عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 12-29-2015, 04:03 PM
oud
 
[align=center][tabletext="width:70%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]*

*

وضع يديه في جيوبه وقال " نزار ما هذا الجنون

الذي تقوله ! كما أنه ليس وقته يا رجل "

قلت ببرود " ولما ليس وقته أنت فقط تحدث مع عائلة

والدها عن الأمر كي لا يلقوا عليا باللوم حينها وسأعلم

منها من يكون الشخص الذي قد توافق على الارتباط به "

قال بجمود " والسبب "

تأففت وقلت " جابر كم مرة ستقولها , السبب شخصي

ولا أريد الحدث عنه "

قال بسخرية " نزار لا تضيق الخناق على نفسك يا

صديقي المعادلة سهلة فلما تصعبها هكذا "

قلت بضيق " لم أفهم ولا تشرح لي "

قال بابتسامة جانبية " بل تفهم ومن دون أن أشرح لك

وكلامي واحد إن كان أنت ذاك الزوج فموافق وغيره

لا ولن أعرض حياة الفتاة للخطر بتزويجها بشخص لا

أعلم ما قد يضرها به بل قد نسلمها لهم ونحن لا ندري "

نظرت للجانب الآخر ولم أعلق فقال بضيق " نزار للمرة

المئة أسألك لماذا تريد أن تخرج الفتاة من منزلك "

لم أعلق ولم أتحرك فقال مغادرا " إن فعلت ما في

رأسك وتضررت الفتاة أنا من لن يرحمك

قبل أهلها يا نزار "

تأففت ونظرت جهة العمال الذين يتحركون دون

توقف , لما تصعبها علي يا جابر أنا مثلك لا أريد

أن أعرضها للخطر بل وأكثر منك لكن لا حل أمامي

غيره فلم أنجح ولا حتى في الهروب منها لأنها يبدوا

بدأت تسيطر على تفكيري حتى وهي ليست أمامي

ولا أتخيل أبدا أن أتزوج بها وهي في هذا السن

عقلي لا يقبل الفكرة أبدا فلأبعدها مع الشخص الذي

تريده من الآن وأتحمل على نفسي قبل أن يكبر شعوري

ناحيتها أكثر , غادرت من هناك وتوجهت لباب منزل

عم جابر واتصلت بها لتخرج وجلست في السيارة وما

هي إلا لحظات وخرجت وركبت في صمت وانطلقنا

عائدين ولم تغب فكرة سؤالها عن ذاك الشخص عن

بالي طوال الطريق وكلما فتحت فمي لأتحدث شعرت

بأن لساني تحول لحجر يرفض التحرك وقوة تمنعني

وكأني أخشى على نفسي من الجواب , وصلنا المنزل

ونزلت وهي تتبعني وتوجهت للأعلى من فورها

ونظري يتبعها حتى اختفت فسمعت صوت

والدتي قائلة " نزار تعال لا تذهب "

دخلت لغرفتها وجلست أمام سريرها فقالت مباشرة

" صباح زوجة عوني تحدثت عن موضوع سما

مجددا وأنا طلبت منها سؤالها بنفسها لأنهم

يضنون أن رأيها مغاير لرأيك "

قلت بحدة " سما سما وزواج وزوجّها سأفعلها

وأرحمكم جميعا ولا أحد يلقي عليا باللوم في شيء "

نظرت لي بصدمة فأنزلت نظري وقلت بهدوء

" آسف يا أمي لم أقصد الصراخ بك "

قالت ببرود " وبمن ستزوجها سيد نزار "

أشحت بنظري وقلت بكلمات أشعر أنها تخرج

من عروقي " بمن تريد هي طبعا "

" وأي كان اختيارها ؟؟ "

نظرت لها بسرعة فتابعت " أجب هل ستزوجها

به مهما كان ذاك الشخص "

قلت باستغراب " أمي ما معنى كلامك هذا !! "

اتكأت على سريرها وقالت " لا شيء اسألها وافعل

ما يحلو لك ولا تلم أحد على النتائج يا نزار "

وقفت وقلت " أنتي تعلمين أن سما تحب

شخصا فمن يكون "

ستكون على لسان والدتي أيسر من أن أسمعها

منها , قالت ببرود " لا أعلم "

قبضت على يداي بقوة وقلت " أمي أجيبي "

نظرت ناحيتي وقالت بضيق " قلت لا أعلم وهي

لم تخبرني عنه وكما أخبرتك يا نزار تحمل

نتائج هذا السؤال لأنها ستكون سيئة "

قلت مباشرة " ولما "

ابتسمت بسخرية ولم تعلق فخرجت من عندها

وصعدت من فوري للأعلى وجنون يسيطر علي

وأعلم معناه جيدا وهوا الحب يا نزار تحبها وعليك

أن تضع لهذا حدا مهما كرهته نفسك , طرقت

باب غرفتها عدة مرات ولم تفتح فقلت

" سما هل أنتي بخير افتحي الباب "

فتحت بعد قليل تنظر للأرض وأعلم معنى حركتها

هذه جيدا وهي إخفاء عينيها التي أتعبهما البكاء

تنفست بقوة وقلت " ما بك من ضايقك يا سما "

أولتني ظهرها وقالت " لا شيء ولا أحد "

هذه النبرة الباردة في صوتها أول مرة أسمعها !! أغمضت

عيناي بقوة ثم فتحتهما وقلت " سما أريد أن أسألك عن

أمر فيه مصلحتك ولم أعد أريد التدخل فيه وسأحتفظ

بأفكاري لنفسي وأحررك منها "

لم تعلق ولم تلتفت وخيرا فعلت أن أخفت وجهها

عني فتابعت " سما أنا ألغي كل كلامي الذي قلته لك

سابقا عن زواجك ومستعد لأن أزوجك بالشخص الذي

تريدي لكن عليا أن أتأكد منه أولا من أجل سلا.... "

قاطعتني قائلة بحدة " لا أريد أن أتزوج أحد لا أريد "

بقيت أنظر لها بصدمة , ما بها هل تشاجرت معه أم

ماذا !! التفتت لي وقالت بغضب أراه أول مرة " توقف عن

قول هذا يا نزار سحقا لك سحقا , أنا لا أريد أحدا لا هوا

ولا غيره ولا يريدني ولا يفكر بي أكرهه تفهم أكرهه "

بقيت مصدوما وجملة واحدة تتكرر في رأسي

(توقف عن قول هذا يا نزار سحقا لك سحقا )

أنا أبحث عنه بين الرجال وهوا .. لا يا سما لا تقوليها

ما أن فتحت فمي لأتحدث حتى غادرت جهة سريرها

وارتمت عليه تخفي وجهها في ذراعيها وقالت ببكاء

" متحجر ولا يشعر , لم أعد أريده ولا أريد

أن يتزوجني سحقا له "

