الموضوع: تحتضر بصرخة!
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-24-2016, 03:07 PM
 




الفصل التمهيدي :- تحمُّسٌ متلهِّف إلى مَا خلف السِّتَار!


كأن الجمال استصب فكان محض اهوجاج!
بمقدور الفتات أن يجمع , لكن ما في حال الترميم؟!
البندقية بأهائها , أقدام بأناملها الدافئة بنفاقها! , تجر أجسادًا بملامح مختلفة التعابير ..
ولعلَّ السعادة والهيام هي الطاغي بين هوج المشاعر المسترقة من سكون!.
سار بابتسامة واثقة , يحمل بين يديه رزمة من الأوراق , بالأحرى ملصقات! ,
كان يوزعها على كل مار يُكتب له أن يمر بجانبه! ولعل العشيقين كانا آخر من انتصب بأخر ملصق يقدمه أمامهما.
_ للسَّنيوريتات عرض خاص!
غمز بإحدى عينيه الرماديتين . وهو يقدمه للرجل الوسيم , تعالت تصفيقات الزوجة حين ظهرت في يد خطيبها وردة حمراء من العدم , أي خدعة انتشلها وقتها؟
أجفل متعثرا الخطى بعد شعور إلتماس باغت كتفه , تلفت نصف إلتفاته , استشعر بالمحيط يدور ويسود عدا عن تلك الصهباء المنتصبة أمامه.
نظرت إليه وكأنما أرادت إخباره بشيء ما , تلعثمت , ودارت بناظريها في أي نقطة أخرى غير عينيه الثاقبتين!
_عذرًا.
وأي عذر يبتغيه منك؟ , كاد أن ينزع القلنصوة الحمراء عن رأسها , لاحظ متأخرًا شروعها في الركض وكأن وحشًا ما يقوم بملاحقتها! , يجدر بشخصه ألا يتركها تغيب عن ناظريه , شيء ما غريب في تلك الفتاة , ما الذي أرادت قوله في تلك اللحظة؟؟.
_ لحظة يا أنسة توقفي أرجوك!!
كم من الرجاء حشره لحظتها بين صرخته تلك؟ , مهما كان فهي قد توقفت أخيرًا ملبية إياه.
لهث بتعب , ليخرج ما في جوفه من هواء مشوب , رفع رأسه , ابتسم لها , كانت تعطيه بظهرها ,. لم يتبين ملامحها في تلك اللحظة لكنها من المؤكد ستكون مريبة! , شدت بقبضتيها ردائها أحمر اللون , حرك شفتيه ناطقا
_ وكأني واقع بين شفا أكيسترا العاشقين!.. منذ رأيتك لأول مرة خفق قلبي بسرعة , أنفاسك التي تشبه رائحة السردين الشهية , وعيناك الشبيهتان بكرة البيسبول! , أ..أواه!
تأوه ساقطاً بألم إثرى الضربة التي تلقاها على رأسه , شهقت الصهباء بفزع وركضت لتجلس بجانبه , تمعنت دموعه المتألمه , أتاها صوت ساخط
_ سوليداد! لمَ لم تنبهي الأحمق عن اقتراب موعد العرض كما أخبرتك!
أغمضت عينيها الزمرديتين بخوف , لوحت بكفيها أمام وجهها مدافعة عن نفسها
_ أ.. أسفة | تظاهرت بالابتسام , هل ستطفئ غضب الأخيرة إن تحدثت بهذا الخصوص؟ , قهقهت بارتباك | كما تعلمين,, في طريقي قابلت صبيا صغير , كان يحاول استعادة قطته التي لم تستطع النزول من فوق الشجرة , فقررت المساعدة وتسلقت الشجرة عوضًا عنه! , أوتعلمين أيضًا! , تحدثت معه , والمفاجأة أنه كان طفل صديقة زوجة أخ صديقتي من أيام طفولتي!
وعادت تضحك بارتباك حين لاحظت تقطيب الفتاة الشقراء أمامها , وتنهدت عاقدة ذراعيها.
انحنت لترفع الشاب النائم وتسنده على إحدى كتفيها , تهولت وهي تدير ظهرها شارعة في المشي
_ لنعد الآن وإلا انفجرت أوداج تشينيز من كثرة الوعيد لنا بالموت! لا أكاد أصدق كيف قبِل بكِ من الأساس!!
ابتسمت بتوتر , ثم انتصبت ببطء لتلحق بها.

{نخبة أورغوغليو}
هو الاسم الذي أطلقه تشينيز على المجموعة الصغيرة التي يديرها , ليست بالمجموعة المشهورة في أنحاء إيطاليا! لكنها على الأقل معروفة في جميع مقاطعات "البندقية" بالمهارات السحرية التي يملكها ثلاثي" أورغوغليو" !
وهاهو تشينيز يمنح الفرصة للمراهقين لكي يبرزوا قدراتهم التي تؤهلهم للإنضمام إلى "أورغوغليو"! , من خلال عرض قام بإعداده في مقاطعة فينيسيا!

