02-06-2016, 03:25 AM
|
|
لحظات وظهر نور أبيض اللون تليه سجلات من صور ... _ سأجعلكم ترون الحقيقة بعين عقولكم! عام 1900
كانت تنظر من خلال نافذة العربة وهي تضع يدها تحت ذقنها !.. أفكارها مبعثرة, وأحرف تلك الرسالة تنطبع أمام عينيها.. كأن تلك الورقة التي صارت داخل سلة المهملات !.. موضوعةٌ أمام ناظريها !!..
بالتفكير في الأمر.. حاولت كتم ضحكتها وهي تتذكر أحداث البارحة !
كانت تقرأ الرسالة بتمعن, حين فاجأها ميرال وهو يدلف غرفتها صافعًا الباب بعنف كـ عادته !.. لكن كان هذه المرة برفقته تيناليد..
_ إذًا... من هذا الوغد الذي يتجرأ ويرسل إلى جميلتي إيف رسالة غراميـــــ...؟؟؟؟؟ نظر إلى إيف التي كانت تجلس على حافة النافذة تمسك الرسالة بين يديها ولون سماء الغروب ينعكس على عينيها الرماديتين !.. وقف هنيهة من الوقت مصدومًا سرعان ما صفع وجنتيه صارخًا بيأس.. _ أكانت رسالة غرامية حقًا ؟.. إيف لا تقولي لي أنكِ قد وقعتِ في الحب !!!!!
ضربه تيناليد على ظهره متذمرًا كـ عادته الغاضبة _ اخرس ودعها تتحدث !
تنهدت لتلفظ أنفاسًا باردة ووقفت من مكانها متقدمة ناحية الشابين !.. قالت وهي تسلمه الرسالة _ سوف يصل السائق لإصطحابي غدًا صباحًا !
أخذ يقرأ الرسالة بهدوء, وعندما وصل إلى نهاية الورقة.. انكمشت ملامحه وكوَّر الورقة بين يديه قائلًا بين أسنانه _ لم أرى شخصًا وقحًا مثله.. يطلب مقابلتكِ في قصره ولوحدكِ أيضًا.. من دون أن يعرِّف بنفسه أولًا ! _ لمَ كل هذا الغضب؟.. لا زلنا لا نعلم ما إن كان رجلًا أو امرأة !.. _ لهذا السبب لا تذهبي !!
أدارت وجهها إليه وهي تقول _ لا داعي للقلق.. فـ هو قد طلب التحدث معي حول أمر ما فقط ! _ وهل تصدقينه بهذه السهولة ؟
ابتسمت بثقة _ بالطبع لا.. ولكن يبدو بأنه يعرفني جيدًا ولا يُعِدُّني غريبةً كـ ذلك !.. لدي فضول لِـ معرفة من يكون ! تنهد بقلة حيلة وقال وهو يهم بالمغادرة _ افعلي ما يحلو لكِ.. رغم أنني أعارض على فكرة ذهابك وبشدة ! _ أجل.. ولكن...
أشارت إلى يده التي تمسك يد تيناليد ويهزها للأمام والخلف متسائلةً بملامح متجمدة _ ما... قصة تشابك الأيدي هذا؟
ضحك بطفولية وهو يحك رأسه بخجل _ هه هه لقد صرنا أصدقاء !!
خطف تيناليد يده بعنف, وصفع وجه ميرال الذي تلاشت ابتسامته !.. وقال لـ إيف وهو يقوم بإغلاق باب غرفتها ودموعه تنهمر _ كـ..كدت أنسى.. طلب مني والدكِ أن أوصل إليكِ التحية ويقول بأنه سـ يأتي لرؤيتكِ هو وآيلن كلما سنحت له الفرصة لـ ذلك !
_ سيدتي لقد وصلنا !
أخيرًا!.. الرحلة من ميلانو إلى جنوا ليست قصيرة حقًّا !
توقفت العربة عن السير, وتوقف معها تفكيرها, نزل السائق ودار إلى الجهة الأخرى ليفتح لها الباب !..نزلت وهي ترفع عباءتها الزرقاء قليلًا, وعانقت نظراتها ذلك القصر الأبيض الكبير !
كان فاتنًا !.. تمامًا كما في القصص التي تقرأها في صغرها, الحراس يقفون في كل مكان وعلم إيطاليا يرفرف في الأعلى مع تيار الهواء !!
استقبلها خادم عجوز, وقادها إلى داخل القصر !..حاولت جعل نفسها طبيعية دون أن تفغر فاهها كالبلهاء بدهشة من فخامة المكان !
أخيرًا أدخلها إلى غرفة مظلمة وقال وهو يغلق الباب
_ انتظري هنا يا آنسة.. سيأتي سيدي بعد قليل !
غادر وتركها تفكر بجموح !.. على الأقل كان بإمكانه أن يشعل الأنوار !!..وأيضًا ما هذه الغرفة ؟
اتجهت نحو الستائر وفتحتها بلطف, لعل ضوء النهار يتسلل لينير الغرفة ولو قليلًا !.. أدارت رأسها في ذات الوقت الذي فُتِحَ فيه الباب !
