الموضوع: تحتضر بصرخة!
عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 02-05-2016, 04:33 AM
 










الفصل الثالث ::- تشبثٌ مستميت وعودةٌ إلى الحياة !


أشرقت الشمس معلنة بدء يوم جديد على أبطالنا..! عقرب الساعة يحتضن التاسعة صباحا، وعلى إثر ذلك!.. استيقظ كل من في ذلك القصر عدا سوليداد وجوي الَّذَين بقيا نائمين رغم محاولات الآخرين لإيقاظهم !!h
وبينما كان دانتي يجلس على إحدى الدرجات ممسكًا كتابًا جديدًا كانت قد قدَّمته إليه السيدة ليفانيا، كان هناك زوج أعين يتربص به من خلف إحدى الغرف !
_ هيي دانتي !
اهتز جسده فزعا من ذلك الهمس القريب من أذنه، إلتفت خلفه بغضب قائلًا
_ أنديان أيها الوغد لقد أفزعتني !!
كانت عينا أنديان محمرتان وتحيطهما هالات من السواد كأنه لم يذق في حياته طعمًا للنوم !..
وضع يدًا في جيب بنطاله في حين أشار بيده الأخرى نحو إحدى الغرف متسائلًا بشك
_ دانتي اعترف ما الذي فعلته لتلك الأميرة ؟؟!
نظر دانتي إلى حيث أشار أنديان فرأى ليليث مختبئة خلف الباب تنظر إليه بوجنتين محمرتين ، وعقلها شارد في شيء ما لم يستطع دانتي معرفته، ابتسم بخبث ونظر إلى أنديان
_ أسرار المهنة لا يدركها سوى الَّذين خلقوا بملامح وسيمة !
احتدت نظرات أنديان وهمس بحقد من بين أسنانه
_ لا فائدة من الوسامة إذا أُقتُرِنَت بالغباء !!
ضحك المعني وهو يرى أنديان يعود إلى غرفته ويصفق الباب بقوة معبرًا عن غضبه !
أمسك كتابه وذهب بخطوات هادئة إلى حيث تقف ليليث بشرود !..انحنى إلى مستواها وبابتسامة مشرقة ملوحًا بيده قال لها
_ صباح الخير ليليث الجميلة !
أخيرًا عادت إلى الواقع، وما إن رأته يجلس القرفصاء أمام وجهها مباشرة حتى ارتبكت وأخذت في التراجع إلى الخلف لتدخل غرفتها وتغلق الباب !.. إلَّا أن الأخير كان الأسرع حيث صد مسار الباب بقدمه ودفعه ودخل غرفتها وأغلقها !!
وقعت عينيها عليه فاحمر وجهها خجلًا، حاولت النظر لأي مكان بعيدًا عن عينيه الرماديتين الساحرتين !!
عقد عينيه متظاهرًا بالغضب ، وهتف فجأة بشكل متسارع..
_ ليليث !!
_ أجل !!!!
ومن دون أن تستدرك نفسها !..كانت تجيبه بنفس نبرته السريعة وهي تسند ذراعيها على جانبيها من شدة ارتباكها، وانتظرت ما سيقوله تاليًا..
_ هل فعلتِ ما طلبته منك ؟؟
أطبقت شفتيها وأنزلت رأسها لتعانق بنظراتها الأرض تحتها، فتحت فمها على وشك قول شيء، ترددت عدة مرات وقد استغرب دانتي الأمر !..وفي النهاية قالت وهي على وشك البكاء..
_ لـ..لا أستطيع الإعتذار منها !!!
رفع حاجبيه باستغراب وهو يسمعها تكمل بنبرة مرتفعة
_ ﻷنها كاذبة !!!
اقترب منها وانحنى واضعا يده على أحد كتفيها، ضيق عينيه بشك وألقى سؤاله
_ ما الذي تقصدينه ؟؟
نزلت دموعها وهي تسترسل في الحديث
_ أنا.... مريضة !
اتسعت عينيه بصدمة !!..لم يتحرك أو يستجيب لمَ قالته... أذناه تلتقطان أمرًا لم يستطع إستيعابه بسرعة !..وضع يده على جبينها متحسسًا حرارتها، فأبعدت يده بعصبية صارخة
_ ليست حمى أيها الغبي !!..إنه ..إنه ..
صمتت فجأة ولم تقدر على إكمال حديثها، نظرن إليه بحدة هامسة
_ لم تخبركم تلك المرأة عن هذا الأمر صحيح؟؟
_ إنها والدتك ليليث !
صرخت بعصبية أكثر
