دخلت القصر وأنا أفتح هاتفي فرن على الفور ففتحت
الخط ووضعته على أذني وقلت وأنا أصعد السلالم
" نعم يا مزعج "
قال بضيق " اسمعني جيدا يا جابر عليك أن تحدد لي
موعدا وقريبا جدا وأن تحترمه أيضا "
قلت ضاحكا وأنا أدخل الجناح
" موعد وقريب معقولة , أن أحترمه فهذا حسب وقتي "
قال بضيق أكبر " وما فائدة الأولين إن لم تتوفر الأخيرة "
جلست على الأريكة في الردهة وقلت وأنا أرمي مفاتيحي
على الطاولة " أنت لا تعلم كم انشغلت هذين اليومين
ثم عليا أن أتحدث مع والدتي أيضا ومع زهور وأرى
ترتيباتهم للأمر ثم عليا أن أفهم مهية تحقيق شروطها
المجنونة وموعد عقد القران سيكون آخر أعمالي "
قال ببرود " هذه أمور سهلة تنجزها في ساعة أو أقل "
قلت بضيق " ألم تجد لك غير عائلتنا , خف علي
يا رجل وقدر ظروفي "
انفتح حينها باب غرفة النوم وخرجت منه أرجوان بفستانها
القصير ومرت من أمامي لمطبخ الجناح وكأنها لا تراني
وصلني صوته قائلا " لو كان لي رغبة في غيركم ما رميت
نفسي تحت رحمتك , أنتظرك يا سيد مشغول "
ضحكت من فوري فقال بضيق " هل قلت ما يضحك "
قلت وعيناي تتابعان أرجوان العائدة للغرفة
" من أين جئتني بهذه الصفة ظننتها بضاعة خاصة "
قال بتذمر " لست في مزاج لفك ألغازك يا رجل , وداعا
الآن لقد سددت لي نفسي أعان الله زوجتك عليك ولا
يكون في ظنك أنك ستتخلص مني بسهولة "
قلت ضاحكا " وداعا يا سيد مزعج "
وقفت بعدها واقتربت من الغرفة لأرى سبب كل هذا التجاهل
فلمن تتزين هكذا على غير عادتها فلأول مرة تضع ماكياجا
هكذا وترتدي فستان سهرات , ما أن اقتربت أكثر حتى
سمعت أصوات تهامس , من معها هنا يا ترى ! أم أنها تحدث
صديقتها في الهاتف فهي من يوم علمت أن القصر به نظام
مراقبة وهي لا تحادثها إلا همسا وكأنها لا تعلم أنه لا وقت
لدي لأراقبها على مدار اليوم لأصيب وقت اتصالها بها
فتحت مقبض الباب ببطء فهذه المرأة تعرف كيف تحرك فيك
الفضول رغم أني أستنزف كل قدراتي الفضولية في عملي
لكن من ليلة أشيائها المجنونة تلك علمت أنها تفوق المجرمين
ما أن انفتح الباب أكثر حتى فوجئت بها وأبنائي يقفون أمامها
وما أن رأوني وكأن ساعة الفرج لألسنتهم جاءت فما أصعب
أن تسكت الأطفال , صرخوا راكضين نحوي وتعلقوا بي وكل
واحد منهم يحمل هدية مغلفة في يده , نظرت لأرجوان فكانت
تنظر لهم وهم متعلقين بساقاي وتبتسم ابتسامة حنونة فلا يمكنني
تحديد مقدار ولو تخيلي لمدى حبها لهم , نظرت بعدها لي
وأشارت بيدها على يدها الأخرى وكأنها تشير لساعة في يدها
