهو يقول "أنا أسف آنسة ألبرت" "أنت مدين لي بتفسير لما حدث" أمرت كاثرن السكرتيرة كيم والمرأة الأخرى بالانصراف بعد أن نبهت الأخيرة أن الموضوع لم ينتهي بعد و بقيت مع مارتن تسأله عن أمر تيمي فأخبرها انه أبن صديقه الذي سافر إلى أمريكا في عمل ,سألته كيف سيتدبر أمر تيمي فأجاب وهو يجلس على المقعد الجلدي الفاخر مقرباً تيمي منه " الحقيقة أني لا أعلم ولابد أن أدير أعمال شركتي وتيمي طفل صغير لا يمكنني تركه لوحده وكما رأيت فهو كثر الحركة ويثير المتاعب " " لا أعلم ولكن أن أردت مساعدتي فأنا مستعدة " " لديك ما يكفيك كيف كان الاجتماع أتمنى أنه لم يفسده؟" " أتعرف كنت فعلاً غاضبة من تصرفه عند دخوله الاجتماع و الفوضى التي صنعها في مكتبي لكن ما أن تنظر إلى عيني طفل جميلتين مثلهما حتى ترى الأمل الذي كدنا نفقده " ألآمل هذا فعلا ما تحتاج أليه فهي تترقب المساء بفارغ الصبر قام مارتن من مكانه وأخذ ورقة من المكتب وقلم وأعطها إلى تيمي ليرسم ثم التفت لها وهي تتجه لتجلس على الكرسي الضخم خلف المكتب وقال "حسناً لنبدأ العمل " أزاحت شعرها الأحمر على جانب من رأسها لتخفي ارتجاف يديها و تبدو طبيعية بينما هو يجلس على حافة المكتب مقابل لها وهي تراقبه شعره الطويل الذي لم يقص و ذقنه الغير محلوق وتولد لديها رغبة بأن تمد يدها إلى ذقنه لكنها عنفت نفسها بشده لانجذابها إلى رجل لا يحبها علاوة على أنه يراها متحررة طلبت منه أن يبدأ العمل فبدأ يشرح لها كل ورقة وطريقة العمل وأثناء عرضه لأحدى المسائل لاحظ أنها عقدة حاجبيها بشده وهي تحاول أن تفهم ما أمامها ولم تستطع أن تسأله فهي تتحاشى النظر إلى العينين الرماديتين فقال لها "ما بك؟ " رفعت بصرها إليه كان عاقداً حاجبيه وينظر لها بعينين مبتسمتين وفيهما تعبير ناعم وعلى فمه تكشيرة صغيرة جميل تدل على تعاطفه لم تعرف بماذا تجيبه فاعتقد أنها خجلى من أن تقول أنها لم تفهم فتمتم بحنان "لم تفهمي أليس كذلك؟ " "آه..أجل" "لا بائس يمكنني أن أعيد بوضوح أكثر" وانتبه مارتن إلى جديتها وقوة شخصيتها وذكائها واستيعابها للأمور بسرعة لكنه لم يلاحظ توترها من قربه منها عندما كان يحني رأسه و يتكلم وأنفاسه الدافئة تصطدم بوجنتيها لينظر إلى ورقة سألته عنها وعطره الرجالي ملئ رئتيها مضى عليهما وقت طويل حتى انتهوا من معظم الأوراق. يا لها من كارثة إن كانت ستعاني كل يوم من وجود مارتن بهذا القرب هي لا تنكر انه كان في غاية اللطف معها لكن عليها أن لا تنسى أنه اخبرها أن لطفه هذا يعود إلى اهتمامه بوالدها وليس بها عليها أن لا تسمح لنفسها بالانجراف مع هذه المشاعر المجنونة فهي ليست مراهقة لابد أن تكافح لتحافظ على ما بقى لها من كرامه عليها أن تعالج قلبها من مرض حبه قبل أن يهلكها قطع عليها أفكارها مارتن وهو يتأمل وجهها المرهق " هل أنت بخير؟" يا له من رجل يسأل بكل بساطة ولا يعلم انه سبب متاعبها تمنت لو أنها لم تلتقي به أبداً فحياتها الهادئة انقلبت إلى بحر هادر وسيل جارف من المشاعر المتلاطمة قالت له بتكاسل وهي تقاوم الإرهاق الجسدي والذهني "أجل شكراً على مساعدتك" "كان هذا من دواعي سروري" نظر إلى ساعته أنه وقت الغداء لموظفين الشركة انتبهت إليه فأسأت فهمه وبادرت تقول "أنا آسفة لقد عطلت أعمالك على ما يبدو؟" "لا أبداً كنت أفكر إذا كنا نستطيع تناول الغداء في مطعم قريب من هنا " قالت وهي تفتح أحد المجلدات الضخمة على سطح المكتب "أنا آسفة حقاً يجب أن أعيد الاطلاع على الملفات ومحاولة رسم خطة للشركة" لكنه لم يتركها وشانها بل مد يده و أغلق المجلد وألح عليها أن ترافقه هو و تيمي للغداء "قلت لك أني لا استطيع" "كما لن تستطيعي مواصلة العمل اليوم أنت مجهدة جداً وهذا واضح على وجهكِ وعينيك يبدو انك لم تنامي الليلة الماضية أليس كذلك؟" لا تعرف متى فقدت كاثرن جميع أسلحتها وقالت بعفوية "لم أستطع النوم كنت أفكر بما ستخبرني به هذا المساء فلا تنسى الموعد" "أنا لم أنسى ولست بحاجة إلى تذكيري هيا لنتناول الغداء معاً فالعمل لن يتضرر حتى لو تركته إلى الغد " "أنت لم تستسلم بعد؟ " أقترب منها وغرق في عينيها لثواني ثم قال بهدوء "أنت تعرفين أن هذا ليس من طبعي" "اجل اعرف هذا " "هيا سيكون مفيد لكي فنجان قهوة لذيذ مع وجبة مغذية" "وأنا أصر على موقفي" "أذاً سأطلب الغداء هنا و نأكل سوياً" ومد يده ليطلب من السكرتيرة كيم إحضار وجبة لهما لكن كاثرن لا تحب مثل هذه الفوضى فالمكتب ليس مكان للأكل فقالت "اعتقد أني سأقبل بما عرضته أولاً " أبتسم وقال "شكراً لكي هذا شرف لي" أخيراً وقف و أبتعد عنها كان تيمي المسكين غارق في الأريكة الجلدية الفخمة يغط في نوم عميق تاركاً رسمه الطفولي البريء على الطاولة الزجاجية لاشك في أنه تعب من جو العمل الممل كما تعبت هي مد مارتن يده القوية إلى وجه الصبي الناعم وأيقظه بلمسة لطيفة وصوت رقيق جعل كاثرن تشك إن كان قلب مارتن يحمل مثل هذه المشاعر الأبوية .خرجت كاثرن قبل مارتن من الغرفة لتتأكد من السكرتيرة أنها اهتمت بوصول سيارتها وطمأنتها كيم أن سيارتها تنتظرها في الكراج . دخلوا إلى المصعد ونزلوا إلى الطابق الرضي ثم اتجهوا إلى الكراج عرض عليها مارتن أن تركب معه في سيارته لكنها أصرت على قيادة سيارتها واللحاق بهما .



[aldl]http://www.enjaztech.com/up/i/00015/rjzsj4wc6qvr.gif[/ald
l]
__________________