عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-25-2016, 12:47 PM
 




1
صراخ يعتلي بين تلك الجدران....
شجار يحوي كلمات مبهمة و مزعجة ....
لحن غضب واضح في طيات ذلك الحديث....

و هذا ما جر تلك الفتاة برمي لحافها الكستنائي و الخروج من غرفتها متجهة نحو تلك الغرفة المضاءة قائلة بانزعاج: ألن تكفا الليلة فقط؟...أنا أريد النوم و غدا لدي امتحان....

كانت تقابلها امرأة واقفة.... جميلة المنظر... مقطبة الحاجبين ... غطتها ملامح الغضب: اسمعي حديث والدك المثير للأعصاب... إنه لا يكف عن قول الترهات.

كان الأب جالسا على أريكة ذهبية حوت في حواشيها زخرفة باللون البني القاني واضعا يديه المتشابكتين تحت ذقنه و نظراته الحادة موجهة نحو زوجته الواقفة: من الترهات أن أبدي قلقي عليك !...يا للسخرية.... شكرا على الرد الجميل كاوروا.
( هه... و ها الآن تحاول استفزازي)

نهض خارجا : قلت أنا قلق..سوف أنهي هذا النقاش الآن.
خرجت خلفه: لقد أوقضت ابنتك لتقول أنك ستنهي النقاش !
أكمل خطواته ملتفا: أليس التوقف لأجلها؟

تنهدت الفتاة بيأس و عادت لغرفتها
"لا فائدة من الحديث معهما... الوضع لن يتغير"
دخلت غرفتها و عادت لذلك السرير مستلقية : يا الهي ... كالأطفال تماما.




أيقضها صوت حصى تدق نافذة غرفتها بانتظام ..

حركت يديها بملل و وضعت لحافها فوق رأسها متحاشية صوت الحصى النافذ لها .. لكن بعد لحظات...
استدركت الأمر و نهضت بسرعة من مكانها....
جهزت نفسها في وقت قياسي لفتاة ...أي عشر دقائق...

نزلت بسرعة حاملة حقيبتها الأرجوانية فوق كتفها لتخرج و تلاقي الصبي الواقف في الجانب الأيسر منتظرا....

وقفت بجانبه تلفظ أنفاسها: حقا اسفة...
أجابها وهو يرفع حقيبته من على الأرض: يبدوا أن شجار والديك أصبح عادة يومية في الآونة الأخيرة.
حركت رأسها بسرعة : بل جزء من حياتهم اليومية... بدأت أستغرب اليوم الذي لايتشجاران به، هل هذه الحياة هي ما يجب أن أعتاد عليها؟

بدأا بالمشي بجوار بعضهما البعض متجهين للمدرسة ككل يوم...

قالت له: من الأفضل أن تترك مجيئك لأخذي..أنا أستطيع أن أذهب وحدي و لاداعي أن تشرك نفسك معي في التأخير كل يوم هاروكي.
نظر لها نظرة جانبية: أنت تعلمين أنني لا أستطيع الخطى دونك .
تنهدت و أظهرت الانزعاج لجملته: ليس ذنبي أن تكون ذو صيت يا ولد.
ابتسم بتعالي : احم... و من مثلي لا يمشي بغير أميرته عزيزتي.
أطلقت شرارة الغضب نحوه....: ماذا قلت؟ أميرة من؟
أشار لها بثقة: هاروكي ميزاو .
أشاحت بوجهها متقدمة : ماذا قال..قال أميرته... يريد قتلي فجأة.. من ستتحمل فتى مثلك؟

توقف بهدوء ينظر لها من الخلف لحظات: ما الضير ؟... ما السيء بي؟!...ادخلي المدرسة لتلاحظي شعبيتي.

"ليتك تعلمين ما بداخلي ايريكا"
تقدم بعدما سمعها: انت تحوي كل السمات السيئة، و المشكلة أن لا أحد يعلم بها غيري.
انحنى لمستواها: ألم تتعبي من الكذب ؟
ابتسمت بسخرية خارجة عن النطاق الذي صنعته: و هل تضنني أكذب؟... أيها المتحملق .
أجابها بنفس الأسلوب: لن أسامحك لو كنت جادة .

أوقفت مشيها عند وصولها للبوابة: حقا ... سوف تعاقب مرة اخرى.

وضع يده ليحرك خصلات شعرها قليلا: لاتهتمي.. الأمر بيدي فأنا لست مجبرا على المجيء لك... اعتبري ذلك هروبا من الوقوف و السماع لكلمات المدير التكرارية..
ابتسمت بتوتر: حس...حسنا، أظن أننا تأخرنا أكثر من اللازم.
كانت تؤشر و توحي بإيحاءات قريبة لفتته ليقول: هل هو خلفي؟!!
لم يكن لها مجال للنطق حين نطق الذي خلفه : اهلا هاروكي.



قراءة مُمتعة ،،


التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 02-17-2017 الساعة 10:43 PM
رد مع اقتباس