الموضوع
:
قلمٌ ذهبي ~ قدر مخطوط على صفحات الزمن
عرض مشاركة واحدة
#
44
02-08-2016, 02:41 PM
وردة المـودة
5
هي البداية
انقلبت الأجواء بتحول ملامح يوري لشخص جاد و صارم، فبات الصمت دخيلا بين نظراتهم: ألم تأتيا للمقابلة؟
جمد ناظرا لتلك العينين بشرود..
ها قد بدأت مرحلة تثبيت حياتهما بين يدي هذا المدعوا يوري....
تقدم هاروكي بثقة عكسها في مظهره: هذا ما نحن لأجله هنا.
أشار له يوري بالجلوس لينفذ ذلك و تتبعه إيريكا بالفعل..
ضمت تلك الطاولة يوري و هيجي و هاروكي و إيريكا بينما رفع ريو نفسه ليجلس على الطاولة متوسطا تلك الحلقة.....
بدأ يوري عمله باستجوابهما: لماذا ترغبان بالعمل؟
كان المجيب هاروكي: للحاجة للمال ...
أكمل بالإجابة: لأننا لا نملك أحدا هنا.. فيجب أن ندير حياتنا .
دنى هيجي منه قليلا: أخبرني.. للكنزة الصوفية دخل في مجيئك للعمل.
ثبتت بؤبؤتيه الزرقاوان نحو والده، فبالرغم من أن هيجي كان يحاول السخرية إلا أنه كان مصيبا: ماذا قلت؟
رفع يده ماسحا قطرات من العرق المجتمعة حول رقبته: أنت تزخ عرقا يافتى، لم قد تلبس الصوف في منتصف الصيف؟
فهم هاروكي أن أبيه لم يقصد السخرية بل قد تيقظ فضول التحقيق لديه...
أثار ريو ملاحظة صديقه: حقا، فأنت كنت ترتديها البارحة أيضا!
حرك هاروكي يديه نفيا بإرتباك: أنا..
تنهدت إيريكا قائلة : حسنا، أظن أننا لن نستطيع إخفاء هذا أكثر...
أدار جسدها تجاهه محاولا إدراك ما تريد: إيريكا!.. أتفهمين ما تقولين؟!
أبعدت كتفيها متصنعة الإنزعاج: و ما في ذلك؟.. نحن لسنا بوضع يسمح لنا بإخفاء حالنا.
توجهت نحو يوري و من معه: نحن وصلنا من سفر توا، و عندما وصلنا صادفنا سائقا أقلنا لنعرف أن قد تقصد سرقة كل ما نملك حتى جوازات السفر...
أتمت بعد لحظة أخذت بها نفسا:.. و لا نعرف أحدا و لا ندل طريقا هنا.
أخذه السكون لراحة سلكت طريقها على قلبه...
أما يوري قادته جملة إيريكا لبرج من الأسئلة: و من أين أتيتما؟
أخفى بحثه عن مكان في ذهنه ثم أبدى ما وجده: أمركا... أتينا بالأمس للتو من هناك.
"good for u, what' s the last news there?"
ترجمة: جيد لك، ما هي آخر الأخبار هناك؟
كان المتحدث يوري و بلهجة طليقة .. من الواضح أنه يملك دما انجليزيا..
حظ هاروكي قد يكون أسوء ما لديه، لكن سمة معرفته أنقذته.. أنه جيد في اللغة الإنجليزية ، لذا اتخذ ابتسامته جوابا قبل قوله:
I have to work here or to translate?... that' seems u wana the buth..
الترجمة: يجب علي أن أعمل هنا أم أترجم؟.. على ما يبدوا أنك تريد كليهما..
انطلق براحة في حديثه الإنجليزي:
Not a bad idea, translating is so important for me.. do u prefer it?
الترجمة: ليست بفكرة سيئة، الترجمة مهمة جدا بالنسبة لي..هل تفضله؟
"Doesn't different .. I told u.. I wana earn mony, just that's what I pay attention for.."
الترجمة: لا فرق، لقد أخبرتك.. كسب النقود هو ما آنا مهتم به...
"Your great talk match ur face..did u know that?"
الترجمة: أسلوب كلامك الرائع يناسب وجهك...هل علمت ذلك؟
" I didn't get , what do u mean?"
الترجمة: لم أفهم، ماذا تقصد؟
بان بريق في عينيه..
"I will make u in my hand, as my success tween"
الترجمة:أنا سوف أجعلك في يدي، كتوأم نجاحي.
رفع يوري رأسه نحو ريو المندهش: ائت بالأوراق.
تحير في ما سمع: أية أوراق؟
أجابه ببرود: الإستمارة.
رمى نفسه واقفا على الأرض: أها.. الآن.
