عرض مشاركة واحدة
  #88  
قديم 01-18-2016, 09:40 PM
 
ظِلالُ مشرَّدة :: الفصل الثالث |1|












السلام عليكم !
آسفة على التاخير العظيم والجليل والواضح جدًا ، لكن ها أنا هنا وأحمل في جعبتي الكثير من الأخبار

أولًا :: أنا حقًا فرحة لردودكم العطرة هذه وأتمنى أن تدوم كذلك ^^
ثانيًا :: مرحًا هذا هو الفصل الاخير في القصة ، لذا تأهبوا لمغامرة على وشك الانتهاء


يوجد المزيد من الأخبار ولكن سيتواجد هناك تفاضيل أكثر في نهاية القصة لذا قراءةً هنية


* ملاحظة :: سأسترجع بذكرياتكم قليلًا

سمر هاريس هي البطلة ، مشردة وقابلت لوي آدمز رجل أعمال قد أفلس وجمعهم القدر بطريقة غريبة
والآن كلاهما في مغامرة للبحث عن مال من اجل توكيل محامٍ ، وفي الوقت الراهن كلاهما سيسافر لـ لوس آنجلوس

لذا لنرى ما يحدث معهم !











الفصل الثالث

| 1 |


ـ حقًا ، أستطيع تناول أي شيء!


أخبرتُ لوي للمرة الثانية ، أُمحلقُ قائمة طعام الطائرة ، جلستُ بقربه من الواضح ، ولكن بالدرجة الأولى ـ على غير المعتاد ـ نعم ركِبْتُ طائرات من قبل ، ولكن ليس درجة أولى !

أبي ظنَّ بأن الدرجة الأولى ستجعلني فتاة مدللة ـ هراء! ـ ، عل كلٍّ الآن أنا هنا على متن طائرةٍ متوجهة لـ { لوس أنجلوس } وفي الدرجة الأولى ... اذا لم يكن الشعور فوز الياناصيب هكذا ، فقد تم احتيالكم !


ـ نعــم سمر ، وأنصح بتناول الشطائر !


أشار لوي نحو قائمة الشطائر الفاخرة ، كلماته خرجت بطريقة مملة ، و لكن كل ما دار في ذهني هو ؛ كم أنا محظوظة ...


ربما الحياة بدأت تبتسم لي ، سَنَمْكُثُ في { لوس أنجلوس } خمسة أيام قبل الرجوع لـ نيويورك و البدء في العمل ، لوي على الجهة الأخرى سيذهب للمحامي ليتحدث بشأن القضية عند العودة ...


اتضح بأنَّ هناك جلسة استماع في نهاية الشهر وعليه حضورها قبل القرار النهائي !


ـ حسنًا ، أطلب لي شيء فاخر مع هذا العصير الاستوائي !


أشرت نحو صورة عصير يحمل خمس طبقات من ألوانٍ متباينة وعليه فواكه استوائية من فوق ، ابتسم لوي برضًا لي ، من ثم أشار لمضيفة الطياران ، حسناء مثل باقي الفتيات في هذه الطائرة ، تحدثنا عن الطعام قليلًا وتعّرفنا على بعض من بعدها ذهبت لجلب طلبنا ، جلستُ بعيدًا عن النافذة بالتفصيل في الممر ؛ لأن لوي سبقني لذلك المقعد والتصق به وأبى عن الحراك ، مثل طفلٍ صغير !


...


ـ آنسة هاريــس نرجو مساعدتك!


سمعتُ صوت مضيفة الطيران الشقراء ـ التي قدَّمت الطعام لي ـ بمقربة من أذني ، رفعت ناظري نحوها بعيدًا عن مجلة الموضة لصيف 2013 ـ التي كان لوي يبدي إعجابه بإحدى الملابس التي ارتداها عارض أزياء ـ نظرتُ لها باستغراب لما تود مني أن أساعدها ؟

ـ أنْتِ الطبيبة الوحيدة على الطائرة ، وهناك فتاة أقدمت على الإنتحار في دورة المياه!

