الفصل الخامس عشر
أصوات نقاش حاد بين متحدثين ليسا بغريبين صوت رجولي تعشق سماعه والصوت الأخر لعجوز تكاد تفقد السيطرة على صوتها الهادئ أما هي فتشعر بأنها تسبح في أعماق المحيط لا تميز ما يقال والصداع يملأ رأسها أنه حلم مزعج أجل حلم مزعج ودفنت وجهها في صدر مارتن معتقدة أنها تدفن وجهها في الوسادة ثم عادت لنومها كطفلة بريئة "من أنت أيها الشاب؟ " حدق فيها وهو يدخل المنزل حاملاً بين يديه كاثرن لا شك أنها الخالة ليزي اكتفى بالصمت إجابة على سؤالها فقالت " لا عجب أن تنسى كاثي الدروس التي تعلمتها أمام رجل مثلك؟ " قال بهمس حتى لا تستيقظ كاثرن " سأضعها في غرفتها ثم أعود إليك سيدتي " أكمل طريقة إلى الأعلى دون انتظار موافقتها .وضع كاثرن على سريرها بلطف مبالغ فيه سحب يده بنعومة من تحت ظهرها وعدل الأغطية ثم خرج ليلقى السيدة العجوز لكنه لم يجدها فجلس على الأريكة متكأ بذراعية على ساقية الطويلتين شابكاً كلتا يديه أمام فمه وألف فكرة تدور في رأسه ... تمطت كاثرن على سريرها بكسل وأخيراً استوعبت أنها في سريرها كيف أتت إلى هنا؟ بداء السؤال محيراً لفترة لكنها تذكرت أحداث الأمس لا شك في أن مارتن هو من أتى بها إلى هنا " أوه لا ليس مرة أخرى هذا سخيف جداً " نزلت من السرير وهي تفكره أنه كان على ديانا أن تيقظها كونها نامت من شدة الإرهاق لا يعني أن يحملها مارتن إلى غرفتها تباً لعنجهيته نظرت إلى الساعة كادت لا تصدق أنها نامت كل هذا الوقت أنه الصباح لكن الوقت لا يزال مبكراً لذهاب إلى الشركة.دخلت الحمام فرشت أسنانا ثم ألقت نفسها تحت المياه الباردة بعد ذلك عادت إلى غرفتها وهي تلف شعرها بالمنشفة وتنظر إلى عينيها في المرأة طويلا دون تفكير نظرت إلى الساعة الحائط أمامها ستتناول إفطارها ثم تذهب إلى العمل ألتفتت باتجاه صوت رنين هاتفها أمسكت بالجاكت الملقاة على السرير وأخرجته لتجد أن مارتن هو المتصل لن تجيبه رمت الهاتف مع الجاكت وفتحت خزانة ملابسها لتخرج ملابس العمل أرتدها بهدوء وهاتفها لا يكف عن الرنين نزلت لتتناول إفطارها وتطلب سيارة أجرة لذهاب إلى الشركة عوضاً عن سيارتها التي تركتها حين أصطحبها مارتن إلى المستشفى في سيارته بالأمس وما أن انتهت أمسكت هاتفها وأجابت على المتصل الغير مرحب به " نعم " " صباح الخير كاثرى " "صباح الخير هل لي أن أعرف الموضوع المهم الذي يجعلك تزعجني هذا الصباح؟" " أردت أن أخبرك أنه ليس عليك الذهاب إلى الشركة لأن والديك طلبا مني أبلاغيك بالذهاب إليهما " " أخشى أنك تأخرت لأني في طريقي إلى هناك إلى اللقاء " وقبل أن يضيف كلمة أخرى أغلقت الهاتف وقالت " كل شيء سخيف هذا اليوم " .عندما دخلت إلى الشركة لم تجد كيم في مكتبها تعمل كان هذا على غير عادتها عقدت حاجبيها قد تكون ذهبت إلى دورة المياه هذا أمرٌ محتمل اتجهت إلى مكتبها وفتحت الباب لترى مارتن جالس خلف المكتب وأمامه كيم في حاله من الخضوع وهي تمسح دموعها قالت كاثرن بنفاذ صبر " ما الذي يجري هنا؟ " فقال مارتن لكيم " يمكنك الانصراف الآن " خرجت كيم بخطوات سريعة وهي تغطي وجهها الأحمر عن الموجودين وتغلق الباب خلفها وعند انغلاق الباب انتبهت كاثرن إلى وجود رجل أخر أطول من مارتن وشديد الضخامة عاقداً ذراعيه على صدره كان مخيفة بنسبة لها فالتفتت بحده لمارتن وضربت كلتا يديها على المكتب أمامه وقالت " هل من الممكن أن تخبرني ما الذي يجري هنا ؟" "أحل أوضاع الشركة يا عزيزتي " " ولذلك اتصلت بي لتبعدني من هنا أليس كذلك ؟" " تقريباً " " كذبة أخرى يا مارتن ؟" " ليس كما تتصورين ولكن لماذا أتيت ؟" وضعت يديها على خصرها ونظرة بهزل له وهي تقول بسخرية "أسمح لي سؤال غبي جداً " ثم صاحت "أتيت لأعمل في شركتي " وقف مارتن من الكرسي متكاسلاً ثم دار حول المكتب ليقف أمامها وهو يتكأ بإحدى يديه على المكتب بينما الأخرى في جيبه وقال "لكن ليس لهذا اليوم يا مشاكستي " أشارت بيدها إلى الباب وصرخت "أخرج من هنا الآن " أمسك مارتن يدها وأعادها إلى جنبها وهو يقول " أخشى أني أنا المضطر... لن أقول لطردك تأدباً... لكن سأقول أخراجك من هنا " " سأطلب من الحرس أن يأخذوك أن لم تخرج " ثم نظرة بشك للرجل الجامد كالصنم والذي أبتسم لها بسخرية على الفور وكذلك فعل مارتن .مدت يدها بسرعة لتلتقط سماعة الهاتف الذي على المكتب وقبل أن تضغط الأرقام أغلق مارتن الخط بأصابعه بينما تناول بيده الأخرى السماعة وقال " أخشى أن هذا سيزعجك لكن والدك هو الذي طلب مني أن أكون هنا " "لماذا؟" " لأنه كان هناك أمور لا يمكنك القيام بها والتعامل معها " "بل لأني فتاة لا يمكن الاعتماد عليها أو الوثوق بها شكراً جزيلا لك لقد أوضحت الصورة لي " ثم رمت حقيبتها على المقعد الجلدي وقالت "قد تحتاج هذه وبلغ والدي أني لن أعود إلى الشركة مرة أخرى " وعندما استدارت سمعت خلفها فرقعة من أصابعي مارتن فوقف الرجل الضخم أمامها معترضاً طريقها فقالت بسخط لمارتن " أي نوع من الألعاب هذه؟ " " لما لا تجلسين لأوضح لك؟ لقد فهمت الأمر بشكل خاطئ " " وإن لم أفعل ؟" "سيقوم بذلك فرويدريك" أبتسم فرودريك على الفور وقال بصوت مرح وهو يحني رأسه احتراماً لها "سيكون ذلك من دواعي سروري آنستي " " أية حماقة تجري ؟؟ " أمسك مارتن بذراعها وقادها إلى أحد المقاعد وهو يقول " ستفهمين كل شيء الآن" وعندما جلست جلس هو على حافة المكتب أمامها وقال " هكذاً أفضل والآن سأخبرك لكن أحذرك من أن تقاطعيني لقد عرفت الفتاة التي كانت السبب في الخلاف بين أبويك " "هل كانت كيم ؟" أمسك مارتن بذقنها الجميل وقال "قلت دون مقاطعة على كل حال لم تكن كيم لكنها فتاة أخرى تعرف كيم وكانت هي السبب خلف تلك هذه المتاعب وقد اعتمدت على المعلومات التي مع كيم لأن والدك كان يثق بها وكان قد طلب منها أن تحدد موعداً له مع أمك وإن لم تتمكن من ذلك فعليها أن تحاول فهم المشكلة منها هكذا كان الأمر " "وكيف عرفت أنت؟ " "أمر بسيط جداً أخبرني السيد ألبرت أن كيم الوحيدة التي تعرف بأمر السيدة ألبرت وما أن تأكدت شكوكي حولها طلبتها إلى المكتب وناقشت الأمر معها " "ألهذا كانت تبكي؟ " " لقد أمرتها بأن تبحث لها عن عمل أخر خلال الأسبوع القادم " "لكنك لم تعرف من هي الفتاة الأخرى؟ " هز رأسه نافياً فقد فضلت كيم التكتم على اسم الفتاة وقال "لهذا أمرت كيم بترك الشركة خلال أسبوع أن لم تخبرني من تكون الفتاة " صمتت كاثرن قليلاً وقطبت جبينها كيم فتاة هادئة متزنة لماذا تفعل هذا لأبيها؟ هل من الممكن أن تكون تلك الفتاة تأسر كيم بإحسانها؟ .رفعت رأسها لمارتن فبان عنقها الجميل وهي تقول له "ولماذا لم تترك معالجة هذا الأمر لي؟ " "ببساطة لأني وعدتك يومها أني سأنهي هذا الأمر " وتذكرت ذلك بالفعل كان هذا بعد أن ذهبت لأمها ومارتن معها وتذكرت لمست يده الدافئة عندما سألها أن كانت تثق به ثم وعدها أن ينتهي هذا الكابوس المزعج بنسبة لها بينما مارتن لم يشأ أن يخبرها أنها لا يمكن أن تتعامل مع الأمر بسبب طلعها الحاد قالت له " وكذلك فعلت " "جيد والآن عليك الذهاب " وقفت بتحدي وقالت "أوه لا أسمح لي لقد أتممت عملك فعليك أنت أن تذهب " "أخبريني هل تفضلين الخروج مشي على قدميك أو محمولة على كتف فرودريك " "ماذا؟!" نظر مارتن إلى ساعة يده وقال "أمامك خمسين ثانية " "لكن اللعبة غير عادلة " "عليك أن تذهبي لوالديك" "وإن قلت لك أني لن أذهب؟" لم يعرها مارتن اهتمامه بل أبتسم وقال وهو ينظر إلى ساعته "بقي ثلاثين ثانية " فصرخت في وجهه "أنا لا أمزح يا مارتن " "عشرين ثانية " هنا تقدم فرودريك وهو يبتسم لها فمشت بعصبية نحو الباب وهي تقول "لا بأس يا مارتن سأريك وسأنتقم لنفسي أعدك " أغلقك الباب بقوة خلفها ليصدر صوت مزعج تبادل الرجلان اللذان في المكتب الابتسامة أما كيم فقد قفزت من كرسيها ذعراً معتقده أن كاثرن غاضبة منها وقفت كاثرن قليلاً ثم انتبهت إلى كيم ترى لماذا تشعر بالعطف على كيم هل لأنها تحبها أم ماذا ؟مشت نحوها بهدوء ثم قالت لها بصوت منخفض "لماذا فعلت ذلك يا كيم؟ " أخفضت كيم رأسها وقالت "أنا آسفة آنسة ألبرت لم أكن أعلم أن الأمر سيصل إلى هذا الحد؟" " وماذا كنت تتوقعين بنشر أسرار من كنت محل لثقته ؟" "هل علي أن أترك العمل إذا لم أخبركم باسم الفتاة كما قال السيد روبرتسون؟ " هزت كاثرن كتفيها وقالت " أخشى هذا " "وأين سأذهب ؟" " لا أعلم يمكنك الاحتفاظ بعملك لو أخبرتني " "أقسم لك أني لم أكن أعلم أنها ستفعل هذا " " لا يمكنني مساعدتك إذا لم تخبريني " "لكني ..." وضعت كاثرن يدها على كتف كيم وأشارت برأسها أن تجلس وسحبت الكرسي الذي أمام المكتب وجعلته بجوار كرسي كيم ثم قالت "لماذا لا تقصين على ما حدث منذ البداية ؟" نظرت أليها كيم بقلق وتردد لكنها في النهاية قررت أن تتكلم "ماذا لو أخبرتك ماذا سيحدث لي؟ " "أعدك أن تبقين في عملك " "وماذا عن الفتاة ؟" "لنعرف من هي أولاً ثم نقرر ما الذي تستحقه " بدأت كيم تحكي لكاثرن منذ البداية ما حدث معها من أن صديقتها بدا عليها الاهتمام لمعرفة أسم سيدها في العمل وكيف أنها بعد هذا أبدت استغرابها لصديقتها عندما طلب منها السيد ألبرت أن تتحدث مع زوجته وقد بدا على الأخيرة الاهتمام المفاجئ لدى سمعها الخبر كما أقسمت أنها لم تكن تعرف عن نواياها السيئة وأنها سرقت العنوان من حقيبتها دون علمها.