فنظرت لساعتي على الفور ليلفت انتباهي التاريخ مع أصوات
الأولاد المتداخلة قائلين " كل عام وأنت بخير بابا "
عيد ميلادي اليوم لم أنتبه له بتاتا رغم أني رأيت التاريخ أكثر
من مرة في أوراق عملي ! ابتعدوا عني ومدوا لي بهداياهم
فنزلت عندهم مستندا بقدماي على الأرض وأخذتهم منهم وقبلت
كل واحد منهم وشكرتهم ثم وقفت وقلت ونظري لأرجوان
" جهزي لي بذلة يا أرجوان وتكوني فعلت لي معروفا كبيرا "
أعلم أن وضعي سخيف جدا لكن ما باليد حيلة فمؤكد هم
ينتظرونني هنا منذ وقت لأنه لا يمكنها تخمين وقت وصولي
إلا بالمصادفة , نظرت بيسان لها ثم لي رافعة رأسها للأعلى
وقالت بصدمة " والاحتفال في غرفتينا والكعكة أيضا "
نظرت لأرجوان فكانت تنظر لهم على هدوئها دون أي
تعبير حتى في ملامحها فعدت بنظري عليهم وقلت
" مشغول حبيبتي في وقت آخر حسنا "
مدوا شفاههم بعبوس وقالت ترف بحزن " منذ الصباح ونحن
نجهز ذلك وتعبنا كثيرا لأن سيلا أوقعت الكعكة وأعدناها "
توجه أمجد نحو الباب ورمى بيده في الهواء قائلا بتذمر
" أخبرتكم منذ البداية أنه لن يبقى "
خرجت حينها أرجوان من صمتها قائلة بحدة
" أمجد "
التفت لها فكانت تنظر له باستياء فنظر ناحيتي وقال
بهدوء ونظره أرضا " آسف بابا "
قالت بعدها بجدية " اسبقوني للغرفة "
خرجوا يتبعون بعضهم والاستياء واضحا عليهم , لم تتركهم
يتكلموا أما هي فلن تفوتها بالتأكيد , التفت للخزانة من فوري
وفتحتها ووضعت هداياهم فيها ثم قلت لنبتعد عن الموضوع
ولتفهم أني معترف بخطئي " ما كان عليك توبيخه فأنا المخطئ
على كل حال لكني حقا منشغل "
تعمدت أن لا أقول لها مشغول لأنها ستذكرني بها فيما بعد
سمعت حركتها في الغرفة ولم تعلق بادئ الأمر ثم قالت
" كان عليه احترامك في كل الأحوال "
ثم اقتربت من الخزانة الأخرى فتحتها وتابعت قائلة
" أمجد خصوصا ولأنه ذكر عليه احترامك أكثر حتى من شقيقتاه "
أخرجت لي ملابس داخلية ورمتها على السرير وأخرجت
منشفة مدتها لي وقالت ونظرها حتى الآن تبعده عن نظري
" لا تخرج من الحمام وشعرك مبلل يا جابر فكم من
أشخاص أصابتهم جلطة دماغية بسبب ذلك "
أخذت منها المنشفة في صمت وتوجهت نحو الحمام , لازالت
تحتفظ بصمتها لكن لا يمكنها إخفاء الاستياء في ملامحها
استحممت سريعا وخرجت أجفف شعري بالمنشفة فكانت
تجلس أمام مرآة التزيين وقد غيرت فستانها وتمسح ماكياجها
توجهت ناحية السرير وأخذت ملابسي من هناك فلاحظت
الهدية الموجودة عند الطاولة في طرفها من السرير ويبدوا
لم تعد ترغب في تقديمها لي , لبست ملابسي الداخلية ومؤكد