_ كلا !.. إنها ليست كذلك !!..وذلك الرجل ليس أبي إنه قاتل !
ودخلت في نوبة بكاء شديدة، حاول دانتي تهدئتها مطمئنًا إياها بأنها ستكون بخير..!
دخلت الخادمة وهي تحمل بين يديها صينية طعام الإفطار، وما إن رأت ليليث على هذه الحالة حتى ظهر الخوف على ملامحها !! وكادت أن تنادي السيدة ليفانيا، لكن دانتي أمسكها من ذراعها وهدأها قائلا بنبرة صارمة
_ لا حاجة لإقلاق السيدة ليفانيا!.. من فضلكِ دعِ أمر تهدئتها لي !!
أومأت له بتردد وأعطته الصينية مغادرة الغرفة ..
وضع الإفطار على سريرها الزهري الكبير، ثم عاد إليها وهي لا تزال تبكي.. أبعد قبضتيها الصغيرتين عن عينيها، وحملها بين يديه ثم أجلسها على السرير.
جلس أمامها على الأرض، وقام بمسح دموعها هامسًا بنعومة
_ حان وقت الإفطار !!
انتظرها حتى تتوقف عن البكاء، هدأت قليلا ونظرت إلى الأرض بحزن
_ هييي ليليث.. إن لم تسرعي فسأتناول طعامكِ بدلًا عنك !؟
هددها بلطف ومد يده إلى شريحة من الخبز، وضع فوقها قطعة جبن وأوراق سلطة ثم شريحة لحم طازجة، اختتم عمله بضم كل ما وضعه.. تحت شريحة خبز أخرى، قال متلذذًا
_ امممممم.. شطيرة من تحت يدي الأمير دانتي ألذ من أي شيء آخر !
فتح فمه وقرب الشطيرة من شفتيه، لكنه توقف في المنتصف متفاجئًا من ليليث التي أسندت يديها على حافة السرير وعيناها تتلألآن !!..ضحك في داخله فَـ في النهاية هي مجرد طفلة في الثامنة !
شاهدها وهي تتناول الشطيرة بـ نهم، سرعان ما أنهتها فأعد لها أخرى !
بعد ذلك نادى الخادمة وسلمها الصينية الفارغة وهو يضحك على ملامحها المتفاجئة !
أمضى وقتًا طويلًا وهو يحكي لها عن مغامراته مع تشينيز، وكم شعر بالأسى على حاله حين أخبرها بأنه لم يصعد غندولًا في حياته!.. رغم أنه يعيش في البندقية لكونه يصاب بالدوار عند التنقل فوق سطح البحر!
ضحكت عليه طوال الوقت وكلما أخبرها بـ حدث وقع به.. عللت أن السبب هو جسده الهزيل !!
لم يمضِ وقت طويل حتى غلبها النعاس ونامت ..
أطفأ النور وخرج بعد أن طبع قبلة على جبينها !..
نزل الدرجات وقابل في طريقه سوليداد وبرفقتها جوي وقد استيقظَا لتوهما من النوم !
_ صباح الخير دانتي
قالت سوليداد باستغراب لدانتي الذي كان يسرع في مشيه، ومن كثرة تفكيره لم يسمعها كما لم يرد عليها !!
وصل إلى الصالة الواسعة فوجد السيدة ليفانيا تجلس مع تشينيز وأنديان وأورتشيه يتناقشون حول أمر ما يخص الحفلة التي ستقام الليلة ..
نظر إليه الجميع، لكنه لم يلقي لهم بالًا عدا السيدة ليفانيا التي وقف أمامها وهو يقول بهدوء يخفي خلفه عاصفة !
_ عفوًا سيدتي.. هل السيد ماكويل في القصر؟
_ أجل إنه يعمل في مكتبه !
_ ألكِ أن ترشديني إليه ؟
نظرت إليه باستغراب من طلبه المفاجئ هذا، سألته أورتشيه
_ ما الأمر دانتي ؟
_ اخرسي أنتِ أورتشيسا !!!
حدقت فيه بصدمة كذلك تشينيز وأنديان.. توترت السيدة وحاولت إنهاء الموضوع..
_ حسنا دانتي لا بأس!
وقفت من مكانها وأرشدته على الطريق، حتى وقفا أمام باب خشبي كبير، طرقت السيدة الباب وانتظرت دقائق حتى جاءها صوته بالموافقة !
دخلت وخلفها دانتي الذي صرخ ما إن أغلق الباب
_ فسروا لي ما يحدث هنا !!!!!
استغرب الاثنان السبب وراء غضب الأخير، حاولت السيدة تهدئته
_دانتي اهدأ !