أغمضت عيناي بشدة وأنزلت رأسي للأرض وسحقا

لي بالفعل يا سما كيف لم أنتبه لكل هذا وكلام والدتي

أن سؤالي ستكون نتائجه سلبية فهمت الآن معناه ومما

لا شك فيه أن والدتي تعلم بكل شيء , لما تصعبينها

علي يا سما لماذا , لا يمكنني الزواج بك كل شيء

ضد ذلك وسيكون جنونا حقيقيا , أنتي فقط لم تعرفي

غيري وأمامك العمر بطوله وستتغير مشاعرك الزائفة

هذه فأنا كنت في سنك وأعرف معنى هذا , بقيت أنظر

لها وهي تدس رأسها أكثر بين ذراعيها وتبكي فتنهدت

وقلت " حسنا يا سما لن أزوجك به ولا بغيره لأنه عليك

أن توجهي مشاعرك بشكل سليم فقد يكون لا يستحقك

وستكتشفين ذلك يوما , أنتي ورائك مستقبل طويل

وستتغير كل أفكارك صدقيني "

ثم ضغطت على يداي بقوة وتابعت

" انسيه وستجدين أفضل منه مستقبلا كوني أكيدة "

ثم أغلقت الباب وغادرت جهة غرفتي , كلامي قاس

عليها لكنه لن يكون أقسى من مستقبلها معي , وأن أقوله

وهي لا تعلم أني بث أفهم حقيقة مشاعرها نحوي أفضل

من أن أقوله وهي تعترف لي فسأجرحها أكثر حينها

*****************

طرقت باب جناحها ففتحت الباب وخرجت تعدل حجابها

على وجهها , ما هذه الحسناء لا أعلم أي درجة سيصل

لها الحسن في النساء بعد هذه الفاتنة , قلت بابتسامة

" ظننتك غيرتِ رأيك ولن تذهبي "

أغلقت باب جناحها وقالت " سنخرج هذه المرة فقط

يا أرجوان رجاء ولن نتأخر أيضا "

أمسكت يدها وسحبتها منها قائلة

" موافقة فقط أخرجي الآن قبل أن تغيري رأيك "

ثم تابعت ونحن ننزل السلالم " ولا تشتري من أجله

شيئا ولا حتى مشبك شعر وإن كان لا يعترف

بالحب فلا تتزوجيه من أساسه "

لم تتكلم ولم تعلق على الأمر ، خرجنا وركبنا السيارة

وغادرنا القصر ، لا أعلم لما أفعل كل هذا من أجلها

ومن أجل حتى أطفال لا يمدون لي بأي صلة

خصوصا بعد الكلام الجارح والمؤذي الذي سمعته

منه وأنا كالحمقاء لم أتوانى لحظة عن التعبير عما

أشعر به وعن أهميته في حياتي ليضربني على قلبي

بتلك الحقيقة الموجعة التي قالها منذ البداية .... مربية

فقط وحدودنا الأولاد , لكني سمعت كلام سوسن وصدقته

وها قد جاءتني النتائج الرائعة لأدرك الحقيقة بعد فوات

الأوان وبعد أن أحببته ولكن على هذه المهزلة أن تتوقف

وصلنا لمركز التسوق الذي بت أرتاده دائما منذ تزوجت

ونزلنا وهي تسير بجانبي في صمت ، سبحان الله لو لم

أسمع صوتها بأذني لقلت أنها خرساء ، جلنا بعض

المحلات والحارسان خلفنا وشبه مجبرة اشترت زهور

بعض الأغراض وفساتين كالفساتين التي تلبسها دائما

ولا تليق بسواها ، دخلنا بعدها لمحل لبيع الذهب

والمجوهرات وما أن وقفنا عند طاولة المعروضات

حتى توجه أحد الباعة نحوها فورا ينظر لها بتفحص

مبتسما وقال " تفضلي يا آنسة سيعجبك ما لدينا بالتأكيد "

ياله من وقح من قال له هي التي ستشتري وليس أنا ولا

ألومه من يرى هذا البدر ولا ينسى نفسه حتى أنه لم

يشك أن تكون متزوجة مرتين وناداها بالآنسة ، سحبتها

معي للجهة الأخرى عند الباب أريها بعض الحلي ثم

انتقلنا لجهة أخرى لكن في الداخل فسمعنا صوت من

خلفنا قائلا باستغراب " زهور !! "

نظرنا كلينا للخلف فكان رجل يبدوا في سن جابر أو

أكبر منه بقليل بملامح فيها جاذبية غريبة لا تعرف

فيما تحديدا وأجمل ما فيه خصلات شعره التي تعانق

جبينه الشامخ مع نظارة النظر الطبية التي زادته هيبة

كان ينظر لها باستغراب وكأنه لا يتوقع وجودها هنا

ويمسك في يده كيسا لماركة معروفة لشركة حواسيب

نظرتُ لزهور فكانت تنظر للأرض ثم تراجعت خطوتين

حتى التصقت بالطاولة فتقدم منها في خطوة واحدة ومد

يده وأمسك يدها ورفعها له ليصعقني حين قبلها قبله

طويلة ثم أمسكها بكلتا يديه وقبل كفها ونظره على وجهها

وزهور على حالتها تنظر للأرض وعلى ملامحها أسى

واضح وكأنها تمنت أن لم تكن هنا , أما أنا فكنت أنظر

له مصدومة بدون أن أرمش ... ما أجرأه من رجل

وكأني لست موجودة بل وكأنه لا أحد غيرهما هنا

لابد وأنه زوجها وإلا ما تجرأ على فعل أمر كهذا

وما سكت له الحارسان الواقفان عند الباب من الخارج

أنزل بعدها يدها وهي لازالت في يده ليصعقني مرة

أخرى وأصابعه تمسح على خذها وقال بهمس

" يالها من مفاجأة لم أتصور أن تخرجي مجددا حبيبتي "

كدت أبكي من الحسرة ، كل هذا لسعادته بخروجها !

لا ويقول لها حبيبتي وعيناه لم تفارق ملامحها ينظر

لها بشغف ، ما هذا الحظ الذي لديك يا زهور كل هذا

ولا تريدي الزواج منه ويبدوا تجبرين نفسك ، سحبتْ

يدها من يده بقوة وأبعدت يده الأخرى عن وجهها

وغادرت مسرعة وأنا أنظر لها بصدمة ليخرجني

منها صوته قائلا " اتبعيها رجاءا لا تؤذي نفسها "

خرجت مسرعة كي أدركها ، غريب أمر هذا الرجل

فعل كل ذلك فلما لا يلحق بها بنفسه أو أنه لا يرى أحد

الحارسين الذي انطلق خلفها ، أدركتها أخير وهي تكاد

تخرج من باب المركز وأمسكت يدها وقلت بنفس لاهث

" زهور انتظري أين أنتي ذاهبة بسرعة هكذا "

قالت وهي تخرج " أريد العودة للقصر وأخبرتكم

منذ البداية أني لا أريد الخروج "

خرجت خلفها ولا أفهم مما يجري شيئا ، هوا زوجها

وستكون في منزله قريبا فما المشكلة إن تقابلا الآن أم

أنها لا تريد أن يراها هنا ، عجيب أمرها يبدوا ورائهما

قصة ويبدوا يحبها سابقا بل متيم بها ويحق له من سيلومه

فيها , لكن ما سبب نفورها منه يا ترى ! ركبنا السيارة

وانطلقنا تتبعنا سيارة الحراس وعدنا للقصر ولم تتحدث

زهور طوال الطريق , كانت تفرك يداها بقوة حتى كادت

تمزق جلدهما ويبدوا تفرغ انفعالها فيهما ودمعة واحدة

يتيمة التي نزلت ومسحتها على الفور وأنا لم أقل شيئا حتى

وصلنا القصر ونزلت ودخلت هي قبلي مسرعة ونزلت

أنا بعدها أنظر لسيارة جابر الواقفة أمام الباب ويبدوا كان

هنا وسيغادر ، فتح باب السيارة ونزل ووقف أمام بابها

وقال " ما بها وكيف كان تسوقكما "