لم يكن خيالًا أو لوحة من الخداع رسمها نور الشمس !.. كان قلبًا وعقلًا لم تُرِد أن تراه قط !! _ لم أتوقع أبدًا أن تأتي !
ذهب أملس ينسدل فوق كتفين عريضتين, لباس لا يناسب غير الأمراء المدنسين تحت أكوامٍ من الثراء !..
ذقن دقيق وجبين شاحب انسدلت فوقه خصلتين صُبِغَتَا بِـ البني الفاتح !.. عينين ناعستين تنفستَا رحيق الأقحوان, شفتين بـ لون الفراولة افترقتَا ثم التصقتَا مرارًا وتكرارًا وحروف تتكوَّن لِـ تندفع خارجًا _ تغيرتِ كثيرًا عن السابق !.. صرتِ أطول بِـ قليل.. كما ازداد جمالكِ !.. سَـ أشكر "فيتا" على ذلك !
اقترب منها وأبعد القلنسوة عن رأسها, وبِـ عنجهيةِ ملوكٍ تلمَّس بين أنامله خصلة من شعرها القصير وهو ينطق بِـ أسى ممدِّدًا شفتيه بِـ طفولية _ هممم لقد كنت أحب شعرك الطويل أكثر !
"كنتِ"!.. استدركت نفسها وفورًا انتفضت إلى الخلف وهي تشهر يديها أمامها في وضعية قتال _ تجرأ واقترِب مني مجددًا وأعدك أن وجهي سَـ يكون آخر ما سَـ تراه قبل وفاتك !!
تفاجأ من نبرتها الباردة !!..أنزل رأسه إلى الأرض وأمسك معدته بِـ يديه..! كتفيه تهتزان بِـ شدة !!.. سرعان ما تعالت ضحكاته في المكان..
نظرت إليه بِـ استغراب, ثم تخطته لِـ تخرج من الغرفة وتغادر المكان بِـ رمته !.. هذا كان مخططها لو لم يمسكها قائلًا بِـ هدوء مفاجئ _ إلى أين ؟
أجابته بِـ برود _ سَـ أغادر !
عاود السؤال بِـ بلاهة _ لمَ؟
كشرت عن أسنانها وقالت بعصبية _ اكتشفتُ بِـ أني لا أطيق هذا المكان !!
تسمر للحظة, سرعان ما تخصر وهو يحك رأسه قائلًا بِـ ارتباك _ أوه اعذريني أرجوكِ..| نظر حوله |.. ما كان علي استقبالكِ في هذا المكان !
لم تحتمل أكثر!.. الدم قد لامس بشرتها بِـ عنف لِـ يمنحها حمرة يُقال أنها تظهر عند الغضب !..خطفت يدها بحقد, وصرخت بِـ هستيريا _ توقف عن التظاهر بِـ الغباء فَـ مثل هذه التصرفات لن تنفعك أنتَ! ولن تخدعني أنا كما حصل في المرة السابقة.. أيها الشيطان القذر الماكر رينيس !!!!!!.. سوف أغادر هذه القذارة ولن تمنعـ.... !!
أدارها إلى الجهة الأخرى فَـ اتسعت عينيها وهدأت ثورتها وهي تنظر إلى ذلك السرير الكبير..!! نفس السرير الذي نامت عليه سابقًا !
استدار هو الآخر إلى الجهة الأخرى لِـ ينعكس ضوء الشمس على عينيه مرددًا بنبرة باردة _ أتذكرين ذلك الكلام الذي قلته لكِ تلك المرة؟..
تذكرت.. _ أتعلمين؟ بعض الناس يعتقدون أن السلام هو كل شيء , رغم أنهم لا يحاولون بِـ أبسط الطرق لبلوغ ذلك!.. مع أن البساطة هنا .. مجرد صراصير تُسحق وتُسحق , حتى تطلب وتناجي بِـ الحياة عوضًا عن الموت , وهي المقبلة عليه!.
شعرت برجفة في نبرة صوته حين قال .. _ وقتها.. كنتِ أنتِ أحد أولئك الصراصير الفقيرة التي من المفترض التخلص منها حتى تعيش إيطاليا بسلام تضم على أرضها الأغنياء فقط !
استدار وأدارها نحوه ممسكًا بِـ كتفيها وأكمل _ كان من المفترض أن تسحقي !..حين رمتكِ فيتا بين يدي تجار العبيد !.. لكنكِ عوضًا عن ذلك تم ضمكِ لِـ جنود البلاد !..كدت أصاب بِـ الجنون حين سمعت الحراس يتحدثون حول فتاة تدعى "إيف هيرديمار" قد وجدت إكسير الحياة الذي يتمنى جلالته الحصول عليه بِـ أي طريقة!
لا أحـد يـرد ,, |
__________________ قلبكَ دافئٌ كما الحنين🌻 سابقاً C I E L |