قاطعها بغضب..
_ لن أهدأ !!.. الآن أخبراني ما حقيقة مرض ليليث ؟
انصدمت السيدة وقالت متسائلة
_ كيف علمت ؟
_ لا يهم كيف علمت بالأمر!.. أريد تفسيرًا !!
_ أرجوك يا عزيزي اهدأ !!!
قاطع حديثهما الصاخب ذلك الصوت العميق بنبرة هادئة صدر ليلفظ
_ ليليث مصابة بمرض السل !
_ ماكويل!
شهق أنديان الواقف خلف الباب بصدمة، بينما وضعت أورتشيه يدها على فمها، في حين انتظر تشينيز ردة فعل دانتي بهدوء
_ كما سمعت!.. ولن تبقى على قيد الحياة لمدة أطول..
إلتفت السيد ماكويل بينما كان واقفًا أمام النافذة يعقد يديه خلف ظهره، وأكمل باستغراب لم يتمكن من إخفائه
_ لا تقل لي بأن ليليث كانت على علم بمرضها؟
بلع دانتي لعابه بصعوبه وغصة الصدمة الأولى لم تفارق عقله..! لم يتوقع ذلك البته.. لم يتوقع !!
تجاهل سؤال السيد وهو يقول بهدوء مشابه للبرود
_ إذا لماذا دعتك ليليث بالقاتل ؟!
توسعت عينا السيد بصدمة، أعاد وجهه إلى النافذة وعيناه تطرفان بألم، لم يتمالك نفسه فجلس على الكرسي الجلدي الأسود !.. فـ اقتربت منه زوجته بقلق لكنه أشار له بأنه بخير !
أغمض عينيه بحزن وقال
_ قبل خمس سنوات كان لدي ابن في الرابعة عشر يدعى دلاين وهو الابن الوحيد الذي رزقت به زوجتي الأولى الراحلة !..لسوء حظ ذلك الولد أنه لم يشاهد في حياته غير الحرب!!..| توقف عن الكلام وهو يتنهد تنهيدة حارة ثم تابع| ..انضم ذلك الفتى إلى المدرسة العسكرية، ولكن.. في إحدى المهمات لم يحتمل المرض ومات !.
وضع يديه على رأسه وأخذ يهزه وكأنه يحاول التخفيف من ألمه
_ لم تخبرني "وينلي" قط عن حقيقة أن والدها مصاب بالسل.. وأراد القدر أن تكون هي وطفلها مصابان بهذا المرض.. كذلك ابنة ليفانيا أصيبت به!.. ولازلت لا أعلم السبب!!..
أكملت عنه السيدة ليفانيا وهي تبكي
_ لـ.. لا شك بأن ليليث قد سمعتني منذ أيام وأنا أقوم بتهدئة ماكويل وأحاول إقناعه بأنه لم يقتل دلاين.. ففهمت الأمر خطئًا !
حل الصمت فجأة ولا يسمع غير صوت شهقات السيدة..!
أما دانتي فقد كان واقفا وعيناه جاحضتان بشكل غريب..!! كانتا تنظران إلى نقطة ما أعمق وأحلك كأنما لا أحد يراها غيره !!
ارتعشت ذراعيه وهو يتمتم
_ دلاين ؟
تشينيز الذي لاحظ ذلك أبعد أنديان وأورتشيه المصدومين، ودفع باب المكتب راكضًا نحو دانتي !
أمسك كتفيه وهزه بقوة وهو يردد بحزم
_ دانتي ابقى معي !
استفاق من غيبوبته ونظر إلى تشينيز بتساؤل كأنه يسأله عن سبب تواجده هنا !.. كاد الأخير أن يجيب.. لكن دانتي قام بدفعه بخفة عن طريقه، ونظر إلى السيد وعلامات الجدية مرتسمة على وجهه..
_ سيدي.. سأطلب منك طلبا.. |انحنى باحترام| ..اسمحَا لي به أرجوكما !
نظر إليه جميع من في الغرفة باستغراب وترقب لم سيقوله بعد أن هز السيد رأسه بالموافقة..!




لا أحـد يـرد ,,













__________________
قلبكَ دافئٌ كما الحنين🌻
سابقاً C I E L
رد مع اقتباس