الموضوع: تحتضر بصرخة!
عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 02-05-2016, 04:52 AM
 














وقَفَ ميرال بصدمة وهو ينظُر إلى تلك القنينة الزجاجية التي بين يدي هيرديمار !!.. صَرَخ ولازال مندهشًا..
_ وجدتموه !!!!
أومأ هيرديمار بالإثبات وهو يبتسم, قال بهدوء
_ أجل.. في الحقيقة ابنتي هي من وجدته !
تحدث آيلن بجدية
_ ولكن أبي.. كيف سنخرج من هنا؟
ابتسم هيرديمار وهو يخرج سلاحه
_ كما أتذكر.. فـ الكابتن أوصانا أن نطلق في الهواء ثلاث رصاصات في حال نجحنا في المهمة ووجدنا الإكسير !!
_ مهلًا..
نطق تيناليد بسرعة وهو يتحسس ساقه التي ضمدها له هيرديمار سابقًا.. أكمل بسرعة
_ علي أولًا أن أجد دلاين !!
_ دلاين؟.. أهو المستجد المسؤول عنه؟؟
تساءل ميرال, لِـ يجيب الأخير
_ بلى.. إنه هو !!!
اقترَح هيرديمار بعد تفكير..
_ إذًا سنقوم بالبحث عنه جميعًا !! علينا أيضا أن نحرص على ألا نفترق.. حتى لا يضيع أحد منا..
أومأ الجميع موافقين, وأطلقوا العنان لخاصية التحرك داخلهم.. رغم أن كل فرد منهم يشعر بأنه على وشك السقوط من شدة الجوع !!!
_ إيف أأنتِ واثقة بأنكِ قادرة على السير؟؟
أومأت برأسها ,وقالت بنبرة متماسكة..
_ بلى يا أبي.. أرجوك لا داعي لأن تقلق أكثر !
نظر إليها بِـ شك ,فبادلته نظرة واثقة لعله يقتنع بكلامها !.. تنهد بضعف وسار بجانبها!!.. عم الهدوء بين الأب والابنه.. كان ذلك قبل أن تسأل إيف بتردد واضح في نبرة صوتها..
_ والدي.. كـ.. كيف وصلتما أنت وآيلن إلى هنا ؟!
توقف عن المسير وهو يغمض عينيه بشدة !!.. الموضوع الذي تمنى لو أنها لن تطرقه!.. ها هي ذا تسأل حيال هذا الأمر المشؤوم !!
عاود السير وقال وهو ينظر إلى الأرض
_ بعد اختفائكِ بِـ يومين اقتحم منزلنا مجموعة من الجند.. كانوا يريدونني أنا !.. ورغم أني مجرد رجل فقير يعيل عائلته ..إلا أنهم قد أبُوا إلَّا أن يصطحبوني معهم بسبب أنهم كانوا في حاجة ماسة إلى طبيب يعالج الجنود بما أن الحرب بيننا وبين ألمانيا لاتزال قائمة!!
صمتَ قليلًا ثم أكمل..
_ بعد ذلك بسنتين قام مجموعة من تجار العبيد بالهجوم على حيِّنَا وأسر مجموعة من الفقراء وبيعهم للجيش.. ومن بينهم آيلن !.. وحين سمعت بأمر هذه المهمة من أحد الأشخاص ذو الرتبة العالية في الجيش.. كنت قد قررت أن أكون أحد المرشدين !.. فلعبنا أنا وآيلن دور المرشد والمستجد.. بسبب تمسكنا بفكرة أنه ربما قد تم خطفك من قبل أحد تجار العبيد وبيعك للجيش.. كما حدث مع أخيكِ !!
كانت تستمع إلى حديثه بهدوء, وقد شعرت بقليل من السعادة كون والدها وأخيها الصغير لم يتخلَّيا عنها !..حتى بعد اختفائها !!.. وفكرَت لِوهلة أن تسأله عن والدتها, لكنها ولِـ سببٍ ما لم تستطع التطرق إلى سؤاله!.. ربما لأنها خشيت من تلقي الإجابة التي تخشاها !!.. وهو الآخر قد استغرب عدم سؤالها حول الأمر!..
_ هييي تيناليد.. ماهي مواصفات ذلك المدعو دلاين؟
سأل ميرال بملل وهو يشعر بأن كل عظمة من جسده على وشك السقوط !!.. إلتفت تيناليد نحو الأخير وأجاب
_ مجرد مراهق أصهب.. هل تريد صفات أكثر من هذه؟..
_ هذا فقط؟؟
_إيـــف !! ما بكِ؟
إلتفت الجميع ناحية هيرديمار الذي جلس بجانب إيف الواقعة تحت وطأة الصدمة !!
