احتضنت شفتيهآ بعنف وقد إنكمشتآ بجفآف، حلقهآ على وشك التشقق ! وعينآها لم تفآرقآ الطريق التى تسلكهآ لوحدهآ منذ الصبآح والشمس الآن على وشك الغروب !
ضمت يديهآ إلى بعضهمآ البعض والبرد يكآد ينهش عظآمهآ ، نظرت أمآمهآ ، الطريق تبدو طويلة ومظلمة !..
نظرت إلى يسآرهآ ، فرأت حُجراً صغيراً كحجم جسدهآ تحيط به الأعشآب من كل جوآنبه ، ترددت في بآدئ الآمر .. لكنهآ بعد لحظآت تقدمت دآخلة إليه وقلبهآ على وشك السقوط !.. وقد تطلب منهآ دخوله إنحنآءة بسيطة لجذعهآ !
رفعت رآسهآ وحآولت إبصآر شيء وسط هذا الظلام ..! لكنهآ لم ترى شيئاً !...
مشت ببطئ خوفاً من أن تصدم بشيء مآ ، وفجأة تعثرث بشيء! وكآدت أن تسقط ، ولكنهآ تمسكت بشئ مآ صلب طويل ، خآفت في بآدئ الأمر ، حتى لمحت شيئاً مآ عكس ضوء القمر ، بدأ كَـ زجآج ﻵمع !!
تحسسته بإرتجآف فوجدته كقنينة زجآجية أو مآشآبه !.. أمسكتهآ وخرجت بهآ للضوء وصدمت !
كآن يبدو وكمآ وصفوه تماماً !.. كما وصفوه !.. إنه ذلك الإكسير اللعين الذي تحملت بسببه كل هذا الجحيم ..
ركضت وهي تضحك .. تضحك !.. عليها الآن أن تجد ميرآل ويخرجآ معًا من هذا الكآبوس !..كآنت سعيدة جداً ، تشعر بأن هذه الغآبة لن تتسع لسعآدتهآ !!.. لكن مهلاً .. إنهآ تسقط !.. ﻵتعلم لم ؟.. لكنها تسقط بعنف على الأرض تحتهآ !!.. شئ مآ ثقيل قفز عليهآ من الأعلى ليسقط على ظهرهآ !!.. وهآهي ذا القنينة تتدحرج بعيداً عنهآ !
مدت ذرآعهآ لكن يدهآ لم تستطع بلوغ القنينة وإمسآكهآ ، سوى أن يدا أخرى غير يدهآ قد إلتقطتهآ من على الأرض أمآم عينيهآ !!
تتبعت مسآر اليد وهي ترتفع لأعلى ، لتستقر عينيهآ أمآم ملامح متجعدة لبشرة بيضآء شآحبة وعينين خضرآوتين صغيرتين .. يخفي خصلات شعره السوداء التي تخللها أخرى بيضاء تحت قبعة بنية مستديرة ..! امتد زوج أيادي من الخلف ، وأمسكها من تحت ذرآعيها ليساعدها على الوقوف
_ فتآة ؟
تحدث رجل الذي يقف أمآمها بصوته المتحشرج وإحدى حآجيبه مرفوع بإستنكآر ، أجفلت وهي تشعر بيد تحتك بجبينها تحديداً على ذلك الجرح الذي أصيبت به حين سقطت من المخدر ! _ ومصابة أيضًا ؟؟ يبدو أنك في حالةِ مزرية !
أحست بخيط دم يسير من على جبينها إلى أسفل وجهها !... ارتعبت بشدة !
لابد وأن الجرح قد انفتح عندما سقطت قبل قليل على الأرض .
تقدم الشخص الذي كآن خلفها ، دار حولها فتفاجأت بعينيه العسليتين ..المستديرتين ، كآن وجهه قريباً جداً منها !.. سرعان ما تسعت عينيه هامسًا بصدمة _ إيف!!! _ ماذا؟
تقدم الرجل الأخر منهآ وتمعن في مﻵمحهآ يفكر بشكل مطول _ إنها إيف .. إنها هي !! أنا واثق يا أبي!
أما هيي فقط بقيت صامتة تحاول معرفة صاحب هذا الصوت المألوف بالنسبة إليها، نظرت إلى شعره النحاسي ثم إلى قامته القصيرة ولباسه الأزرق ، وفجأة بدا أن ذاكرتها قد بدأت تعمل وهي تنقل نظرها بين الأب والابن ،..!
شهقت وغطت شفتيها بكفيها ، لم تحتمل الوقوف، ساقيها ترتجفان بشدة ، تمالكت نفسها وهي تلفظ بعدم تصديق _ آ..آيلن !!
كادت أن تسقط إلا أن الأخير أمسكها واحتضنها بلطف ونطق بنبرة قلقة _ أختي هل أنتِ بخير ؟
طوقته بذراعيها ورمت رأسها على كتفه فتلطخت سترته بدمائها..! أجهشت باكية _ لا أصدق أنكما بخير ظننت بأني بقيت لوحدي !
حاول آيلن إبعادها حتى يتسنى له رؤية جرحها ، لكنها أبت أن تتركه وهي التي تمسكت بخيط أمل يرشدها إلى الطريق نحو هذه الحياة !
أجلسها أرضًا والتفت إلى والده الذي لا يزال متجمدًا في مكانه غير مصدق لرؤيته ابنته على قيد الحياة ! وصاح آيلن بحزم _ أبي اسرع علينا معالجة جرحها !