سألتها كاثرن " هل أنت أسيرة لإحسانها؟ " "كلا لكنني عرفتها لأنه بين والدتينا صداقة " " لم تقولي لي أسمها بعد ؟" نظرت كيم بقلق لكاثرن التي شجعتها بابتسامتها "تدعى ميشيل بيكر" " هل أنت متأكدة من هذا يا كيم؟ " "أجل هل سيحدث لها شيء؟ " " اطمئني ستكونين خارج الموضوع ولكن لا تخبري أحد بما أخبرتني به " "وهل سأبقى في عملي؟" "بكل تأكيد يا عزيزتي كيم أنت إنسانة جديرة ذات كفاءة عالية " نظرت إليها كيم والشك في عيناها فقالت كاثرن "لقد أعطيتك كلمتي لكن عليك أن تعيدني بالإخلاص لشركة ألبرت " قالت كيم بحماس مندفع "أعدك آنسة ألبرت وشكراً جزيلاً لك ؟" وقفت كاثرن وقالت "حسناً أعتقد أنه علي الذهاب الآن استمتعي بأجازتك الأسبوعية وأنسي كل شيء إلى اللقاء " في هذه الأثناء خرج مارتن وقال "ألا تزالين هنا؟ " " ليس هذا من شأنك؟ " "هل تعتقدين هذا ؟" "بل أني واثقة منه " مشت كاثرن متجه نحو المصعد وقد عزمت الخروج هذه المرة فاقترب منها مارتن ومشى بجوارها رفعت كاثرن رأسها بثقة و فجأة مدت ساقها أمام ساق مارتن ليتعثر ويقع على وجهه لكنه أنتبه لها وجعل ساقه أمام ساقها فتعثرت هي وكادت أن تقع فأحاطها بذراعية من خلفها وألصقها بصدره "ما الذي تفعله دعني أذهب؟ " همس في أذنها "وتسأليني؟ كان علي أن أفعل هذا" "سأتأخر على والدي " ألصق خده بخدها وقال "هل تمانعين إن ذهبت معك ؟" "لا أعتقد أنك تحتاج إلى إجابة وإن لم تحررني فسأصرخ بأعلى صوتي " "وهل ستفعلين ذلك؟ " حاولت تحرير نفسها منه وهي تقول " لا تتحداني ؟" شعر بالإثارة أكثر جرأ حركتها وهي ملتصقة بجسده فقال " إذا ً أنا أتحداك" وفي الحال فتحت فمها لتصرخ لكنه سبقها ووضع يده القوية على فمها ودفعها نحو المصعد وصوت ضحكته المخنوقة في إذنها وقال "حان وقت الذهاب " كان لا يزال يطبق يده على فمها وسبقهما فرودريك للمصعد ودخل فيه ينتظرهما وعندما رأت كاثرن ابتسامة فرودريك أصرت على الانتقام لنفسها .وبمجرد أن أغلق باب المصعد وخفت قبضة يد مارتن على فمها عضت يده بكل ما أوتيت من قوة حاول مارتن تخليص يده من بين أسنانها وقد أحمر وجهه من شدة الغضب لكنه لم يفلح وسحب فرودريك كاثرن من يديها لكنه لم ينجح إلا في زيادة ألام مارتن الذي صرخ أحست بطعم شيء دافئ في فمها فأفلتت يده التي نزف منها قليل من الدم من جرأ عضتها نظر للحظة في يده وأطلق شتيمة غير مسموعة ثم أمسكها بقوة من ذراعها وجذبها إليه والشرر يتطاير من عينيه "أيتها الشقية " ومع أنها تخاف منه إذا غضب بهذا الشكل إلا أنها أحبت أن تكمل وتتوج انتقامها فقالت وهو تبتسم انتصارا "ما كان عليك أن تفعل معي ما فعلت أم أنك تعتقد أن من حقك أن تضايق الآخرين دون أن يضايقوك؟ " وفجأة نبهه فرودريك إنهم وصلوا لطابق الأرضي و بأن باب المصعد سيفتح بداء مجموعة من الناس بالدخول بعد خروجهم فأفلتت كاثرن من مارتن و هرولت مسرعة باتجاه الكاراج ثم انطلقت بسيرتها إلى حيث الفندق الذي يقيم فيه والديها ..... |