نظرْتُ لها بغباء ، لا أفهم شيء ، سحبتني المضيفة من المقعد بكل عجلة لا تأبه بي ، لوي نظر بعشوائية يود تفسير ، لكن ليس أكثر مني !


لم تلبث ثوانٍ إلا وأنا في القسم الاقتصادي لطائرة و عدد من المضيفين بجانب دورة المياه يحاولون إبعاد الحشد عن تلك المنطقة ، التفتُ نحو باب الدورة لأرى فتاة على الأرض و رسغيها يصبَّان دمًا ، اصفر وجهي قليلًا وشعرت بالدوار ...


لهذا لست طبيبة ! أكره الدم وكذلك كونهم مثقفين وأنهم يظنون بأنها أهم وظيفة بالعالم إلــخ ... آه ولماضٍ تعيس ذكرته بشأن أمــي ، به مجالُ طب!


ـ أخطئتم الشخص!


كَبَتُ القيء في فمي قبل الالتفاف بسرعة و الرحيل ، لكن طاقم الطائرة أوقفني ، ثم نظر باستحالة ، كما لو أني رفضت مقابلة مكلة إنجلترا


ـ آنسة هاريس ... هل ستتركين فتاة في حاجتك ؟ ألم تتعلمي في كلية الطب أنك في خدمة المريض!


أخبرني مضيف الطيران بشكلٍ عشوائي ـ بكل حزن يحاول أن ينال عاطفتي ـ لم أفهم لمــا ظنوا بأني طبيبـة ... مهلًا ... إلا اذا كــان السبـب ــ


آآآآآآآآآآآآآآع


تلك الأفعى كاثرين و زوجها كاليب ! قامت بإدخال لوي وأنا بصفة أبنائهم .


رائع الحياة لاتزيد تشويقًا أكثر من هذا ، أخذتُ أجمع الأكسجين من حولي قبل التفات للفتاة هذه المرة ، كان شعرها أسود اللون يشابه شعري ولكن يصل لأكتافها وعلى شكل طبقات ، بشرتها بيضاء جدًا وعيناها بنية بالكاد تستطيع فتحهم ، هالات من السواد تدل على التعب أسفل عيناها ، عِوضًا عن ذلك فهي تبدو على قيد الحياة! تقدمتُ ناحيتها وجلست على الأرض أحاول النظر لِرُسْغَيها المجروحين دون فقدان وعي ، لما قد تفعل بنفسها هكذا ؟!

لحسن الحظ أنني تعلمت عن الإسعافات الاولية قبل أن تغلق مدرسة هيلينا للمسيحيات أبوابها ! طلبتُ من المضيفة الشقراء الإسعافات الأولية لأبدء بتعقيم الجرح فتضميده ، لم أفهم لما لم يقدم الطاقم على فعل هذا الأمر البسيط ، وأنوه أنه لا يتطلب طبيب ... يال الجلبة ~


ـ حسنًا هكذا أفضل !


ابتسمتُ لها بفرح ، أحاول أن اُرَّفه الجو ، نَظَرَتْ الفتاة لي بتعب والكره تغللها من ثم سحبتْ رسغيها من يدي وابتعدت بِضَع إنشات كما لو كنت شخًصا مصاب بمرض معدٍ


ـ لا تدَّعيْ الفرح من أجلي ... أنت تودين الرجوع لمقصورتك ولحياتك المثالية أليس كذلك ؟ حسنًا ، اذهبي هيّا


قالتها لي بكل حقد تود التهامي إن أمكن! لم يسعني سوى التسائل ... ما بالها ؟ اقتربت نحوها أكثر ولكنها ابتعدت كرد


ـ ماذا فعلتُ لإزعجك ؟



همستُ لها بحنان أحاول محادثتها ، نظرت لي بقرف من جديد... مَدَدْتُ يداي قليلًا ولكنِّي سحبتهما بسرعة خوفًا من رفضها المحتمل



ـ كل شيء ... وجهك الجميل ، ابتسامتك الساحرة ، كونك طبيبة ناجحة ... تملكين حياة ترف أليس كذلك ؟ لما تنظرين لي، فتاة قبيحة يائسة تود الموت ؟ لا تقولي بأنك من المهتمين بقضايا الخير ... لذلك اذهبِ ولا داعٍ للمساعدة ~


كلماتها جارحة ، بغض النظر عن مجاملتها لي ، تنهدت بتعب ...