أما هيجي فهو قد أدرك غرابة قبولهما بسهولة: ما الشيء السخيف الذي تفكر به الآن يوري؟
أخذ يحدثه و هو يعبث بالورود في المزهرية التي تقابله: ألا تستطيع أن تكون لبقا؟
صمت هيجي لتقوم إيريكا بالإستفسار: هل نحن مقبولان؟
أمر يوري هيجي و هاروكي بالوقوف جنبا إلى جنب...
مما جعل هاروكي يهز سبابته المتجهة نحو هيجي: و ما الذي يجبرني بالوقوف بجانبه؟
أما هيجي ظل على وضعه ساكنا: أنا مرتاح هكذا.
مشاداتهما كانت غريبة ، للتو يلتقيان و يشركان الشجار و الغضب الصبياني بجلستهما...
لعل هذا ما يطلق عليه "بداية صداقة.."
نطق بها يوري و هو ينظر لهما بشغف طفولي تلمع لها عيناه...
نهض هيجي ليبتعد: أنا و هو.. يا للسخف.
أمنية هاروكي الآن أن يوسع هذا الصبي الواقف ضربا...
مد يوري يده مترجيا بشكل طفولي: هيجي... أنت أملي هنا الآن.. توئمي..
مده للياء الأخيرة في جملته زادت الموقف طفولية..
عض هيجي على شفته السفلى بغيظ: توئم..!أنت خططت لقبوله منذ البداية إذا...
وصل ريو و بيده الأوراق ليرى هالة سوداء أحاطت هذين النسختين..: ما الذي يجري هنا؟!
ظهر الإثنين من ذاك الباب الأبيض الضيق للعلن ...
ملامحهما الهادئة أرغمت الموجودين على التركيز و الدقة...
كان ريو جالسا قرب ابنته التي تحرك أناملها توترا ممدا قدميه فوق الطاولة: أصبحت مشعا هيجي.. انقلبت مزدوجا فجأة.
رمقه هيجي نظرة غيظ ليضرب ريو يده المقبوضة على الطاولة بنصر: عرفتك.. أنت الواقف على اليمين.
أما يوري فقد اقترب ليرتب ياقتيهما : أنتما ربح متجري منذ الآن.. توأمان وسيمان، لكن سيطرا على أعصابكما المتأججة .
شد هاروكي قبضته: أنحن سلعة تجارية الآن؟
أطلق هيجي جملته الغاضبة ببرود: أ أستطيع طلب الإستقالة من هذا العمل ؟
أدار ريو وجهه نحو إيريكا التي بدأت تحدق بصمت: ألا تشعرين أنهما يشكلان ثنائي رائع؟
جوابها كان دليل دوامة الحيرة: لا أعلم.
ارتسمت إبتسامة صفراء لدوار سيطر عليها مما أخفى ابتسامته المرحة: مابك؟
حركت رأسها نفيا: لاشيء مهم، بعض الدوار.
أمسك ريو يدها واضعا يسراه فوق جبينها: وجهك شاحب يا فتاة!
ترك هاروكي مكانه مقتربا بهلع: ماذا هناك إيريكا؟
حاولت إيريكا التماسك : بعض الضعف لا غير.. صدقني.
استقرت عينيه عليها و هو يخاطبهم: إنها تحتاج بعض الطعام.. لم تأكل منذ الصباح.
نهض ريو متوجها للمطبخ: سوف آتي بشيء تأكله.
أوقفه هيجي بقوله: اجلب له شيئا أيضا.
أخذته بسمة خفيفة قبل أن يختفي عنهم: حسنا.
و كل يشعر بفلذة كبده....
استشعرا عودة الحياة في أجسادهم بعد أكل ذاك الطبق من الحساء و كبة الأرز...
افتتح هذا الطعام ذهن إيريكا لتنتبه لأول شيء لم تعره إهتماما منذ أن وصلت: ما الخطب مع هذا المطعم؟.. لا يوجد زبائن منذ أتينا..
يوري ببعض الجفاف : لم يفتتح المطعم رسميا بعد.. إنه في قيد التنظيم.
هاروكي و هو يأكل بشهية مفتوحة أكثر من المعتاد: و الآن ، كم من الناس تحتاج لإكمال تنظيماتك؟
رفع إصبعين : فتاتان.
كان ذلك مجهول الهدف لها: لم فتاتان؟
" أرغب بجعل محاسب و ثلاث نادلات.."
هاروكي : و أنا؟
أظهر أسنانه الجانبية بطفولية: أنتما... سحر هذا المطعم.
اتخذ ريو و هيجي طاولة أخرى لحديثهم الذي أبدى الجدية على ملامحهم...
كان هاروكي ملتفتا و شده التفاته للتحديق بهما و كأنه رأى بهم مايراه عادة: أترين ما أراه؟
أجابته مجارية: أهم... يبدوا أن لديهما قضية أخرى.
استهزأ بجملتها التي سمع: بل فضول التحري أخذ مأخذه منهما.
