عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 02-04-2016, 05:35 PM
 
.













.


[
الفصل الثالث : لعنة البقاء ]



أنعمةٌ كنت ؟! أم لعنةٌ لا أزال ؟!

أأفرحت ؟! أم أبكيت دون إدراك ؟!

أأحييت ؟! أم قتلت السعداء ؟!

أأعمرت ؟! أم هدمت البناء ؟!

أأُبْقِيت ؟! أم كتب علي الزوال ؟!

ربما لعنت ؟! و ربما أنعمت على العباد ؟!

أياً كان ..! فأنا كنت و ما أزال لعنة البقاء ..!

-

[ مملكة إنجيس : القصر الملكي !]

قصر شابه القصور الفيكتورية فخامة و حجماً ! ملئ بالتحف الأثرية في أحد أقسامه ! بينما قسمه الأخر ملئ بالزخارف و اللوحات الفنية ! قد تخاله متحف في غاية الجمال حال رؤيته و لكنه قصر الحاكم الذي يعيش في كل هذا الترف ! في غرفة العرش ! حيث كان جالساً يشرب من كأس النبيذ ! سعادته و تفاؤله المفرط لا يمكن وصفهما ! هو سيحكم العالم عما قريب ! قاطع تفكيره صوت فتح الباب ! الذي شعر و كأنه مصدر إزعاج له !

رفع عينيه التي شابهت الأوراق المتساقطة خريفاً لوناً ! و هو يحرك بخصلات شعره السوداء إلى الوراء ! فما رآه ليس سوى زوجته صاحبة الخصلات المخملية و الأعين الزرقاء !

أأتيتِ لتفسدِ سعادتي ؟! كلوديا !

قالها بإزعاج شديد خالطه من الكبرياء الكثير ! من يصدق أن الماثلة أمامه زوجته ! من وقف في وجه العالم كله لأجلها ذات مرة ..! لكن كان هذا منذ زمن ! أجابت عليه بهدوء :

أتيت ! لأشاركك هذه السعادة ألا يمكنني ؟!

ضحك بسخرية ! و عم ضحكه المستهزئ القصر بما فيه , أعقب على كلامها بنبرة ساخرة : أوه .. فعلاً ؟! يا لكي من زوجة مثالية ..!

احتدت نبرته فجاءه و هو يقول : كفاكِ عبثاً ! أيتها الملعونة لا تجبريني على قتلك !

صمت قليلاً و ملامح وجهها بنفس البرود ! أكمل كلامه بسخط : ألن تخرجي ؟!

لم تبدِ أية ردة فعل ! فما كان منه سوى الخروج هو ! بينما قالت كلوديا في مكنوناتها : يا لها من لعنة ! لعنة البقاء معك ! و مشاركتك نفس الحياة !

-

[أكاديمية أبتوماتس]

تقسم أن هذه الأكاديمية أكبر من ذالك الفندق بكثير ! ما هذا ؟! أستدرس هنا فعلاً ؟! ستضيع إن حدث هذا ! تنهدت بملل "فما الذي أقحمت نفسها به ؟! بحق رب السماوات !"

تابعت سيرها مع رئيسة مجلس الطلبة ! و هي تثرثر من ما يقارب العشر دقائق ! فكل ما تتحدث عنه هو تاريخ الأكاديمية ! من بناها ؟! و إلى أي عصر تعود ؟! و كأنها تبالي فعلاً ! ما أوقظها من شرودها هو سماع صوت من عرفت بنفسها سابقاً ماري ! إن صدقت ! : ألين سان ؟! هل تستمعين إلي ؟!

-ها ؟ أجل إلى أين وصلنا ؟!

- كنت على وشك الحديث عن نظام الأكاديمية !

- أجل .. أجل أنا استمع ..!

تنهدت ماري و أكملت : ألين سان ! ما عليكِ معرفته أنكِ ستخضعين لاختبار لنرى مدى قوتك و تحملك ! و قد نكتشف قوة جديدة لديكِ ! و سنرى كذالك ما هو الفصل الأنسب لكي ! عموماً ! تندرج هذه الأكاديمية في عدة فصول : a , b , c , s إن أخفض الرتب هي b و c فهما للمبتدئين ! أما الرتبة a فلا أدري كيف أشرح و لكن الوصول لها يعني تحكمك بنسبة 50% أو 40% من قوتك ! الرتبة b أعلى من الرتبة c ! أياً كان ! هنالك مهارات يجب عليكِ تعلمها في أكاديميتنا ! لست مجبرة على تعلمها كلها , اختاري واحدة ! أما : الرماية , المبارزة ! فن استخدام الرمح ! لا أدري هنالك الكثير .. أهنالك شئ معين تريدين تعلمه ؟!