لقد استنفذت طاقة التفاؤل ، لا أستطيع البقاء سعيدة هكذا للابد ، سيحتم علي الإنفجار يومٌ مــا؛ من ضغط الأحداث ، لما تجزم فتاةٌ مثلها بأن ناجحة وأملك حياة الترف؟ هل حقًا أبدو بتلك السعادة ، هل أجيد التمثيل بحيث نسيت من أنــا ؟ لما لا ! أملك عملًا غير اعتيادٍ وصديق قد أفلس ، وكلانا نجلس في مقصورة فاره ، أشعر بأن الأمور ستأخذ منحرف قوي بعد هذه اللحظة ، لا أعرف لمــا ولكن يوجد شيءٌ في الهواء يجعلني موقنة بالأمر ...


أنا حقًا أريد الوحدة من جديدة ، الرسم على الجدران لأنه ممتع وليس من أجل كسب المــال ! أن أقف على أعصاب النقيب كامرون لأني أعلم بأنه لن يمسكني ، السرقة من المتاجر في منتصف الليل ومن ثم البحث عن مكان لنوم ، في اليوم الثاني أحاول إيجاد مكان جديد لتخريبه أو البحث عن المال بطريقةٍ ما ليست مخططة ... غريبٌ كم افتقدت حياةً قد تغذبت فيها !


ولكن الآن باتت الأمور صعبة ، يوجد شخصٌ قد تعلق بالصورة ! سيصعب عليَّ نسيانه إن ذهب ، سيكون من المؤلم مشاهدة لوي يخرج من حياتي بعد أن قضى تلك الأيام معي ، كـ صديقٍ لم أملكه يومًا ... كـ شابٍ قد عاملني باحترامٍ دون تحقير ... كـ إنسانٍ لم ينظر لطبقتي المتذبذبة ، والآن في ظل الظروف المجنونة ... سأجعل من حياتي عقدة لا يمكن فكها !

لذلك وقفتُ على أقدامي مستسلمةً بأن كلماتي ستجدي نفعًا ؛ للعودة لـ مقعدي ، مع أني أبحث عن حياة هادءة الآن إلا أن تلك الفتاة على وشك الإنهيار ! ولا يمكن أن أجعلها تفعل ذلك و أنا بمقدورٍ لمساعدتها ، تجاوزت الحضور ثم دخلت الدرجة الأولى ؛ لأقف أمام لوي بابتسامة لطيفة


ـ هل أطلب منك خِدمة؟



قُلُتها بهدوء، يداي على خصري متمعنة بـ لوي، التفتَ هو ينظر بقلق لتغيري المفاجئ


ـ أي شيء!


ـ أنت تعلم أنك وسيم ولا داعٍ لشماتة ، لذا ما رأيك بالحديث مع مراهقة وإقناعها بأن الانتحار ليس حلًا ، واطلب منها المجيء إلى هنا!


أخبرته بأمل كبير على الموافقة ، مرر لوي أنامله في خصلات شعره وسحبهم للخلف لأرى عيناه الزرقاء بوضوح أكثر ، ابتسم لي برضى يخفي الغرور ، من ثم وقف على أقدامه يربت على كتفي من أجل جلوس


ـ سنأتي بعد قليل!



أخبرني تلك الكلمات قبل أن يخرج من الدرجة الأولى للإقتصادية ، ههـ ! لقد اوقعت نفسي في مغامرة جديدة أليس كذلك ؟


...

ـ أدعى كليو فالـــجون !