قاطعهما يوري بجواب لسؤالهم المخبوء في الأذهان: هما طالبي كلية الحقوق، سنة تمهدية لهما ، فهما يطمحا أن يصبحا شرطة... هما يتلقيان الكثير من البحوث في الآونة الأخيرة و آخرها كان عن سبل الإدمان و أسبابها..
أخذتها نظرة إعجاب لهذه العزيمة التي ستحول الطموح واقعا: نجاحههما من هنا.
مد يوري الإستمارتين نحوهما : ألا تخططان لكتابة شيء؟..
ورقة كصخرة من مائتين كيلو غرام سقطت فوق رأسيهما... فهذه الأوراق هي اللاجواب هنا... أي اسم كامل و أي هوية و أي تاريخ ميلاد ..... لاشيء منها إجابة هذه الإستمارة....
أخذا الأوراق بعد انتهائهما من الطعام و بدا يسردان قصة تنقش على تلك الصفحتين و يسلمانها....
اقترب هيجي مع مستلما يوري له الأوراق منهما مؤشرا: اتبعاني..
مطبخ لا يتعدى الثلاثون مترا قد اصطفت به كل ما يحتاجه طباخ لمهنته ، كانت مألوفة .. لكن ليس لإيريكا اللتي لم تجد يوما متعة في الأماكن المشابهة لها ... فسألت : أ هذا هو مكان عملي؟
أجابها ببرود: نوعا ما... حسب طلب مديرنا متقلب المزاج...اليوم نادلة و غدا طباخة و بعدها محاسبة.
أطلق هاروكي جملة عشوائية: إن رغب بإغلاق مطعمه فاليجعلها تطبخ.
باغتته إيريكا بضربة فوق رأسه: أغلق فمك هاروكي.
أغلق أحد عینیه ألما: لم أكذب.
خرج هيجي بصمت ليخرجا خلفه ...
كان أسلوب تعريفه بالدخول و الخروج بصمت مع بعض الإيماءات...
و عندما انتهيا توجها نحو يوري الذي يمضي وقته بمشاهدة التلفاز الفضي الموضوع في زاوية من زوايا المطعم...
مشى هيجي برزانته الظاهرة عادة واضع يمناه في جيب بنطاله و باسط كفه فوق الطاولة: انتهيت.
يوري: و إذا..
إيريكا: عرفنا كل شيء إلا وضائفنا .
يوري مشبك يديه فوق الطاولة: حسنا، يجب أن أبحث عن فتاتين أخرتين قبل أن أرتب كل شيء.
هاروكي: تتحدث من طرفك دون أن تفصح عن مايهمنا.
ابتسم ابتسامة إعجاب: تقصد الراتب.
"أجل"
"سأرضيك.."
"متأكد؟"
" واثق من ذلك"
"بينت لك وضعي..أحتاج مقدار مايسد رمقي و يدير وضعي الذي أبدأه من الصفر"
" سأتكفل بمصاريف حياتك بنفسي.. أيرضيك هذا؟"
" و الفتاة التي معي..؟"
" إن فقدتها فقدتك... لذا هي ستبقى هنا"
قاطعت إيريكا هذه المحادثة: لم أنت مصر على إستخدامه رغم أنك لم ترى جدارته بعد..
لمعت بؤبؤتيه العسليتان و هو يحدق بهيجي و هاروكي: أنا لقيت ورقتي الرابحة.. توئم لطيف.
قطب هيجي وجهه: تجعلني أحس و كأني دمية تلعب بها فتاة..لطيف قال!.
أدار هيجي وجهه يتفحص القاعة بنظره: أين ريو؟
أجاب يوري بعد أن مدد ذراعيه : خرج ليوزع الملصقات.
أزاح مقعدا ليجلس: كان يجب عليه الصبر، فنحن في مهمة تحقيق..أف من ذاك الأبله.
اغتاضت إيريكا قليلا لكن لم يكن بوسعها أن ترد..
(( أبي أبله..ألا يكفي أنه يتحملك..))
تنهد هاروكي : كفاك تعكيرا للمزاج أبي، تستطيع الذهاب خلفه.
هدوء... سكون....نظرات مستغربة... حيرة بأسلوب الحل و إخراج نفسه من هذا الموقف...
اعتلى صوت ضحك هستيري ، نظر الجميع لها بدهشة: ماذا بها؟
ذاك كان استفسار هيجي لتجيبه إيريكا و هي لا تكاد تلتقط أنفاسها:... هاروكي، قال لك...
حاولت إسكات نفسها بصعوبة و هي تمسح الدموع المتجمعة بعينها من شدة الضحك: اشتقت لوالدك بسرعة هاروكي.
كان ينظر لها كأبله.. هو أبله ليستطيع مجاراتها في مسرحية تعكس الواقع...
استجمع نفسه لينقلب جديا محدثا يوري مرة أخرى: نحتاج مكانا للسكن .