قلت بنبرة جافة وأنا أنظر للفراغ " جيد "

ولم أزد شيئا على ذلك ولم أنظر له وهذا حالي منذ تلك

الليلة أعامله كما حدد هوا مجرد شخصان لا يجمعهما

سوا العشرة والتعود وهوا لم يتحدث عن تغيري اتجاهه

مطلقا لأنه أساسا هذا ما يريد فكيف سيعترض ، ركب

سيارته دون أن يضيف شيئا ودخلت أنا للداخل ، ليتك

تتعلم من زوج شقيقتك الذي قلت سابقا أنه صديق طفولتكم

وليتها تقدر ما هي فيه من نعيم لكني أدركت شيئا واحدا

أنكم أبناء هذه العائلة لا تختلفون عن بعضكم في شيء

وعبثا يحاول من يفكر في تغييركم ، وصلت للأعلى

وتوجهت من فوري لجناحي ودخلت الغرفة لأجد الفوضى

التي باتت متعمدة بشكل واضح هذه الأيام ، جمعت ثيابه

وأغراضه فلا بأس هذا من أساسيات العشرة أيضا ، دخلت

بعدها للحمام استحممت وخرجت بالمنشفة لأفاجئ به هنا

يبحث عن شيء في خزنته التي لا أراها مفتوحة إلا نادرا

توجهت لغرفة الملابس ولبست بيجامة قطنية قصيرة

وخرجت وكان لا يزال هناك وفي يده كومة أوراق يفتش

فيها ، جلست على كرسي طاولة التزيين وبدأت

بتجفيف شعري حين سمعت صوته قائلا

" هل أنهت زهور شراء كل شيء "

زدت من قوة المجفف ليزداد صوت ضجيجه وكأني

لم أسمع فأقترب مني واستل خيطه من الكهرباء ورماه

أرضا وقال بضيق " هل لي أن أعلم سبب كل هذه

التصرفات يا أرجوان "

جيد تذكر أن ينتبه أن تصرفاتي تغيرت , لا ويسأل

عن السبب بكل جرأة , وقفت وأعدته مكانه وعدت

لجلوسي وقلت " وما الخطأ بي لأغيره "

قال بحدة " أرجوان حركات الأطفال هذه أضنك

أكبر منها وأنا سكتت عن هذا كثيرا "

قلت ببرود وأنا أمشط شعري " ما الخطأ بي لأغيره "

تأفف بصوت مسموع ثم غادر ضاربا الباب خلفه

وليس لديه ما يقوله طبعا لأنه سيناقض نفسه ومعتقداته

الفارغة ، شغلت مجفف الشعر من جديد وابتسمت بألم

على حالي ، ليثني لم أحبك يوما يا جابر ليت قلبي ميت

مثلك وبلا إحساس فأنت لا تصلح لك سوا ابنة راضية

التي اختارتها لك والدتك لأنها شبيهة بها وبك ، أنزلت

مجفف الشعر وأشعر بحسرة في قلبي وأنا أنظر لشعري

في المرآة وأتذكر كم كنت أستمتع بلعبه به كل ليلة لوقت

طويل ولم أتخيل أنها مجرد عادة اعتاد على فعلها وكل

ظني أنه يحبه كما أحب أنا أن أخلل أصابعي في شعره

البني ليس بسبب لونه ولا كثافته ونعومته بل لأنه

شعره هوا كيفما كان سيكون , وقفت بصرخة متألمة

ليسقط المجفف على الأرض ومسحت فخذي بيدي

لأصرخ صرخة أقوى من سابقتها بسبب ازدياد

الحرارة بلمسي للقماش ساخنا بشدة , رفعت بنطلون

البيجامة لأرى ما سبّبه فيها فكانت بقعة حمراء أشعر

وكأن من سكب عليها ماء ساخن من شدة الألم فيها

ولم استطع لمسها , توجهت للسرير جلست على طرفه

وأخرجت ورقة من الدرج وبدأت أهف عليها مخففة

من حرارتها ثم وقفت أمسك البنطلون وخرجت متوجهة

للمطبخ هنا وفتحت الثلاجة أخذت منها بعض الثلج ولم

أعرف كيف أتصرف فيه فثنيت البنطلون حتى تبث فوق

الحرق ووضعت الثلج في كيس ووضعته على فخذي

أغمض عيناي بشدة ثم عدت جهة الغرفة وجلست

على السرير أكمده بكيس الثلج وبقيت على ذاك الحال

لوقت ولا أعلم لما سبّب كل هذا وأنا كنت أرتدي البنطلون

يبدوا بقي المجفف عليها لوقت وأنا لا أشعر به , كنت أسمع

عن الذي يجرح نفسه أو يحرق نفسه وهوا لا يشعر وكنت

أُكذّب ذلك وأقول أنه يتحجج فكيف لا يشعر بالسكين أو النار

والآن صدقتهم ويبدوا أنهم كانوا في حالة نفسية سيئة حد

أنه انعدم عندهم الشعور , بعد وقت وقفت وأنزلت البنطلون

برفق وسرعان ما عدت ورفعته لأن حرارة الحرق ازدادت

حين تغطى , توجهت جهة غرفة الملابس وغيرت ثيابي

ولبست فستانا قصيرا بعض الشيء وواسعا من الأسفل

وخرجت أمسك طرفه بيدي ليبتعد عن فخذي وغادرت

الغرفة والجناح بحثا عن سيلا حتى وجدتها وطلبت منها

أن تحضر لي مرهم حروق ووضعت كمية عليه ثم توجهت

جهة غرف الأطفال فأنا لم أزرهم من ساعات , توجهت

أولا لغرفة أمجد لأنها أصبحت منفصلة جهة ممر غرفة

معتصم وأستغرب أنه ليس له جناح كغيره ويبدوا هوا لا

يريد ذلك , فتحت الباب فكان نائما والكتاب في حضنه

فابتسمت على شكله وتوجهت نحوه أخذت الكتاب منه

ثم قلت " أمجد بني استيقظ "

فتح عينيه بصعوبة فقلت " هل صليت الظهر

في المسجد أم نمت "

أغمض عينيه وقال " بلى صليته ماما , ذهبت

معهم ووالدي وصلينا "

وعاد بعدها للنوم على ما يبدوا , إذا جابر كان هنا

منذ وقت , غريب ليست عوائده مؤخرا ! غطيته وأغلقت

النور لينام قليلا حتى وقت الغداء ثم توجهت لممر غرفة

الفتاتين ودخلت الغرفة لأجد ترف ومصعب يقفزان على

السرير وبتول تجلس على الأرض مع بيسان ويلعبان

لعبتهم التي لم أفهمها حياتي وعُدي نائم في حجر بتول

قلت مبتسمة " وأخيرا قررتِ زيارتنا مجددا يا بتول "