أعقبت ألين بنبرتها الباردة : أعتقد أنني سأتعلم المبارزة ! فأنا ماهرة بعض الشئ فيها ! فقد كنت أستعمل السيف منذ زمن !

- حسناً إذن .. إن كان الأمر هكذا فلا بأس ! أياً كان ! إن وصلت للرتبة a فقد تعطين سيف أسطوري ! إن أظهرتِ مهاراتك ! جدول الحصص ستجدينه في غرفتك ! الامتحان يكون بعد عدة ساعات من الآن ! أما غرفتك فهي تحمل الرقم 220 ! ستجدين في كل طابق مخطط لمبنى المدرسة و ستعرفين أين السكن ! حتى ذالك الوقت أتريدين شيئاً ؟!

تحمل الرقم 220 ما هو هذا النظام ؟! أهم بفندق ؟ , أعقبت بهدوء : لا , ماري سان شكراً لك ! سأتجول في الأكاديمية حتى ذالك الحين , أرجو منكِ مناداتي حالما يحين وقت الاختبار !

-حسناً , ستسمعين ذالك أساساً من إذاعة المدرسة !

التفتت ذاهبة ! و ألين تحمد ربها أن كل هذا انتهى على خير ! لقد أصيبت بالصداع من كثرة حديثها ! التفتت إلى ورقة كبيرة كانت ملصقة على الحائط , بدأت بالنظر إليها باحثة عن السكن , لكنها تذكرت أنها لا تعرف بأي طابقٍ هي ! حولت نظرها للمكان من حولها و هي تبحث عن أي غرفة أو أي شئ يدلها أين هي ! وجدت على اليسار الفصل b , حولت نظرها إلى المخطط مجدداً و هي تبحث عن الفصل b يا له من حظ منكوب ! الفصل b يوجد منه كثير من الأفرع في كثير من الطوابق ! أتسأل أحداً ! ربما هذا ما ستفعله و ليقل ما يريد ! ما أوقفها عن التفكير لثوانٍ هو صوت البكاء و النحيب الذي صدر من أحد الممرات ! تبعته ليس لترى ما به ؟! بل لتسأله إن كان بإمكانه مساعدتها ! لمحت طفلة بالعاشرة تبكي و هي تقول : أريد العودة للبيت ..! أمي ..أبي أين أنتما ؟! أود اللعب بالألعاب مجدداً ! لا أريد البقاء هنا ! إنه جحيم !

تنهدت ألين بملل ! "ياله من دلال" تبكي لكي تلعب بالألعاب ! ستبحث عن شخص آخر هذه الفتاة لن تفيدها ! أتى صوت خطوات مسرعة من بعيد ! لم تكن لشخص بل لعدة أشخاص ! التفتت ألين لترى من القادم فلم ترى سوى فتاة بدا على وجهها ملامح الغرور و التكبر و هي تحرك شعرها الأشقر و خلفها فتاتين تعبثان بالهاتف ! وقفت شقراء الشعر أمام تلك الطفلة و بدأت بالصراخ : ماذا بكي مجدداً ؟ كل ما تفعلينه هو الصراخ و الأنين ..! أنتِ تزعجني كل يوم ..! تجلسين و تبكين ! ارضي بالأمر الواقع لا مجال للعودة للمنزل حتى يتم اختيار اثني عشر شخصاً منا !

أكملت تلك الفتاة توبيخها لها و هي تنظر ناحيتها نظرة حادة بأعينها الزرقاء ! أما ألين فلم تبدِ ردة فعل رغم انزعاجها الشديد ! تخيل معي صوت البكاء يصاحبه صوت الصراخ أي إزعاج هو هذا ؟! التفتت للمغادرة لكن استوقفتها إحدى الكلمات من فم تلك التي تصرخ بجنون ! عادت و هي تقول ببرود : هلا خرستِ قليلاً ؟!.. فأنتِ تسببين لي الإزعاج !

التفتت زرقاء العينين لها و هي مصدومة ! لم يجرأ أحد على التكلم معها بهذه الطريقة ! قالت بغضب عارم : ما الذي قلته ؟! من تخالين نفسك يا هذه ؟!