نهض يوري من مكانه متجها لمكان المحاسبة ..
رفع سماعة الهاتف الموضوعة هناك: و الآن ستحصلان عليه..
شقتين مجاورتين لبعضهما بتلك الأبواب الرمادية...
كانت تلك الأبواب هي ماتخرج من نطاق اللون الأبيض ...
فتح يوري أحدهما سابقا هاروكي و إيريكا بالدخول...
أربع حيطان حوت في جوانبها أريكتين خضراوتين بسيطتين و سجادة سوداء مزخرفة ببعض البياض علتها طاولة زجاجية صغيرة، تنسيق متواضع شد هاروكي للجلوس على الأريكة المجاورة للباحة الخلفية..
باحة صغيرة الحجم تطل على منظر بعض البيوت المتراصة والحاجز لم يكن سوى باب زجاجي شفاف لا يعزل رؤية ما خلفه...
تمدد هاروكي قليلا ليظهر ارتياحه للمكان: أخيرا، بعض الإسترخاء.
رمت إيريكا نفسها فوق السجاد: إذا ، هذه لك.
بدت تحك إيريكا السجاد بأناملها التي تتحسس الراحة بعد كل هذا العناء، لتنتبه لما أظهر إنزعاجها: هاروكي.
تنحنح قبل إجابته: ماذا؟
نظرت له نصف نظرة: نسيت أوراق ليندا.
اعتدل بجلسته قبل أن يضرب جبينه براحة يده: محرم علي الإسترخاء ؟!
أجابته بصوت خافت يدل على مدى حرجها: آسفة.
أعاد يوري بعض الراحة بقوله: لا مشكلة، سأخبر ريو و هيجي أن يجلباها عند مجيئهما.
هاروكي و قد انزاح همه: حقا أشكرك.
يوري: لا شكر على واجب، ماهي تلك الأوراق بالضبط؟
وضحت عن ما تركته: حسنا.. أوراق بحث دراسية بإسم ليندا جاك.
يوري و هو يخرج شيئا من جيب تحت قميصه العلوي: أظن أنكما بحاجة لبعض النقود لترتيب وضعكما.
إيريكا : أنت تخجلنا بلطفك الزائد.
رسم بسمته الناضجة: لا تبالي لأمر كهذا.
مد النقود لهاروكي قائلا: خذ، دبرا أموركما بها مؤقتا.
عرضت بسمته مخاطبا إيريكا: صديقك منهك حقا.
حولت نظرها له و قد سيطر عليه النوم: أجل، فمنذ الأمس و هو يمشي و يبحث عن حل فقط.
أدار جسده متقدما نحوها: إذا أسلم هذا لك..أتمنى أن تفي بالغرض.
أخذتها بإمتنان: ممتنة لك.
قال بلهجة طفولية و هو يحك شعره الأخضر: لا تشعريني بالفخر هكذا.. هذا عوض الراتب.. أنتما ستعملان شهر مجانا.
أخفت شعورها بالغيظ : شكرا على كل حال.
خرج ليتركهما في تلك الشقة خلفه...
نهضت إيريكا تستطلع فضولا تلك الشقة ، فرأت المطبخ على الجانب الأيسر و بجانبه يقع الحمام و على الجانب الأيمن تقع غرفة النوم التي حوت بدورها سريرا متواضع المنظر بغطاء أبيض و لحاف سكري...
كانت تلك الغرفة آخر ما أطلت عليه، لذا أخذت اللحاف خارجة...
فتحته لتسدله فوق هاروكي الغاط في نوم عميق و تخرج بعدها بصمت...
مدت يدها نحو المقبض الجانبي لتصدم بأن الباب مقفل ، و لازال المفتاح مع يوري الذي جلبهما لهذا المكان ..
ضربت الباب بقبضة من يدها قبل أن تعود لشقة هاروكي: سحقا.
دخلت مرة أخرى و جلست في زاوية من زوايا الغرفة..
كان الوضع مملا للدرجة القصوى، لا تلفاز..لا هاتف محمول.. و لا حتى راديو أو هاتف عادي.. مكان خاو تماما مما قد يسليها خلال هذا الوقت...
اتجهت نحو الباحة الخارجية و استرسلت بالتحديق بكل من يعبر ذلك الإتجاه.. فتاة بصديقته..
يا لراحة بالهما..)) ))
رجل و عائلته...
((أغبطهم..))
أب و ابنته..
((أبي فتى في الثامنة عشره هنا..))
كانت تتنهد كلما رأت شخصا لفتها لفكرة واتتها ، و بعد أن شعرت بشدة الغيظ و الألم في داخلها بدأت تدقق على شيء آخر...
(( تلك الفتاة.. لا يناسبها اللون الزهري))
((ذاك الرجل قميصه يحتاج بعض الكي))
بدأت تندمج فعلا بما اختارته حتى سمعت طرق الباب...