نظرت لي وقالت " ليس لدي غيركم ما سأفعله واشتقت

لأبنائكم ومصعب يريد المجيء هنا بما أنه عمر يدرس

ولا يريدون أن يقترب منه أحد وكأنه في الجامعة "

ضحكنا معا ثم نظرت جهة القردان على قول

بتول وقلت " ترف مصعب توقفا يكفي قفز "

ولا حياة لمن تنادي فقلت بحدة " ترف "

نظرت جهتي ونزلت من السرير فورا ومصعب على

حاله فوقفت بتول وقالت " هذا رأسه جودة عالية

لا يجدي معه الكلام والأوامر "

توجهت نحوه وضربته قائلة " توقف وانزل

حالا واسمع الكلام "

قفز مجددا يقول كلمات غير مفهومة وهي غضبت

ويبدوا يقول لها شيئا سيئا فأمسكت أذنه وسحبته منها

ولم تأبه ولا حتى لبكائه وأنزلته قائلة " سنغادر الآن

عقابا لك يا سليط اللسان يا وقح "

وخرجت به وهوا يبكي تسحبه بيد واليد الأخرى

تحمل فيها عُدي , نظرت للفتاتين وقلت

" هل صليتما "

هزتا رأسيهما بنعم وقالت بيسان " نحن وبتول "

قالت ترف ضاحكة " مصعب لا يعرف كيف

يصلي يفعل هكذا "

ثم بدأت تقلده كيف يسجد وساقاه ممدودتان دون

أن يثني ركبتيه وقالت بيسان " ماما ترف تقول

كلمة سيئة تعلمتها من مصعب "

نظرت لها بضيق فأشارت بإصبعها بلا أمام وجهها

فقالت بيسان " بلى وأخبرتها أني سأقول لك وأعادتها مجددا "

ما أعرفه أن أسوء عادات مصعب هي تشبيه الناس

بالحيوانات يا حماره ويا قردة ويا زرافة ومن كل نوع

وليس كلمات بذيئة لكني حتى هذا حرمته عليهم ونبهتهم

عليه مرارا , فتحت فمها لتتحدث فقلت بحدة " أصمتي

ولا تكلميني بعد اليوم ولن أكلمك ولستِ ابنتي "

وخرجت من الغرفة متجاهلة بكائها وكل ما تقول

وعدت لجناحي , جلست على الأريكة ورفعت الفستان

اخفف حرارة الحرق قليلا رغم أنه سطحي لكنه مؤلم

بشكل فضيع , أمسكت الوسادة اهف بها عليه وأشعر

بأنه هكذا أفضل حتى تعبت يداي , سمعت بعدها طرقا

على الباب فغطيت فخذاي ودخلت سيلا وقالت

" الغداء جاهز سيدتي "

وقفت وقلت " حسنا قادمة "

خرجت بعدها وتوجهت لغرفة الفتاتين حيث نتناول

الطعام في غياب والدهم وكانوا هناك وحتى أمجد

فجلست بجانب بيسان وبدأنا تناول الطعام أجيب على

كل ما يقولان أمجد وبيسان أما ترف فأتجاهلها تماما

حتى قامت عن الطعام وتوجهت للسرير وارتمت عليه

تبكي ولم آبه لها رغم أن قلبي يأكلني لكن عليها أن تتعلم

أن لا تكرر الخطاء وأنا سبق ونبهتهم كثيرا , أنهينا

غدائنا ووقفت وقلت " سيلا كوني بقربهم أريد أن

أنام قليلا ولا يزعجني أحد كالعادة "

توجهت بعدها لجناحي دخلت الغرفة وشغلت التكييف

وأطفأت النور ونمت على السرير بدون غطاء طبعا

ورفعت الفستان لأني لن أتحتمل شيئا عليها , نمت بعد

وقت ثم شعرت بالنور يتسلل لعيناي وهذا يعني أن ثمة

من شغله , أغمضت عيناي بشدة ثم جلست بصرخة

متألمة ودفعت يده عن فخذي قائلة " جابر ما بك

لا تعرف معنى أن بعض الأشياء لمسها مؤلم "

ثم تابعت وأنا أهف عليه بيدي " وتراني نائمة ولا تهتم "

توجه جهة الخزانة فتحها وقال ببرود " من أحرقك "

قلت بضيق " قل ما الذي أحرقك لأنه إن حرقني

أحد ما وجدتني هنا ولا عدت بعدها ما حييت "

تجاهل كلامي طبعا وهذا أصبح ديدنه يقلدني في كل

شيء , الآن فقط عرف تقليدي لما في السابق لا يفعلها

أخذ منشفة من الخزانة ومر بجواري ثم وقف ونظر

لفخذي وقال " وما الذي حرقها هكذا "

غطيتها باللحاف وقلت ببرود " مجفف الشعر "

صعقني حينها بضحكته فنظرت له بصدمة وهوا يتوجه

جهة الحمام وقال وهوا يدخله " كي تتعلمي أن إغضاب

الزوج ثمنه عقاب بذات الشيء الذي تحاربينه به "

ضغطت على أسناني بقوة وقلت بغيض قبل أن

يغلق الباب " جهز نفسك لأن يحترق قلبك إذا لأن

الزوجة أيضا ما تفعله لها ستعاقب به والعين بالعين "

قال وهوا يغلق الباب " أنا لم أفعل لك شيئا "

وأغلق الباب ليتركني لغيظي , كل هذا ولم يفعل لي

شيئا !! مصيبة إن كان لا يرى نفسه مخطئا , رفعت

اللحاف ونظرت للحرق , لا اعلم لما لا أحتمل فوقه

شيء أبدا وياله من مكان أصبت فيه , وقفت أمسك

الفستان وتوجهت لغرفة الملابس وارتديت بيجامة

بشورت قصير يصل لفوق الفخذ وقميص ضيق وخرجت

فكان جابر يجلس على السرير بمنشفته , توجهت للأريكة

وجلست عليها وتوجه هوا لغرفة الملابس وخرج بعد قليل

يرتدي بنطلون رياضي فقط وجلس على السرير في صمت

لوقت ولا أعلم ما يفعل ولا إلى ما ينظر لأني لم أنظر

ناحيته أبدا , قال بعد وقت " تعالي "

لويت شفتاي باستياء ثم قلت " فخذي تؤلمني "

قال بجمود " تعالي أرجوان "

لم آبه له فقال بنفاذ صبر " تعالي قلت لك "

وقفت وتوجهت نحوه أنظر للأسفل ولم انظر جهته

أبدا وجلست على السرير مبتعدة عنه وفي صمت

فأمسك ذراعي وسحبني نحوه وقال " الذنب عليك

وليس علي من قال لك تلبسي هكذا ملابس "

لم أتكلم ولم أعلق فهوا يعلم أنه بسبب الحرق في

فخذي لما كنت لبستها فلا حاجة لأوضح ولا يهمني

ما يرمي إليه بأني أتقصد فعل هذا لألفت نظره لي

شدني لحظنه يبعد شعري ويقبل عنقي ليعود لي

ذاك الإحساس الذي بت أشعر به كل ليلة في مثل

هذا الموقف فدفعت صدره بيدي قليلا بحيث يشعر

بها ولا تحركه وقلت بأسى " أتعلم أكثر ما

بات يؤلم قلبي يا جابر "