أخبرتنا كليو ـ الفتاة التي ودت الانتحار ـ لكن الآن رَمَتْ تلك الفكرة خلفها ؛ لأن لوي قد أسر قلبها الأنثوي ، جلستُ مُقَابِلِها وهي جلست في مقعدي السابق بقرب لوي ، ابتسمتُ بهدوء نحوها لأضع إحدى خصل شعري خلف أذني لأراها بوضوح


ـ سمر هاريس


أخبرتها بتواضع مادةً يدي للمصافة ، وهي ابتسمت لي كـ رد ، عادت لنظر لـ لوي والابتسام بحب .


ـ أسف لأنِّي عاتبتكي هكذا ، وشكرًا على مساعدتك !



أطلعتني بالأمر ورفعت رسغيها تشكرني على العلاج ، يبدو بأن لوي طلب منها شكري !

تنهدَتْ كليو بتعبْ من ثم نظرتْ لي بحزن كما لو أنها خسرت منزلها وزوجها في الآن ذاته و جميع الديون على كاهلها



ـ الأمر أن والدِّاي قد توفيّا قبل أسبوع والآن عليّ العيش مع عمَّي في لوس أنجلوس ... وأنا لا أود ذلك فهو منحرف بعض الشيء !



مررت أصابعها بين خِصلات شعرها تذكرني بـ لوي قليلًا ، ويمكن أن ترى الضيق في أنفاسها عندما قالت "عمّي"


ـ اذًا لما لا تهربي ؟!



صرّح لوي ببساطة ، كما لو أنه معتاد لهذا نوع من الحديث ، نظرَتْ هي له باستحالة خائفة من فكرة الهرب



ـ ماذا ؟ وأصبح مشردة دون مسكن وملبس ، لا اظن بأني سأبقى على قيد الحياة ليومٍ واحد!

شبكتْ ذراعيها تحادث نفسها على الأغلب ولكن بصوتٍ مرتفع ، وضع لوي ذراعه على كتفها الأيسر يدعكهم من أجل راحتها



ـ أنظرِ لتلك الفتاة الجالسة مقابلك ، إنها فتاة مشردة وتجلس في الدرجة الأولى في طيارة و بجانبي!



قال لوي بتواضع مصطنع يحاول مساعدت كليو ، وددت ركله بقوة لأنه قال : بجانبي ، من يظن نفسه كاسانوفا ؟!


ـ لا من المستحيل... إنها طبيبة وجميلة وكل شيء لا أملكه أنــا !


بدأت عيناها بتجميع الدموع من ثم انهارت بالبكاء ، تنهدتُ بتعب ومددت يدي ليدها أحاول تهدئتها


ـ أنا لست طبيبة كليو ، في الحقيقة كل هذا سوء تفاهم لأننا دخلنا في دوامة كبيرة ، أنا حقًا فتاة دون منزل و أملك أهل لكنهما لا يريداني ... لكن كُلٌّ في كل ، استطعت البقاء على قيد الحياة!



حاولت تهدئت أعصابها وبدأ الامر بالنجاح فقد لفت الكلام أنظارها


ـ ولكنك جميلة ولطيفة ، كيف لوالديكي ألا يودانك ؟


قهقهت قليلًا ، من ظن بأني سأجد فتاة انتحارية قلقة بشأني ؟!


ـ يمكن القول بأنهم انتظروا لحظة انهياري من أجل طردي من المنزل!


أخبرتها بصدق ، أحاول ربط جأشي من البكاء معها ... جففت كليو دموعها عن طريق كمِّ معطفها الزهري


ـ وكيف عشتي طوال تلك المدة ؟

ـ كـ بطلة فلم مغامرة !


أخبرتُها بفرح ، مما رسم البسمة على وجه لوي ووجهي ، ضحكتْ كليو على كلماتي وتوقفت عن البكاء تنظر لي بجدية


ـ أتنصحينَ بالهرب ؟


عضَّت كليو على شفتها السفلية مترددة بالفكرة ، أحكمتُ القبض على يدها الباردة ونظرت لعيناها البنية اللامعة


ـ في الحقيقة لا أنصحك بذلك من ناحية تربوية ، ولكن إن كان عمكّ منحرف جدًا ولا تودين البقاء معه ، فأنا هنا لأحمل حقائبك وجعلك تبيتين معي ...