كان ذلك بمثابة خروجها من سجن..
فتحت الباب لترى خلفه ريو و هيجي الذي يرفرف بالأوراق التي بيده: مرحبا بكما..ادخلا.
قال ريو ببشاشة: في وقت لاحق.. نحن أتينا بالأوراق فقط و لدينا عمل يجب أن ننهيه.
مد هيجي ما بيده لها : لا تغفلي ثانية.
أخذتها بصمت...
مد ريو لها مفتاحا في ميدالية صفراء: و هذا مانسي يوري إعطائك إياه.
لمعت عيناها لتصرخ فرحا: المفتاح...
جرته من يد ريو بشغف اعتراها: أخيرا..
حركتها جعلته يبتسم للطافة الموقف: حسنا، إن احتجت لأي شيء فنحن في الأسفل.. الغرفة رقم
"١٠٩"
كانت تلك صدمة أخرى مما تتفاجأ به...
هما يسكنان هنا..!)) ))
ابتعدا بعد توديع لتفتح باب شقتها و تردها....
تنسيق لايختلف عن التي خرجت منها إلا أن الأرائك و السجاد كان بنيا قانيا مع بعض اللون السكري الذي يتخللها....
دخلت غرفتها التي كانت نسخة سابقتها و تمددت بملل فوق سريرها..
كان الملل شريك لحظاتها على كل حال حتى غلبها النوم....
فتح جفنيه ببطء في ذلك السكون الذي يحل الغرفة ...
التفت للحاف الذي أعلن بوجوده عن من وضعه.. فأمسك بأنامله به ليحاول تلمس دفء اليد التي وضعتها، ليس لكونها الفتاة التي يعشق أو التي يرغب بوجودها.. بل في الوقت الحالي.. لدفء يد صديق حاول تدفأته ..
في هذه الغربة ، كان هذا أنس لا يوصف...
بقي لحظات يسترد بها قوته ثم ينهض ليغسل وجهه النعس...
فراغ المكان منها دله على مكانها، فخرج متجها نحو جارته...
طرق الباب عدة مرات دون سماع إجابه فمد يده فاتحا الباب ثم يرد، جاب المكان بحثا حتى وجدها ...
خرج ليغلق الباب لكن قبل ذلك سمعها و قد تنبهت لوجوده: استيقظت..
أجابها: أجل....
جلست و هي تسترجع توازنها : لقد غلبني النوم.
استند على الحائط خلفه: طبيعي .. من الإنهاك.
اصطنعت الضجر: بل قل من الملل... كيف دخلت؟
أشار للخارج: تسللت من الباحة، من الباب الذي لم تقفليه بالطبع...أنا غاضب نوعا ما لذلك.
أظهرت ابتسامة مصطنعة: لا بأس.. سأنتبه في الأيام القادمة..أنت يجب أن تفهم أني لم أعتد على هذا الوضع بعد.
جلس القرفصاء مكانه: إيريكا، منذ الغد سوف نبدأ حياتا طبيعية حتى نجد حلا.
لملمت شعرها قبل أن تنهض تاركة سريرها،المبعثر قليلا: تعني المدرسة .
بسط كفه تحت ذقنه: ليس ذلك فقط...بشكل عام، يجب أن نرتب أمور البيت و الملابس و كل شيء.
رفعت مخدتها لتظهر النقود التي أخفتها تحتها: نستطيع شراء ما نحتاج بهذا.
ضيق عينيه بجدية: من أين لك؟
أخذتها و اتجهت نحوه : يوري أعطانا هذه .
وقف آخذا ما بيدها: أصبحنا مدينين من أول يوم.
حركت يدها و رأسها: تقصد أننا استلمنا الراتب...
"أوه..يعني لاراتب هذا الشهر"
جرت ابتسامة تخفي خلفها شيئا مبهما له: هاروكي.
أجابها بنظرة ...
أمسكت كمه برجاء: دعنا نتسوق.
ظهرت عليه علامة الشعور بالبلاهة: ما يهم النساء.. نحن سنذهب لشراء زي مدرسي للغد و بعض الطعام و مابدا نحتاج له هنا.
بدأت تجره بحماس داخلها: لأي سبب كان، فهو تسوق.
خرجا من ذلك المجمع الذي أبعد السواد بأنوار متنوعة الألوان مع بعض الأكياس المحتوية للزي المدرسي و باقي الأغراض المدرسية...
مدت إيريكا يدها مشيرة نحو مكان على مقربة: ذلك المكان يبدوا جيدا.
أبدى انزعاجا طفوليا بينما يرفع الأكياس البسيطة التي قد جمعها بيده اليسرى: فكري بمكان أرخص إيريكا.. نحن لانملك الكثير.
أخذت كيسا منه قبل أن تتحرك أمامه: لألا تدعي أني أثقلت عليك.
