قال الأصمعي: صنع الرشيد يوماً طعاماً فاخراً وزخرف مجلسه ثم أحضر أبا العتاهية فقال له صف ما نحن فيه من نعيم الدنيا، فأنشد:
عش ما بدا لك سالماً
في ظل شاهقة القصور
فقال الرشيد: أحسنت ثم ماذا؟ فأنشد:
يسعى إليك بما اشتهيت
لدى العشية والبكور
فقال الرشيد: أحسنت أحسنت ثم ماذا؟ فأنشد
وإذا النفوس تغرغرت
بزفير حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقناً
ما كنت إلا في غرور
فبكى الرشيد بكاء شديداً، فقال بعض الحاضرين لأبي العتاهية: بعث إليك أمير المؤمنين لتسره فأحزنته!! فقال الرشيد: دعه، فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا منه·