أكملت ألين بنبرتها المعتادة : أنا ؟ لا أحد معين , إن كنتِ تريدين أن تعرفي ! .. أتصرخين دائماً هكذا ؟! يا لكي من مصدر للإزعاج !

ازداد غضب تلك الفتاة أكثر و أكثر أعقبت و هي تحاول إمساك أعصابها : سأعطيكِ عشر ثوانٍ لتنحني على قدميكِ و تعتذري ! إن لم تفعلي سأريكِ الويل !

اقتربت ألين منها بخطوات هادئة , قربت وجهها من وجه تلك التي احمرت غضباً : وجهك محمر للغاية ! أأنتِ مريضة ؟! لدي دواء للمرضى أمثالك ! إن كنتِ تريدين !

تمتمت بغضب و هي تقول : أيتها الـ ..

رفعت يدها لصفعها لكن ألين أمسكت يدها و هي تبتسم ساخرة : أتحاولين قتل الذباب ؟!

كيف حدث هذا ؟! يفترض أن التي أمامها مبتدئة كما سمعت ! إذن ما هذا ؟! كيف تهان هي بهذه الطريقة ؟! تركت يدها , لتتراجع بخطوات هادئة إلى الوراء و هي تقول : ستندمين !

ذهبت مغادرة أما اللتان خلفها فقد كست وجههما ملامح الصدمة مما ترينه , نظرا نظرة خاطفة إلى ألين و تابعا السير ليلحقا بتلك الفتاك و هما يقلن : هارييت انتظري !

-لحظة واحدة فحسب !

ذهبن و هن يشتمن ألين بأنفسهن , أما هي فلم تبالي أصلاً انخفضت على ركبتيها بجانب الطفلة الصغيرة , صاحبة العينين السوداء و الشعر البني , ابتسمت ألين ابتسامة بسيطة قائلة : هل أنتِ بخير ؟!

أومأت برأسها , و أعقبت : لماذا ساعدتني ؟! ستوقعين نفسك بالمشاكل .. ألا تعرفين ابنة من هذه ؟!

هي لا تبالي فعلاً بابنة من تكون هذه ! فكل ما يبدو لها أنها نبيلة مدللة ! مسحت على شعر الطفلة التي أمامها بابتسامة : أنا لا أحب رؤية الدموع ! و كذالك نحن نمتلك نفس الاسم ! ألين شان !

-

[ مملكة بولفيريم إحدى الأجزاء المنشقة ]

لقد قرروا جميعاً أن يثوروا ضد ذالك النظام ! إحدى المدن التي أعلنت الحرب على العائلة الملكية! بقوا لوقت طويل و هم يفكرون و يقترحون الخطط ! و في النهاية كل هذا ذهب أدراج الرياح ! فقد ظهرت قوة ثالثة نعم ! تمرد ..! يبدو أنه تم الشك بهم مسبقاً و قاموا بالعبث بعقول بعضهم و إغرائهم و زرع الجواسيس كذالك ! لم يعد للأرض ملامح من كثرة الدماء ! كل شئ تدمر و نسف ! الجميع قتلوا إن لم يقتلوا فقد أخذوا كعبيد و أسرى يذوقون العذاب باستمرار ! بين الأنقاض كان واقفاً بصدمة ! ما الذي حدث ؟! بعدما جلس لساعات يخطط و يرسم ؟! هو سبب كل هذا ! أأ

أي خطيئةٌ هو ارتكب ! بين الأنقاض هو جالس عاجزاً و الدموع من عينيه تسيل ! تمتم بحزن : يا لها من لعنة كوني لا أزال على قيد الحياة !

-

[مكان مجهول]

امتزجت الألوان لتعطي لوحة فنية ذات طابع مختلف ! جزأين من المكان انقسموا فأحدهما ملأه الدمار و الآخر ملأه لون السحاب ! أما هي فقد كانت تقف بالمنتصف ! تطفو في الهواء ! بجناحيها ناصعي البياض ! أعين حمراء و شعر بنفس لون ثلوج المرتفعات ! تمسك بيدها أحد أوراق شجرة الساكورا و هي تنظر لها بغموض ! لقد سلبت منها المشاعر و الأحاسيس ! كم لعنت بني البشر في مكنوناتها و لعنت نفسها ! إنها النهاية ! فجسدها قد بدأ بالاضمحلال !