بدأت تتجول حتى وصلت لمحل ملابس متوسط الحجم مقارنة بغيره ..
بدأت تمعن النظر خلال زجاجة العرض و ماخلفها: تبدوا أسعاره جيدة، لكن جودة بضائعه...
قاطعها هاروكي بالدخول: و هل تهمك جودة البضائع الآن؟
تبعته لتدخل..
كانت تتحول عينيهما من شيء لآخر حتى اختارت هي..
«قميص زهري دون أكمام و بنطال جنز أبيض، قميص بني طويل نسبيا دون أكمام و بنطال قماشي سكري، قميص أرجواني طويل الأكمام و بنطال جلدي أسود»
و اختار هو..
« قميص رمادي و بنطال أسود، قميص أبيض و بنطال أزرق، قميص أسود و بنطال كحلي»
كان ذاك العدد المناسب لنقودهما و لتقضية الوقت بها، و قد كانت إيريكا دقيقة لتكون الملابس متناسقة و لو بالتغيير عكس الصبي الذي كان ينظر للسعر و يلتقط بعشوائية حيث أنك تكاد تجزم أنه..
«لم ير ما أخذته يده»
تمت هذه المرحلة ليخرجا ذاهبين لمتجر أطعمة...
صادفا في ذلك الوقت هيجي و هو يشتري بعض الحاجيات...
أدار هاروكي جسده: أنا سوف أعود للمنزل...
أسمعه ريو تحية أوقفته: أوه..أنتما هنا.
توقف هاروكي و هو يتلمس كف إيريكا التي تقيد حركته و هي تقول: أهلا، يبدوا أنكما تتسوقان أيضا.
أدار حدقته قبل أن يطلق إجابة: اممم... لقد كنا عائدين للمنزل فقلنا نأخذ همبرجر للعشاء .
قالت إيريكا: دعاني أطبخه..لقد مللت و هذه تسلية لي.
ريو: لاداعي أن تتعبي نفسك، نحن نتدبر أمرنا .
حركت رأسها نفيا: أعلم لكني أرغب بتجربة الطبخ قبل أن أطبخ في المطعم لأول مرة.
شعر ريو ببعض الغرابة: لأول مرة!
ترك هاروكي أحد الأكياس ليربت على رأسها: إيريكا، أفضل الموت جوعا.
نظرتها قادته للصمت و الذهاب لإنتقاء ما هما بحاجته ..
صابون و غسيل ثياب و شامبو ....الخ
و هو في تلك الحالة اصطدمت يده بمن جانبه: عذرا...
تنهد تنهد ضجر :..أنت.
" لم أنت كالصمغ"
" مسرور أني صمغ ملتصق بك لآخر حياتك بعدما سمعت هذا منك..سأكسر أنفك المرتفع غرورا.."
رفع هيجي حاجبا بإستخفاف لما سمع دون أن يدرك مغزى كلام هاروكي...
وضع ريو كل يد فوق كتف أحدهما: صديقي، وقت العودة.
تبادلا نظرات حادةلبضع ثوان ثم التفت هاروكي لريو: لا أستقبل الضيوف الليلة ، عذرا..تستطيعا الذهاب.
أمسكه من رقبته: أييي... أنت ضيفنا الليلة، ألازلت لا تعلم أنك جارنا؟
عض شفته مبتعدا : يبدوا أن الصمغ من نوعية جيدة... لاتنفك بتاتا.
نظر ريو بإستغراب له بينما عاد هيجي لتتمة المحاسبة ببرود....
تعالت أصوات كحاتهم و اتجهوا ثلاثتهم نحو الفتاة التي علت لها صرخة في المطبخ...
ريو مقتربا منها بسرعة: مابك؟..هل تأذيت؟
تقدم هاروكي ليفتح النوافذ بسرعة عل الدخان الغليظ يخف درجة: قلت لك أن لا تطبخي..
أما هيجي فاكتفى بوضع يسراه فوق باب المطبخ: من الجيد أنه احترق قبل أن يدخل معدتي..
أبعد ريو هاروكي ليقف مكانها أمام الفرن : إنتظروا خارجا..
خرج هاروكي و إيريكا و هما يسمعان هيجي: لا تتأخر.
أجابه و هو يرفع المقلاة المحترقة : دقائق و يكون جاهزا.
لم يكذب ، فها هي دقائق و هم يستمتعون بأكل ماطهاه بدقة...
هيجي: علم هذه الفتاة قبل أن تطرد هي الأخرى.
إيريكا: دعني أنهي طعامي قبل أن تبدأ مضايقتي.
كان جالسا بجانبها فأنزل رأسه قليلا و هو ينظر لها بجدية: بما أنك فتاة، فالطبخ لابد أن تتخذيه هواية.
أشاحت وجهها متمة مضغها لتلك الوجبة المختصرة...