هي متأكدة!.. متأكدة بأن المواصفات التي ذكرها تيناليد مشابهةٌ تمامًا لمواصفاتِ ذلك الفتى الذي مات في حضنها !
اقترب آيلن منها سائلًا بقلق..
_ أختي هل هنالك ما يؤلمكِ؟
توقفوا عن سؤالها !..دعوها تغرق داخل هذه الأفكار إلى القاع !!..
غطت وجهها بيديها وأجهشت في البكاء, وهي تتذكر ملمس بشرته الباردة بين يديها !.. قالت من بين شهقاتها أمام أنظار الجميع الحائرة !
_ أ..أنا أسفة!.. لم أستطع إ..إنقاذه !!!..
وضع آيلن يده على كتفها محاولًا تهدئتها
_ إيف اهدئي وأخبرينا ما الذي تقصدينه ؟
_ هل مات ؟
نظر الجميع إتجاه تيناليد الذي نطق بكل برود, أبعدت يديها عن وجهها, نظرت إليه ونوبة بكائها قد ازدادت
_ أ..أسفة ..لقد حاولت إنقاذه !..لكنه عوضًا عن ذلك مات بين يدي !!
بادلها تيناليد نظرات باردة, سرعان ما أدار وجهه إلى الجهة الأخرى متمتمًا بِـ نبرته الهادئة..
_ امسحِ دموعكِ.. لا داعي للبكاء فهو بكل الأحوال مريض سل وكان سيموت في أي وقت حتى ولو لم تكوني موجودة بجانبه !
حلَّت فترة من الصمت.. لِـوهلة ارتدَت ملامح الجميع حزنًا وأخذوا ينظرون إلى الأرض !.. وبعد فترة هدأت إيف قليلًا, بينما قام هيرديمار بتوجيه مسدسه نحو السماء وإطلاق ثلاث رصاصات بـ شكلٍ متتالي !!
لم يمضِ الكثير إلا ومروحيات الإنقاذ كانت تطير فوقهم في السماء !.. وتم إخراج كل الناجين من هذه الغابة المنحوسة..
في اليوم التالي..
تم استدعاء كلًّا من إيف وميرال إلى غرفة قائد الوحدة التابعة لهذه المنطقة..
تم استجواب إيف, وقد تطلب الأمر أن تقص عليهم كل شيء حدث لها منذ أن دخلَت الغابة وبدأَت المهمة حتى لحظة حصولها على الإكسير!..وطبعًا لم تذكر أي شيء يتعلق بوالدها أو آيلن !.. ثم تم ترقيتهما, كما قاموا بزيادة دخلهما في الجيش..
...
كانت تنظر من نافذة غرفتها, تتأمل الأشجار في الحديقة بسعادة في داخلها رغم أنها قد قامت بإخفاء تلك السعادة بمعالم من برود !..
كتمَت ضحكَتها وهي تتذكر توسُّلات ميرال وألاعيبه بغية إرغامها على الضحك !.. إلا أن إجابتها في كل مرة تكون..
_ لازلتُ لا أحبذ الإبتسام وإيطاليا تعاني.. ولا أتوقع البته أن السعادة يمكن يومًا أن تتقبلني !
تنهدت بملل.. وفجأة فُتِحَ باب غرفتها
_ إيف !
نظرت إلى ميرال القادم نحوها, وابتسامته العابثة ترتسم على محياه كعادته !
_ لا أعلم متى ستتصرف بأخلاقية وتطرق الباب قبل أن تدلف غرفتي بـ همجية.. رغم أنني اعتدتُ على الأمر نوعًا ما !
_ رسالة لكِ !!
وضع الرسالة في حضنها, وقال وهو يغادر الغرفة محذرًا إياها
_ لا تنسَي أن تخبريني عن المرسل العزيز لاحقًا !








.......
الفصلين الأخيرين غدًا إن وافقت صاحبة المسابقة وأعطتني مهلة إضافية إلى بعد الغد
حدث تطور كبير في الأحداث فـ ما قصة تلك الرساله التي وصلت إلى إيف؟
وما الذي سيحصل لصديقنا متقلب المزاج دانتي؟
وما قصة تلك الأحلام التي تراوده؟
شكرًا للجميلتين بيم ووردة المودة على ردودهما البراقة
أراكم غدًا















__________________
قلبكَ دافئٌ كما الحنين🌻
سابقاً C I E L

التعديل الأخير تم بواسطة Aītn ; 02-05-2016 الساعة 05:12 AM
رد مع اقتباس