-

و أخيراً وصلت لغرفتها بعد عناء ! لقد كان الطريق طويلاً يبدو أنها في هذه الأيام قد اعتادت على الكسل فهي تمشي كثيراً بطبعها ! دخلت الغرفة خاصتها و هي تنظر للسريرين اللذان أمامها فأحدهما قد امتلئ بمستحضرات التجميل و الزينة ! أما الآخر فقد كان فارغاً لا يوجد عليه شئ ! أدركت حينها أنها ستتشارك الغرفة مع إحداهن ! ترجو أن لا تكون كالتي قابلتها قبلاً ! وضعت حقيبتها على السرير ! و بدأت بترتيب حاجياتها في الخزانة ! ما إن انتهت ! حتى قامت بتغيير ثيابها بثياب أخف ثقلاً ! فهذه المدرسة يوجد بها نظام تدفئة ! خرجت بهدوء الأشباح خاصتها ! لتلقي بألين الأخرى ! و هي تبتسم ابتسامة طفولية ! أمسكت بيدها و قامت بأخذها إلى مكان الاستراحة ! الذي يجلس به أغلب طلاب الأكاديمية !ما إن فتح الباب حتى سكت الجميع و بدأ التهامس و هم يقولون : هذه الفتاة هي من وقفت في وجه هارييت !

المسكينة أوقعت نفسها بالمشاكل !

كم هي بلهاء !

لاحظت ألين الهمسات التي تدور حولها فقامت بإصدار صوت من فمها جعلهم يعودون جميعاً لما كانوا يفعلونه ! مرت بينهم و النظرات لا تزال عليها ! جلست على إحدى الطاولات الفارغة ! و قامت طفلة العشرة أعوام بالجلوس بجانبها ! بدأت بالحديث بطفولية عن حياتها قبل دخول الأكاديمية و كيف أجبرت على دخلوها ! لأول مرة ألين قد استمعت لكثير من الثرثرة دون أن يؤلمها رأسها أو تشعر بالانزعاج ! ما قاطع استمتاعها هو الصوت الذي رن بالإرجاء ينبه الطلاب الجدد أن يذهبوا لمكان معين لم تسمع اسمه ! يبدو أنهم سيجعلون الموعد أبكر هذه المرة ! هذا ما تبادر في ذهنها ! وقفت و هي تقول : ألين شان هل لكي أن تأخذيني لذاك المكان ؟!

ابتسمت بشغف و قالت : بالتأكيد .. اتبعيني !

قامت بإتباعها لترى إلى أين ستصل ؟! أوصلتها ناحية باب كبير موصد , التفتت مغادرة مردفة : لا أستطيع الدخول معك ! حظاً موفقاً ! ألين شان !

مرت دقيقة واحدة ليعج المكان بالمستجدين ! أكل هؤلاء سجلوا دخولهم اليوم ! ظهر أمامها شاب بعينين نيلة جميلة و شعر أزرق كالمحيط ! و بجانبه فتاة حسناً ليست فتاةً هي أكبر من أن تنادى بفتاة آنسة بدت في أواخر العشرينات بشعر وردي و أعين سوداء ! فتح الباب من أمامهم ! فما ظهر سوى قاعة فارغة ! بدأ ذلك الشاب بالحديث و هو يقول : حسناً .. دعوني أعرفكم نفسي أولاً أنا سبيستيان من سيمتحنكم ..!

هذه الغرفة فيها عالم وهمي أو بصور أوضح بعد وهمي ! سنختبركم فيه ! ستنافسون بعضكم مستخدمين قدراتك ! و نحن سنقوم بتقييمكم ! الآن رجاءً من يملكون قدرة التحكم في النار فليقفوا على اليسار ! من يمتلكون قوة التحكم في المياه في الوسط , و التراب في اليمين ! ذهبت ألين إلى الجهة اليمنة مع مستخدمي النار أما الباقين فبدأ بلتوزع في عدة جهات ! أكمل نيلي العينين حديثه و هو يقول : لا يسمح لكم في التعاون فيما بعضكم ! و لا أي مساعدة صغيرة ! ستواجهون بعضكم اعتبروه قتلاً حتى الموت !

بالتأكيد لاقت هذه الفكرة الاعتراض من الجميع! فقد صرخ أحدهم : ما الذي تهذي به ؟! كيف سنستطيع فعل هذا وحدنا ؟!

أعقب ببرود : بإمكانك الخروج إن أردت , نحن في غناً عن أمثالك ! إن لم تستطع المواجه في عالم رقمي ! فكيف ستواجه الواقع ؟!