توقف فجأة عما كان يفعل فتابعت بذات

الأسى " أن حضنك أصبح يجرحني كثيرا "

ارتخت حينها جميع عضلات جسده وابتعد عني

بسرعة وغادر السرير ودخل غرفة الملابس ولم

يخرج منها إلا وهوا يرتدي البذلة الرسمية وخرج

من الغرفة من فوره وفي صمت , فليجرب معنى

جرح الكرامة ومعنى ما أذاقني تلك الليلة وليعرف

تأثير كلماته علي , أخيرا قلت شيئا أثلج على

صدري بعد كل صمتي ومهما كانت ستكون نتائجه

أطفأت النور مجددا وعدت للسرير تقلبت كثيرا أحاول

النوم وبلا فائدة لأني كنت مقيدة بسبب الحرق خصوصا

أنه أصبح به انتفاخا مليء بالماء في أحد أطرافه , جلست

بعدها وشغلت الإضاءة عند السرير ونظرت له , قال عقاب

لي قال فما سيكون عقابه هوا على كل هذا , سمعت أذان

العصر يقام فغادرت السرير ودخلت الحمام توضأت

وخرجت ولبست فستانا طويلا واسعا فوق ملابسي وخرجت

من الجناح واطمأننت أن أمجد غادر من أجل الصلاة

وطلبت من سيلا أن تصلي مع الفتاتان لأني لم أعد أقدر

على تحمل الفستان وسيلاحظان حركتي وصليت وحدي

في الجناح ثم نزعت لباس الصلاة وعدت للسرير

ووضعت مرهم الحروق مجددا وعدت للإضجاع

وأنا أفكر في كل ما حدث لي منذ تعرفت بجابر

وأقسم أنه لولا الأولاد ما قبلت بكل هذا رغم أنهم لا

يمدون لي بصلة لكني أحبهم وهذا شيء انغرس في

قلبي ولا أفهم لما وكأنهم جزء مني ومن عائلتي فلم

أنسى كلمات والدي في رسالته لي التي أحضرتها

والدتهم حين أحضرتهم لي وكلماته فيها ( أرجوان لا

تفرطي في هؤلاء الأطفال مهما طال بك العمر وربيهم

كما ربيتك وأفضل لأنك ستحاسبين أيضا على أي

شيء خاطئ يخصهم )

لا أفهم لما قال هذا وهوا يعلم أنهم ليسوا أخوتي ولا

أبنائه , والدي لم يكن مجرما وخريج سجون كما يقال

عنه هوا كان سجين سياسي سجن هنا كثيرا ثم في الخارج

قبل أن يصبح لاجئ سياسي في إحدى الدول الغربية ولا

أفهم لما لم يأخذني معه بعدها أو يكون خاف علي لأنه

قُتل على يد عصابة مافيا هناك رغم نظافة ملفه ولم يكن

متورطا معهم لكن الناس هنا لا ترحم ليتحول لمجرم خائن

خريج سجون وتاجر مخدرات وكلها ظلم وبهتان فقط لأنهم

وجدوا عنده رقم لرجل من المعارضين السياسيين في

الخارج , نمت بعدما سافرت بي الأفكار كثيرا ولم

أستيقظ إلا وقت صلاة المغرب

*

*
نومته على بطنه وقلت وأنا أدفع قدميه الصغيرتان

للأمام بكف يدي " هيا أزحف أو أُحبوا أو افعل أي

شيء لتمشي كأخويك وترحمني "

دفعته أكثر وقلت " هيا عُدي حبيبي تحرك أرجوك "

بعدما فقدت منه الأمل قلبته على ظهره وبدأت أدغدغه

وهوا يضحك وقلت مبتسمة " نعم هذا ما تفلح فيه الضحك "

بقيت أدغدغه وهوا يضحك ولم أشعر حينها سوا بشيء

اصطدم برأسي وصوت عمر قائلا " أرسلها لك معتصم "

وفر هاربا وأنا أصرخ به وأفرك رأسي بتألم ثم خرجت

أبحث عنه دون حتى أن أنظر ما الذي ضربني به ولما

وجدته أخيرا في غرفة والداي فوقف على السرير

وقال " لا تضربيني هوا من طلب مني ذلك "

قلت بحدة " كاذب وسترى ما سأفعل لك "

قفز خلف السرير وقال " أقسم هوا من قال لي

اضربها بها على رأسها كي لا تنسى مجددا "

رفعت أصبعي وقلت " أقسم أن ترى حسابك مني

يا عمر , هذا بدلا عن أن تقول له شقيقتي ولا

أفعل لها هذا تسمع كلامه وتنفذه بالحرف "

وضع يديه وسط جسده وقال " أعطني أكثر مما

يعطيني أصبح تحت إمرتك أنتي "

قلت بضيق " ما هذا الابتزاز يا قليل الأدب من

يسمعك لا يصدق أن عمرك عشر سنين "

أشار بأصابعه وقال " تسع سنين ونصف "

قلت مغادرة " ليتك تفلح في دراستك هكذا "

عدت لغرفتي ورفعت العلبة التي رماني بها عن

الأرض وفتحتها ليخرج منها مهرج ورقي لسانه

للخارج فضغط على أسناني بقوة وأمسكت رأسه

بيدي الأخرى لأمزقه حين استوقفني صوت رقيق

كصوت المهرجين يخرج منه قائلا بمرح

" لا تمزقيني ... الهدية في الداخل يا بتول "

من أخبره أني سأمزقه , قلّبت العلبة كثيرا حتى اكتشفت

أنها تفتح من الأسفل أيضا ففتحتها وأخرجت ما بها فكان

سلسال ذهبي به اسمي كاملا بالإنجليزية ومعه بطاقة

مكتوب فيها ( كل عام وأنا بخير يا زوجتي لاحظي

فقط أني تذكرتك بهدية في عيد ميلادي ونسيتِ أنتي )

رميتها وقلت بضيق " ولما سأتذكر وما يدريني أنا

باليوم التعيس الذي ولدت فيه "

نظرت للسلسال بين أصابعي , لا بأس به بل جميل

ويعجبني , هذا الشيء الوحيد الذي تفلح فيه يا معتصم

اختيار الهدايا , أعدته للعلبة ورميت البطاقة في سلة القمامة

ثم وضعتها في خزانتي وقلت بخبث " أتذكرك بهدية ولما لا "

أخرجت ما اشتريته منذ زمن وأنتظر الفرصة لأعطيه له

وأخرجت علبة هدايا ووضعته فيها وأغلقتها وحملت عُدي

من على سريري وخرجت أبحث عن ذاك القرد الجاسوس

عمر حتى وجدته في حديقة المنزل يحاول إصلاح دراجته

لأن والدي أقسم إن أفسدها لن يشتري له أخرى ولهذا هوا

يجمع المال وذاك المعتصم استغله , مددتها له وقلت

" خذها لسيدك وحاذر أن توقعها "

أخذها وقال ضاحكا " هل أضربه بها على رأسه "

ثم حك أصبعيه وقال " أدفعي لي لأفعلها "