ضحكتْ كليو بصوتٍ عالٍ هذه المرة وانضم لوي لضحك معها ، سرعانما فتحنا دائرة اعترافات وأخبرناها كل ماحدث لنا منذ أن اختبئتُ أسفل سرير لوي إلى حين ضمدت رسغيها من الجرح !



...


ـ لا بأس ، لن يتعقبك عَمُّك !


أمسكت كليو من كتفيها مدخلةً جسدها الضئيل في سيارة الأجرة ، تخلَّفَ لوي قليلًا لأنَّه على الهاتف مع المحامي على ما يبدو!



ـ ولكن ... ماذا إن أمسكتني الشرطة ؟ مازلتُ قاصرة ! كيف سأعيش بعد أن تعودوا إلى نيويورك وحدي ؟


تنهدتُ بملل لأسئلتها المذبذبة تلك ، تارةً تكون هذه الفتاة اللطيفة وتارةً تكون ألمًا في الحلق

ـ لا بأس ... أنا هنا معك ، لقد هربت من النقيب في قسم شرطة نيويورك العديد من المرات ، أمّا بالنسبة لكيف ستعيشين ، سندفع ثمن بطاقتك للعودة لـ نيويورك معنا ... يمكنني مساعدتك حتى تصبحين بالغة ، ولكن عديني بإكمال سنتك الدراسية ، فإيجاد عمل دون شهادة حقًا صعب!



هزت رأسها نحوي بموافقة ، من ثم احتضنتي بكل قوة دلالة على الشكر ، سمعتها تتمتم بعض كلمات امتنان والدموع في عيناها ، أيمكن الاحتفاظ بهذه الفتاة ؟ فهي حقًا ظريفة !

فُتِحَ باب سيارة الأجرة الأمامي ليزدلف لوي إليها بغضب ، أبعدتُ كليو عن جسدي بلطف و مددت رأسي لـ لوي



ـ ماذا حدث ؟



همستُ له كي لا يسمعنا سائق الاجرة ، ولكن فشلت بالامر ...



ـ إلى أقرب نُزلْ من هنا !



قالها لوي لسائق ، من ثم التفت نحونا والغضب يصب من أذنيه كالبخار


ـ لقد اخبرني بأنه لا يود العمل على قضيتي وأغلق خط الهاتف!


كانت كلماته خانقة ، وجسده مستعدٌ للكم شخصٍ ما ، تنهدت أشعر بالأسف له من ثم ارتميت على مقعد السيارة ، تحركَّت كليو بعشوائية تبحث عن شيء في حقيبتها


ـ بالحديث عن الخط والهواتف !


رأيت ابتسامتها المثالية قبل أن تخرج من حقيبتها الحمراء هاتف قديم بعض الشيء وإعطائه لي



ـ أعلم بأنه ليس بهذا الفخامة ولكن قلت بأنك لا تملكين هاتف في الطائرة ... ما رأيك بأخذه ، صديقي القديم أعطاني إياه قبل أن يهجرني~



قالت كلماتها بفرح من ثم بغضب طفيف على آخر مقطع ، قهقهت على تصرفها الطفولي من ثم أخذت الهاتف بتواضع شاكرةً إياها على هذا الصنيع ، ولكن كان عليّ شحنه لأنه فارغ !




...


ارتميت على السرير بعد أخذْ حمامِّ ساخن ، شعري الأسود تناثر في كل مكان ، لوي على الجهة الاخرى بقي جالس في المطبخ يحتسي الشاي ؛ ليريح أعصابه على ما حدث سابقًا ، و كليو جلست على الأريكة تتابع إحدى مسلسلات الدارما ـ عن اثنين اتضحا بأنهم إخوة ولكنهم متزوجان ـ التفتُ نحو المنضدة أبحث عن الهاتف العتيق الذي أدخلْتُ الشريحة فيه ثم وضعته لشحن ، عندما أمسكته ضغط على زر الإشعال من ثم انتظرت ثوانٍ .