صمت الجميع بعد جملته قلته ! ألين لم تبالي فعلاً فلطالما أحبت العمل وحدها ! و لطالما كانت وحدها! دخلوا جميعاً إلى تلك الغرفة لينتقلوا تلقائياً إلى بعد أخر ! وجدت نفسها في مكان يشبه الصحراء في جانب واحد فحسب هو وجود الرمال المتحركة! و أشجار الصبار من جهة أخرى وجود بعض المستنقعات و برك المياه ! و الأشجار الكثيفة التي أحاطت بالمنطقة ! حولت نظرها إلى نفسها لترى أنها ترتدي درع ثقيل فضي اللون ! مع سيف ذا نصل أسود و مقبض ذهبي ! حسناً لنبدأ ! بحركة خاطفة هي قامت بضرب الفتى الذي يختبئ خلف الأعشاب ! فهي ذات سمع قوي تسمع أخفض الأمور صوتاً ! طار بعيداً و بدأ أنفه بالنزيف ! تلبك و قام بسحب سيفه من غمده ! وقف على قدميه بصعوبة و هو يرجع للخلف! لا يدري متى قامت بضرب يده فسقط السيف أرضاً ! ركلته على بطنه فسقط أرضاً عجزاً عن الحراك ! نظرت نحوه بنظرة جلمود أرعبته , مستهزئة بحاله : ضعيف!

صرخ بخوف : لست ضعيفاً أنتِ فحسب
أقوى من اللازم !


قال جملته تلك ليختفي بعدها تاركاً بعدها هدوء غريب في المكان ! سارت بهدوء غير مخلفة وراءها أي صوت ! شعرت بحركة ما ورائها لكنها لم تبدِ ذلك! تابعت سيرها ! في حين فاض النهر الموجود متجهاً إليها ! تجنبته سريعاً صعوداً إلى إحدى الأشجار عالية الارتفاع ! انتظرت حتى يهدئ فيضان النهر قليلاً و همت بالنزول إلى الجهة المقابلة ذات الأرض الصلبة ! التفتت بطرف عينها و هي تقول : لا داعي لكل هذه الحيل و الألاعيب ! أنا أراك !

سمعت صوت ضحك مستهزئ ! ثم رأت ابتسامة ساخرة ! قال الذي مثل أمامها تواً و هو يعدل من نظاراته : لديكِ بعض الموهبة يا فتاة !

أخرجت سيفها ليفعل هو المثل ! احتدما معاً لثوانٍ ثم عاود كل منهما الرجوع إلى الوراء ! أرادت الهجوم مجدداً ! لكن ما أوقفها هو الجدار الصخري الذي ظهر أمامها فجاءه فأصبح حاجزاً وقف فوقه شخص لون شعره بلون الدماء و عينين بنفس اللون ! يقول بهدوء : يمنع التعاون ! فليواجهني أحدكما ! قبل أن أحاصركما !

"يا له من تهديد لا فائدة منه ! " هذا فحسب ما تبادر إلى ذهنها ! هجم ذاك الذي استعمل عنصر الماء منذ قليل على الذي هجم تواً أغرقت المياه المكان ! أما هي فقد تراجعت للوراء ذاهبة لمكان آخر تود مقاتلة المنتصر حالما تنتهي ! مرت ما يقارب العشر دقائق ! و هي قد انتهت من معظمهم ! لقد بقي من يعدو على الأصابع ! جميعهم مغفلون لم يحسبوا حساباً لهذا ! من بين الباقين ! وقف أمامها أحدهم و هو يشهر سيفه لها ! لسبب ما هو تراجع للوراء هارباً يبدو أنه عرف فارق القوة الذي بينهما ! لم تغفل سوى ثوانٍ لكنها رأت أحدهم أمامها على وشك مهاجمتها ! سريعاً هي تراجعت للخلف لكن جرحت وجنتها ! جرحها هذا أفقدها تركيزها ! قام بلكمها فوقعت أرضاً ! حاول الهجوم مجدداً لكنها وقفت سريعاً و ابتعدت عنه مسافة المترين ! ابتسم بخبث و هو يتقدم لكنه لم يلحظ النيران التي أحاطت به من كل جانب ! أخذت النيران عقله و لم ينتبه حينما تقدمت , وقامت بطعنه ! أنهت ما تبقى منهم ! لكن لا بد من وجود المزيد ! صوت الخطوات الذي ورائها بدأ بالاقتراب , لم تبدِ ردة الفعل الذي أمأملها من هو ورائها , قال ببلاهة : هي .. ألن أحظى بقليل من الاهتمام ؟!