أبعدت يد عُدي من شعري بضيق وقلت

" قلت لا توقعها يا غبي فكيف ترميه بها "

قال ببرود " إذا ادفعي المال لآخذها أو خذيها بنفسك "

ضغطت على أسناني بقوة وقلت " أفسد طبعك ذاك

النكرة وكأنه لا يعطيك والدي نقودا كل يوم "

مدها لي وقال " آسف إذا لن آخذها "

أخذتها منه بقوة وقلت " لن تأخذ مني مليما واحدا

وسترى إن لم أخبر أبي أنك تجلس على خردتك

هذه بعد المغرب في الحديقة وتترك دراستك "

ثم توجهت للداخل وضعت عدي في كرسيه ولبست

حجابي وعباءتي ووقفت عند باب المطبخ وقلت

" أمي سأذهب لقصر عمي قليلا وأعود

وضعت عُدي في كرسيه لن أتأخر "

التفتت لي وقالت من فورها " هل غيرت

له ثيابه وأعطيته رضعته "

قلت مغادرة " نعم ويضحك أيضا من الشبع "

ثم خرجت من عندها وخرجت من المنزل وتوجهت لقصرهم

دخلت ووجدت سيارة معتصم ما تزال هناك .... جيد ليعلم

أنها مني , دخلت وبحثت عن سيلا تحديدا فقالوا أنها في

الأعلى , مشكلة لا يمكنني إعطائها لغيرها لتعطيها لأمجد

يعطيها له , صعدت بخطوات سريعة وخفيفة ووقفت

نهاية السلالم لأتذكر أن أمجد غرفته أصبحت في ممر

غرفة معتصم , مشكلة لا حل الآن سوا بيسان لكن تلك

لا أؤمن عليها أن توصلها بدون أن توقعها وقد أجد

أرجوان معهما في الغرفة , خاطرت بحياتي وتسللت

جهة ممر غرفتيهم مسرعة حتى وصلت باب غرفة أمجد

ففتحته ودخلت مسرعة وكان على سريره يمسك كتابه

ليت ذاك الكسول عمر يتعلم منه , مددتها له وقلت

" أمجد أعطي هذه لمعتصم فور ذهابي "

لاحظت أنه ينظر لي باستغراب ثم حول نظره جهة

الخزانة خلفي وأشار لي بإصبعه هناك فالتفت بريبة

لأشهق بصدمة حين وجدت معتصم واقفا عند الخزانة

مستند عليها مكتفا يداه لصدره ومن غبائي واستعجالي

وخوفي لم أره حين دخلت ، ابتسم ابتسامة جانبية

وقال بمكر " ولما لا تعطيها لي بنفسك "

رميتها على السرير وركضت مغادرة جهة الباب

رغم أني أعلم أن الفرار منه مستحيل وبالفعل في

ظرف ثواني قليلة كان خصري بين قبضة ذراعيه

وقدماي معلقتان في الهواء فقلت بضيق

" أنزلني أريد الذهاب "

دار بي للداخل قائلا " تأتي بنفسك وأتركك تذهبي "

توجه بي لسرير أمجد وقال " أعطها لها "

مدها لي وقال معتصم " امسكيها منه بسرعة "

حركت جسدي وقلت " لا أريد أنزلني يا معتصم "

ضغط على خصري بقوة وقال " خذيها أو زدت أكثر "

أخذتها منه وقلت بتألم " أخذتها فأرخي يديك ستقتلني "

أنزلني ومد يده لي وقال " أعطها لي حالا "

وضعتها له في يده بقوة فأمسك يدي بيده الأخرى

وسحبني منها وتوجه بي نحو الباب وخرج بي من

غرفة أمجد وسحبني جهة غرفته فقلت وأنا أسحب

يدي منه " أتركني عليا المغادرة الآن "

فتح باب الغرفة وأدخلني وأغلق الباب بالمفتاح وترك

يدي ووقف على الباب وفتح الصندوق وأنا أنظر لردة

فعله وهوا يخرج منها المجسم الذي يأخذ شكل قط

بني اللون واقفا على قدميه وبطنه للأسفل ويمسك في

يده لوحة ألوان وبالأخرى ريشة وأمامه لوحة رسم

نظر له مطولا بجمود ثم نظر لي فابتسمت ابتسامة

صفراء وقلت " لم أجد غيرها اليوم "

نظر لي بتشكك فقلت محاولة تخفيف ضيقه

" شكرا على الهدية كانت رائعة "

بقي ينظر لي بجود فخرجت مني شهقة صغيرة لكتمي

لتنفسي خوفا من ردة فعله فضحك وشدني لحضنه بيده

الأخرى وقال من بين ضحكه " وهديتك رائعة أيضا يا

مشاغبة , إن كنت أنا قط سمين فما ستكون زوجتي "

ابتعدت عنه وقلت " فأر طبعا ولا يجتمعان "

قرص خدي وعض شفته السفلى بأسنانه ثم قال

" آآآآه منك أنتي يا فأرة كيف أتصرف معك "

أبعدت يده عند خذي وقلت وأنا أمسد عليه

" تطلقني طبعا وتنجوا بنفسك "

قال متوجها جهة الطاولة " وهذا غرضك طبعا

من كل هذا ولن تحظي به يا بتول "

وضع المجسم على الطاولة فقلت بسخرية

" لو علمت أنه سيعجبك ما أعطيته لك "

التفت لي ونظر لي بخبث واقترب فتراجعت للخلف

وأنا أقول " معتصم ابتعد عني أقسم أن أصرخ

بأعلى صوتي وسيسمعني الجميع "

لكنه لم يكترث لي وأمسكني من ذراعي ودفعني

لصدره وأنا أحاول الابتعاد وقلت بضيق

" لن أعيدها اتركني معتصم "

قال ونظره على عيناي " لتعلمي فقط يا بتول انه

بإمكاني أن أجعلك الآن زوجتي فعلا ورغما عنك

ولن يكون حينها الطلاق خيارك لكني أريد فقط

أن يكون ذلك برضاك وغيره لا "


" برضاك فقط يا بتول لتعلمي أني أحبك حقا "

نظرت له بضياع فأمسك بعدها وجهي وقبّل

خدي وفتح الباب وقال مغادرا" هذه بالنسبة لي تساوي

كل الهدايا في يوم عيد ميلادي "

*

*
وضع الأوراق أمامي على الطاولة وقال

" هذا كل ما طلبته "

أمسكتهم وورقت فيهم كثيرا وقلت

" جيد سنبدأ الخطوة الجديدة ومن عند الأهم فالأهم "

رفع إحداها بعدما بحث عنها وقال " لدينا هنا وسن أحمد

عامر , العمر واحد وعشرون سنة طالبة في جامعة

العاصمة للعلوم قسم أحياء , تعيش حاليا مع ابن خالتها

واسمه نواس خالد شاهين تاجر خيول متزوج وليس لديه

أبناء لديها شقيقة من والدها مسافرة مع زوجها , وزوجة

والدها نجلاء عيسى الشحاذ تقيم حاليا مع شقيقها في قرية

عين النور وتبعد عن هنا مسافة ألف كيلو متر , الفتاة لديها

شقة والدها ومحل لبيع البن والتوابل أغلق منذ وفاته هوا وشقيقها

كانت خطيبة لخالد الصقار لعشرة شهور بعدها فسخت الخطبة

منه وقبلها كانت على وشك زواج بابن خالتها المدعو نواس "