سأعتمد على نفسي في لبس بذلتي هذه المرة فقد كانت تخلصني
من ربط ربطة العنق لأني لا أحب فعل ذلك إلا مجبرا , لكن
المفاجأة أنها وقفت وتوجهت نحو البذلة أخذتها وتوجهت نحوي
ومدت لي البنطلون فأخذته منها ولبسته سريعا ثم لبست القميص
ورفعت ياقته قائلا " أربطي ربطة العنق يا أرجوان فأنتي
لا تعلمي أي عمل سيء بالنسبة لي خلصتني منه "
امتثلت من فورها وربطتها ثم ألبستني السترة أيضا عكس
القميص الذي لبسته وحدي هذه المرة ثم قالت وهي تمد
لي الحزام ونظرها لازال أرضا " مُر بالأبناء في الغرفة ولو
واقفا سيكون أمرا مهما بالنسبة لهم مهما كان قليلا "
أخذته منها ولبسته ثم حضنت وجهها بيدي وقبلت خدها
وقلت بهمس " آسف يا أرجوان وأعدك أن أعوض
هذا في وقت آخر "
هزت رأسها بحسننا ثم قالت وهي توليني ظهرها
" كن بخير فقط هذا ما يهمني ويهمهم "
تنهدت وقلت " لو كان أمرا يمكن تأجيله لأجلته "
التفتت لي وابتسمت هذه المرة رغم أنها ابتسامة صغيرة
ونظرت لعيناي لأول مرة وقالت بهدوء " الخطأ مني , كان عليا
أن أسألك إن كان لديك وقت اليوم لكني أردت حقا أن نفاجئك "
تضع اللوم على نفسها أيضا رغم أني المذنب الوحيد
أذكر في السابق كانت حسناء تجهز حفلا خاصا لنا في مثل
هذا اليوم وقت مجيئي ليلا لكنه ينتهي بشجار طبعا لأنها
لا تفتأ تذكرني بواجباتي وإهمالي على حد قولها
رفعت المنشفة من الأرض ورميتها على السرير
قائلا " ألن ترافقيني لهم "
هزت رأسها بلا دون كلام فقلت ببرود " أرجوان إن كنتي
غاضبة مني فلا تسجني ذلك في نفسك كي لا تصيبك أنتي أيضا
جلطة دماغية ولا تؤجلي عتابك لليل لأني الآن بحال أفضل "
نظرت لي مطولا بصمت ثم قالت " بل لا أريد أن يشعروا أني
أنا من أجبرك على فعل ذلك لأنهم كانوا مستاءين , أريد أن
يشعروا أنك حقا مهتم لما فعلوه اليوم لأنهم شاركوني في
صنع وإعداد كل شيء ومنذ الصباح الباكر "
دائما ما تخون توقعاتي بإجاباتها وتهدأ وقت أتوقع
غضبها , خرجت من الغرفة دون أي كلمة إضافية ولا
أعلم لما اهرب دائما من التحدث معها أكثر
توجهت لغرفة الفتاتين ونظرت من خلف الباب فكانوا
يجلسون على طاولة طويلة ومؤكد أحضروها من غرفة
التدريس بالأسفل , الغرفة كانت مليئة بالبالونات والزينة
كانوا يحضنون وجوههم بأيديهم ومستاءين جدا على ما
يبدوا , مدت ترف يدها فضربتها بيسان قائلة
" لا تأكلي شيئا حتى تأتي ماما "
قالت ترف بضيق " ومن قال أنها ستأتي فقد تخرج
هي وبابا للغداء ونحن هنا ننتظر "
وما سر الغداء أيضا هل كانت تخطط لغداء في الخارج أم ماذا !!