تحرك الأب بعد أن عاد إلى رشده ناحية إيف التي لا تزال تتشبت بأخيها بقوة وكأنها تخشى أن تكون في حلم ويختفي من أمامها ، نزل إلى مستواها وأبعدها عن آيلن ودموعه على وشك السقوط ، همس في أذنها بلطف _ عزيزتي إيف هذا أنا والدك !
توقفت عن البكاء للحظة ، وسمحت لوالدها بأن يسندها على جذع الشجرة, نزع سترته السوداء ووضعها فوق كتفيها ليغطى ثيابها الممزقة!
أخرج من حقيبته السوداء الصغيرة ضمادة صغيرة ومعقم جروح وهو يقول _ من الجيد أنهم وافقوا على اصطحابي لهذه الحقيبة !
أخذ منديلًا ووضع فيه القليل من المعقم ليمارس مهنته التي يبرع فيها ! تابع وهو يتأمل الجرح
_ لقد تعرض الجرح الى الهواء لفترة طويلة ..سيؤلم قليلاً لذا لا تتحركي !
ما إن لامس المنديل المبلل جرحها حتى صفعت يده ودموعها قد عاودت السقوط نظر إلى ابنه الواقف بجانبه يحاول بقدر الإمكان أن لا تنزل دموعه هو الآخر ، وطلب منه آن يثبتها قليلاً ريثما ينهي عمله !
وبعد تردد جلس بجانبها وأمسك يديها ضاغطًا عليهما بقوة لعله يبث فيها قليلاً من الآمان !!.. بادلها نظرة متألمة بينما يقوم والده بمعالجتهما ..!
بعد لحظات..كانا يسيران وإيف نائمة على ظهر والدها ، قطع الصمت العابق في المكان سؤال آيلن _ ماذا ستكون ردة فعلها حين تعلم ما حصل لأمي ؟
أجاب والده بعد فتره من الصمت _ ﻻ أعلم ... لكن احرص على ألا تخبرها في الوقت الحالي حتى نخرج من هذا المكان !
أومأ آيلن برأسه دلالة على الموافقة ، ثم نظر إلى إيف التي كانت تسند رأسها الملفوف بالضمادة على كتف أبيها ..
اعاد نظره الى الامام ، فلمح خيالان يسيران بإتجاههم ، وقف على السير كما فعل والده الذي رأى الخيالان هو الاخر !..
كانا يقتربا وباد انهما لم يريا آيلن ووالده فقد كانا يوجهان انظارهم الى الارض بينما يسيران !... وكلما نقصت المسافه كلما تبينت مﻻمحهما !
أخيراً وقف الكيانان حين رآى الشخصين الواقفين أمامهما !.. تحدث أحدهم ببرود تنفسته عيناه الحادتين _ من أنتما؟
نظر آيلن إلى صاحب العينين الغابيتين والشاب الواقف بجانبه ذو العينين قاتمتين والبشرة الشاحبه، علم مباشرة من ملابسهما أنهما مرشدين !...
أجاب والده نيابة عنه _ أنا هيرديمار وهذا ابني آيلن !..
سآل وهو يشير الى ساق الشاب الآخر بقلق _ ولكن هل صديقك بخير ؟! _ هذا ليس موضوعنا ..الأهم هل شاهدتما فـ...
تجاهل سؤال هيرديمار بشأن صديقه ، وكاد أن يسألهما حول شئ ما لكنه قاطع كلامه حينما لمح تلك الفتاة النائمة على ظهر هيرديمار اقترب قليلاً حتى برزت ملامحها تحت ضوء القمر ، سرعان ما صرخ بدهشة ممزوجة بالسعادة _ إيف!!!!
ركض وفي نيته ضمها والإطمنان عليها ، إﻻ ان آيلن قد وقف في وجهه ، نظر إليه بصدمة ثم صرخ _ إبتعد عن طريقي !!
صرخ آيلن هو الآخر _ لن أدعك تقترب منها !! _ قلت لك ابتعد !! _ لن أبتعد!! _ ايها الـ...!! _ ميرال ؟
كان قد إستعد لركل المراهق الذي أمامه ، لكن صوتها قد استوقفه !... وجهَا أعينهما ناحيه الفتاة التي استيقظت لتوها على أصوات صرآخهما _ كيف تعرفينه ؟!
سأل آيلن بإستنكار لتجيبه بهدوء _ إنه المرشد المسوؤل عني !..
اندهش آيلن وبقي بضع دقائق ينظر لها ، وحين باشر في النظر إلى ميرال .. تم دفعه حتى سقط على الأرض !!.. ورآقب الأخير وهو يركض بسعادة نحوها ليضمها ودموع الفرح تنهمر من عينيه _كـ..كنت قلقاً عليك جداً منذ أن إنفصلنا ..والآن أنا سعيد لأنك بخير رغم أن |..أشار إلى آيلن |.. رغم أن هذا الوغد قد وقف في طريقي !!!..
نطقت وهي على وشك الإختناق _ إنه أخي آيلن
فجأة إنقطع صوت بكاءه ،إبتعد عنها وركض ليجلس بجآنب آيلن أمسك يديه بلطف ، وقال بعينان تبرقان بإعجاب .. _ لديك أخت رآئعة!
نظر إليه الأربعة بعينين نصف مغلقتين ... من الذي كآن للتو يلقبه بالوغد !!..
لا أحـد يـرد ,, |
__________________ قلبكَ دافئٌ كما الحنين🌻 سابقاً C I E L |