الموضوع: زهرة كاميليا
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-09-2016, 07:23 PM
 
]




.،"روح الغابة"،.



سول فتاة أنطوائية منعزله هادئة بالكاد يسمع صوتها

تعيش في كوخ بسيط أقرب للغابة من المدينة هذا ما يعرفه الجميع عنها لكن ما لا يعرفه أحد هو أنها من السابلش ربما هذا أحد أسباب أنطوائها لكن ليس أقواها فوالدتها كانت من السابلش لا تذكر سوى صور مشوشه من فوضى ذكرياتها لكن شكوك أهل البلده بها وحديثهم عن والدتها جعلها تفهم كل شيء

قُتلت والدتها لتترك وحيده لم تستطع أن تكره أحد فَبنظرها هي لم تفقد شيء سوى شعورها بالأمان فمن أولى ذكرياتها وحتى هذه اللحظة لم تشعر بالأمان أبداً ربما ألتمست القليل منه في الغابة لكنها لم تعرفه أبداً لأن كل شيء سلب منها تلاشى من بين يديها كحبات رمل تتسارع بالفرار منها ما أن تحاول أحتضانها

قبيل منتصف الليل طرق على الباب زائر غامض أجبرها على القفز من سريرها الخشبي مسرعه وقفت وسط غرفتها البسيطه وقد أحكمت قبضتها إلا أنها تنفست ببطيء محاولة التماسك وهدأت قواها توجهت خارجاً برداء ثوبها الأبيض الطويل نحو الباب رفعت يدها لترجع بعض من خصلات شعرها البني الناعم خلف أذنها لتتسائل

-من هناك..؟؟

لم تسمع شيء لكن لهيث متواصل أكد لها وجود أحداً ما لكن لما لا يرد،،؟
تمسكت بمقبض الباب لتفتحه بتردد وقلق وهي تواسي نفسها وتشجعها قليلاً

إلا أنها تراجعت خطوات مبتعدة إلى الخلف مع صوت شهقتها أثر صدمتها من سقوط هذا الشاب أمامها والدماء تغطي ليس البعض بل أغلب أجزاء جسده،،!! نظرت له نائم على فراشها جراحه لا تتوقف عن النزيف لا تستطيع تحديد الجراح من كثرة الدماء أغرورقت عينيها بالدموع وهي لا تعرف ما تفعل حتى سمعت همسات

"تماسكي ولا تخافي تستطيعين المساعدة إذهبي وأحضري قطعة قماش ودلو فيه ماء لمسح الجراح"

كانت الهمسات أشبه بصوت نسمات ريح هادئه ودافئة أجبرتها على التماسك و الإبتسام من بين دموعها وهي تنظر لنافذة تزينها ورود جميلة ركضت مسرعة لمطبخها الصغير أخرجت دلو ماء وقطعة قماش لتعود إليه وهي تحمل الدلو الثقيل وضعته بجانب السرير لتجثوا على ركبتيها وتنظر الى جسده بقلق

تنهدت ببطيء لتتماسك وفتحت أزرار القميص وهي خجله عندما أستطاعت أن تبعده بللت قطعة قماش بالماء ورفعتها لتمسح الدماء وبعد دقائق تلوث الماء الصافي بالدم القاني كما تلوثت يديها نظرت إليه عاقدة الحاجبين جرح عميق في كتفه الأيسر وجرح يبدو سطحي جانب معدته الأيمن أين يكن المبارزة كانت عنيفة وقفت وهي تنظر للجرح عند كتفه أخافها هذا الجرح كثيراً فلم يتوقف عن النزيف عكس البقيه ويبدو عميقاً بحق لقد غرز السيف أو السكين أو أين يكن بحدة وعمق فيه هتفت بصوت مرتجف خوفاً

-ماذا أفعل أي الأعشاب أحتاج ؟


سمعت الصوت مجدداً وهو يهمس أكثر ويبدو وكأنه يبدو من كثرة خفته يحثها على الإسراع وجمع الأعشاب اللازمه ركضت لترتدي حذاءها البني وحملت سلتها لتركض نحو الغابة ليلاً لتسمع مختلف الهمسات التي تداولت عن الدماء التي تغطيها أبتسمت مجبره كي تطمأنهم

-لا تقلقوا لست مصابه انها دماء شخص آخر والآن أرجوكم ساعدوني

لم تخف أبداً بل كانت تبحث بكل إصرار عن الأعشاب حاولت الإسراع ووجدتها لتعود للمنزل لم تتوجه إليه بل توجهت للمطبخ وتحديداً لأدوات بدائية حجرية بدأت بطحن الأعشاب الخضراء النضره لتعد خليطاً غليظاً متجانساً أخضر اللون حملته في وعاء صغير وهي تقلبه في يدها عادت لتجثوا على ركبتيها كسابقاً نظرت له بعينين قلقتين كلمته بخفه وبصوتها الهاديء

-تحمل قليلاً سَتُشفى قريباً

رأته يفتح عينيه قليلاً ينظر لها ثم عاد ليغلقها مره أخرى بخفه بدأت بوضع الدواء على جرح كتفه فتآوه بألم عقدت حاجبيها وقد تسللت دمعتان منها لتستمع من جديد للهمسات

"اصمدي يا سول"

اجابت ودومعها قد إزدادت

-لا أستطيع أنه يتألم أشعر وكأني أنا أيضاً أتألم متى سيشفى

"اوه سول تماسكي لكي يشفى"

كفكفت دموعها لتتماسك وهي تقول بحزم

-حسناً حسناً سأتماسك

نظرت له لتراه غارق بنوم عميق جثت بجانب السرير آمالت براسها وهي تتمعن في تقاسيم وجهه حسناً تعترف بأنه وسيم عند هذه الكلمه أحمر وجهها فأنزلت بنظرها للأرض أبتسمت لسذاجذتها وعادت بنظرها له

-من أنت؟ لما لم أرك من قبل؟ ما هواياتك؟ وكيف جرحت بهذا الشكل ؟

وقفت وهي تشعر بالألم في ركبتيها سارت بخفه كي لا تصدر صوت يوقظه وهي تتابع تعابير وجهه جلست على كرسي خشبي مشابه للسرير في بساطته جلست عليه وهي تتمسك بقبضتيها وهي تنظر له

-كُنْ بخبر صباحاً أرجوك ،،،

أغمضت عينيها ببطيء ليغزوها النوم بسهولة من تعبها

أستيقظت صباحاً وهي تشعر بالألم في جميع أنحاء جسدها بسبب نومها على الكرسي الخشبي الصلب رفعت يدها تضعها على عينيها وتحاول تحريك جسدها لكن ألمها إزداد أكثر فجأه تذكرت ضيفها الجريح وقفت على قدميه وهي تتناسى آلامها أو بالأحرى لم تعد تشعر بها رفعت نظرها للسرير فوجدته فارغ
خرجت من الغرفة لتدخل في الممر الصغير الضيق وهي تنادي

-سدي سيدي....؟؟

لم تسمع رد لكن رؤية باب الكوخ مفتوح صدمها فتحته أكثر لتخرج منه وتراه أخيراً واقفاً بأستقامه واضعاً كلتا يديه في جيب بنطاله يبدو بكامل قوته ونشاطه سارت ببطيء وهذه المرة تناست جميع الحواجز والمسافات التي تضعها بينها وبين الناس غريب ووقفت خلفه على بعد خطوات بينما هو أستدار بعد أن سمع واقع خطواتها على العشب الندي

يرجى عدم الرد





[/QUOTE]
__________________






رد مع اقتباس