دخلت لهم وما أن رأوني حتى ارتسمت الدهشة على وجوههم
ثم ابتسموا ابتسامة واسعة فنظرت للطاولة المليئة وقلت
" ما كل هذا ؟ هل كل هذه الأشياء من أجلي "
نزلت ترف من الكرسي ولأول مرة وحدها وكانت النتيجة أنها
وقعت أرضا ولكنها سرعان ما قفزت واقفة وتوجهت نحوي
مسرعة فحملتها بين يداي وقبلتها واقتربت منهم فحضنتني
ترف بقوة وقالت ورأسها يتكأ على كتف
" ضننا أنك لن تأتي لترى الغرفة والطعام "
قالت بيسان " أين ماما أليست من أحضرك هنا "
إذا كما توقعت أرجوان كانوا سيضنون أنها من سيطلب
مني هذا , قلت وأنا آخذ الشوكة من على الطاولة
" لا هي لا تعلم أني جئت هنا "
قالت بيسان وهي تشير بإصبعها
" تذوق الكعكة بابا لقد أعددناها معا "
تذوقت منها لقمتين وقلت " رائعة هي لذيذة جدا "
قالت ترف وهي تضرب بيدها على ظهري
" تلك بابا تلك , أنا من غلفها بالشكلاته ووضعت عليها الحلوى "
أخذت منها قطعة وأثنيت عليها ولم يتركوني حتى تذوقت من
كل شيء وهم يحكون لي ما ساعدوا به في إعداده وأنا أحسب
الوقت بعيناي وعقلي وهوا يضيع لكن الأمر كان يستحق
وقد أسعدهم كثيرا بالفعل وإن كانت دقائق معدودة
أنزلت بعدها ترف للأرض وقلت " عليا المغادرة الآن "
ثم خرجت من فوري وغادرت القصر مجيبا على
هاتفي الذي يرن منذ وقت وقلت
" نعم قادم في الطريق وأعلم أنني تأخرت "
قال بضيق " هل لاحظت انك منذ تزوجت لم تعد تحترم وقت العمل "
قلت ضاحكا " ألزم حدودك يا وقح وجهز رجالك سنغادر
فورا فيبدوا هذه المرة المشوار يستحق "
قال ضاحكا " أتمنى في الأيام القادمة أن نجد وقتا لنراك فيه "
قلت مختصرا " وداعا قبل أن أهينك "
وأغلقت منه الخط لأن عمي منصور كان متوجها نحوي
دسست هاتفي في جيبي وصافحته قائلا
" مرحبا بالعم أين لا نراك أبدا "
قال ببرود " ذكر نفسك بهذا يا قاطع الأرحام , بالله عليك
كم ساعة هي التي تجلس فيها مع زوجتك وأبنائك "
قلت بابتسامة جانبية " وقت تناول الطعام "
هز رأسه وقال مبتسما " أعانهم الله على غيابك في رمضان "
انفجرت ضاحكا فقال " أين معتصم "
قلت باستغراب " ليس هنا ولما لا تتصل به !! "
قال " لا يجيب وبتول جاءت هنا لتتحدث معه منذ قرابة
اليومين وبعدها سجنت نفسها في غرفتها ولم تخرج منها
حتى الآن رغم كل محاولاتنا فأريد أن أفهم منه ما حدث "
بقيت أنظر له بحيرة فقال " أخبرتها أن معتصم رفض فكرة
أن تغير دراستها وتذهب مع خالها فجن جنونها وفتحت لي
جميع الدفاتر ... لما يراني دون حجاب لما يدخل غرفتي
ولما تسكتون عنه وكيف يتحكم بي وبأي صفة فطلبت منها
أن تسأله بنفسها فغادرت المنزل متوجهة لقصركم هنا وهوا
كان موجودا ليختفي هوا بعدها وتسجن هيا نفسها فعلينا
إيجاده لنحل هذه المشكلة "
قلت بهدوء " هل أخبرها أنها زوجته ؟ "
رفع كتفيه وقال " الحقيقة لا يعلمها غيرهما , قد يكون
شد عليها في الكلام فقط أو حتى ضربها "
ثم قال بضيق " وسأقطع يده إن كان فعلها فأنا لم
أزوجها له ليمد يده عليها "
فتحت باب السيارة قائلا " كان تصرفه خاطئا منذ البداية
فإن كان أخبرها الآن بزواجهم يكون رد فعل طبيعي
منها ويستحق هوا كل ما سيأتيه "
قال بضيق " نريد حلا لها الآن هي لم تتناول شيئا منذ ذاك