- لو أنك كنت أوسم قليلاً لأعرتك بعض الاهتمام يا صاحب النظارات

منكسراً أعقب : يا فتاة ! ما هذه الألقاب ؟!

ضحكت ساخرة ! في وسط ذالك الهدوء ! لكنه لم يدم طويلاً ! إذ كل منهما قام بالهجوم على الآخر ! أخرجت نيرانها محاولة إصابته لكنه قام بتفاديها ببراعة ! أخرجت نيرانها من جديد خلفه ليقوم بفعل المثل بإخراج ماء ورائها ! كلٌ منهما قد تفاداها ! قام هو بالرجوع وراءً ملتفتاً إلى الشرق ! لحقت به و هي تقول في نفسها ساخرة : "يعتقد الأبله أن خدعةٍ كهذه ستنطلي علي ! يا له من غباء ذاك الذي يملك !"

أكملت مسيرها لترى أنهم وصلوا لمنطقة تحدها المياه من كل الجوانب هذا ما حاول فعله الوصول لمصدر طاقة و هي أدركت ذلك ! قام بشن هجوم مضعف عليها عن طريق إخراج كل ذالك الماء دفعةً واحدة ! ابتسمت إذ هذا ما كانت تنظره ! تبخر الماء بثوانٍ صدم و نظر خلفه ليرى أنها استفادت من الصخور التي في القاع و أشعلت بها النبران ! فذاك النوع من الصخور ينتج النيران عن طريق الاحتكاك ! و ها قد قلب السحر على الساحر ! أحاطته النيران و لم تترك له حتى مجالاً للخروج ! رفع يديه باستسلام ! لقد انتهى الاختبار !
تحطم البعد من حولهم و اختفى الدرع كذالك , نظرت حولها فوجدت الممتحنين الآخرين ! و ذلك الشاب بجانب تلك الآنسة ! تقدمت منها الآنسة بسعادة قائلة : أنتِ أخر من تبقى ! مبارك ! .. أخبريني كيف عرفتِ بشأن تلك الصخور ؟!
- أنا لا أعرف بشأن الصخور فحسب بل أعرف بشأن الحيلة كلها !
بنبرة متسائلة أعقبت على كلامها : حيلة ؟
- أجل .. الدروع التي كانت علينا لم تكن لحمايتنا بل ! لإعاقة حركتنا فهي كانت ثقيلة فحسب ! و أكبر دليل أن الدرع خدش عندما هاجمني أحدهم ! و هذا واضح من نوع المعدن المصنوع منه ! و قبل هذا معرفة بماذا نتحكم نحن لم يكن لتعرفوا حقاً ما الذي نتحكم به .. بل لإعطائنا الفرصة للتعرف على الأشخاص ذوي القوة المضادة ! و قولكم بأنكم لا ترغبون بعمل جماعي هو فحسب كي لا يدمر البعد و ربما للمثالية ! و أخيراً في ذالك الوقت الذي كنت أقضي به على خصومي كنت أرى طبيعة المنطقة من حولي ! إن ركزت قليلاً فستعرف أن كل واحدة من الجهات الأربعة في ذالك البعد تحوي شئ مساعد لنا ! ما عدا النار ! لذا شككت بأمر الصخور !
صرخت و هي تدور حول نفسها بسعادة : كم أنتِ ذكية !
بابتسامة هادئة ألين أعقبت : لقد جعلت عقلي يعمل قليلاً فحسب !
ابتسمت الآنسة الشابة , و قالت : حسناً , جميعاً غداً صباحاً ستخبركم في أي الفصول أنتم بإمكانكم الانصراف !
غادر جميع من في القاعة ! متجهين إلى أماكن متفرقة !
ألين التي ذهبت لغرفتها بعد يوم متعب للغاية ! يبدو أن تغير الأجواء عليها بدأ يؤثر على صحتها !
ما إن أرادت فتح الباب حتى سمعت صوت قليل من الضجيج يبدو أن زميلتها ! موجودة في الداخل ! دخلت بهدوء ! و رفعت عينيها لترى البلهاء التي تتحدث بالهاتف ! صدمها فعلاً كون زميلتها هي نفس الفتاة التي تشاجرت معها عند دخولها !
BRB


التعديل الأخير تم بواسطة Elar | فراغ ; 02-04-2016 الساعة 06:02 PM
رد مع اقتباس