أنزل هاروكي رأسه من الجهة الأخرى: كل لسانك عن الرد..
وضع يده فوق شعرها محركا بعض الخصلات و كأنها طفلة في الثامنة: قد تكون تخفي خجلها من كونها فتاة تحرق الطعام الجاهز.
باتت تغلق راحة يدها لتكون مقبوضة: هل اتفقتما علي؟
ضيق عينه رابتا على رأسها لمدة: و هل هو شيء؟.. حقا، عندما أنا هنا.. لاداعي للنظر له.
اشتعلت شرارة الحدة لنظرتيهما مما جعلها تشعر بتكهرب الوضع من فوقها ، فهما يفهمان ما خلف هذه النظرات الحاقدة على مايبدوا..
(( أبعد يدك..))
((ماذا لو لم أفعل؟..))
((ستكسر كفك في ثوان...))
(( إنها يدي..))
(( اسحبها..))
(( هل أغضبتك؟..))
(( و هل تريد رؤية آثاره؟..))
أعلن استخفافه بإبعاد يده مع بسمة ظاهره و نهض متجها للمطبخ....
تابعته بؤبؤتي هاروكي لحين ابتعاده: هل انتهيت؟
أجابته و هي مازالت تأكل: اذهب أنت، سأصعد بعد قليل.
تكتف بذراعيه: من المستحسن أن لا تجعليني أنتظر كثيرا.
رمقته بنظرة احتجاج: دعني أجلس قليلا.. إن ذاك المكان ممل لدرجة تشعرني بالإختناق.
"تستطيعين فعل الكثير من الأشياء الآن..."
أشار لها بسبابته متابعا: كأن تبدلي هذه الثياب.
انتبهت لتلك الأمانة التي ترتديها: صدقت.
طرقات متوالية على الباب أجبرتها على الإستيقاظ معترضة: تبا للمدرسة..
لم يتوقف الطرق حتى فتحت الباب: توقف.
دخل مغلقا الباب بينما هي ابتعدت لتذهب و تتأهب...
أخذت حماما قصيرا يعيد لها النشاط و الحيوية و ارتدت زيها ذو القميص الأحمر و تنورة بنية قصيرة كستها بعض الطويات الخفيفة..
و صففت شعرها بسرعة لتظهر لذاك الشاب الشي ينظر لأوراق بحث أمه بتمعن...
جرت الأوراق لتضعها في حقيبتها الخضراء الجديدة: ما الذي تفعله؟
وضع يده في جيبه كمثيلتها: أوقظ عقلي من السبات.. أشعر أني نسيت الكثير.
لامست ضربتها الخفيفة يده: ياويلي على مستقبلك المزدهر .. أخشى أن تصبح عاطلا عن العمل مع شهادة عامك هذا.
مشى عنها منزلا رأسه للخلف نحوها: سأتعطل عن المدرسة بتأخرك ثانية.
ابتسمت لهذه اللحظة التي تعيدها لحياتها و تقدمت: أظن.. اشتقت لهذا التأخر.
توجهت إيريكا نحو صديقتها ليندا مرحبة : مرحبا ليندا.
ردت ليندا التحية: مرحبا، كنت في انتظارك بالأمس.
أمسكت بكفي ليندا: آسفة، ظروفي لم تسمح لي بالمجيء.. و عن ملابسك، سوف آتي بها غدا..أنا لم أغسلها بعد.
أرخت جفونها قليلا: لا عليك.
أبعدت يدها لتخرج ما بحقيبتها: خذي.. لقد استفدنا منها حقا، أشكرك.
أخذتها و التفتت للشاب الذي اكتفا بالنظر لهما، أرخت بؤبؤتيها لتستجمع قواها لتوجه كلماتها له: لم أنت متسمر هناك؟
اقترب قليلا: صباح الخير.
أجابته بلهجة انفتاحية: صباح الخير .
مشيا قليلا و الحديث دار بين الفتاتين حتى سمع صوت يقترب: ليندا...
لم تدر جسدها بعد و إلا تبع صوتها ارتطام لسقوطها على الأرض...
قالت ليندا بعتاب : مرة أخرى، دوما أحذرك و تسقطين ..يا الهي.
نهضت و هي تبعد الغبار عن ملابسها: حسنا حسنا، فهمت..يجب أن أنتبه مرة أخرى.
أخذت إيريكا ضحكة خفيفة بسماعها هذه الجملة شدت تلك الفتاة للنظر لها: أنت..ألست تلك الفتاة التي..؟
توقفت هي لتسألها صديقتها: هل تعرفينها؟
أجابتها بإيماء: لقد إصطدمت بحائط منزلنا قبل يومين و جرحت ساقها.
حولت نظرها لصديقتها الجديدة: يا للمصادفة، بذلك اليوم التقيت معها فهي و صديقها قد أتيا منزلي لأخذ بحث الفيزياء لأنهما سينتقلان لهذه المدرسة.