الوقت ولا تجيب علينا أخاف أن يكون أصابها مكروه "
قلت وأنا اركب السيارة " سأتحدث معه وإن لم يجيب
سأرسل من يخرجه من تحت الأرض قبل المغيب
فعليه أن يجد حلا لأفكاره الجنونية "
ثم انطلقت خارجا من القصر وسيارتان من الحراس تتبعني
وركّبت سماعة الهاتف واتصلت به مرارا ولا يجيب فأرسلت
له ( أجب حالا أو تعرف جيدا كيف سأجلبك خلال ساعات )
بعدها بقليل اتصلت فأجاب قائلا " لا تهددني وهذا ما ينقص
تلقي القبض علي كالمجرمين "
قلت بضيق " تتهم بتول بالتصرفات الصبيانية وأنت لا تقل
عنها جنونا , هي على الأقل تحترم من هم أكبر منها "
قال ببرود " ماذا تريد "
قلت بغضب " كيف لا تجيب على عمك يا وقح يتصل بك
مرارا وتتجاهله , نعم فهوا يستحق ثقته بك وتزويجك ابنته
الوحيدة ودون حتى أخذ رأيها , الفتاة تسجن نفسها في غرفتها
منذ أتتك هناك في القصر ولا يعلمون حتى إن كانت حية
أم ميتة وأنت يعجبك دور المتجاهل كثيرا وهوا باله
مشغول ويحاول أن يجد حلا لابنته "
قال باختصار " سأتحدث معه "
قلت بحدة " بل تأتي لتتفاهم معها وأخبرها أنك تزوجتها أو
أنا من سيفعلها هذه المرة وإن كنت ضربتها فقسما يا معتصم
قسما بربي وربك أني أنا من سيأخذ الحق منك وليس والدها "
قال بضيق " زوجتي ولا أحد يتدخل بيننا "
قلت بحدة " ذلك عندما تتصرف بعقل يا عاقل يا راشد
يا من وثقنا بك وهي لا تزال طفلة ولا تتقبلك حتى التقبل
تسمعني جيدا وتنفذ ما أقول .... تذهب لها فورا وتخرجها
وإن بكسر الباب عليها وتتحدث معها عن الأمر إن لم
تكن تعلمه أساسا وهوا سبب سجنها لنفسها أو
سأتصل بالحرس في القصر ليفعلوها "
قال بغضب " نعم هذا ما كان ينقص يكسرون عليها باب
غرفتها ليروها بملابس المنزل وسيدعون الشهامة
لإخراجها لأنه مغمى عليها "
قلت ببرود " ما لدي قلته , أمامك ثلاث ساعات وسأتصل
بعمي منصور إن لم تخرجها سأنفذ ما قلت ولك أن تختار "
ثم أغلقت عليه الخط وتأففت بغضب واتصلت بعمي
منصور فأجاب من فوره قائلا " هل أجاب عليك "
قلت بهدوء ممزوج بالضيق " نعم وسيأتي في أي لحظة
أو سيكسر الحرس الباب عليها فتركها أكثر سيكون جنونا
والله وحده يعلم ما حدث بينهم وما فعلت بنفسها , وما كان
عليك تركها حتى الآن سجينة الغرفة فيومان ليس بقليل "
تنهد وقال " كانت تلك فكرة رضا أيضا لكني عارضته
فلا أريد أن نرعبها وكأننا في فيلم بوليسي "
قلت بضيق " ذلك أفضل من أن نكتشف بعد فوات الأوان
أنها آذت نفسها ولن ينفعنا الندم حينها , وشيء آخر إن
لم يكن أخبرها بزواجهما أو لم يفعلها الآن فافعلوها
أنتم أو فعلتها أنا ما أن أرجع "
قال " لتفتح لنا الباب أولا ثم لكل حادث حديث "
قلت بهدوء " هل تأمرني بشيء آخر "
قال على الفور " لا وشكرا لك يا جابر "
قلت مباشرة " وعلى ماذا الشكر الخطأ خطأ ابننا
فالتمس لنا أنت العذر "
قال ببرود " ابنتي وأعترف أنها أيضا مدللة ومجنونة "
قلت مختصرا " وداعا الآن واتصل بي إن لم يأتي وتفتح
هي الباب خلال ثلاث ساعات "
قال " حسنا "
ثم أنهيت الاتصال منه وكنت قد وصلت العاصمة لأنطلق
والفريق للجنوب من جديد فيبدوا ثمة خيط في القضايا
وجدناه وإن كان رفيعا جدا
*
* |