تفحصت الشقة بهدوء في ذلك الحين ، كانت أجمل من شقة نيويورك ، أرضها من الخشب البلوطي الأملس ، التلفاز كان أكبر والمطبخ ملك بابًا مستقل ، و غرفة أيضًا باب من أجلي ! ... ولكن تنازلت عنها وأعطيتها لـ كليو لأنِّي اعتدت على الأرائك !



سمعت نغمة كسرت تأملي لأمسك الهاتف من جديد وأتفحصه ، كانت عتيق وسهل الاستخدام، وردني بعض الرسائل من شركة الاتصال ، لم يكن هناك شيء مثير للاهتمام ...


ـ كليو ، أعطني رقم هاتفك لأدونه!



أخبرتها بصوتٍ مرتفع ، فتحتُ قائمة الأرقام مستعدة لإدخال رقمها ، جلست كليو على الأريكة بطريقة سليمة ونظرت لي بلطف من ثم أتبعت بأرقام هاتفها ، عندما أنهيت إدخاله سجلت اسمها ، و لكن الأمر المحيِّر والغريب ، الذي أحب أن أقول بأنه صدفة كبيرة وجميلة أن اسم كليو قد سجل أسفل اسم جاكلين ...


التي بمحض الصدفة التامة تكون محامية عائلتي السابقة ، أعلم أعلم لما أسجل رقم محامية عائلتي على الهاتف ؟؟ لنقل بأنني لم أملك أصدقاء سابقًا و دليل هاتفي كان فارغ من الأرقام !



ـ لــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوي!



صرخت بقوة كبيرة ، قفزت كليو من الأريكة خائفة ، سَمِعْتُ انكسار زجاجٍ صادر من المطبخ ، ركضت مسرعةً نحو المطبخ لمعرفة ما حدث ، اتضح بانَّ لوي أوقع كوب الشاي أرضًا ـ تنهدت بارتياح ، شعرت بأنفاس كليو على رقبتي تتفقد الأوضاع من الخلف



ـ أهلًا!



قالت بطفولة تشعر بالإحراج من ثم سحبت جسدها بعيدًا تنتظر مني قول شيء ، التفت لـ لوي الذي كان يجمع شظايا الزجاج المكسور


ـ اترك الفنجان وركز معي آدمز!



قلتها بفرحة زائدة ، توقف هو عن الجمع كما قلت ، ونظر لي باهتمام واقفًا على قدميه



ـ لا أعلم إن كان هذا ما يدعى بالقدر ولكن لدي رقم محامية عائلتي !



أخبرته بفرحة كبيرة ، رأيت ابتسامة باهتة على وجهه ، كما لو أنه فرح لوجود محامية ولكن لا يعلم إن كانت محل ثقة



ـ حسنَا لم أعمل في مجال المحامة وهذا واضح ، ولا أعلم إن كانت هذه المحامية تحقق
معاير محامٍ كفوء عندك ، ولكن عندما كنت في الحادية عشر تعرض أبي لتهمة ؛ لكونه يضع كمرات مراقبة في غرف الفنادق للأشخاص المهمين ؛ ليستخدم الفيديو من أجل بتزازهم بالمال، ولكنه خرج بفضلها من التهمة بريء ... مع العلم بأن أبي حقًا ابتز مشاهير لست مخولة بقول أسمائهم ، ولكنه نجى بالامر !



أخبرته أقفز للأعلى والأسفل كما لو كنت فتاة مراهقة من جديد ، على حين كليو فعلت المثل فرحة لهذا الخبر ، رأيت لوي يبتسم برضى هذه المرة قبل أن يمد يده نحوي



ـ حسنًا ... أعطني الرقم !



أخبرني ينتظر إعطائي الهاتف ، امتثلت للأمر ورميت الهاتف صوبه ، طلب هو منا الخروج من أجل الحديث من بعدها خرجت مع كليو نتحدث بشأن محض الصدفة هذه


ربما حياتي بدأت تنحرف إيجابيًا ... أشعر بأنني مستعدة لتمسك بأشخاص من جديد ومناداتهم بـ أصدقاء!







* يتبع