حركت جبيني بأصابعي وتنهدت بقوة فنظر لي وقال

" تبدوا اليوم بنفسية سيئة للغاية هل أقول لك كم

مرة تأففت منذ دخلت عليك "

قلت بضيق " تابع بلا ثرثرة وأترك عنك مراقبتي "

وضع الورقة على الطاولة وقال " أرى أن تأخذ فترة

راحة أحوالك هذه المدة لا تعجبني "

جمعت الأوراق وقلت " سالم تعرفني حين أغضب

واليوم بالذات لا يحتاج أن أشرح لك فاتركنا فيما نحن فيه "

قال مغادرا " إذا حاتم رفعت ينتظرك في قسم التحقيق

أرأف لحاله وهنيئا لك وجدت من تفرغ فيه غضبك "

تأففت مجددا ومررت أصابعي في شعري أنفث

أنفاسا حارة كالإعصار ثم حركت رأسي يمينا ويسارا

ورفعته للأعلى , عكرتِ مزاجي حد السواد يا أرجوان

ولا اعلم لما لم أبالي كحياتي سابقا مع حسناء , نفضت

رأسي بقوة ثم نظرت للطاولة تحتي وفردت الأوراق

أمامي مجددا واطلعت على باقي المعلومات ثم جمعتها

ووضعتها في الدرج وخرجت متوجها لغرفة التحقيق

لأجد الجالس هناك على الكرسي أمام طاولة صغيرة

يقف فوق رأسه اثنان من الشرطة وآخران من قسم

التحقيق , وقفت فوقه وأمسكت عنقه من الخلف بقبضتي

بقوة وقلت " إن سبق وحكا لك أحدهم عني فسترى الآن

بعينك ما قيل وإن لم تسمع سابقا فستحكي لغيرك مستقبلا

هذا إن خرجت من هنا حيا بالطبع فاختصر على

نفسك وعلينا الطريق يا حاتم "

*

*
صليت العشاء وبقيت في جناحي لأنه لا يمكنني الخروج

هكذا ولا ارتداء شيء فوقه لأن الحرق سيشتعل حينها

ويشعلني , أوصيت سيلا لتهتم بالأولاد وبطعام عشائهم

وصلاتهم وجلست أنا في ردهة الجناح وشغلت التلفاز

لأشغل نفسي عن الحرق كي لا أشعر بألم كبير , كنت

منسجمة مع الفيلم في التلفاز وأكمد الحرق بكيس ثلج

حين انفتح باب الجناح ودخل جابر منه وتوجه من فوره

لغرفة النوم دون أن ينظر ناحيتي ولا يتحدث ولا بتحية

الإسلام ككل مرة يدخل فيها حتى بعد تلك الليلة , كنت

أنظر له باستغراب ليس من صمته بل من قدومه هذا الوقت

المبكر , دخل إلى الغرفة وترك بابها مفتوحا وخرج بعد

قليل يحمل في يده منشفة حمام وبيجامة النوم وسار من

أمامي وفتح باب أحد غرف الجناح وأغلقها خلفه بقوة وأنا

أنظر لكل هذا بتوجم , ما يعني بهذا ! هل سينام وحده

هناك ! هل قرر بتري من ليله أيضا , ابتسمت ابتسامة

جانبية لتخرج مني ضحكة صغيرة ساخرة .... هل

جرحته كلماتي تلك حد أن يعزلني عنه ولا ينام معي

ولا يقربني ولم يكترث لتلك الكلمات المسمومة التي

ذبحني بها بلا رحمة , صدق من قال ( حلال عليكم

وحرام علينا ) بعد قليل فتح باب الغرفة وخرج وأمسك

بخيط التلفاز واستله ورماه على الأرض وقال عائدا

جهة الغرفة " لا أريد ضجيجا من أي نوع "