حكت إيريكا شعرها بحيرة جزئية في تفسير الأمر: مرحبا.
نظرت لها مستفسرة: و ذاك الصبي عديم المسؤولية.. أتى معك.
رفع يده محركا أصابعه لها: هنا.. لكن لاداعي ل «عديم المسؤولية » هذه..
لم يكن من العجب رؤية كاورو والدة فمن المعلوم أنها كانت صديقة والدة هاروكي المقربة...
توجه هاروكي و إيريكا مع الفتاتان لمكتب المدير قبل أن يذهبوا لفصلهم...
فالفتاتان متأخرتان لنصف ساعة، و كأن الساعة صنعت خصيصا لبيان تأخرهم...
دخلوا بعد طرق الباب و سماع كلمة "أدخل"..
نبرة هادئة و صارمة مع بعض النضج ..تلك هي ما طغت مسامعهم قبل الدخول...
وضع هاروكي كفه فوق فمه لرؤيته ذاك الشاب الثلاثيني الذي يعدل نظارته المستطيلة ، مرتديا قميصه الأبيض بياقة رمادية و بنطال كحلي...
نظرته الهادئة و الرزينة التي تحدق بهما مع ذلك الطبع الغريب كان يجره حقا للسخرية...
أن يرى مديره الصارخ و الغير متوازن بصرامته الزائدة عن حدها بهذا الطابع اللطيف و المسؤول..شيء يثير الفضول أن ترى مدير مدرستك في أوج شبابه....
كانت إيريكا مندهشة أكثر من رغبة الضحك..
فكيف لهذه السنين أن تحول هذا الشعر البني المجعد لخصلات طغاها البياض و هذه الملامح كيف ستحولها الشيخوخة لشخص خمسيني ، و كذا كيف طوت الأيام رزانة قامته هذه لقامة شخص هرم قد ضعف نظره و خارت قوته...
تقدم في تلك اللحظات ذلك الشاب بدفتر صغير أمسكه كفه ليربت به على الفتاتان بوجه خال التعابير : و هذه المرة، لم التأخير؟
كاورو و هي متكتفة: لأقولها صراحة، ليس لي عذر غير بقائي نائمة.
حول نظره لليندا: و أنت؟
ليندا: بقيت نائمة.
عاد لطاولته ليرفع ورقتين لهما: اسميكما و التعهد..
أخذتها ليندا: آسفة سيد ريك على الوضع الذي نسببه.
أجلس نصف جسده فوق طاولته: تعرفين..
تنهد متما:....في هذين العامين عانيت من صديقيك المنحوسين و الآن أنت و الفتاة الجريئة هذه.. لا تنضبطان بأي نظام يوضع، تقوداني للجنون.
بسط كفه في الهواء نحوهما: أوراق التعهد و اخرجا.
امتثلا للأمر و أخذ السيد ريك ورقتيهما ليضعها في أحد أدراجه...
رفع نظره نحو الآخرين ليثبتا وقفتهما المستقيمة ...
"أنتما...من طلاب هذه المدرسة؟!
هاروكي: لقد انتقلنا لهذا الحي توا لذا...
اقترب منهما واضعا يديه في جيبي بنطاله: لذا تودان التسجيل في هذه المدرسة.
إيريكا: أجل، لکن هناك مشكلة.
ضاقت عينيه قليلا:مشكلة!
بدأ هاروكي بسرد تلك القصة الملفقة عن مجيئهم من أمريكا و سرقة كل مالديهم منذ وصولهم لذلك الشاب، اتجه نحو النافذة اليمنى اللتي تطل على الساحة..بدأ ينظر خارجا بصمت، لدى تلك النافذة اللتي كانت محط مقعد إيريكا قبل أيام أم لنقل أنها ستكون محط جلوسها بعد عشرين عاما...!
لحظات تفكير تبعتها كلمات جامدة: حسنا، اذهبا للفصل الآن و سأبحث في الأمر.
وقوفهما أمام اللوح كان بدايتهما الحقيقية...
بداية كشف ماخلف هذا الزمان المبهم..
بداية التأقلم مع جيل الأسرار هذا..
بداية البحث عن مفتاح العودة...أقصد، مفتاح التقدم
نحو مستقبل لايعرف مغزى أحداثه سوى لهما...
و تقدمهما نحو المقاعد المشار لها من قبل المعلمة كانت علامة..
«هي البداية»
س١- هل سيكون لما يبحث عنه هيجي و ريو يد في ملامح القصة؟
س٢- هل سيستطيعا إخفاء كونهما من المستقبل؟
س٣- ماتصوراتكم عن الأيام التالية؟
قراءة مُمتعة ،،
التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 02-08-2016 الساعة
03:38 PM
وردة المـودة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى وردة المـودة
البحث عن المشاركات التي كتبها وردة المـودة