" هلموا! استسقاء نخبة العروض سيتم الليلة!"
كان هذا ما تحمله تلك اللافته الكبيرة المعلقة على السياج الفاصل بين الخيمة الضخمة المستأجرة من "مويان كالتينيه " أحد أصدقاء "تشينيز" والمحيط بها!
كان تشينيز الشاب الثلاثيني الوسيم يعاتب دانتي الذي استيقظ لتوه من غيبوبته.
لفظ أنفاسًا متلاحقة وصدره يعلو ويهبط من شدة الغضب , ودانتي الذي أخذ يمسح وجهه الملطخ بلعاب الأخير تمتم بعينين نصف مغمضتين
_ انشغلت بتوزيع المناشير على سياح من مختلف أنحاء إيطاليا ولم أنتبه إلى مرور الوقت ! , ثم ملاك صهباء جميلة ظهرت أمامي , هل أعذاري كافية بالنسبة لك؟
كلماته اللامبالية أغضبت تشينيز , شد ذراعه ووجَّه وجهه بإتجاه الفتاة الواقفة خلف باب غرفة التبديل , وأشار إليها
_ أتقصد تلك؟!
"لم ينتبه لوجودها إلا توًّا!", استطاع تشينيز قراءة ذلك في ملامح الأحمق ذو الشعر الليلكي.
تجمد في مكانه , سرعان ما هتف متفاجأ من تواجدها هنا !
_ أجل إنها هي!!!
_ بشحمها ولحمها ..
التفت بحده ناحية الشقراء التي تلفظت بسخرية لاذعة لإغاظته كعادتها الشرسة.
_ أغلقِ فمك أورتشيسا!!!
انقلب لون وجهها فجأة إلى الحمرة , تلفتت حولها تبحث عن ما يكون قادرًا على تشويه وجه الأخير , وانتهى بها الحال تنزع حذائها المتماشي مع فستانها القصير الزهري البسيط , وتجعله يؤدي دوره بالتصاقه بأنف دانتي الذي توقف عن الضحك , وأخذ يتأوه متألما.
_ اسمي أورتشيه أيها الوغد الصغير , أخطئ في نطقه مجددا وسأتأكد من تحطيم أسنانك المتعفنة!!
الشيء الوحيد الذي تأكد منه في تلك اللحظة هو توجيه إصبع الإتهام إلى ذات الرداء الأحمر!!
_ أنتم متناقضون!! من المؤكد أن عقولكم تلوم تلك الفتاة , بينما تسيئون لسيادتي في الظاهر!!!
وكأن سيادته صارت ملامة من جميع النواحي , أورتشيه تقضم أظافرها بغيظ وهي تنظر إليه بوعيد , وتشينيز الذي يزيد من شد قبضته على ذراع الأخير كلما تفوه بشيء ما , الأن سوليداد التي انفجرت بالبكاء , وركضت إلى خارج الغرفة!!
ماذا الآن؟؟

كانت هذه المرة السابعة التي يتم فيها دهس أصابع قدمه! , تحسس وجنته المنتفخة إثر الصفعة التي تلقاها من تشينيز!
و... أين هو الآن بالضبط؟؟
كان يجب أن يكون من ضمن لجنة الحكم التي ستختار النخبة بين المتقدمين للإختبار.
وعوضًا عن ذلك أمره القائد بالجلوس في أخر صفوف المشاهدين لينتهي به الأمر ضحيةً لدعس المارين من أمام مقعده كعقاب له على إثارة حاسة البكاء لتلك المستجده المدلـله!!
حدق في طاولة الحكام , كانت تحوي أورتشيه الحسناء وتشينيز في المنتصف , وعلى المقعد الذي يفترض أن يكون له فقط , له هو فقط ! جلست المدللة سوليداد!.
كأن كهرباء صعق عينه اليسرى التي أخذت تطرف!.
عاد يعقد ذراعيه , وعادت عينيه إلى محجريهما , تصلب يستمع لصوت مويان المقدم الرئيسي للعرض , ما لبث أن بدأ الممتحنين يستقدمون مواهبهم الواحدة تلو الأخرى , وهو المحاول بيأس التوسل لأحد أن يكرمه الدعسة الثامنة!!.
وتمت العملية بنجاح ..


ملاحظــة:: أورتشيسا تعني بلغة البندقية ::غوريلا:: , وقد تعمد دانتي مناداتها بهذا الاسم بغرض إغاظتها!

-
يتبــــع






__________________
قلبكَ دافئٌ كما الحنين🌻
سابقاً C I E L
رد مع اقتباس