01-30-2016, 03:19 AM
|
|
أشباح ذكرياتها .. أشباح ذكرياتها .. بقلمي / عبدالله خضر عندما تلفحني تيارات تلك الرياح الباردة ..
وعندما يداعب زمهرير الشتاء خيالي البعيد ..
وقتها تتفتح في عـقـلي إدراكات الأحاسيس المهملة ..
أحاسيس ومشاعر وذكريات تجمدت في قلبي منذ سنين بعيدة ..
صور تحاول التلاشي من أرشيف حياتي ..
تحاول الزوال والإضمحلال ..
ولكن هيهات أن تنجو من أشباح ذكرياتي ..
التي تنقض عليها من كل أركان وأخاديد نفسي المشحونة بالخيال الملتهب ..
إنها صور تناديني أنتشلها بصبر وهدوء ...
ألتقطها من ركام هائل مكوم منسي متروك هناك في أعماق نفسيتي الغامضة ..
هنالك صورة أراها في ذاكرة عواطفي تبهرني ... تسحرني ...
تحلق بي في أعماق أكوان الذكريات ...
وتغرقني في عالم الأشجان واللوعة ..
يااااه ... وآآآآه ...
لقد سقتني من أنهار حبها حتى جعلتني ثملاً حتى النخاع !! ..
لم أتقرب إليها قبل وقوعي في شبكتها المحكمة !! ..
لم أهتم لنظراتها الفاحصة التي كانت تخترق كياني كالسهام !! ..
لم أعرف أني كنت ساذجاً عندما كنت أتهرب من كلامها المعسول !! ..
أعترف لك حياتي أني أحسست بالذنب
لأني لم أصعد بك إلى أعلى نجم في السماء !! ..
كنت كالأحمق الذي يبعد عنه أكوام الزهور وحزم الورود التي تــُهدى إليه !! ..
قلبي كان في خانة الأنثى الأخرى !!
ما أتعس إختياري !!! ... كم كانت أيام قصيرة !! ..
لقد ذهبت تلك الأخرى كالسراب إلى الجانب الآخر من دنيا الأحياء !! ..
إستدعاها القدر من عالم الموتى !! ..
عندها بكيت طويلاً لأجل الحب أول مرة في حياتي ..
كان بكاء مراً غزيراً .. علمني مرارة الفقد والبعد والفراق !! ..
علمني معنى أن تفقد قلبك بين عشية وضحاها ..
وفي خضم أشلاء حزني وشلالات دموعي أتت ..
أتت تمسح دموعي .. وتبكي لبكائي ..
تقنعني أن من مات لايعود ..
تؤكد لي أن القيامة لم تقم بعد !! ..
وأن هناك أمل !! ..
وكانت هي الأمل !! ..
إنها لمعجزة أن تستطيع هذه الحورية أن تلملم شظايا قلبي المتفتت الحزين ..
معجزة بكل المقاييس أن إستطاعت بأنهار حبها الخالص أن تغسل كل أحزان حياتي ..
جعلتني أحيا من جديد كالعنقاء التي تنبعث من رمادها المحترق !! ..
إنها الآن المتربعة على عرش قلبي بلا منازع !! ..
أعز حبيب ..
وأجمل إنسانة أراها في الوجود !! ..
أحس بالذنب ياحياتي لأني لم أصعد بك إلى أعلى نجم في السماء !! .. |
|