بقيت مصدومة وانظر لباب الغرفة حتى بعدما أغلقها

ثم وقفت ورميت وسادة الأريكة على باب الغرفة ليجدها

ما أن يخرج ثم توجهت لغرفتي دخلت وأغلقت الباب بقوة

مثله وأطفأت النور وتوجهت للسرير واستلقيت عليه أنظر

للسقف ولا نوم أبدا يلوح في الأفق وكله بسبب نومي في

النهار طبعا , أمسكت هاتفي وقلبته كثير وشعرت بالملل

فرميته بعيدا عني , بعد قليل جلست وغادرت السرير

وشغلت الإضاءة ولا أعلم ما الذي سيسليني في هذا الأمر

وقفت واضعة يداي وسط جسدي أفكر فقط ماذا سأفعل

نظرت جانبا وكان حاسوب جابر فوق الطاولة .... جميل

فرصتي لأرى ما الذي يحويه هذا الشيء الذي لا يخرج

ولا يدخل بدونه ولا يكون لديه وقت إلا وجلس عليه

توجهت نحوه وجلست وفتحته رغم تأكدي من أنه سيكون

مغلق بكلمة سر , شغلته لأفاجأ به فتح دون أن يطلب أي

شيء , غريب أنا أرى عامة الناس الذين لا شيء لديهم

يستخدمون كلمات سرية أو رموز وأحرف يغلقون بها

حواسيبهم فكيف لشخص عمله مهم مثل جابر أن يتركه

هكذا ! معه حق فالآن أصبح بإمكان طلبة الثانوية إلغاء

كلمات السر وفتح الحواسيب بسهولة فلما يتعب نفسه

ويغلقه , نظرت مطولا للأيقونات التي تملأ الشاشة

والملفات ولم أفهم منها شيئا ولا توجد كلمة عربية واحدة

فتحت احد الملفات لفت نظري لونه الأحمر وجميعها

لونها أصفر عداه هوا وما أن انفتح حتى شعرت بمعدتي

ستخرج من فمي من بشاعة الصور وأغلقته بسرعة أشعر

بقشعريرة في كامل جسدي , لا أعلم كيف يرون كل هذه

المناظر البشعة وعلى أرض الواقع أيضا , فتحت بعدها أكثر

من ملف وأغلبها بالإنجليزية ولم أفهم منها شيئا والبعض

صور لمحاضر شرطة , ما هذا الملل فكرت أنه يجلس عليه

طوال الوقت سيكون فيه شيء مسلي ولو صور نساء على

الأقل , انفتحت عيناي على اتساعهما من هذه الفكرة ولست

أعلم ما سيكون شعوري إن وجدت هذا , نظرت بتمعن

لأحد الملفات وكان عليه خط طويل وقفل والغريب أنه داخل

ملف آخر وليس في الخارج رغم أنه يوجد بداخلهم ملفات

كثيرة لكن هذا الوحيد شكله هكذا , حاولت فتحه فطلبوا مني

كلمة سر بأكثر من عشرة حروف , يا لهم من واهمين من

أين سآتي بها , نظرت بتمعن لاسم الملف فلم يكن مثل أغلبهم

بذات الكلمة , وقفت وجلبت هاتفي وفتحت المترجم وكتبت

اسمه وضغطت على ترجمة فظهر لي معناها بالعربية لأفتح

عيناي على اتساعهم وأنا أقرأها ( حدودي عند هنا ) ما معنى

هذا وما يوجد في داخله , دب الفضول في كل شعيرة دموية

في جسدي وفكرة واحدة سيطرت علي وهي أن أعلم ما فيه

كتبت فورا جابر سيد حلمي ولم ينجح الأمر , جميل لا يعاني

من مرض الغرور , حاولت بحروف وأرقام ورموز وبلا

فائدة , ذهبت للملفات الأخرى التي تحت مسميات مختلفة

مثله وبدأت بترجمتها وكانت جميعها تخص عمله ( دورية

اكتوبر مقر 24 \ جرائم الإعتداءت في القسم الثالث فرع

الجنوب \ مقتل أحمد الصباغ في سرقة المصرف المركزي

عام ..... ) جميل مالنا مسروق ولا نعلم عنه , وغيرها

كلها بأسماء مدن وتواريخ وأنواع جرائم ووحده ذاك الملف

تحت اسم مختلف يعني أن الأمر ليس محض مصادفة ولا

شيء عادي بكلمات يستخدمها في جميع ملفاته , شعرت بكم

هائل من الاستياء لأنه لا يمكنني فتحه ولا توقع ما سيكون

فيه وفي النهاية تركت عني الملفات وتوجهت للأيقونات

أنظر لأشكالها بتركيز ولفتت نظري واحدة ترجمت اسمها

فكانت ( نظام المراقبة عالي التقنية ) أجل من هنا يراقب

القصر وما يحدث فيه , فتحته ولم أفهم شيئا طبعا ولن

أستطيع ترجمة كل هذا , الليلة فقط تمنيت أني أنهيت

تعليمي والأهم كيف أخترق كلمات السر , لعبت لعبة

الاختيار التي نلعبها حين كنا صغارا وأغمضت عيناي

وحركت إصبعي وأشرت على الشاشة وفتحتهما وضغطت

حيت وقع اختيار إصبعي لأجد نفسي أمام خيارات أخرى

فتأففت وبدأت أضغط بشكل عشوائي إما أن أفتحه أو أفسده

والمفاجأة كانت حين امتلأت الشاشة بمربعات صغيرة لصور

لكل شبر في القصر وأغلبها مظلم ورأيت حتى نفسي جالسة

على الحاسوب , حمدا لله أنه لا يفتحه إلا للضرورة ولا وقت

لديه له لكان وجد كل هذا مسجل , بحثت بين الصور حتى

كانت غرفة يتسلل بها ضوء ضعيف فتحتها لتملأ الشاشة

وكانتا ترف وبيسان نائمتان فابتسمت بحب ... كم أحتاج

لهذا النظام لأراهما دون أن أخرج لغرفهم أكثر من مرة

عدت للشاشة السابقة وفوجئت بغرفة أخرى أصبحت

مضاءة لأصعق بأنها الغرفة التي فيها جابر الآن ويبدوا

لم ينم ومتوجه نحو الباب ليخرج فركضت من فوري

وأطفأت ضوء الغرفة أولا ثم عدت لحاسوبه أغلقته

وتوجهت من فوري للسرير ليعم الصمت وسمعت صوتا

مصدره مطبخ الجناح , ليته لدي ذاك النظام في هاتفي

لراقبته الآن ما يفعل , نظرت للساعة في هاتفي فكانت

الثانية بعد منتصف الليل ما الذي يفعله ولم ينم حتى الآن !!

يبدوا استيقظ ليشرب الماء , سمعت بعدها خطواته تقترب

من الغرفة فأغمضت عيناي مدعية النوم على صوت الباب

يفتح بهدوء وأنا أتابع خطواته , توجه جهة الخزانة ولم

يشغل الإضاءة في الغرفة ففتحت عين واحدة لأرى ما

يفعل فكان يفتش فيها على ضوء هاتفه ... يا عيني كل

هذا كي لا أستيقظ لو كان أي شخص غير جابر لقلت أنه

لا يريد أن يفسد نومي أما هوا فمستحيل لابد وأنه يخبئ

شيئا لا يريد أن أراه أو لا يريد رؤيتي , تحرك بعدها

من أمام الخزانة فأغمضت عيناي مجددا وشعرت بخطواته

تقترب من السرير , يا إلهي يبدوا يفكر في قتلي ... آه

أرجوان بربك كيف لمن يكافح الجريمة أن يفعلها ! ولما

لا ألا يقولون أن من يحرس الشيء هوا أول من يسرقه

شُدت جميع عضلاتي حين شعرت به جلس على طرف

السرير بجانبي تماما ومر بعض الوقت فلم أستطع منع

نفسي ففتحت عيناي ببطء فكان ينظر بضوء هاتفه للحرق

في فخذي ثم وقف وخرج من الغرفة وأغلق الباب بهدوء

فجلست من فوري أنظر للباب بحيرة , أدفع عمري

ثمنا لفهمك يا صخرة يا ابن الصخرة , أمسكت بهاتفي

من فوري وأنرته ونظرت به لفخذي وكأني أريد أن

أرى كيف كان يراه , لفت انتباهي بعدها أن ضوء ردهة

الجناح مفتوح يتسلل ضوئه من تحت الباب ثم أظلم لتظهر

إضاءة تتغير ألوانها كل حين فوضعت يداي وسط جسدي

بضيق .... رائع أغلق التلفاز علي وفتحه هوا ما هذا التسلط

غادرت السرير وفتحت الباب قليلا وببطء فكان يجلس على

الأريكة أراه بوضوح ولا يراني لأن وجهه مستدير جانبا

من أجل التلفاز كان يرتدي بنطلونه فقط ولا أعلم لما يعشق هذا

الرجل أن يترك صدره عاريا هنا وكأنه يخشى على عضلاته

المخيفة أن تتعفن من الرطوبة , كان فاردا ذراعه التي بها

جهاز التحكم جهة التلفاز والأخرى مسندا لها على ركبته

المنصوبة لأنه يرفع قدمه على حافة الأريكة , سحقا لك

يا متحجر يا جابر ذكرني بأوقات كنت أنام على صدره

ويدي تمسك خصره

ليتك بقيت على صمتك بدلا من جرحي ذاك الجرح القاسي

" لما لا تخرجي وتجلسي هنا بدلا من التجسس "

ابتعد عن الباب مصدومة وقلبي يكاد يخرج من مكانه

ووضعت يدي عليه أتنفس بقوة , لقد أفزعني هذا الداهية

كيف علم بما أفعل والمكان مظلم والأبواب لا تصدر

أصوات عند فتحها ولم ينظر جهتي أبدا , ضربت الباب

بقوة وأغلقته وعدت جهة السرير , ياله من موقف سيء

ومحرج أيضا ما سيقوله له عقله الآن , طبعا قالها لسانه

بلا تفكير طويل يا غبية تتجسسين عليه هه من يضن

نفسه أتجسس عليه أو يراني جهاز مخابرات ولا أعلم

انفتح حينها الباب على وسعه ووقف متكأ على حافته

ينظر لي مكتفا يديه لصدره


نهاية الفصل
[/align]
[/cell][/tabletext][/align]
__________________
رد مع اقتباس